واشنطن – بلقاء بقادة منظمة أيباك، كُبرى منظمات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنشطته في العاصمة الأميركية أمس الأحد. وعقب اللقاء غرّد على منصة "إكس" قائلا "نحن ملتزمون بضمان تحالف قوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل. الولايات المتحدة هي أهم حليف لإسرائيل وأكثر أهمية من أي وقت مضى".

وتلبي الزيارة دعوة وجهها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في وقت سابق من هذا الشهر، وتمثل المرة الأولى التي يزور فيها غالانت واشنطن منذ أن أوصت المحكمة الجنائية الدولية بتوجيه اتهامات إليه بارتكاب جرائم حرب الشهر الماضي، والثانية منذ بداية الحرب على قطاع غزة.

وذكر مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أن زيارة غالانت تسعى إلى "رفع مجالات التعاون الفريدة بين مؤسسات الدفاع الأميركية والإسرائيلية، مع التركيز على جهود بناء القوة وإبرازها، والحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في المنطقة".

وأضاف غالانت "مستعدون لأي عمل قد يكون مطلوبا في غزة ولبنان وفي أي مناطق إضافية"، في إشارة إلى احتمال توسّع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية، حيث تصاعدت الهجمات المتبادلة عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.

ويخطط الوزير يوآف غالانت للقاء كبار مسؤولي البنتاغون، وقال إن الاجتماع سيركز على مناقشة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة وكذلك سلوك الجيش الإسرائيلي في لبنان.

نتنياهو يعتقد أن قضية "تباطؤ" إمدادات الذخائر الأميركية سيتم حلها قريبا (الفرنسية) أزمة متراكمة

وتوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية وشيكة لما وصفه بـ"تباطؤ" إمدادات الذخائر الأميركية إلى إسرائيل. فقد أشار خلال اجتماع لمجلس الوزراء إلى "انخفاض كبير في الذخائر القادمة إلى إسرائيل من الولايات المتحدة" خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.

وقال "في ضوء ما سمعته خلال الـ24 ساعة الماضية، آمل وأعتقد أن هذه القضية سيتم حلها في المستقبل القريب". ورفضت إدارة بايدن بشكل عام الادعاءات بأنها فرضت ما يمكن أن يرقى إلى حظر أسلحة أميركي غير معلن على إسرائيل، وسط تزايد الخلافات العامة حول إستراتيجية إسرائيل في حرب غزة.

وبحسب الأوساط الإسرائيلية، بدأت أزمة صامتة في علاقات الدولتين في التراكم منذ نهاية فبراير/شباط الماضي تقريبا، بعد أن أنهت إسرائيل عملياتها الرئيسية في غزة. ويبدو أن إدارة بايدن انتهزت هذه الفرصة لوقف تسريع الصادرات الدفاعية إلى الإسرائيليين مع الضغط عليهم من أجل عرض رؤية متكاملة لمستقبل قطاع غزة.

ويعتقد بعد المعلّقين المؤيدين لإسرائيل في واشنطن أن مناورة إدارة بايدن أتت بنتائج عكسية من خلال تقويض الاستعداد العسكري الإسرائيلي في الوقت الذي صعّد فيه حزب الله هجماته على جبهة إسرائيل الشمالية في محاولة لإسناد المقاومة الفلسطينية أمام الهجمات الإسرائيلية.

ويرى ريتشارد غولدبرغ كبير مستشاري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، المعروفة بتبنيها مواقف حزب الليكود الإسرائيلي، أن سياسات بايدن أدت إلى أن "يتصور حزب الله وإيران بالفعل أن إسرائيل غير قادرة على شن حرب شاملة بسبب نقص الدعم العسكري والسياسي الأميركي".

من ناحيتها، يعتري القلق إدارة بايدن من حديث نتنياهو المرتقب أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ، حيث تخشى الإدارة أن يتهمها بالتخلي عن إسرائيل.

هل يختلف غالانت عن نتنياهو؟

وفي حديث للجزيرة نت تعليقا على زيارة غالانت لواشنطن، أشار السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأدنى، إلى أنه يمكن أن "يكون لاختلاف كبار المسؤولين الإسرائيليين عن نتنياهو وشركائه في الائتلاف اليميني تأثير أكبر على مسار العلاقات مع واشنطن".

وأضاف السفير ماك "يأمل غالانت، وهو عضو في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، أن يجد دعما من وزير الخارجية أنتوني بلينكن والوزير أوستن ومن بايدن، لإجراء تغييرات كبيرة في العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بالتركيز على احتياجات إسرائيل الأمنية التي هي أهم بكثير من حربها المفتوحة على (حركة المقاومة الإسلامية) حماس ومعاناة المدنيين الفلسطينيين التي تسببها".

ومن الأمثلة على ذلك، بحسب السفير ماك، بذل جهد كبير للتفاوض، وتنفيذ اتفاق إسرائيلي مع لبنان لانسحاب مقاتلي حزب الله شمالا، وترسيم الحدود، ونشر الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة في المنطقة الحدودية ومراقبي الأمم المتحدة من كلا الجانبين الذين يراقبون وضعا "يحتمل أن يكون أكثر خطورة على إسرائيل من أي تهديد متخيل من غزة".

وتضغط إدارة بايدن على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة لتهدئة التوترات المتصاعدة مع حزب الله في لبنان، خوفا من صراع على جبهتين يمكن أن يمتد إلى حرب إقليمية أكبر تشمل إيران مع استمرار إسرائيل في حربها المفتوحة على غزة.

ويعتبر غالانت أكثر تشددا من نتنياهو بشأن لبنان، وحذّر مرارا من صراع يلوح في الأفق مع حزب الله منذ بداية الحرب على قطاع غزة.

بدء المرحلة "ج"

وقبل وصوله واشنطن، قال غالانت إن اجتماعاته مع مسؤولي إدارة بايدن ستشمل مناقشة الانتقال إلى المرحلة "ج" في قطاع غزة، التي وصفها بأنها "ذات أهمية كبيرة".

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد حوالي ثلاثة أسابيع من بدء الحرب، حدد غالانت خطة معركة من ثلاث مراحل فيما يتعلق بقطاع غزة، تبدأ بفترة من الغارات الجوية المكثفة على أهداف لحماس وبنيتها التحتية، حسب وصفه، تليها فترة وسيطة من العمليات البرية التي تهدف إلى "القضاء على جيوب المقاومة".

وقال غالانت في ذلك الوقت إن المرحلة الثالثة ستكون خلق "واقع أمني جديد لمواطني إسرائيل من خلال تحقيق الأهداف المعلنة المتمثلة في تفكيك قدرات حماس العسكرية وقدراتها على الحكم في غزة".

وبينما يقول الجيش الإسرائيلي إنه على وشك تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس أو الإضرار بها بشكل خطير، لم تقترح حكومة نتنياهو أية خطة واضحة للإدارة المدنية لغزة بعد الحرب.

وخلال لقاء تلفزيوني، أكد نتنياهو أنه سيتعين على الجيش الحفاظ على السيطرة الأمنية الشاملة على قطاع غزة. واستبعد اقتراحا دفعت به إدارة بايدن يقضي بتسليم غزة إلى السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة على قطاع غزة إدارة بایدن إسرائیل فی حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

شخصيات إسرائيلية بارزة تحث الولايات المتحدة على إلغاء خطاب نتنياهو أمام الكونجرس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دعت مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية البارزة، بما في ذلك رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود باراك، واشنطن إلى إلغاء دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإلقاء كلمة أمام الكونجرس في 24 يوليو، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير.

ووصف التقرير الدعوة بأنها خطأ فادح، محذرا أن خطاب نتنياهو أمام الكونجرس "لن يمثل دولة إسرائيل ومواطنيها، وسيكافئ سلوكه الفاضح والمدمر تجاه البلاد."

وأوضح التقرير إن مثل هذه الدعوة كان ينبغي أن تعتمد على خطة لإنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة، وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدي حماس، وإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، وهي مهام فشل نتنياهو في إنجازها.

كما أشار إلي أن "دعوة نتنياهو ستكافئ ازدراءه للجهود الأمريكية لوضع خطة سلام."

علاوة على ذلك، انتقد التقرير نتنياهو بسبب حكمه الاستبدادي للبلاد، لافتا إلي أن خطابه أمام الكونجرس سيسمح له "بالتباهي أمام ناخبيه بما يسمى بدعم أمريكا لسياساته الفاشلة."

وأضاف التقرير أن "أنصاره في إسرائيل سيشجعهم ظهوره في الكونجرس، للإصرار على استمرار العدوان علي غزة والذي من شأنه أن يؤدي إلي استبعاد أي اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن بمن فيهم العديد من المواطنين الأمريكيين، إن إعطاء نتنياهو المنصة في واشنطن لن يؤدي إلا إلى تجاهل غضب وآلام شعبه، الذي تظاهر ضده في جميع أنحاء البلاد، يجب ألا يسمح المشرعون الأمريكيون بحدوث ذلك، يجب أن يطلبوا من نتنياهو البقاء في المنزل."

وفي سياق متصل، قدمت الولايات المتحدة مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5 مليار دولار منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، وفقا لتقرير صادر عن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وأوضح التقرير أن ما يقرب من نصف المساعدات استمرت حتى مايو 2024، بعد 7 أشهر من بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة.

وقال مسؤول كبير، في تصريحات نشرتها الصحيفة، إن حجم المساعدات ضخم للغاية، مضيفا أن ذلك بمثابة مؤشر على مدى عمق العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وناقش وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت ووفده هذه المساعدات خلال زيارتهم للعاصمة الأمريكية واشنطن هذا الأسبوع.

وفي الأسبوع الماضي، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تبطئ إرسال المساعدات لإسرائيل.

يذكر أن العدد الإجمالي لشهداء عدوان الاحتلال علي غزة قد ارتفع إلى 37.658 شهيدا، و86.237 مصابا، معظمهم من الأطفال والنساء، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • مبلغ هائل.. بكم دعمت واشنطن عدوان الاحتلال في غزة منذ السابع من أكتوبر؟
  • ردا على مزاعم نتنياهو بشأن حجب الأسلحة.. قناة أمريكية تكشف تفاصيل زيارة غالانت إلى واشنطن
  • شخصيات إسرائيلية بارزة تحث الولايات المتحدة على إلغاء خطاب نتنياهو أمام الكونجرس
  • مسؤول أمريكي: زودنا إسرائيل بأسلحة قيمتها 6.5 مليار دولار منذ 7 أكتوبر
  • إعلام إسرائيلي: غالانت يؤكد دعم تل أبيب لصفقة التبادل
  • غالانت يتحدث عن توافق إسرائيلي مع واشنطن ونتنياهو يرد عليه
  • وزير الدفاع الإسرائيلي منتقدا نتنياهو بطريقة غير مُباشرة: الخلافات مع واشنطن "تُحل" في الغرف المغلقة
  • من واشنطن .. غالانت ينتقد خروج نتنياهو من الغرف المغلقة
  • من واشنطن.. غالانت ينتقد خروج نتنياهو من "الغرف المغلقة"
  • غالانت ينتقد نتنياهو خلال لقاء سوليفان: نحل الخلافات في الغرف المغلقة ونحن في مرحلة الاتفاق