قبل سنوات وتحديدا بعد انكفاء تيار "المستقبل" وابرامه بعض التسويات السياسية مع "حزب الله" وحلفائه حيث تراجعت حدة الخلافات بين الطرفين وخاضا تحالفا رئاسيا اوصل الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا، وبعد تراجع النائب السابق وليد جنبلاط عن كونه رأس حربة "فريق الرابع عشر من اذار" عام ٢٠١٠، تصدرت "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع المشهد، وباتت هي الطرف الاساسي الذي يواجه "حزب الله" بشكل علني وحاد، حتى بات من الصعب الحديث عن تقارب ثنائي بينهما.
في مرحلة انتخاب الرئيس السابق ميشال عون، وفي ضوء التحالفات الشاملة التي سيطرت على الاجواء السياسية للبنان، تقارب حزب" القوات اللبنانية" من "حزب الله" وزار وزير الإعلام انذاك ملحم الرياشي الضاحية الجنوبية اكثر من مرة ما اوحى بان امكانية انهاء الخلاف او تجميده بين الحزبين باتت اقرب من وقت مضى، الا ان الانهيار الاقتصادي والثورة الشعبية التي اندلعت في ١٧ تشرين عام ٢٠١٩ وضعت حدا لكل هذا المشروع لتعود "القوات" رأس حربة في مواجهة الحزب وحلفائه، كل حلفائه.
حتى ان هجوم "القوات"لم يحيّد يومها حليف حليف "حزب الله" اي الرئيس سعد الحريري الذي كان رئيسا للحكومة، واستمر الخلاف حتى وصل الى ذروته في احداث الطيونة ربطاً بإنفجار المرفأ، وحتى يومنا هذا لا تزال "القوات" على اقصى النقيض من الحزب، الا ان اللافت ومنذ اندلاع الحرب في غزة وجنوب لبنان هو عدم خوض معراب اي معركة اعلامية قاسية ضد ما يقوم به الحزب بالرغم من موقفها العلني الرافض لفتح جبهة الجنوب ولسلاح المقاومة ايضا.
ليس صعبا على من يراقب الاحداث السياسية والاعلامية في لبنان ان يلاحظ ان رفض "التيار الوطني الحر" حليف "حزب الله" السابق لفتح جبهة الجنوب اوضح واكثر حدة من رفض القوات اللبنانية اقله لناحية تظهير هذا الرفض اعلاميا، كما ان موقف حزب "الكتائب" يبدو اكثر شراسة من باقي افرقاء المعارضة اذ تخوض الصيفي معركة جدية مرتبطة المسيحيين في قرى الجنوب وصولا الى الحديث عن تسليم سلاح الحزب ورفض التورط في الصراعات الخارجية ولا يكاد يمر يوم دون اطلالات كتائبية اعلامية تخوض هذا النقاش.
لا شك بأن موقف معراب رافض بشكل كلي للعمليات العسكرية للحزب في الجنوب ولا تزال معارضة لكل سياساته الداخلية والخارجية، ولعل تأكيدها على موقفها عند كل مناسبة دليل على تمسكها بالثوابت، الا ان الاكيد ايضا هو ان حزب "القوات" يعمل وفق قواعد سياسية ورؤية شاملة وطويلة الامد، وقد يكون هذا هو السبب الذي يدفعه الى التهدئة مع الحزب وان بشكل نسبي، اذ لا يمكن الا ان تكون هناك تسوية في نهاية المطاف، ومعراب تعلم ذلك جيدا.
لا يريد حزب "القوات" ان يضع نفسه في مكان محرج أمام الرأي العام وهو يسعى دائما الى تأكيد قدرته على الحوار مع كافة الاطراف بشرط الا يكون هذا الحوار فخاً للتعدي على الثوابت السيادية كما يسميها معارضو "حزب الله"، من هنا تصبح مراعاة القوات، او الاصح مهادنة القوات للحزب امراً مفهوماً او اقله ليس مستغربا، علما ان المهادنة هنا لا تعني عدم الانتقاد لكنها مستوى منخفض من الهجوم السياسي والاعلامي مقارنة مع حجم الحدث والخلاف. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القوات اللبنانیة حزب الله الا ان
إقرأ أيضاً: