قال رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق نيقولاي أزاروف إن الأمريكيين يتمتعون بنفوذ تام لدى نظام كييف، وأن توقف الإمدادات الخارجية لأوكرانيا سيعني استسلامها العاجل.

جاء ذلك في حوار لأزاروف مع جريدة "أرغومنتي إي فاكتي"، حيث تابع أن أي مفاوضات سلام مع نظام كييف يجب أن يتم الاتفاق فيها مع الأمريكيين، وهم ليسوا في مزاج بعد يسمح لهم بمفاوضات سلام، وهو الأمر الذي أصبح واضحا تماما.

من ناحية أخرى، فإن نظام كييف لا يحتاج هو الآخر لمفاوضات سلام، لأنه "تكيّف بشكل جيد مع وضعه العسكري، ولا حاجة لإجراء انتخابات، والإعانات الضخمة تأتي من الدول الغربية، ولا توجد مشكلات مثل حرية التعبير بالنسبة لهم".

إقرأ المزيد أوكرانيا بلا كهرباء والولايات المتحدة توقف طلبيات "باتريوت" لتلبية احتياجات أوكرانيا

وأضاف أزاروف أن نسبة المواطنين الأوكرانيين الذين يفضلون التسوية السلمية آخذ في الازدياد، حيث بلغ في الإحصائيات الأخيرة ما بين 30-40%، وأعرب عن اعتقاده بأن الرقم الحقيقي "أعلى من ذلك بكثير". إلا أنه استبعد الاعتماد على أي احتجاجات حاشدة في أوكرانيا، ذلك أنه تم القضاء على المعارضة الحقيقية في أوكرانيا، بعضهم قتلوا، وأصبحت البقية إما خلف قضبان السجن أو خارج البلاد. فلا توجد نقابات عمالية، وهناك اضطهاد شديد للكنيسة الروسية، وعادة ما يتم تقديم الصراع الراهن على أنه "مواجهة بين روسيا وأوكرانيا، والأمر ليس كذلك".

وإجابة على سؤال بشأن فقدان زيلينسكي للشرعية وما إذا كان ذلك يهدده بأي حال من الأحوال، قال أزاروف: "لا يوجد أي تهديد على الإطلاق إذا استمر في الحصول على الدعم من الأمريكيين، القوة التي تهيمن على العالم للأسف. يتم تخصيص أموال ضخمة لعام 2024. ويمكن أن يصل إجمالي موارد أوكرانيا بالفعل إلى 200 مليار دولار. وحتى لو ذهب ثلاثة أرباع هذا المبلغ إلى التسلح، فهذا مبلغ ضخم من المال، ما يجعل الحفاظ على مستوى معيشي معين للسكان أمرا ورادا، ولن يشعر السكان حتى بأضرار كبيرة، برغم أن الصناعة لا تعمل، وأن الاقتصاد قد انتهى عمليا. فالناس لا زالوا يتلقون معاشات تقاعدية، ويستمرون في تلقي الرواتب فقط بسبب تخصيص القروض والمنح والمساعدات المباشرة للبلاد، وتشارك النرويج واليابان ودول أخرى في هذه العملية. لقد عملت في الحكومة وبإمكاني تخيل كيف سيكون الأمر عندما تخصص النرويج 7 مليارات يورو، لهذا يشعر زيلينسكي أنه محميّ، ويتصرف على النحو الذي يتصرف به".

وحول منافسي زيلينسكي، قال أزاروف: "من الواضح أن هناك أشخاصا في أوكرانيا يريدون منافسته، على سبيل المثال فإن القائد العام زالوجني الذي تم تعيينه سفيرا في بريطانيا، يبدو أنه لا يرغب في الغادرة ويبقى في أوكرانيا، حتى أنه يحب المنشورات المعارضة إلى حد ما. وهو يتمتع بشعبية كبيرة، لكن هذا لا يعني أنه أفضل من زيلينسكي، لكنه نفس الدمية. المشكلة هنا هو عدم وجود قوة معارضة حقيقية لديها برنامج بديل. وبمجرد ظهور مثل هذا البرنامج في أوكرانيا، سيتم اتهامه على الفور بالخيانة والعمالة وسيواجه بالسجن والتنكيل. ويجب إنشاء هذه القوة المعارضة خارج أوكرانيا. تمثيل ليس فقط للسياسيين الموجودين في روسيا، ولكن أيضا الموجودين في أوروبا ويعملون بمفردهم. في الوقت نفسه، يجب أن تكون هذه القوة موضوعا للعلاقات الدولية. ويجب للدول الأخرى أن تعرف عن ذلك. الصين على سبيل المثال. لماذا تحتفظ الصين بنوع من العلاقة مع نظام كييف؟ لأنها لا ترى أي بدائل. ويتعين علينا أن نتذكر كيف كانت أوكرانيا عندما كانت تتبع نهج الصداقة والتعاون مع الدول المجاورة. واتبعت طريق توحيد الشعب وليس تأليب الأوكرانيين ضد الروس أو الأوكرانيين ضد الأوكرانيين. يجب أن تهدف السياسة إلى توحيد الشعب وليس إلى الكراهية والعداوة".

وبشأن النفوذ الأمريكي، قال أزاروف إن الأمريكيين يتمتعون بنفوذ يبلغ 100% على القيادة الحالية لأوكرانيا، ويكفي وقف إمداد التمويل والأسلحة وسيسقط النظام حرفيا، ولا يمكن للنظام أن يعيش بدون التمويل الخارجي، عندما لا يتم دفع أجور الجنود وأجهزة الأمن والمرتبات. وأكد أزاروف على أنه لم يعد لدى أوكرانيا أي احتياطيات على الإطلاق، وقد تم بالفعل استنفاد جميع الاحتياطيات الضخمة التي بقيت منذ زمن الاتحاد السوفيتي، ولم تعد أوكرانيا تمتلك مجمعا صناعيا أو عسكريا أو صناعة خاصة بها. وإذا ما توقفت الإمدادات، من الواضح تماما أن أوكرانيا ستستسلم.

المصدر: أرغومنتي إي فاكتي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية فی أوکرانیا نظام کییف

إقرأ أيضاً:

محادثات أميركية روسية بالسعودية بعد نقاش مثمر مع الأوكرانيين

يلتقي وفد أميركي مع مسؤولين روس -اليوم الاثنين- في العاصمة السعودية لإجراء محادثات تهدف إلى إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار في البحر الأسود وإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد المناقشات التي أجراها الوفد الأميركي مع دبلوماسيين من أوكرانيا أمس. وقد وصف وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف تلك المحادثات بأنها كانت "مثمرة وهادفة" وركزت على مناقشة قطاع الطاقة.

وأفاد مصدر مطلع على الخطط الأميركية تجاه المحادثات بأن الوفد الأميركي يقوده أندرو بيك مسؤول الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي، ومايكل أنتون كبير موظفي تخطيط السياسات بالخارجية.

والتقى الدبلوماسيان الأميركيان مع مسؤولين من أوكرانيا أمس، ويعتزمان الاجتماع مع الروس اليوم.

ويقول البيت الأبيض إن الهدف من تلك المحادثات هو التوصل إلى وقف إطلاق النار في البحر الأسود، للسماح بحرية حركة الملاحة.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي بالبيت الأبيض مايك والتز -في حديث لقناة "سي بي إس" أمس- إن اللقاءات بين الوفود الأميركية والروسية والأوكرانية تعقد في نفس المكان بالرياض.

وأضاف والتز أن المناقشات ستشمل إلى جانب وقف إطلاق النار في البحر الأسود "خط السيطرة" بين البلدين مما يشمل "إجراءات للتحقق وحفظ السلام وتثبيت الحدود على ما هي عليه".

إعلان

وقال أيضا إنه يجري مناقشة "إجراءات لبناء الثقة" بما في ذلك "إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفتهم روسيا".

وقد بادر المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى خفض سقف التوقّعات المرتبطة بالمحادثات المرتقبة، قائلا للتلفزيون الروسي أمس "هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل".

وأضاف بيسكوف "لسنا سوى في بداية هذا المسار" أي مسار تسوية النزاع الذي اندلع في فبراير/شباط 2022.

وفي مؤشّر إلى التباينات في وجهات النظر، يترأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع، في حين قرّر بوتين إيفاد مبعوثين أدنى رتبة هما سيناتور ودبلوماسي سابق ومسؤول بجهاز الأمن الداخلي.

وسيمثل روسيا غريغوري كاراسين، وهو دبلوماسي سابق يشغل حاليا منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي، وسيرغي بيسيدا مستشار رئيس جهاز الأمن الاتحادي.

فندق رتز كارلتون بالرياض حيث تجري المحادثات الأميركية الروسية والأميركية الأوكرانية (الفرنسية) نقاش أميركي أوكراني

وقد أعلن وزير الدفاع الأوكراني مساء أمس أن جولة المحادثات -التي عقدت مع مسؤولين أميركيين بالرياض حول وضع حد للحرب مع روسيا- كانت "مثمرة ومركزة".

وقال عمروف في منشور على مواقع التواصل "اختتمنا اجتماعنا مع الفريق الأميركي. وكان النقاش مثمرا ومركزا، وقد أثرنا نقاطا رئيسية بينها الطاقة" مضيفا أن كييف تعمل على جعل هدفها المتمثل في سلام عادل ومستدام "حقيقة".

وأشار الوزير الذي يترأس وفد بلاده -في منشور على فيسبوك- إلى أن المحادثات الأميركية الأوكرانية تضمنت مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية.

وفي غضون ذلك، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس في رسالة عبر مواقع التواصل بـ"دفع" نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى "إصدار أمر فعلي بوقف الضربات".

وتابع "إن من بدأ هذه الحرب عليه أن ينهيها" وأضاف "من الواضح بالنسبة إلى الجميع أنّ روسيا هي الوحيدة التي تطيل أمد هذه الحرب".

إعلان

ورأى زيلينسكي أنّه "من دون ممارسة ضغوط على روسيا، سيواصلون في موسكو تجاهل الدبلوماسية الحقيقية، وتدمير حياة الناس".

ومن جهته، أظهر ستيف ويتكوف موفد الرئيس الأميركي تفاؤلا الأحد، قائلا إنه يتوقع إحراز "تقدم حقيقي" خلال هذه المحادثات.

وقال الرئيس الأميركي أول أمس إن الجهود المبذولة لوقف المزيد من التصعيد في الصراع الأوكراني الروسي "تحت السيطرة إلى حد ما".

وتأمل واشنطن التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في غضون أسابيع، وتهدف إلى تحقيق هدنة بحلول 20 أبريل/نيسان وفق ما ذكره موقع بلومبيرغ أمس نقلا عن مصادر مطلعة.

معارك يومية

في موازاة الجهود الدبلوماسية، أعلن الجيش الأوكراني أمس عن استعادته قرية صغيرة في منطقة لوغانسك الشرقية، في تقدّم نادر لقوّاته بالمنطقة التي سيطرت عليها روسيا بشكل شبه كامل منذ 2022.

وأعلن الجيش الروسي -الذي يحرز تقدّما ميدانيا كبيرا- السيطرة على بلدة سريبنيه في الشرق الأوكراني.

وليل السبت الأحد، تعرّضت العاصمة كييف لهجوم روسي "مكثّف" بواسطة المسيّرات، بحسب السلطات المحلية.

وفي أعقاب هذا القصف الجديد، حضّ الرئيس الأوكراني حلفاءه على ممارسة "ضغوط" على موسكو من أجل "وضع حد" للنزاع، في حين ندّد وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا بـ"الإرهاب المنهجي" الروسي الذي "يقوض جهود السلام".

وتسعى أوكرانيا ردّا على الضربات -التي تستهدف أراضيها يوميا منذ أكثر من 3 سنوات- إلى زعزعة السلسلة اللوجستية للجيش الروسي من خلال استهداف مواقع عسكرية أو منشآت للطاقة مباشرة على الأراضي الروسية.

وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية من جانبها صدّ 59 مسيّرة أوكرانية ليل السبت الأحد.

وفي منطقة روستوف الروسية (جنوب غرب) قتل شخص في ضربة لمسيّرة على سيّارته، بحسب الحاكم الإقليمي الروسي يوري سليوسار.

مقالات مشابهة

  • موعد و مكان عزاء والدة زياد بهاء الدين نائب رئيس وزراء مصر الأسبق
  • موعد ومكان عزاء والدة نائب رئيس وزراء مصر الأسبق زياد بهاء الدين
  • رئيس الجمهورية يستقبل الرئيس الأسبق لجمهورية تنزانيا الإتحادية
  • مساعد وزير الدفاع الأوكراني الأسبق: موسكو لن تتوقف عن الحرب
  • مساعد وزير الدفاع الأوكراني الأسبق: نعتبر عضوية الناتو ضمان أساسي لأمننا الداخلي
  • السنيورة: خروقات إسرائيل تخدم مصالح «نتنياهو» وتهدد استقرار لبنان
  • محادثات أميركية روسية بالسعودية بعد نقاش مثمر مع الأوكرانيين
  • رئيس الوفد الأوكراني: المباحثات مع الأميركيين في السعودية مثمرة
  • زيلينسكي: روسيا شنت هجوما على أوكرانيا بـ 150 مسيرة
  • زيلينسكي: روسيا شنت هجوما على أوكرانيا بنحو 150 مسيرة خلال الليلة الماضية