صور ترسخ في ذاكرتنا وأخرى تُمسَح تماماً.. دراسة تكشف السبب
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
هل تساءلت يوماً لماذا لا ننسى بعض الصور بينما تُمسَح صور أخرى من ذاكرتنا تماماً؟، يبدو أن دراسة جديدة كشفت السبب. وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة بيل الأميركية أن العقل يعطي الأولوية للأشياء التي لا يستطيع تفسيرها بشكل جيد وتكون غريبة بالنسبة له، أما إذا كان المشهد متوقعاً ونمطياً وليس مفاجئاً فقد يقوم العقل بتجاهله تماماً.
هذا الاكتشاف، الذي توصلت له الدراسة، ينعكس على جوانب مختلفة في حياتنا، فتفسير عمل الذاكرة وتجميع العقل للبيانات واحتفاظه بها يتعلق بالقدرة على التعلم وبالمناهج الدراسية كما يرتبط بالعملية التسويقية مثلاً كيف تجعل علامة تجارية ترسخ بالذاكرة، وغيرها من الأمور المختلفة حتى أن أصحاب الدراسة ربطوا النتائج بتطوير أداء أنظمة الذاكرة في الذكاء الاصطناعي.
أستاذ ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في مركز اكستر الطبي، البروفيسور عمرو الشواربي،قال :
في الخلايا الدماغية، هناك 90 مليار خلية، وقدرة المخ على التخزين تصل إلى 2.5 مليون غيغابايت. ذاكرة الإنسان تخزن الأشياء بطرق مختلفة. هناك ذاكرة تخزن الذكريات على المدى القصير، وهناك الذاكرة الطويلة. في الذاكرة الطويلة، نجد الجزء الواعي والجزء اللاوعي. الجزء الواعي يحتفظ بما نشاهده من أمور غريبة، والجزء اللاوعي يحتفظ بما تعلمته في حياتي. الأمور التي تكون مرتبطة بالمشاعر تظل محفوظة في ذاكرتنا، سواء كانت إيجابية أو سلبية.المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
“عقلنا أبطأ مما نعتقد”.. دراسة تكشف الحد الأقصى لسرعة الدماغ البشري!
يمانيون../
في اكتشاف مثير، تمكن العلماء من تحديد الحد الأقصى لسرعة معالجة الدماغ للأفكار البشرية، مما يفسر قدرتنا المحدودة على التركيز على فكرة واحدة فقط في كل لحظة.
ورغم أن الحواس البشرية، كالعينين والأذنين والجلد والأنف، تجمع بيانات من البيئة المحيطة بسرعة تصل إلى مليار بت في الثانية، إلا أن الدماغ يعالج هذه الإشارات بسرعة لا تتجاوز 10 بتات في الثانية فقط، وهو معدل أبطأ بملايين المرات من سرعة المدخلات.
على سبيل المقارنة، يعادل هذا الأداء العقلي سرعة اتصال “واي فاي” ضعيف جداً مقارنة بالسرعات الحديثة التي قد تصل إلى 50 مليون بت في الثانية.
شبكة عصبية هائلة.. وأداء بطيء
على الرغم من أن الدماغ يحتوي على أكثر من 85 مليار خلية عصبية، يشارك ثلثها في التفكير المعقد داخل القشرة الدماغية، إلا أن العلماء وجدوا أن سرعة معالجة الأفكار البشرية تبقى محدودة للغاية.
ووفقاً للدراسة التي نشرتها مجلة Neuron، يقول ماركوس ميستر، أحد مؤلفي البحث:
“في كل لحظة، نستخلص فقط 10 بتات من بين التريليون التي تستقبلها حواسنا. نستخدم هذه البتات العشرة لنشكل تصورنا عن العالم واتخاذ القرارات، مما يثير التساؤل: كيف يفلتر الدماغ كل هذه المعلومات؟”
لماذا لا نستطيع التفكير في أكثر من فكرة واحدة؟
توضح الدراسة أن الخلايا العصبية الفردية قادرة على معالجة المعلومات بسرعة أكبر، إلا أن الدماغ البشري يعمل بآلية تجعلنا نركز على تسلسل واحد من الأفكار فقط.
على سبيل المثال، لاعب الشطرنج لا يمكنه التفكير في عدة تحركات ممكنة دفعة واحدة، بل يتابع سيناريو واحداً في كل مرة.
هل البشر مبرمجون على البطء؟
يعتقد الباحثون أن هذا البطء العقلي قد يكون إرثاً بيولوجياً من أقدم الكائنات التي كانت تستخدم أدمغتها للملاحة فقط، مثل التحرك نحو الطعام أو الهروب من المفترسات.
الآلات قد تسبقنا!
في حين أن سرعة معالجة الدماغ قد تكون كافية للبقاء في بيئة طبيعية تتغير ببطء، إلا أن التطور السريع للتكنولوجيا قد يجعل الآلات تتفوق على البشر.
ويحذر العلماء من أن البشر قد يجدون أنفسهم عاجزين عن مواكبة الآلات الذكية، تماماً مثل الحلزونات التي لا يمكنها التكيف مع الطرق السريعة.
مستقبل العقل البشري في عالم سريع
تثير نتائج هذه الدراسة تساؤلات عميقة حول مستقبل التفاعل بين الإنسان والآلة، وكيف يمكن للبشر التكيف مع عالم تكنولوجي يتسارع يوماً بعد يوم.
هل سنحتاج إلى تقنيات تعزز من سرعة معالجة أدمغتنا؟ أم أننا سنعتمد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي لتعويض هذا البطء الطبيعي؟
إنها أسئلة تضعنا أمام مفترق طرق في علاقة البشر بالتكنولوجيا المتقدمة.