أبو الحجاج الاقصري.. شيخ الزمان وصاحب البركات
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
سيدي أبو الحجاج الاقصري، رضى الله عنه، فهو شيخ الزمان، صاحب المعارف المأثورة، والمكاشفات المذكورة، والأمور الربانية، فكان أحد الشيوخ الذي انتفع الناس ببركاته، وصالح دعواته، ودخلوا في خلواته، وتقدمت كرامات الصوفية إليه، فتقدمها كراماتهُ وأتمت.
حكاية مسجد ضريح أم الغلام «تجاور فاطمة بنت الحسن».. وخلافات حول شخصيتها أضرحة وأولياء| مطالب بضم ضريح من القرن الـ 19 إلى الآثار وعندما يهل علينا الشهور المباركة، بداية من رجب، مروراً بشعبان، ثم رمضان، من كل عام، حاملا ذكرى خاصة لكل الأقصريين، يظهر طيف القطب الصوفي الجليل صاحب الساحة والمسجد الأكبر في الأقصر، سيدى أبا الحجاج الأقصري، والذي يقدر عدد زائريه سنويًا بأكثر من 6 ملايين شخص.
تعلم أبو الحجاج الأقصري على أيدي كبار علماء التصوف، حيث تفرغ للوعظ، ووصل إلى الأقصر أواخر حكم صلاح الدين الأيوبي، وذاع صيته لما عرف عنه من الزهد والورع، وتوفي عن عمر ناهز التسعين عاماً. أما مسجد العارف بالله أبي الحجاج الأقصري، والذي تأسس في عهد الدولة الأيوبية، فهو معروف بطرازه وأعمدته الفرعونية، ما يجعله مقصدا مهماً للمريدين ومحبي الصوفية، وايضاً السائحين جنبا إلى جنب.
تعلو المسجد مئذنة مبنية بالطوب اللبن طولها 14 مترا، على الطراز الفاطمي وهي من أجمل المآذن الموجودة بصعيد مصر في الوقت الحالي، وأقيمت المئذنة في عهد أبي الحجاج الأقصري نفسه، وتتكون من 3 طوابق، وفي أعلاها مجموعة من النوافذ والفتحات، والجزء السفلي المربع مقوي بأعمدة خشبية، كما أضيفت إلى المسجد مئذنة أخرى في فترة لاحقة. كما يعتبر مسجد أبو الحجاج الأقصري ملتقى لحضارات ثلاث، إسلامية وفرعونية وقبطية، حيث من أسفله أقيمت كنيسة قبطية من الناحية الغربية، علاوة على كونه مقامًا بين أعمدة وجدران الجزء العلوي لمدخل معبد الأقصر الأثري، الذي شيّده الملك الفرعوني رمسيس الثاني. وتملأ النقوش الفرعونية كل مكان بالمسجد، والسبب يعود إلى أن المسجد أقيم أعلى أطلال معبد الأقصر من الناحية الشمالية بداخل الجزء العلوي والمعبد ظل فترة طويلة مغطى بجبال من الرمال ولا تظهر منه سوى الأعمدة العلوية فقط، فاختار أبو الحجاج الأقصري الجزء البارز من أعمدة المعبد لإقامة مسجده.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ابو الحجاج الأقصري أبو الحجاج الأقصری
إقرأ أيضاً:
معرض «نحن هنا».. حوار متواصل بين الزمان والمكان
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
نظم المعهد الثقافي الإيطالي في أبوظبي، بالتعاون مع كلية الفنون والصناعات الإبداعية في جامعة زايد، معرض «نحن هنا»، وهو معرض بحثي إبداعي رافقه عرض افتراضي لأعمال فنية مختارة ويستمر حتى 7 نوفمبر الجاري. وقالت منسقة المعرض فانيا رونتيني: يقدم هذا المعرض حواراً بين الوقت والمكان، مستكشفاً ثنائية الشعور بالانتماء محلياً وعالمياً. ويعرض أعمالاً لفنانين من بيئات متعددة الثقافات، معبرين عن هوياتهم من خلال الألوان. حيث يجلب كل فنان وجهة نظر فريدة، مستكشفاً مواضيع الذاكرة والهوية والتقارب الثقافي. ويعزز استضافة هذا المعرض في المركز الثقافي الإيطالي في أبوظبي التبادل الثقافي بين البلدين.
يعبر المعرض عن حوار متواصل بين الزمن والمكان، ملتقطاً أدق تفاصيل الحياة في الداخل والخارج. ويستكشف المعرض مفهوم الشعور بالانتماء إلى الذات، والعمل، والبيئة المحيطة. كما يركز على كيفية تعبير كل فنان - يعيش ويعمل وسط مشاهد طبيعية متغيرة ضمن بيئة متعددة الثقافات - عن تجاربه الشخصية عبر النسيج، الألوان، والانطباعات. وتعكس أعمال المشاركين التوازن الدقيق بين الانتماء والتنقل، مسلطة الضوء على الهويات المتعددة التي تنشأ عند العيش بين ثقافات مختلفة.
فنانون مشاركون
يستضيف المعرض نخبة من الفنانين والأكاديميين المتميزين من الإمارات وإيطاليا، من بينهم جانيت بيلوتو عميدة كلية الفنون والصناعات الإبداعية في جامعة زايد، سلامة نصيب أستاذ الفنون البصرية في الجامعة، كاسيا دزيكوسكا أستاذة الفنون، ويوانيس جالانوبولوس بابافاسيليو أستاذ مشارك في الكلية ذاتها. ويشارك أيضاً أسماء بلحمر، وفرانشيسكا سورسينيلي، وتالا عطروني، وعفراء الظاهري، جميعهم أساتذة مساعدون في جامعة زايد، بالإضافة إلى ماركو سوسا، مدرّس التصميم الداخلي في الكلية نفسها. كما تتضمن قائمة المشاركين ميثاء العميرة، خريجة جامعة زايد، وعمير فيض الله، المصمم والباحث والكاتب متعدد التخصصات في أبوظبي، بالإضافة إلى لوكا دونر وحسنة سامر.
أعمال متنوعة
يضم المعرض أعمالاً في التصوير اللامرئي لإيوانيس جالانوبولوس، بابافاسيليو، وهي أعمال تنامي للتشكيل المفاهيمي والتلاعبات الرقمية التي تصنع أماكن غير محددة جغرافياً وغامضة لا يمكن التعبير عنها بالكلمات. وتبحث أعمال جانيت بيلوتو في العلاقة بين الماء والأرض، مستلهمة من التاريخ الشفوي، والعناوين، والأساطير. وتقدم أعمال فرانشيسكا سورسينيلي ولوكا دونر التراث الحضري في ظل التطور الاقتصادي، وتعبر عفراء الظاهري عن الشعر، حيث تستعرض التحولات البصرية للشعر، وتستكشف أعمال حسنة سامر التفاعل المعقد بين الإدراك، والفضاء، والزمن، والحالة الإنسانية. ويستعرض أنجيليني، وهو عالم اجتماع وفنان، التحولات التي تحدث في المدن والمناطق الريفية.
أما وتالا عطروني، فيتعمق عمله الفني في الانصهار المتناغم بين الحرفية التقليدية والتعبير الفني العصري، ويقدم كاسيا دزيكوسكا في عمله مشروعاً فنياً يبحث في وجود الطاقة التي تخلق اضطرابات مرئية عندما يتحرك جسم ما عبر الفضاء. ويستعرض عمل سلامة نصيب تحولات الزمن والأدوار والعواطف والذكريات من خلال استخدام الظلال. أما أسما بلحمر، فتستكشف أعمالها المدينة كصورة تُعرض من مسافة، مُقدمة تفسيرات مختلفة للمشهد الحضري في الإمارات، أما عمير فيض الله فيعيد إنتاج التحف الكلاسيكية وتعديلها، ليتحدى تقاليد السياق التاريخي واستغلاله من خلال الصور المولَّدة التي تتجاوز الحدود المدركة أو المتخيلة.