بدعٌ وخرافات غذائية تجتاح مواقع التواصل: أين أنتم من الحقيقة؟
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
حينما تتقطع السبل بالكثيرين لخسارة الكيلوغرامات الزائدة، قد يقعون ضحية بدع وخرافات تعد بأحلام غير واقعية. فبين النظام الغذائي الذي يزعم خسارة 10 كغ خلال أسبوع، وخلطات تكاد تكون سحرية على الرغم من فداحة مذاقها إلا أنها تعد بإذابة الدهون العنيدة فوراً، تكثر ضحايا الغش إلا أن النتيجة تظل واحدة: عدم خسارة أي كيلوغرام زائد.
ماذا يقول العلم؟
وفي هذا الإطار، أكدت أخصائية التغذية عبير أبو رجيلي أن " مواقع التواصل الإجتماعي تشهد في الآونة الأخيرة، ضجة كبيرة في ما يتعلق بفقدان الوزن خلال فترة سريعة، من خلال خرافات وبدع ودعايات تؤكد إمكانية خسارة 10 كغ خلال أسبوع واحد".
وأضافت في حديث لـ"لبنان 24" أن هذه الوعود قد تكون عن طريق أدوية، أنظمة غذائية أو مشروبات معينة، داعية الجميع لعدم الإنجرار وراء مواقع التواصل الإجتماعي بما خصّ الأمور الصحية، بل التوجه نحو المتخصصين والمصادر الطبية الموثوقة.
وكشفت أبو رجيلي أنه "من أجل خسارة كيلوغرام واحد من الدهون، فنحن بحاجة لخسارة 7000 وحدة حرارية"، موضحة أنه من هذا المنطلق يستحيل خسارة 10 كغ خلال أسبوع واحد كما يزعم البعض.
وفي السياق، أكدت أن معادلة حرق وخسارة الوحدات الحرارية قد لا تكون متوفرة بالنسبة لمن يعانون من الأمراض مثل التكيس على المبيض، مشاكل في الغدد، او تحسّساً غذائياً على نوع معين من الطعام.
إلا أنها شددت على أن بعض الخبراء يصفون حميات غذائية صارمة ولكنها مراقبة جيداً وتساعد على فقدان الوزن بشكل أسرع، أي 2 كغ خلال 4 أيام على سبيل المثال، مع الأخذ بعين الإعتبار عدم فقدان المريض لأي من الفيتامينات المهمة التي تؤثر على حرق الدهون.
بين الفيتامينات والمكملات
فالفيتامين A أساسي لتنظيم هرمونات الغدة الدرقية، وبالتالي يؤدي نقصه إلى خلل في هذه الهرمونات ما يقلل من مستوى حرق الجسم للسعرات الحرارية. كما أن الدراسات أثبتت أن نقص الفيتامين D قد يعرّضنا لزيادة الوزن، ما يعني أنه يجدر بنا الخضوع لفحوصات طبية بهدف مراقبة هذه الفيتامينات مهمة.
كما شددت أبو رجيلي على أن الفيتامين B يقلل الشعور بالجوع ويزيد من معدل الحرق، وبالتالي يجدر بمن هو ناقص لديه، تناول المكملات الغذائية اللازمة، طبعاً بعد استشارة طبيب والامر نفسه ينطبق على الـ
L CARNITINE الذي يساهم بخسارة الوزن ويخفف من حساسية الانسولين عن طريق تخفيف نسبة الدهون في الجسم، بحسب العديد من الأبحاث.
وفي الوقت عينه، ركزت أبو رجيلي على أن لل ـL CARNITINE آثار جانبية محتملة يمكن للبعض أن يعاني منها مثل الإسهال، التقيؤ، الغثيان، ألم المعدة، تشجات في البطن وألم بالرأس، كما أنه قد يؤدي على المدى البعيد للإصابة بمرض القلب وتصلب الشرايين لدى البعض.
الأطعمة الدايت
إلى ذلك، حذّرت من الأطعمة الدايت التي قد يظن الناس أنها لا تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية وبالتالي لا تزيد الوزن، قائلة إن هذا خطأ شائع قد يؤدي إلى زيادة وزن الكثيرين.
مثلاً، الشوكولا الدايت يحتوي لكل 100 غرام على 500 وحدة حرارية، تماماً كالشوكولا العادي غير الدايت، إلا أن الفارق يكمن في المكونات والفوائد الصحية المختلفة مثل الخبز، الذي قد يعتقد الكثيرون أن الأبيض منه يزيد الوزن فيلجأون إلى الشوفان أو القمحة الكاملة، إلا أن هذه الأنواع وغيرها لا تحتوي على سعرات حرارية أقل، إنما فوائدها الغذائية قد تكون أهم من الأبيض.
علاوة على ذلك، حذرت أيضاً من المعتقد الشائع بأن تناول بديل السكر ليس مضراً. من هنا، قالت أبو رجيلي إن دراسات علمية حديثة حددت الأسبارتام كمادة قد تكون مسرطنة، وهي موجودة في العديد من المنتجات كالمشروبات الغازية الدايت.
وتابعت: "تم ربط شرب هذه المشروبات بالإصابة بأورام الكبد الخبيثة، لذا يجب الحد قدر المستطاع من تناول المحليات الطبيعية خاصة الأسبارتام"، لافتة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون يومياً منتجات تحتوي على هذه المادة، معرّضون أكثر بمرتين لثلاث مرات للإصابة بأمراض القلب، السكري من النوع الثاني والأمراض السرطانية.
وفي الختام، دعت أبو رجيلي لاستخدام الستيفيا كبديل ملائم للسكر وهو مصنوع من أوراق نبات الستيفيا، التي تحلّي الأطعمة من 200 لـ300 مرة أكثر من السكر العادي، مشددة على وجوب التحلّي بالوعي الكافي لاختيار الأطعمة المناسبة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلا أن
إقرأ أيضاً:
هل ارتفاع الكورتيزول صيحة وترند ابتكره ناشطو مواقع التواصل؟
يروج بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي لحلول لمشكلة تتعلق بارتفاع هرمون في الجسم يدعى الكورتيزول وهو الهرمون الذي يسمى في بعض الأحيان هرمون التوتر. ولكن هل ارتفاع الكورتيزول صيحة وترند ابتكرها الناشطون أم أنها تشخيص لمرض حقيقي؟
توضح الدكتورة تريشا باسريشا -في مقال كتبته لصحيفة واشنطن بوست- أن ارتفاع الكورتيزول لا يشكل مشكلة صحية بالنسبة لمعظم الناس، على الرغم من الادعاءات المنتشرة على الإنترنت.
ويلقي المؤثرون في مجال الصحة باللوم على الكورتيزول في مجموعة من الأعراض تشمل الانتفاخ والتعب والتهيج والوجوه المنتفخة بشكل مفرط. لكن هذه الادعاءات تنبع من تبسيط مفرط -وفي بعض الأحيان تحريف- لكيفية عمل أجسامنا. في الواقع، فإن تسمية الكورتيزول بـ"هرمون التوتر" مضللة بعض الشيء.
ما وظيفة الكورتيزول؟يتم تصنيع الكورتيزول -وهو هرمون ستيرويدي- من الكوليسترول. ويتم إفراز هرمون الكورتيزول كاستجابة لحدوث التوتر، ولا يسبب هذا الهرمون التوتر.
ويساعد الكورتيزول في إدارة رد فعل الجسم، وغالبا ما يلعب دورا مضادا للالتهابات. ويتم تنظيم تأثيرات التوتر المزمن بواسطة الكورتيزول والعديد من الجزيئات والهرمونات الأخرى.
ويلعب الكورتيزول أيضا العديد من الأدوار الحيوية طوال اليوم. على سبيل المثال، يساعد الكورتيزول على إطلاق الغلوكوز (سكر الدم) في مجرى الدم عندما تحتاج إلى طاقة إضافية، ويساعدك على الاستيقاظ في الصباح.
إعلان
من أتى أولا: التوتر أم الكورتيزول؟
أثبتت عقود من البحث أن التوتر المزمن -رد فعل أجسامنا على التحديات العاطفية والجسدية- يؤثر على صحتنا، إذ يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بما يصل إلى 1.6 ضعف. ويبدو أن الأحداث التي تسبب التوتر في مرحلة الطفولة لها تأثير كبير على خطر الإصابة بالأمراض في مرحلة البلوغ.
ولكن من المهم أن نعرف أن أغلب الدراسات العلمية كانت تقيس الإجهاد باستخدام استبيانات، مثل تلك التي تتناول التوتر في العمل أو الإساءة أو العزلة الاجتماعية. ولم تقس مستويات الكورتيزول في الدم أو اللعاب. ورغم وجود بعض المواقف التي يكون فيها قياس مستوى الكورتيزول مفيدا، فإن مستويات الكورتيزول لا تعتبر مقياسا للتوتر المزمن.
في الدراسات التي تبحث في مستويات الكورتيزول والرفاهية، لم يجد الباحثون رابطا مباشرا بينهما. كما أن هناك مجموعة واسعة من المستويات التي يمكن اعتبارها طبيعية، اعتمادا على إيقاع الساعة البيولوجية اليومي، والأدوية التي قد يتناولها الشخص، ووجود أمراض أخرى وحتى الأنشطة الروتينية مثل التمرين.
هل يمكن أن يجعل الكورتيزول وجهك منتفخا؟
يزعم بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أنه يمكنك إزالة الكورتيزول المرتفع وتقليل الانتفاخ في وجهك. وغالبا ما تكون هذه الادعاءات مصحوبة بصور قبل وبعد مذهلة لوجه الشخص. ويطلقون عليه "وجه الكورتيزول".
لكن "وجه الكورتيزول" ليس شيئا حقيقيا، على الأقل كما يتم وصفه عادة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أشخاص أصحاء.
بدأ هذا الأمر -مثل العديد من صيحات العافية الزائفة- ببذرة من الحقيقة. حيث يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة جدا من الهرمونات الستيرويدية في الجسم إلى متلازمة كوشينغ. ويمكن أن يحدث هذا عندما تنتج الغدد الكظرية الكثير من الكورتيزول، أو عندما يتناول شخص ما جرعات عالية من الستيرويدات لسبب طبي، مثل أمراض المناعة الذاتية أو السرطان.
إعلانتشمل علامات متلازمة كوشينغ، من بين أمور أخرى، وجها مستديرا بشكل ملحوظ. إذا كنت قلقا بشأن متلازمة كوشينغ، فمن المهم مناقشة ذلك مع الطبيب. ولكن في أغلب الحالات التي لا يتم فيها تناول جرعات عالية من الستيرويدات، فمن غير المرجح أن يكون هذا هو الجواب، حيث إن مرض كوشينغ نادر، ويصيب ما يقارب من 40 إلى 70 شخصا من كل مليون.
أما حقيقة صور "وجه الكورتيزول" قبل وبعد، فالتفسير الأكثر وضوحا هو تغيرات الوزن بشكل عام.