رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: توقف الإمدادات يعني استسلام أوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
قال رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق نيقولاي أزاروف إن الأمريكيين يتمتعون بنفوذ تام لدى نظام كييف، وأن توقف الإمدادات الخارجية لأوكرانيا سيعني استسلامها العاجل.
جاء ذلك في حوار لأزاروف مع جريدة "أرغومنتي إي فاكتي"، حيث تابع أن أي مفاوضات سلام مع نظام كييف يجب أن يتم الاتفاق فيها مع الأمريكيين، وهم ليسوا في مزاج بعد يسمح لهم بمفاوضات سلام، وهو الأمر الذي أصبح واضحا تماما.
وأضاف أزاروف أن نسبة المواطنين الأوكرانيين الذين يفضلون التسوية السلمية آخذ في الازدياد، حيث بلغ في الإحصائيات الأخيرة ما بين 30-40%، وأعرب عن اعتقاده بأن الرقم الحقيقي "أعلى من ذلك بكثير". إلا أنه استبعد الاعتماد على أي احتجاجات حاشدة في أوكرانيا، ذلك أنه تم القضاء على المعارضة الحقيقية في أوكرانيا، بعضهم قتلوا، وأصبحت البقية إما خلف قضبان السجن أو خارج البلاد. فلا توجد نقابات عمالية، وهناك اضطهاد شديد للكنيسة الروسية، وعادة ما يتم تقديم الصراع الراهن على أنه "مواجهة بين روسيا وأوكرانيا، والأمر ليس كذلك".
وإجابة على سؤال بشأن فقدان زيلينسكي للشرعية وما إذا كان ذلك يهدده بأي حال من الأحوال، قال أزاروف: "لا يوجد أي تهديد على الإطلاق إذا استمر في الحصول على الدعم من الأمريكيين، القوة التي تهيمن على العالم للأسف. يتم تخصيص أموال ضخمة لعام 2024. ويمكن أن يصل إجمالي موارد أوكرانيا بالفعل إلى 200 مليار دولار. وحتى لو ذهب ثلاثة أرباع هذا المبلغ إلى التسلح، فهذا مبلغ ضخم من المال، ما يجعل الحفاظ على مستوى معيشي معين للسكان أمرا ورادا، ولن يشعر السكان حتى بأضرار كبيرة، برغم أن الصناعة لا تعمل، وأن الاقتصاد قد انتهى عمليا. فالناس لا زالوا يتلقون معاشات تقاعدية، ويستمرون في تلقي الرواتب فقط بسبب تخصيص القروض والمنح والمساعدات المباشرة للبلاد، وتشارك النرويج واليابان ودول أخرى في هذه العملية. لقد عملت في الحكومة وبإمكاني تخيل كيف سيكون الأمر عندما تخصص النرويج 7 مليارات يورو، لهذا يشعر زيلينسكي أنه محميّ، ويتصرف على النحو الذي يتصرف به".
وحول منافسي زيلينسكي، قال أزاروف: "من الواضح أن هناك أشخاصا في أوكرانيا يريدون منافسته، على سبيل المثال فإن القائد العام زالوجني الذي تم تعيينه سفيرا في بريطانيا، يبدو أنه لا يرغب في الغادرة ويبقى في أوكرانيا، حتى أنه يحب المنشورات المعارضة إلى حد ما. وهو يتمتع بشعبية كبيرة، لكن هذا لا يعني أنه أفضل من زيلينسكي، لكنه نفس الدمية. المشكلة هنا هو عدم وجود قوة معارضة حقيقية لديها برنامج بديل. وبمجرد ظهور مثل هذا البرنامج في أوكرانيا، سيتم اتهامه على الفور بالخيانة والعمالة وسيواجه بالسجن والتنكيل. ويجب إنشاء هذه القوة المعارضة خارج أوكرانيا. تمثيل ليس فقط للسياسيين الموجودين في روسيا، ولكن أيضا الموجودين في أوروبا ويعملون بمفردهم. في الوقت نفسه، يجب أن تكون هذه القوة موضوعا للعلاقات الدولية. ويجب للدول الأخرى أن تعرف عن ذلك. الصين على سبيل المثال. لماذا تحتفظ الصين بنوع من العلاقة مع نظام كييف؟ لأنها لا ترى أي بدائل. ويتعين علينا أن نتذكر كيف كانت أوكرانيا عندما كانت تتبع نهج الصداقة والتعاون مع الدول المجاورة. واتبعت طريق توحيد الشعب وليس تأليب الأوكرانيين ضد الروس أو الأوكرانيين ضد الأوكرانيين. يجب أن تهدف السياسة إلى توحيد الشعب وليس إلى الكراهية والعداوة".
وبشأن النفوذ الأمريكي، قال أزاروف إن الأمريكيين يتمتعون بنفوذ يبلغ 100% على القيادة الحالية لأوكرانيا، ويكفي وقف إمداد التمويل والأسلحة وسيسقط النظام حرفيا، ولا يمكن للنظام أن يعيش بدون التمويل الخارجي، عندما لا يتم دفع أجور الجنود وأجهزة الأمن والمرتبات. وأكد أزاروف على أنه لم يعد لدى أوكرانيا أي احتياطيات على الإطلاق، وقد تم بالفعل استنفاد جميع الاحتياطيات الضخمة التي بقيت منذ زمن الاتحاد السوفيتي، ولم تعد أوكرانيا تمتلك مجمعا صناعيا أو عسكريا أو صناعة خاصة بها. وإذا ما توقفت الإمدادات، من الواضح تماما أن أوكرانيا ستستسلم.
المصدر: أرغومنتي إي فاكتي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية فی أوکرانیا نظام کییف
إقرأ أيضاً:
تقرير إماراتي يؤكّـد قربَ إعلان الخيانة السعوديّة كـ “استسلام مجاني” للعدو الصهيوني
بعد أَيَّـام قليلة من حديثِ السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بشأن التوجّـهات الإسرائيلية الأمريكية خلال الفترة القادمة في مرحلة ما بعد تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار، وفي مقدمة ذلك إعادة تحريك قطاع الخيانة و”التطبيع” بين الكيان الصهيوني وباقي الأنظمة العربية التي خنعت طيلة الـ 15 شهرًا الماضية، حرّك الإعلام الخليجي عنوان السلام مع “إسرائيل” من بوابة التطبيع من النظام السعوديّ وكيان العدوّ؛ ما يؤكّـدُ مصاديقَ حديث السيد القائد، ويؤكّـد أَيْـضًا مشروعية عملية “طوفان الأقصى” التي أفشلت التطبيعَ السعوديّ الصهيوني والذي كان يسعى له الأعداء؛ كونه يمثِّلُ المسمارَ الأخيرَ في نعش القضية الفلسطينية.
وبعد يومَينِ فقط من دخول اتّفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ صبيحة الأحد الماضي، ركَّزت وسائلُ الإعلام الصهيونية وكذلك الإماراتية وبعضُ وسائل الإعلام الخليجية على الخطط الأمريكية الصهيونية القادمة عقبَ استلام ترامب للسلطة في الولايات المتحدة، وهو الرئيسُ الأمريكي الذي حرَّكَ خلال الفترات الماضية مِلفات التطبيع بين كيان العدوّ والإمارات والسودان والبحرين والمغرب، فيما يسعى جاهدًا لإجبار النظامِ السعوديّ على إعلان العلاقات مع العدوّ الصهيوني بشكل رسمي وعلني، في ظِلِّ التطبيع الخفي الذي يظهرُ جليًّا في مواقف النظام السعوديّ المخزية تجاه المجازر الإسرائيلية والانتهاكات التي ارتكبها كيانُ العدوّ طيلةَ الفترات الماضية، فضلًا عن التودُّد الكبيرِ الذي أظهره النظام السعوديّ لليهود والصهاينة خلال الفترات الماضية، ومن ذلك سجن العشرات من قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتفويج اليهود الصهاينة إلى المملكة، بما فيها مكة والمدينة، وانتشار السياحة الصهيونية في السعوديّة وجوانب أُخرى تؤكّـد العلاقة الوطيدة بين النظام السعوديّ وكيان العدوّ الصهيوني.
وفي السياق نشرت قناة “سكاي نيوز عربية” الإماراتية، الثلاثاء، تقريرًا سلَّطَ الضوءَ على تحَرّكات أمريكية صهيونية “خليجية” لتسريعِ قطار التطبيع العلني مع العدوّ، ليشمل النظام السعوديّ العميل.
وقالت القناةُ الإماراتية: إنه وفي سياق “التوترات والتحولات السياسية التي يشهدها الشرق الأوسط، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشاراتٍ تفاؤليةً بشأن إمْكَانية انضمام المملكة العربية السعوديّة إلى الاتّفاقيات الإبراهيمية”، مؤكّـدةً أن النظام السعوديّ قد يعلن دخوله رسميًّا في مسار الخيانة على الرغم من الترويج لشروط إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
وأكّـدت القناة الإماراتية أن “ترامب الذي يعتبر مهندس الاتّفاقيات الإبراهيمية، يسعى لتوسيعها بضمِّ السعوديّة”، متطرقة إلى تصريحات عدد من السياسيين والدبلوماسيين الصهاينة الذين أكّـدوا قرب إعلان العلاقات الشاملة بين كيان العدوّ والكيان السعوديّ العميل.
ونقلت عن دبلوماسيين صهاينة قولهم: إن “الرياضَ جاهزة بكل ثقلها السياسي لإعلان التطبيع مع “إسرائيل”، لكن ما تزال هناك بعض الشروط”.
ونشرت حديثَ الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مائير كوهين قوله: إن “إسرائيل تتطلع بشدةٍ لاتّفاقٍ مع السعوديّة، وذلك سيمثّل إنجازاً كَبيرًا لإسرائيل والرئيس ترامب”.
ولفت الدبلوماسي الصهيوني إلى إمْكَانية إبرامِ اتّفاق التطبيع مع الرياض وتجاوز شرطها بشأن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، مؤكّـدًا أن حكومةَ المجرم نتنياهو باتت قريبة من هذا الاتّفاق رغم إعلان عدد من أعضائها رفضهم القاطع لمقترح الدولة الفلسطينية، في إشارة إلى أن الرياض ستُقَدِّمُ خضوعًا مجانيًّا على غرارِ أبوظبي والخرطوم والرباط والمنامة، فضلًا عن الخدماتِ التي يقدِّمُها نظامُ آل سعود للكيان الصهيوني طيلةَ الفترات الماضية، منها جَرُّ الأنظمة العربية لحظيرة التطبيع وكذلك محاربة أصوات المقاومة وتمويل الحروب والاعتداءات التي تطالُ فصائلَ الجهاد والمقاومة في مختلف البلدان العربية.
واستندت القناةُ الإماراتية في تقريرها أَيْـضًا على تصريحات المسؤولين السعوديّين بشأنِ إعلان العلاقات مع كيان العدوّ، مشيرةً إلى أن تأكيدَ ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان في مقابلة سابقة أنهم يقتربون يومًا بعد يومٍ من التطبيع مع “إسرائيل” وتحقيق ما أسماه “سلامًا شاملًا في المنطقة”، يتضمن الكيان الصهيوني، لافتةً إلى أن مثل هذه التصريحات قد تجُرُّ الأحداثَ خلال الفترات القادمة إلى إعلان التطبيع السعوديّ الصهيوني دون قيدٍ أَو شرط؛ ما يؤكّـد حقيقةَ التخادُمِ المشترك بين الكيانين السعوديّ والصهيوني.
ووصفت القناة الإماراتية التطبيع السعوديّ الإسرائيلي بـ “الاختبار لقدرة المنطقة على تجاوز خلافاتِها التاريخية لتحقيق مستقبل أفضل”، في إشارةٍ إلى انحسار الرؤية الخليجية للمشاريع الصهيونية بأنها تحَرّكاتٌ تحتاجُ فقط إلى الخنوع والخضوع وتطبيع العلاقات، متجاهلةً التصريحات والنظريات والروايات والعقائد التي يتناولُها العدوُّ الصهيوني بشكل علني في استهداف شعوب المنطقة، بما فيها مكة والمدينة.
وزادت القناةُ الإماراتية من إسفافِها في هذا الشأن بقولها: إن هناك “إمْكَانيةً لتحقيق اختراق دبلوماسي حقيقي إذَا ما تم التعامُلُ مع القضايا الجوهرية بحكمةٍ وواقعية”، وهنا المقصودُ بالحكمة والواقعية هو الاستسلام للمخطّط الصهيوني.
وبهذا التقريرِ والتناوُلِ الإماراتي الفاضح بشأن التعامُلِ مع العدوّ الصهيوني على أنقاظِ 15 شهرًا من الإجرام والدموية، يتأكّـدُ للجميع أن خيارَ الجهاد والمقاومة هو الخيارُ الوحيدُ أمام الأُمَّــة لتجاوُزِ موجة الإجرام الصهيونية التي تستهدفُ شعوبَ الأُمَّــة العربية والإسلامية، بعيدًا عن الخضوع والخنوع “الخليجي”.