تقارب السوداني والصدر: تكتيك سياسي أم تحالف استراتيجي؟
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
يونيو 24, 2024آخر تحديث: يونيو 24, 2024
المستقلة/ بغداد/- يثير التقارب بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التحالف، هذا التقارب والذي ربما يفسر غياب أي تحرك احتجاجي من قبل أنصار التيار الصدري ضد أداء حكومة السوداني.
مصادر سياسية كشفت عن سعي السوداني للتخلص من ضغوط ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، من خلال التقارب مع التيار الصدري. السوداني يدرك جيدًا أن بقاء المالكي في قائمة قيادات البلد لن يسمح له بتحقيق طموحه بولاية ثانية. في الوقت نفسه، تؤكد العديد من المصادر أن السوداني قطع تعهدًا لقيادات الإطار التنسيقي بأنه لن يرشح للدورة الثانية من رئاسة الحكومة.
مصدر مقرب من تيار الفراتين أشار إلى أن هناك قوى شيعية لا ترغب في أن يصبح السوداني قوة نافذة تساوي الزعامات السياسية الشيعية المعروفة، وتعتبره مجرد جسر لعبور مرحلة معينة. لكن السوداني يرفض هذا الدور ويسعى لتحقيق طموحه ليصبح زعيمًا وطنيًا قادرًا على النهوض بالدولة على كافة المستويات، رغم العقبات والملفات الشائكة التي تعمد بعض القوى السياسية الإبقاء عليها لمنع تحقيق إنجازات تحسب له.
في وقت سابق، حذر النائب عن ائتلاف دولة القانون، عارف الحمامي، السوداني من أن “يتقشمر بتيار الفراتين”، مؤكدًا أن القوى السياسية قد تحاول إسقاطه إذا استمر في هذا النهج.
السوداني يبدو أنه يحاول بناء تحالفات جديدة لتعزيز موقفه السياسي وتخفيف الضغوط التي يواجهها من داخل الطيف السياسي الشيعي. وقال عضو المكتب السياسي للتيار، هادي الياسري، إن حكومة السوداني أطلقت على نفسها مسمى “حكومة الخدمات والمنجزات”، مشيرًا إلى أن زيادة حظوظ الفراتين والسوداني في الانتخابات مبنية على مقبولية الشارع العراقي.
الياسري أشار إلى أن المخاوف من بعض الأطراف السياسية طبيعية وتدخل في مضمار التنافس الانتخابي، ولم يستبعد احتمال التحالف مع التيار الصدري بعد الانتخابات، مؤكداً أنها استحقاقات انتخابية.
التحالف المحتمل مع التيار الوطني الشيعي بقيادة مقتدى الصدر قد يوفر للسوداني دعمًا سياسيًا قويًا لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، لكن السؤال يبقى حول مدى قدرة هذا التحالف على الصمود في وجه التحديات السياسية المعقدة.
في ظل السعي لتحقيق توازن دقيق بين واشنطن وطهران، يواجه السوداني تحديات كبيرة. الولايات المتحدة تعتبر شريكًا استراتيجيًا للعراق، بينما تعد إيران جارة ذات تأثير كبير على الساحة السياسية العراقية. السوداني يحاول كسب دعم واشنطن لتعزيز موقفه الدولي وتوفير الدعم لمواجهة خصوم الداخل، في الوقت الذي يسعى فيه للحفاظ على علاقات جيدة مع طهران التي تدعم فصائل عراقية.
التحدي الأكبر الذي يواجه السوداني هو كيفية تحقيق هذا التوازن دون أن يخسر دعم أي من الطرفين. يحاول بناء تحالفات جديدة داخل العراق لتعزيز موقفه السياسي، ولكنه يواجه مقاومة من القوى الشيعية التقليدية التي ترى في طموحاته تهديدًا لنفوذها.
السوداني، بين تحديات الداخل والخارج، يسعى لتحقيق طموحه ليصبح زعيمًا وطنيًا قادرًا على النهوض بالدولة على كافة المستويات. ولكن، الطريق مليء بالعقبات والتحديات التي تتطلب منه حنكة سياسية وقدرة على المناورة بمهارة، مع شكوك حول مدى قدرته على تحقيق هذا الطموح في ظل الضغوط السياسية الكبيرة التي يواجهها.
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: التیار الصدری
إقرأ أيضاً:
اجتماع استثنائي برئاسة ميشال عون في مقر التيار غدًا
تعقد الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر اجتماعاً استثنائياً لها برئاسة الرئيس العماد ميشال عون، في مقر "التيار" في ميرنا الشالوحي غداً الاثنين الساعة الرابعة بعد الظهر، وستكون هناك كلمة بعد الإجتماع.