سول - العمانية

تحل سلطنة عُمان "ضيفًا مميزًا" على معرض سول الدولي للكتاب، الذي سيقام خلال الفترة من 26 ـ 30 يونيو الجاري احتفاء بمرور خمسين عاما على العلاقات الثقافية العُمانية الكورية.

واختار معرض سول الدولي للكتاب لعام 2024م سلطنة عُمان لتكون ضيفا مميزا على المعرض، وسيمثل هذا فرصة ومحطة احتفالية باليوبيل الذهبي للعلاقات القائمة بين سلطنة عُمان وكوريا، وتكريمًا لكل كاتب وناشر ومؤسسة ممن أسهموا في صياغة المشهد الثقافي العُماني محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، وترسيخًا لمفهوم المعرفة أساسًا للتنمية والتقدم والانفتاح التي تؤكد على التزامها بتعزيز التواصل والتفاعل بين كل الثقافات.

وحول هذه المشاركة قال سعادة السّيد سعيد بن سُلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة: "إن مشاركة سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب في معرض سول الدولي للكتاب لعام 2024م إلى جانب مجموعة من المؤسسات الحكومية الأخرى مثل وزارة الإعلام ووزارة التراث والسياحة سيفتح آفاقًا من المعرفة وتبادل الخبرات بين البلدين خاصة وأن سلطنة عُمان وجمهورية كوريا الجنوبية ترتبطان بعلاقات وثيقة على كل الأصعدة والمجالات، وأن الجانب الثقافي شهد تطورا ملحوظا، كما تتجسد المشاركة في صور عديدة تعكس ثقافة وحضارة سلطنة عُمان ومخزونها المعرفي والأدبي والفني والثقافي بشكل عام وتنقل صورة حية تعد مهمة كونها جاءت بمناسبة مرور 50 عاما على عقد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.


 

وأضاف: أن المشاركة تعزز التواصل والتفاعل مع كل الثقافات، إضافة إلى تحقيق رؤى وتطلعات الوزارة من خلال استراتيجيتها الثقافية وتحقيقًا لأهداف رؤية عُمان 2040 في إرساء ثوابت مجتمع معتزّ بهويته ومواطنته وثقافته وتوثيقه ونشره عالميّا، متطلعين من هذه المشاركة إلى تعزيز أطر التواصل في الجوانب الثقافية والحضارية والمعرفية تأكيدًا للجهود التي تبذلها الوزارة في تعزيز الحراك الإبداعي والثقافي وتأكيد دورها الرائد لنشر المعرفة والاهتمام بالمثقف العُماني".

وتقدم سلطنة عُمان في هذا الحدث مجموعة من البرامج والفعاليات الثقافية المتميزة تستهدف العلاقات العُمانية الكورية من خلال جلسات حوارية لبعض الكتاب العُمانيين، وأخرى للمختصين حول العلاقات العُمانية الكورية، ومعرضًا للمخطوطات النفيسة، لتقديمه للجمهور الكوري، كما عملت على رفد جناحها بمجموعة منتقاة من الإصدارات المتنوعة من بينها مجموعة من الإصدارات المترجمة منها كتابان باللغة الكورية أحدهما ترجمة لرواية الكاتبة العُمانية جوخة الحارثية (سيدات القمر)، والثاني عن العلاقات العمانية الكورية.

كما يضم جناح سلطنة عُمان في المعرض مجموعة من الأركان وهي " ركن الإصدارات العُمانية المتمثلة في المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني (وزارة الثقافة والرياضة والشباب/ وزارة الإعلام/ وزارة التراث والسياحة/ النادي الثقافي/ جمعية الكُتاب والأدباء)، وركن الخط العربي (عرض حي ومباشر)، وركن نوادر المخطوطات العُمانية، وركن المجلس العُماني الذي يقدم الضيافة العُمانية ومن خلاله يتعرف الزائر على العادات والتقاليد العمانية، بالإضافة إلى عرض بعض المفردات الثقافية العمانية المسجلة في القائمة العالمية للتراث الثقافي غير المادي باليونسكو ( فن البرعة – الخنجر العُماني – الفضاءات الثقافية- تناول القهوة العُمانية ) ويتمكن الزائر خلالها من تجربة هذه المفردات الثقافية ومعايشتها من خلال تقنية (VR) كما سيتم تقديم عروض مرئية عن المواقع الثقافية والسياحية عن سلطنة عُمان.

كما يصاحب المشاركة تنفيذ عدد من البرامج الثقافية، من بينها جلسة حوارية بعنوان (الرواية...دهشة السرد العُماني) بمشاركة الكاتبة بشرى بنت خلفان الوهيبية والكاتب محمد بن خلفان اليحيائي والكاتب زهران بن حمدان القاسمي ويدير الجلسة الكاتبة هدى بنت حمد الجهورية، وورقة أخرى تتحدث عن واقع الترجمة في سلطنة عُمان وآفاق التعاون الممكنة بين اللغتين العربية والكورية يقدمها الدكتور هلال بن سعيد الحجري، كما ستقام جلسة حوارية حول التبادل الثقافي ( العلاقات العُمانية الكورية خمسون عاما من التقارب والعمل المشترك) يشارك فيها من كوريا الدكتورة هي سو لي ومن سلطنة عُمان الدكتور محمد بن خلفان اليحيائي، وجلسة حوارية أخرى حول أدبيات نسوية تصور الحياة اليومية للمرأة في كوريا وسلطنة عُمان) تشارك فيها الروائية العُمانية جوخة الحارثية والكورية أون هي كيونغ ويدير الجلسة الناقد الأدبي هيو هي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: العلاقات الع مجموعة من الع مانی من خلال

إقرأ أيضاً:

عادات وتقاليد الاحتفال برمضان.. ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب

نظّمت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، بالتعاون مع دار الكتب والوثائق القومية، ندوة ثقافية متميزة بعنوان «عادات وتقاليد الاحتفال برمضان» تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وذلك ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب.
 

شهدت الندوة مشاركة نخبة من المتخصصين في التراث والمعتقدات الشعبية، من بينهم الدكتور عبد الحكيم خليل، أستاذ ورئيس قسم المعتقدات والمعارف الشعبية بأكاديمية الفنون، والدكتورة نيفين خليل، أستاذ ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي، والدكتورة عزة محمود، استشاري الإدارة العامة بالمراكز العلمية بمركز تحقيق التراث، وأدارت الندوة الدكتورة سحر حسن، الباحثة بمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب.
 

استعرضت الندوة التطور التاريخي لعادات وتقاليد الاحتفال برمضان في مصر، بدايةً من العصر الفاطمي وحتى اليوم، مشيرة إلى الأهمية الثقافية والاجتماعية لهذا الشهر الكريم، حيث لا يقتصر على كونه شهرًا للعبادة، بل يعد موسمًا اجتماعيًا وثقافيًا يعكس روح التلاحم بين المصريين.
 

وأشارت الدكتورة سحر حسن إلى أن رمضان ليس مجرد أيام للصيام والعبادة، بل هو لوحة فنية تنبض بالحياة، حيث تزين الشوارع بالمصابيح والفوانيس، وتجتمع العائلات في أجواء من الألفة والمودة، مما يعكس خصوصية الاحتفال بهذا الشهر في مصر.
 

وأكدت الدكتورة عزة محمود، استشاري الإدارة العامة بالمراكز العلمية بمركز تحقيق التراث، أن شهر رمضان حظي بمكانة خاصة في كتب التراث الإسلامي، حيث وثّقت صفحاته فضائل هذا الشهر وما شهده من أحداث دينية وتاريخية مهمة، إلى جانب العادات والتقاليد التي تناقلتها الأجيال عبر الزمن.
 

وأوضحت أن المسلمين استقبلوا رمضان عبر العصور بفرحة واستعداد خاص، تجلى في تزيين المنازل والشوارع، وإقامة موائد الإفطار للفقراء والمحتاجين، وهو ما يعكس روح التكافل والإحسان التي تميز الشهر الكريم.
وأشارت إلى أن مظاهر الاحتفال برمضان شهدت تطورات كبيرة عبر العصور، منذ العهد النبوي والخلفاء الراشدين، مرورًا بالعصور الأموية والعباسية والفاطمية، حيث حرص الحكام على رعاية الفقراء ونُظمت المواكب الرمضانية الفخمة، كما انتشرت أسمطة الطعام في المساجد والميادين. كذلك برزت عادات خاصة بالسحور وصلاة التراويح، التي وإن اختلفت من بلد لآخر، إلا أنها اجتمعت على تعظيم الشهر الفضيل.
 

وشددت على أن رمضان، رغم تغير الأزمنة، يظل شهر الرحمة والمغفرة، حيث يحرص المسلمون على تكثيف العبادة، وإخراج الزكاة والصدقات، تحقيقًا لمقاصد الإسلام، وترقبًا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. 
 

وأوضحت الدكتورة نيفين خليل، أستاذ ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي، أن الفانوس الرمضاني يعد أحد أبرز الرموز البصرية المرتبطة بشهر رمضان، حيث يجمع بين الجمال الفني والدلالة التاريخية.

وأشارت إلى أن ظهور الفانوس في مصر يعود إلى العصر الفاطمي، وتحديدًا إلى عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي (953-975م).
وأضافت أن هناك عدة روايات حول بداية استخدام الفانوس في رمضان، أشهرها أن المصريين خرجوا لاستقبال الخليفة المعز عند دخوله القاهرة ليلًا، وهم يحملون الفوانيس المضاءة بالشموع، ومنذ ذلك الحين أصبح الفانوس رمزًا ملازمًا للشهر الكريم. كما استخدمت الفوانيس لاحقًا لإنارة الشوارع خلال رمضان، حيث كان الجنود الفاطميون يطلبون من أصحاب المتاجر والمنازل تعليقها خارج بيوتهم لإنارة الطرقات.
 

وأشارت إلى أن الأطفال كانوا يحملون الفوانيس أثناء تجولهم مع المسحراتي وقت السحور، مرددين الأغاني الرمضانية، وهي عادة لا تزال مستمرة حتى اليوم. ومع مرور الزمن، لم يعد الفانوس مجرد أداة للإضاءة، بل تحول إلى رمز احتفالي يصنع بأشكال وألوان متنوعة، ليزين البيوت والشوارع، خاصة في مصر والدول العربية، مما يعكس أهمية الفن الشعبي في التعبير عن الهوية الثقافية والتراثية للمجتمع.
 

وتابعت: زينة رمضان تعد واحدة من أبرز العادات الاحتفالية التي تعكس روح الشهر الكريم، وقد تطورت عبر العصور، بدءًا من العصر الفاطمي، حين كانت الشوارع تُضاء بالفوانيس الملونة احتفالًا بقدوم رمضان. ومع مرور الزمن، بدأ الناس في تعليق الأقمشة المزخرفة والمشغولات اليدوية ذات الطابع الإسلامي على جدران المساجد والمنازل. في العصر العثماني، ازدادت مظاهر الزينة، حيث كانت الساحات تزين بالمشاعل والأنوار، وبدأت العائلات تستخدم النقوش العربية والفوانيس المصنوعة يدويًا. أما في العصر الحديث، فقد أصبحت الزينة أكثر تنوعًا، حيث انتشرت الأنوار الكهربائية، والفوانيس الملونة بأشكالها المختلفة، والزينات الورقية التي تملأ الشوارع، مما يضفي أجواءً احتفالية مميزة تعكس فرحة المسلمين بحلول الشهر الفضيل.
 

أكد الدكتور عبد الحكيم خليل، أستاذ ورئيس قسم المعتقدات والمعارف الشعبية بأكاديمية الفنون، أن شهر رمضان يحمل بُعدين أساسيين: روحي ومادي، حيث تمتزج فيه العبادات بالقيم الأخلاقية، مما يجعله موسمًا روحانيًا واجتماعيًا مميزًا.
 

وأوضح أن الاستعداد لرمضان لا يقتصر على الصيام فقط، بل يمتد إلى تهذيب النفس، مشيرًا إلى أن صيام يومي الإثنين والخميس قبل الشهر الفضيل يعد وسيلة روحانية لتهيئة النفس، إلى جانب أهمية تصفية القلوب من الضغائن والحسد واستحضار النية الصادقة لاستقبال هذا الشهر المبارك.
أما على المستوى الاجتماعي، فقد أشار إلى أن رمضان يرتبط بعادات مميزة، سواء من خلال الأطعمة التقليدية أو الأجواء الاحتفالية، لافتًا إلى ظاهرة «الطبق الدوّار» الذي يرمز إلى روح المشاركة بين العائلات والجيران، إلى جانب الألعاب والرموز الرمضانية مثل الفانوس، التي تضفي بهجة خاصة على ليالي الشهر الكريم.
جاءت هذه الندوة في إطار الفعاليات الثقافية للمعرض، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث المصري الأصيل وعاداته المتوارثة في شهر رمضان الكريم، من خلال نقاشات علمية متخصصة تلقي الضوء على الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بهذا الشهر الفضيل.

مقالات مشابهة

  • الشارقة تعزز جسور التواصل الثقافي العالمي في معرض لندن للكتاب
  • ترسيخ مكانة الشارقة في المشهد الثقافي في "لندن للكتاب"
  • بعد تأجيله.. معرض بيروت العربي الدولي للكتاب يعود في أيار المقبل
  • إقبال جماهيري.. معرض فيصل الثالث عشر للكتاب يواصل فعالياته الثقافية والفنية
  • عادات وتقاليد الاحتفال برمضان.. ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب
  • معرض فيصل الثالث عشر للكتاب يناقش فضل الدعاء في رمضان.. صور
  • 54 عامًا على تأسيس العلاقات العُمانية التونسية
  • معرض فيصل للكتاب يناقش فضل الدعاء في رمضان
  • إقبال جماهيري على معرض فيصل الثالث عشر للكتاب
  • اليوم العالمي للمرأة .. احتفالية فى معرض فيصل للكتاب