غواصة مجهولة وضابط بريطاني غامض.. أسرار استهداف سفينة تركية بالمتوسط
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
تركيا – “أكبر كارثة في تاريخ البحرية التركية”.. هكذا تصف تركيا إغراق غواصة مجهولة لسفينة شحن تابعة لها في 23 يونيو عام 1941 ما أدى إلى مقتل 168 شخصا من ركابها.
جرت المأساة فيما كانت الحرب العالمية الثانية في أوجها. تركيا كانت تحاول حينها اتباع سياسة محايدة، وكانت تسعى إلى عقد اتفاقية عدم اعتداء مع ألمانيا، الأمر الذي جرى بالفعل في 18 يونيو 1941، قبل أربعة أيام من غزو القوات الألمانية النازية للاتحاد السوفيتي.
مع ذلك جددت بريطانيا الطلب من تركيا إرسال فريق لاستلام أربع غواصات كانت اشترتها تركيا ودفعت ثمنها قبل الحرب، فيما كانت تغريها قبل توقيع الاتفاقية التركية الألمانية أيضا بهدية إضافية تتكون من أربع طائرات.
رئاسة الأركان التركية استأجرت للمهمة سفينة الشحن “رفاه”، وهي سفينة توصف بأنها قديمة ومتداعية.
انضم للبعثة التركية 20 ضابطا بحريا و63 ضابط صف و68 بحريا من أفضل رجال البحرية التركية. بالإضافة إلى ذلك أرسل على متن السفينة 21 طيارا كان اتفق منذ فترة طويلة على تدريبهم في المملكة المتحدة.
السفينة “رفاه” انطلقت في الساعة 17.30 من يوم 23 يونيو 1941 من ميناء مرسين بجنوب تركيا في طريقها إلى ميناء بورسعيد في مصر ومنها إلى بريطانيا. خط إبحار السفينة التركية كان أوصى به السفير البريطاني في تركيا.
كان على ظهر سفينة الشحن التركية 200 شخص، واحد منهم فقط أجنبي، وهو ضابط بريطاني كان انضم للبعثة في ميناء مرسين.
المصادر التركية تصف هذا الضابط البريطاني بأنه غامض، وأن الجميع حينها كان يتساءل من هو ومن أعطى الأمر بانضمامه. عن هذا الضابط البريطاني الغامض قيل أيضا إنه كان يتجول دائما على ظهر السفينة مرتديا سترة نجاة.
بعد مرور 5 ساعات على إبحار السفينة، وكان الظلام قد حل، دوى صوت انفجار رهيب في المتوسط، وأصاب طوربيد سفينة الشحن التركية متسببا في فتحة كبيرة في هيكلها.
تعطلت أجهزة السفينة، وألقى بعض الجنود بأنفسهم في البحر، ومات عدد منهم غرقا. السفينة رفاه بقيت مع ذلك على سطح الماء لمدة 4 ساعات. بعدها حدث انفجاران وابتلعها البحر.
قتل 15 ضابطا من سلاح البحرية التركية بينهم ضابط برتبة مقدم، إضافة إلى 10 نقباء و4 يحملون رتبة ملازم أول، و49 من ضباط الصف. كما قتل 63 من رجال البحرية العسكرية، و25 من أفراد الطاقم بمن فيهم القبطان المدني.
نجا بالصدفة 28 شخصا من الركاب بعد أن تمكنوا من النزول باستخدام قارب النجاة الوحيد المتبقي. لاحقا تم إنقاذ 4 جنود آخرين كانوا تمكنوا من التعلق بألواح في البحر. من بين 200 شخص كانوا على متن السفينة، قتل 168 شخصا بمن فيهم الضابط البريطاني الغامض.
لم تعترف أي دولة بمسؤوليتها عن الكارثة، وتبادل الألمان والإيطاليون مع الفرنسيين والبريطانيين الاتهامات بالمسؤولية عن هذا الهجوم المأساوي.
الأثر الفرنسي في كارثة سفينة الشحن التركية:
اللافت أنه بعد مرور عام على الحادثة، ومع عدم اعتراف أي دولة بانها صحابة الغواصة التي أغرقت سفينة الشحن التركية، جرت مفاوضات سرية مع الفرنسيين منح بموجبها الأتراك سفينتين فرنسيتين بمثابة تعويض عن إغراقهم بـ”الخطأ” السفينة التركية، وتم حينها إغلاق الملف نهائيا.
في عام 1982، صرّح العقيد المتقاعد في هيئة الأركان الجوية التركية حيدر قرسان، وكان من الناجين في تلك المأساة قائلا: “لقد أغرق الفرنسيون رفاه. بالطبع، ليس لدي وثائق حول هذه المسألة ولا يمكن بالطبع أن تكون. تم نسفنا في حوالي الساعة 23.00 ليلا وغرقنا بعد ذلك بقليل. بدأت النضال من أجل الحياة في البحر من خلال التمسك بقطعة من الخشب. في الساعات الأولى من الصباح، ظهرت طائرة فرنسية ذات جناحين ومقعدين وبدأت تحلق فوقنا على ارتفاع 25 مترا. ماذا كانت هذه الطائرة الفرنسية تفعل حولنا؟ لماذا جاءت في الساعات الأولى من الصباح؟ ماذا كانت تفعل هناك؟”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
رمز غامض على قميص زيلينسكي يثير التساؤلات.. ما قصته؟
شمسان بوست / متابعات:
لطالما كانت طريقة لباس الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مثار جدل.
أمر آخر أيضا مثير هو الشعار المطبوع على القمصان التي يرتديها.
في آخر ظهور له في البيت الأبيض، وقف الرئيس الضيف إلى جوار مضيفه، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مرتديا قميصه الأخضر الداكن، وعليه الشعار ذاته الذي ظهر في مناسبات سابقة.
وشُدت الأنظار لزي الرئيس الأوكراني بعدما سأله صحافي حضر لقاءه مع ترامب عن سبب عدم ارتدائه بدلة رسمية، فأجاب قائلا إنه “سيرتديها حين تنتهي الحرب في بلاده”.
لفت زيلينسكي الانتباه إلى هذا الشعار أول مرة عندما خاطب الكونغرس الأميركي في مارس 2022 مناشدا المشرعين مساعدة بلاده في التصدي للغ زو الأوكراني.
في ذلك الوقت، كان أصحاب نظريات المؤامرة والدعاية الروسية يعملون جاهدين على تصوير رئيس أوكرانيا باعتباره من النازيين الجدد أو المتعاطفين مع النازية، على الرغم من أن زيلينسكي يهودي وقال إن ثلاثة من أجداده ماتوا في الهولوكوست.
وتعززت هذه الدعاية بعد خطاب زيلينسكي بعدما زعموا أن الشعار على القميص الذي كان يرتديه استخدمه النازيون وجماعات الكراهية في القرن العشرين.
وكان الرئيس الأوكراني دام الظهور بالقميص ذاته والشعار ذاته في مناسبات عدة.
لكن يتضح أنه الشعار الوطني للبلاد، ويطلق عليه اسم “تريزوب” وهو رمح ثلاثي الرؤوس وتظهر فيه نفس ألوان علم أوكرانيا.
بعض التفسيرات تشير إلى أن الرمح الثلاثي الشعب يرمز إلى الثالوث المقدس، بينما يراه البعض الآخر تمثيلا منمقا لصقر أو مزيج من الأس لحة مثل الرمح والقوس.
ويظهر الشعار على العملات المعدنية والأختام واللافتات العسكرية باعتباره رمزا للهوية الوطنية وسيادة البلاد ووحدتها.
وأصبح شعارا رسميا لأوكرانيا في عام 1992 بعد أن حصلت البلاد على استقلالها عن الاتحاد السوفييتي