في ظل الخشية من أن تدهور في الأوضاع في النيجر قد يصل إلى حدود التدخل العسكري الأجنبي، يتجمع عشرات الأشخاص عند دوار الفرنكوفونية في نيامي مع حلول المساء، ملبّين دعوة الانقلابيين الذين أطاحوا الرئيس المنتخب محمد بازوم.

رئيس وزراء النيجر المعزول يأمل في إنهاء الانقلاب وإطلاق سراح بازوم كندا تُعلن توقف مساعدات التنمية المباشرة إلى النيجر

ليل الجمعة، تجمّع عشرات الشبان عند بعض الساحات الرئيسية وسط العاصمة، غداة دعوة المجلس العسكري الممسك بالسلطة سكان نيامي إلى "اليقظة" حيال "الجواسيس والقوى الأجنبية" والإبلاغ عن أي تحرك "لأفراد مشبوهين"، وفقًا لموقع العربية نت الإخباري.

وقال أبو بكر كيمبا كولو، منسق لجنة دعم المجلس الوطني لحماية البلاد الذي تشكّل في أعقاب انقلاب 26 يوليو: "تمركزنا عند الدوارات الاستراتيجية لإجراء نوبات ليلية مع السكان".

وأوضح أنه أوعز بانتشار عدد من أفراد اللجنة عند عدد من الساحات المركزية في نيامي، مضيفاً في حديث مع وكالة "فرانس برس": "الجميع يلتفّ عند هذه الدوارات بهدف دخول العاصمة".
وشدد على أن الهدف هو "مراقبة تحركات كل شخص مشبوه، ومحاولة توقيفه بأنفسنا"، معتبراً أن هذه المهمة هي جزء من "قتال الشعب" دعماً للانقلاب.

ورداً على سؤال عمن هم الأشخاص المشبوهون، اكتفى كيمبا كولو بالقول "هذه هي المعلومات التي في حوزتنا، لكن لا يمكننا كشفها"، متابعاً: "لدينا معلومات فعلية تدفعنا إلى القول إن ثمة تهديداً وشيكاً يطال العاصمة، ولا يمكننا ألا نحرك ساكناً".

مهلة الأسبوع لإعادة الرئيس بازوم

جاءت التحركات الليلية قبيل انتهاء مهلة الأسبوع التي حددتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) للانقلابيين حتى الأحد لإعادة الانتظام الديمقراطي وفك احتجاز الرئيس بازوم وعودته إلى مهامه.

وإضافة إلى دول غرب إفريقيا، أثار الانقلاب قلق دول غربية، أبرزها فرنسا التي أكدت السبت دعمها "بحزم وتصميم" لجهود إكواس لدحر الانقلاب، محذرة من أن "مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك".

بالنسبة إلى المتجمعين عند دوار الفرنكوفونية، لا تأتي الخشية من تدخل عسكري إفريقي فحسب، بل تتعداه الى تدخل فرنسي، خصوصاً أن باريس تنشر قرابة 1500 من جنودها في بلادهم.

وقال كيمبا كولو: "ليست إكواس التي تثير قلقنا بل تدخل عسكري فرنسي"، مؤشراً بالتحديد إلى الكتيبة الفرنسية التي يعدّها بعض النيجريين عدوة لهم، إضافة إلى "كلّ من يمكن أن يهاجمنا".

توتر العلاقات مع فرنسا

ومنذ الانقلاب، شاب التوتر العلاقة بين المجلس العسكري وفرنسا الداعمة للرئيس المخلوع. وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن بلاده ستردّ بحزم على أي تعرض لمصالحها ورعاياها في النيجر، بينما اتهمها الانقلابيون بالسعي إلى التدخل العسكري.

ورفع العديد من المتظاهرين الداعمين للانقلاب خلال الأيام الماضية شعار "تسقط فرنسا"، وأطلقه أيضاً أحد الشبان المتجمعين قرب دوار الفرنكوفونية.
وعند رؤيته الشبان المتجمعين عند الدوار، أوقف السائق سيارته ونزل منها، حاملاً علم بلاده وعلماً روسياً كان وضعه على مقعد الراكب الأمامي، ولوح بهما في الهواء.

وتتصدر لجنة التنسيق هذه، إضافةً إلى المجموعة المدنية المعروفة باسم "أم 62"، التكتلات الداعمة للانقلاب. وتقوم هاتان المجموعتان بضمان أمن التجمعات المؤيدة للانقلاب، وتعكسان وجهة نظر الانقلابيين.

 

دعوات للتهدئة

وفي حين لا يخفي العديد من سكان نيامي دعمهم للانقلاب العسكري الخامس في تاريخ النيجر، يدعون في الوقت عينه إلى التهدئة وعدم التصعيد.

وفي ساحة الفرنكوفونية التي تشكّل صلة وصل بين العديد من الأحياء الشعبية في المدينة، تمرّ العديد من السيارات من دون إيلاء اهتمام كبير للتجمع الذي التحق به عشرات من التلامذة أيضاً.

وليل الجمعة، كانت الإجراءات محدودة، لكن المنسق المساعد تاسيرو عيسى أكد أنه سيتمّ قريباً "تفتيش كل الشاحنات، كل السيارات، نحن 25 مليون شرطي في النيجر، 25 مليون جندي"، في إشارة الى العدد الإجمالي لسكان البلاد.

مثله، أكد الخياط محمد بشير أهمية "أن أدعم بلادي، والعسكريين. أنا أتيت لأقدم الدعم لما يحصل هنا".

من جهته، أكد كيمبا كولو أن الجميع "سيبقون هنا كل مساء لحين انتهاء التهديد".

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النيجر الانقلابيين محمد بازوم العدید من

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تعلن اكتمال انسحابها من النيجر

أعلن الجيش الأميركي -أمس الاثنين- اكتمال سحب قواته من النيجر وفق اتفاق مع السلطات هناك في أعقاب انقلاب عسكري في يوليو/تموز سنة 2023 أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم، مما دفع واشنطن إلى تعليق معظم تعاونها مع نيامي ومن ذلك التعاون العسكري.

وردّ المجلس العسكري الحاكم بالطلب من واشنطن سحب قواتها من البلاد، كما بدأت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا تقاربا متزايدا مع روسيا، منافسة الولايات المتحدة إستراتيجيا في أماكن متعددة من العالم بينها القارة الأفريقية.

وقال الجيش الأميركي إنه سحب ما يقرب من ألف عسكري إذ كانت الولايات المتحدة شريكا رئيسيا للنيجر في الحرب على المتمردين في منطقة الساحل بأفريقيا، الذين قتلوا آلاف الأشخاص وشردوا ملايين آخرين.

وفي مارس/آذار الماضي، انسحبت النيجر من اتفاقية تعاون عسكري موقعة عام 2012 مع الولايات المتحدة، معتبرة أن واشنطن "فرضتها أحاديا".

وتبحث الولايات المتحدة عن خطة بديلة في غرب أفريقيا، لكن العملية بطيئة، ويحذر المسؤولون الأميركيون من أنه أصبح من الصعب مراقبة "حركات التمرد المتنامية" في غرب أفريقيا.

وتم تنفيذ الانسحاب الأميركي من النيجر على مراحل، فقد انسحبت القوات والأصول الأميركية من القاعدة الجوية 101 في نيامي في 7 يوليو/تموز، ومن القاعدة الجوية 201 في أغاديز في 5 أغسطس/آب، ليكتمل الانسحاب بحلول الموعد النهائي في 15 سبتمبر/أيلول.

وقالت القوات الأميركية في بيانها "على مدى العقد الماضي، قامت قواتنا بتدريب قوات النيجر ودعمت مهام مكافحة الإرهاب التي يقودها الشركاء ضد تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة في المنطقة، وإن وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الدفاع الوطني بالنيجر تعترفان بالتضحيات التي قدمتها قوات البلدين".

مقالات مشابهة

  • 10 سنوات من الانقلاب.. الحوثيون يحتفلون في عز معاناة الشعب اليمني
  • حدث ليلا.. ترامب يحذر من انهيار العالم وهجوم سيبراني على حزب الله وروسيا تستعد بالنووي
  • الولايات المتحدة تعلن اكتمال انسحابها من النيجر
  • حدث ليلا.. تحطم مروحية رئيس دولة إفريقية وانفجار ضخم بأمريكا وتحذير من زلزال مدمر
  • أمريكا تعلن سحب كامل قواتها من النيجر
  • طقس صحو بوجه عام رطب ليلاً غداً
  • الإمارات.. طقس الثلاثاء صحو بوجه عام غائم جزئياً أحياناً رطب ليلاً
  • غليان في تونس قبل أسابيع من انتخابات الرئاسة.. الاحتجاجات تقلب الموازين
  • أي مشهد سياسي بتونس قبل أسابيع من الاقتراع الرئاسي؟
  • حدث ليلا: محاولة اغتيال ترامب و2 مليون إسرائيلي في الملاجئ و3 فضائح تلاحق الاحتلال.. عاجل