هدهد حزب الله رسالة حرب أم رسالة لمنع وقوعها؟
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
في الوقت الذي أرسل "حزب الله" طائرة "الهدهد" إلى عمق أعماق إسرائيل كان المغتربون اللبنانيون الآتون من كل أصقاع المعمورة يتقاطرون إلى مطار رفيق الحريري لتمضية فصل الصيف في ربوع وطنهم الأم تمامًا كما كانوا يفعلون في كل سنة، وقد بدوا غير عابئين بما يحصل في الجنوب من اعتداءات إسرائيلية متواصلة، أو ما قد يحصل لكل لبنان على وقع التهديدات اليومية، إضافة إلى تدفق آلاف من اللبنانيين إلى واجهة بيروت البحرية لحضور حفل الفنان المصري عمرو دياب، الذي افتتح موسم المهرجانات الصيفية، التي ستكون حافلة في مختلف المناطق اللبنانية، باستثناء الجنوب الجريح والنازف والحزين.
وقد تقصّد "حزب الله" إرسال "هدهده" بالتزامن مع الزيارة التي قام بها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين للبنان حاملًا رسائل إسرائيلية غير مباشرة إلى "حارة حريك"، وكأنه أراد تذكيره بالمسيّرات التي حلقّت فوف حقل "كاريش"، والتي يُقال إنها سرّعت في نمطية المفاوضات، التي أدّت إلى توقيع أول اتفاق بين لبنان وإسرائيل، والذي تقاسما فيه، وإن في شكل غير متوازن، "خيرات" البحر من مخزونه النفطي والغازي.
ويُقال إنه لولا موافقة "حزب الله" الضمنية، الذي أعلن يومها أنه يقف خلف أي قرار قد تتخذه الدولة في شأن الترسيم البحري، لما كان هذا الاتفاق غير المسبوق في تاريخ العلاقات المتوترة بين لبنان وإسرائيل قد أبصر النور. أمّا اليوم فالوضع مختلف كليًا، خصوصًا أن "الحزب" يعتبر نفسه رأس حربة في مواجهة إسرائيل وفي مساندة فلسطينيي قطاع غزة، وهو لن يقبل بالدخول في أي مفاوضات، سواء أكانت مباشرة أو بالواسطة قبل أن تتوقف آلة الموت في حصد الأبرياء في القطاع، وقبل أن تتبلور صيغة التسوية الإقليمية بالنسبة إلى مستقبل الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، وهو يرفض أي مقترح، أكان أميركيًا أو فرنسيًا أو أمميًا ما لم تؤخذ في الاعتبار مصلحة الشعب الفلسطيني قبل أي أمر آخر.
فما ما عادت به الطائرة "الهدهد" من صور هي في غاية الدقة والجودة العالية لميناء حيفا بالكامل ومستوطنة الكريوت وما تحتويه من منشآت عسكرية حساسة وضخمة، هو مؤشر أراد "حزب الله" من خلاله إظهار مدى قدرته العسكرية على رصد العمق الإسرائيلي من جهة، وعلى هشاشة الدفاعات الإسرائيلية من جهة ثانية.
فما أراد "حزب الله" ايصاله من رسائل عبر "الهدهد" إلى العدو الإسرائيلي أولًا، وإلى هوكشتاين ثانيًا، وإلى العالم أجمع ثالثًا، هو أن "المقاومة الإسلامية"، التي لا تخشى أي حرب إذا فُرضت عليها، وهي مستعدة لها بكل الإمكانات العسكرية التي تملكها، وقد يكون أهمّها ما تخبئه من مفاجآت لا يحسب العدو لها أي حساب، وهي أرادت أن تقول لجنود العدو إن عليهم الاستعداد منذ اللحظة لتقدير نوع الضربات التي تنوي توجيهها في حال لجأ العدو إلى شن عمليات واسعة ضد لبنان، سواء من خلال حملة جوية أو عملية برية.
فرسالة "حزب الله" التي تحمل بصمة "الهدهد" إلى قيادة العدو العسكرية والأمنية هي أن بنك الأهداف الذي يفترض أنه موجود منذ وقت طويل لدى المقاومة تمّ تحديثه، لجهة تثبيت ما هو موجود وإضافة ما استجدّ، خصوصاً على صعيد منظومات الدفاع الجوي، كما أن بنك الأهداف هذا واضح ومحدّد، وأن المقاومة تملك الأسلحة المناسبة لضربها، سواء من خلال المُسيّرات أو الصواريخ الموجّهة التي استُخدمت أو تلك التي لم تظهر إلى العلن بعد، والتي بيّنت تطورات الأسابيع الماضية عدم قدرة العدو على إحباط أي عملية أو تعطيلها.
إلاّ أن البعض الآخر يرى في رسالة طائرة "الهدهد" عبارة عن رسالة ردع لإسرائيل بأن الحرب ليست بهذه السهولة، التي يحاول القادة العسكريون تصويرها.
إلاّ أن إدخال الأمين العام السيد حسن نصرالله في آخر خطاب له دولة قبرص في المعادلة الحربية قد أربك الدولة اللبنانية بكل أركانها، وهي التي تحتاج إلى كل دعم ممكن من أي جهة أتى للضغط على إسرائيل لمنعها من القيام بما تخطّط له للبنان بحجة ادعائها بالقضاء على "حزب الله" تمامًا كما فعلت في قطاع غزة، الذي حولته إلى قطاع غير صالح للعيش فيه. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يعترف بمصرع وإصابة أكثر من ألف من ضباطه وجنوده بلبنان:“حزب الله” يستهدف قاعدة عسكرية صهيونية بحيفا و11 تجمعا لجنود صهاينة
الثورة / متابعة/ محمد هاشم
واصلت المقاومة الإسلامية اللبنانية، عملياتها البطولية في استهداف المرافق العسكرية والاستراتيجية في عمق العدو الصهيوني وفي التصدي للمحاولات اليائسة من قبل جيش العدو لبسط سيطرته على المناطق الحدودية، فيما اعترف الاحتلال بمصرع 83 ضابطا وجنديا، وإصابة أكثر من ألف آخرين منذ بدء العمليات العسكرية على جبهة لبنان.
وأعلن “حزب الله”، أمس، استهداف قاعدة عسكرية شرق مدينة حيفا بـ”صواريخ نوعية”، و11 تجمعا لجنود صهاينة جنوب لبنان وشمال الكيان.
وفي سلسلة بيانات، أعلن الحزب استهداف قاعدة حيفا التقنية فجر أمس الجمعة والتي تضم كلية تدريب لإعداد تقنيي سلاح الجو، بـ “صلية من الصواريخ النوعية”.
وفي وقت سابق استهدف حزب الله للمرة الأولى قاعدة حتسور الجوية الواقعة شرقي مدينة أسدود جنوب الكيان “بصلية من الصواريخ النوعية”، وكذلك استهداف “دبابة ميركافا في محيط قلعة شمع، بصاروخ موجّه، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”.
وشن المجاهدون هجوما جويا بسرب من المسيَّرات الانقضاضية على تجمع لقوات جيش العدو في بلدة يارين ، وأصابت أهدافها بدقّة”.
وأعلن الحزب “استهداف موقع حبوشيت (مقر سرية تابعة للواء حرمون 810) على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المُحتل، بصلية صاروخية”.
كما استهدف موقع الإنذار المبكر “يسرائيلي” (مركز جمع استخباري رئيسي يتبع لفرقة الجولان 210) على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، “بصلية صاروخيّة”.
واستهدف مجاهدو حزب الله أمس، تجمعات لقوات الجيش الصهيوني في كل من مستوطنات المنارة، والمالكية، وسعسع، وكريات شمونة وفي ثكنة دوفيف بصليات صاروخية، إضافة إلى دك بالصواريخ ولعدة مرات تجمعات لقوات العدو عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، وأخرى في تل نحاس عند أطراف بلدة كفركلا، لمرتين، بصليةٍ صاروخية”.
ويأتي تصاعد عمليات استهداف “حزب الله” لتجمعات الجنود الصهاينة لجنوب لبنان، بعد إعلان جيش العدو، في 12 نوفمبر الجاري، بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية التي تتضمن محاولة التوغل لبلدات أعمق في الجنوب اللبناني، بدلا من البلدات الحدودية التي كان يحاول التوغل فيها.
من جهته أعلن جيش العدو الصهيوني مقتل 83 ضابطا وجنديا، منذ بدء العمليات العسكرية على جبهة لبنان، منهم 19 منذ بداية الشهر الجاري.
ولفت جيش العدو في بيان أمس، إلى إصابة 1018 ضابطا وجنديا، منذ بدء العملية البرية في جنوب لبنان.
كما أعلن إصابة ثمانية عسكريين في معارك مع حزب الله ، خلال الساعات الـ24 الماضية .
وقالت صحيفة “معاريف” الصهيونية ، إن لواء “غولاني” العسكري التابع لجيش العدو، قد دفع أعلى ثمن للقتلى في الحرب العدوانية التي يشنها كيان العدو على قطاع غزة ولبنان.
وأفادت الصحيفة، تعقيبًا على مقتل جندي من “غولاني” في جنوب لبنان، بأن اللواء العسكري خسر 110 ضباط وجنود من صفوفه خلال الحرب الحالية.
وأردفت: “وهو رقم أعلى بكثير من قتلى ألوية المشاة الأخرى في الجيش مثل: ناحال، المظليين، جفعاتي، وكفير”.
إلى ذلك استشهد مسعفان، أمس الجمعة، بغارة صهيونية استهدفت سيارة إسعاف في بلدة دير قانون رأس العين بقضاء صور جنوب لبنان.
وقال مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة في بيان إن “العدو الإسرائيلي واصل استهدافه للمسعفين والمنشآت الإسعافية في الجنوب، ضاربا عرض الحائط القوانين والأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية”.
وأوضح أن جيش الاحتلال “أضاف أمس إلى جرائمه العديدة السابقة، استهداف سيارة تابعة لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية عند مفرق دير قانون رأس العين، ما أدى إلى استشهاد مسعفين اثنين”.
وبذلك، ارتفعت حصيلة وزارة الصحة لعدد الضحايا في القطاع الصحي إلى 214 شهيدا و321 جريحا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
كما جدّد الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته الجوية على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس، وتركّزت الغارات على منطقة الكفاءات ومحيط المبنى المركزي للجامعة اللبنانية.
وأفادت الوكالة اللبنانية للإعلام بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شنَّ غارة ثانية عنيفة جدًا على منطقة الكفاءات- الحدث، وسُمعت أصوات سقوط الصواريخ على الموقع المستهدف بشكل قوي.