هيئة الصحة بدبي تستشرف مستقبل الرعاية الصحية للعام 2030 ومتطلباتها
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
شهدت إمارة دبي، مؤخراً، ورشة عمل حوارية تفاعلية لاستشراف مستقبل الرعاية الصحية للعام 2030، وتعزيز مكانة الإمارة وزيادة قدراتها التنافسية على الساحة الصحية الدولية، والتخطيط لتلبية الاحتياجات المتنامية على الخدمات الصحية، وتوفيرها بجودة عالية، تفوق توقعات جميع سكان دبي والزائرين والباحثين عن الرفاه الصحي من داخل الدولة وخارجها.
شارك في الورشة نخبة (محلية ودولية) من قادة المؤسسات الصحية وصناع القرار والمخططين وراسمي السياسات والمتخصصين، وتحولت الورشة إلى حلقات تفاعلية نشطة وثرية بمجموعة متكاملة من الأفكار المبتكرة، التي ارتكزت على كيفية الارتقاء بمستوى وكفاءة منظومة الرعاية الصحية في دبي، بما يتناسب مع التحولات السريعة والمذهلة التي تشهدها الإمارة نحو المستقبل.
ولدى افتتاحه أعمال الورشة قال سعادة عوض صغيّر الكتبي المدير العام لهيئة الصحة بدبي، إن دبي تُعد واحدة من أسرع مدن العالم نمواً، وأن لذلك استحقاقاته في امتلاكها لمنظومة متكاملة وشاملة وأكثر تقدماً للرعاية الصحية، وأن هذا ما نخطط له ونعمل على تحقيقه من خلال حزمة من المشروعات والمبادرات والبرامج التطويرية.
وأضاف سعادته: إن التخطيط الاستراتيجي في الهيئة وإن كان يقوم على التحليل الجيد للواقع والقراءة الدقيقة للمستقبل، فإنه يعتمد أيضاً على التفاعل المتواصل مع المجتمع لدراسة احتياجاته المستقبلية بالشكل الأمثل، ويعتمد كذلك على التفاعل مع نخب العلماء والخبراء والمتخصصين، والاطلاع على تجارب المؤسسات الصحية العالمية الناجحة، وتبادل الخبرات، مؤكداً أن كل ذلك يمثل حزمة الأدوات، التي تعتمد عليها الهيئة في عمليات التخطيط ورسم السياسات والتنفيذ.
وقال الكتبي: في ضوء ذلك، تحرص هيئة الصحة بدبي على بناء العلاقات وتوثيق الشراكات مع المؤسسات الصحية الكبرى داخل الإمارات وخارجها، كما تحرص كذلك وتعمل على الاستفادة من الخبرات والكفاءات، في مثل هذه اللقاءات وورش العمل التفاعلية التي تنظمها بشكل دوري ومستمر.
كما أعرب سعادته عن تقديره الشخصي وتقدير هيئة الصحة بدبي، لجميع الحضور، لحرصهم على المشاركة في أعمال الورشة، مؤكداً أن هذا التجمع، ومع وجود هذا المستوى من المسؤولين والخبراء، يُعد فرصة مهمة للخروج بأفكار مبتكرة قابلة للتنفيذ.
وتفصيلاً أفادت فاطمة عباس المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والتطوير المؤسسي في الهيئة، بأن حلقات النقاش ركزت على أربعة محاور رئيسية شملت:
• كيفية الاستخدام الأمثل والكفء لسعة خدمات الرعاية الصحية الحالية في إمارة دبي.
• إيجاد الحلول المبتكرة لدعم مقدمي خدمات الرعاية الصحية، للتوسع في تقديم الخدمات في المناطق ذات الحاجة بالإمارة، وسد الشواغر في الكوادر الطبية المطلوبة.
• تخطيط وتعزيز الخدمات الصحية، لتتوافق مع متطلبات السياحة الصحية وجذب المزيد من قاصدي السياحة الصحية في الإمارة.
• الخطط المبتكرة لإنشاء مراكز للرعاية الصحية المتميزة في دبي.
وأكدت الدكتورة ناهد منصف مديرة إدارة الاستراتيجية والحوكمة في الهيئة، أن جلسات الحوار كانت مثمرة، ونتج عنها العديد من الحلول المبتكرة على مستوى المحاور الأربعة، التي تم مناقشتها من قبل المدراء التنفيذيين والخبراء المحليين والدوليين.
وقالت إن الهيئة ستعمل على الاستفادة من أفضل الحلول التي تم طرحها، بما يتماشى مع الخطط التطويرية وأهدافها الاستراتيجية، الرامية إلى رفع درجة كفاءة منظومة الرعاية الصحية، ومستوى جودة الحياة في دبي، لضمان توفير الخدمات الصحية واستدامتها وتحقيق رؤية القطاع الصحي في امارة دبي.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة الصحة بدبی
إقرأ أيضاً:
«الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: إطلاق مبادرة لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي بـ«الرعاية الصحية»
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أخبار ذات صلةأطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، مبادرة «مسار الذكاء»، ضمن الجهود المستمرة لاستكمال تمكين وتعزيز قدرات الموظفين والعاملين لتوظيف ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن قطاع الرعاية الصحية، وذلك انسجاماً مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، وبما يدعم مستهدفات مئوية الإمارات 2071 لتحقيق تحول نوعي في جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
وقالت مباركة إبراهيم، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، في تصريح لـ«الاتحاد»: «تركّز مبادرة (مسار الذكاء) على ثلاثة محاور رئيسية تشمل تطوير الكوادر البشرية، ودمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية، وضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات». وأضافت: «تعد مبادرة (مسار الذكاء) جزءاً من خطة تطوير ممنهجة تستند إلى أفضل الممارسات وأحدث الاتجاهات العالمية في هذا المجال».
وأشارت إلى أن المؤسسة تتعاون بخصوص هذه المبادرة مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين العالميين، لدعم جهود تطوير برامج تدريبية متخصصة تدعم الكوادر، وتسهم في تزويدهم بالمعرفة والخبرة اللازمة، وتضمنت هذه الجهود مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية مثل الدورات الذاتية عبر منصة التعلم الخاصة بالمؤسسة، وورش العمل التفاعلية، والتدريب العملي، والندوات الإلكترونية، ولقاءات التدريب الرقمية، والنشرات التوعوية. وأكدّت، أن هذه المبادرة تجسد حرص والتزام المؤسسة بتوظيف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية على جميع المستويات، وإيمانها العميق بدوره المحوري في إحداث نقلة نوعية في جودة الخدمات الطبية من خلال إعادة تعريف أساليب التشخيص والعلاج وتعزيز قدرات التنبؤ الاستباقي بالأمراض لضمان رعاية أكثر كفاءة وفعالية.
وأشارت إلى أن الاستثمار في التعليم والتدريب المتخصص يشكل ركيزة أساسية لإعداد كوادر قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية وتسخيرها للارتقاء بتجربة المرضى وتحسين مخرجات الرعاية الصحية.
وأفادت أن مبادرة «مسار الذكاء» تمثل خطوة متقدمة نحو ترسيخ مكانة المؤسسة بين رواد الابتكار في مجال الرعاية الصحية عالمياً، منوهة بالتقدم الذي تم تحقيقه وثقتها بقدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز كفاءة الكوادر البشرية والارتقاء بجودة رعاية المرضى وإحداث تحول جذري في طريقة أساليب الخدمات الصحية على مستوى المنطقة.
وأشارت إلى استكمال المؤسسة جهودها في التدريب والتطوير المستمر، وبناء قدرات كوادرها الوظيفية، وتنمية مهاراتهم الرقمية، عبر تعزيز جاهزيتهم وتمكينهم من التعامل بفعالية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي. وذكرت أنه ضمن جهود تعزيز دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية، قامت المؤسسة بتطبيق مجموعة من النماذج الذكية التي تغطي مجالات التنبؤ والتحليل الاستشرافي وتحسين سير العمل وإدارة الموارد وتعزيز الاستدامة ورفع مستوى تفاعل المرضى. ولفتت إلى تبني المؤسسة حلولاً متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي في مجالات الروبوتات والجينوم والتوثيق الطبي الصوتي والتصوير التشخيصي، بهدف تحسين العمليات التشغيلية وتقليل الضغوط النفسية على الكوادر الطبية، مما يسهم في تعزيز نتائج المرضى ورفع مستوى سعادتهم ورضاهم. وتطرقت إلى اعتماد المؤسسة «سياسة الذكاء الاصطناعي الآمن»، استكمالاً لمسيرتها في تعزيز الحوكمة الرقمية وتبني أفضل الممارسات في هذا المجال، انسجاماً مع جهود دولة الإمارات في تعزيز الاستخدام المسؤول والأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وبينت أن سياسة الذكاء الاصطناعي للمؤسسة وضعت إطاراً متكاملاً يضمن الحوكمة الفعالة لهذه التقنيات، مع التركيز على أربعة أهداف رئيسية تشمل ضمان التوافق مع المعايير الأخلاقية المعتمدة وطنياً في استخدام الذكاء الاصطناعي، وتحقيق التكامل مع الإطار الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، إلى جانب تعزيز القيم الإنسانية لضمان معاملة عادلة وآمنة لجميع أفراد المجتمع، والموازنة بين دعم الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي والحفاظ على أعلى معايير الأمان.
تعدّ مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية من أوّل الجهات الحكومية التي تعتمد سياسة داخلية شاملة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز التزامها بالعدالة والشفافية والمساءلة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويسهم في توفير نهج منظّم لتقييم المخاطر والحدّ منها، مما يضمن تحقيق التوازن بين الابتكار والأمان والموثوقية في التقنيات المطبقة.