لبنان ٢٤:
2024-06-29@12:05:30 GMT

هدهد حزب الله رسالة حرب أم رسالة لمنع وقوعها؟

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

هدهد حزب الله رسالة حرب أم رسالة لمنع وقوعها؟

في الوقت الذي أرسل "حزب الله" طائرة "الهدهد" إلى عمق أعماق إسرائيل كان المغتربون اللبنانيون الآتون من كل أصقاع المعمورة يتقاطرون إلى مطار رفيق الحريري لتمضية فصل الصيف في ربوع وطنهم الأم تمامًا كما كانوا يفعلون في كل سنة، وقد بدوا غير عابئين بما يحصل في الجنوب من اعتداءات إسرائيلية متواصلة، أو ما قد يحصل لكل لبنان على وقع التهديدات اليومية، إضافة إلى تدفق آلاف من اللبنانيين إلى واجهة بيروت البحرية لحضور حفل الفنان المصري عمرو دياب، الذي افتتح موسم المهرجانات الصيفية، التي ستكون حافلة في مختلف المناطق اللبنانية، باستثناء الجنوب الجريح والنازف والحزين.


وقد تقصّد "حزب الله" إرسال "هدهده" بالتزامن مع الزيارة التي قام بها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين للبنان حاملًا رسائل إسرائيلية غير مباشرة إلى "حارة حريك"، وكأنه أراد تذكيره بالمسيّرات التي حلقّت فوف حقل "كاريش"، والتي يُقال إنها سرّعت في نمطية المفاوضات، التي أدّت إلى توقيع أول اتفاق بين لبنان وإسرائيل، والذي تقاسما فيه، وإن في شكل غير متوازن، "خيرات" البحر من مخزونه النفطي والغازي.
ويُقال إنه لولا موافقة "حزب الله" الضمنية، الذي أعلن يومها أنه يقف خلف أي قرار قد تتخذه الدولة في شأن الترسيم البحري، لما كان هذا الاتفاق غير المسبوق في تاريخ العلاقات المتوترة بين لبنان وإسرائيل قد أبصر النور. أمّا اليوم فالوضع مختلف كليًا، خصوصًا أن "الحزب" يعتبر نفسه رأس حربة في مواجهة إسرائيل وفي مساندة فلسطينيي قطاع غزة، وهو لن يقبل بالدخول في أي مفاوضات، سواء أكانت مباشرة أو بالواسطة قبل أن تتوقف آلة الموت في حصد الأبرياء في القطاع، وقبل أن تتبلور صيغة التسوية الإقليمية بالنسبة إلى مستقبل الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، وهو يرفض أي مقترح، أكان أميركيًا أو فرنسيًا أو أمميًا ما لم تؤخذ في الاعتبار مصلحة الشعب الفلسطيني قبل أي أمر آخر.
فما ما عادت به الطائرة "الهدهد" من صور هي في غاية الدقة والجودة العالية لميناء حيفا بالكامل ومستوطنة الكريوت وما تحتويه من منشآت عسكرية حساسة وضخمة، هو مؤشر أراد "حزب الله" من خلاله إظهار مدى قدرته العسكرية على رصد العمق الإسرائيلي من جهة، وعلى هشاشة الدفاعات الإسرائيلية من جهة ثانية.
فما أراد "حزب الله" ايصاله من رسائل عبر "الهدهد" إلى العدو الإسرائيلي أولًا، وإلى هوكشتاين ثانيًا، وإلى العالم أجمع ثالثًا، هو أن "المقاومة الإسلامية"، التي لا تخشى أي حرب إذا فُرضت عليها، وهي مستعدة لها بكل الإمكانات العسكرية التي تملكها، وقد يكون أهمّها ما تخبئه من مفاجآت لا يحسب العدو لها أي حساب، وهي أرادت أن تقول لجنود العدو إن عليهم الاستعداد منذ اللحظة لتقدير نوع الضربات التي تنوي توجيهها في حال لجأ العدو إلى شن عمليات واسعة ضد لبنان، سواء من خلال حملة جوية أو عملية برية.
فرسالة "حزب الله" التي تحمل بصمة "الهدهد" إلى قيادة العدو العسكرية والأمنية هي أن بنك الأهداف الذي يفترض أنه موجود منذ وقت طويل لدى المقاومة تمّ تحديثه، لجهة تثبيت ما هو موجود وإضافة ما استجدّ، خصوصاً على صعيد منظومات الدفاع الجوي، كما أن بنك الأهداف هذا واضح ومحدّد، وأن المقاومة تملك الأسلحة المناسبة لضربها، سواء من خلال المُسيّرات أو الصواريخ الموجّهة التي استُخدمت أو تلك التي لم تظهر إلى العلن بعد، والتي بيّنت تطورات الأسابيع الماضية عدم قدرة العدو على إحباط أي عملية أو تعطيلها.
إلاّ أن البعض الآخر يرى في رسالة طائرة "الهدهد" عبارة عن رسالة ردع لإسرائيل بأن الحرب ليست بهذه السهولة، التي يحاول القادة العسكريون تصويرها.
إلاّ أن إدخال الأمين العام السيد حسن نصرالله في آخر خطاب له دولة قبرص في المعادلة الحربية قد أربك الدولة اللبنانية بكل أركانها، وهي التي تحتاج إلى كل دعم ممكن من أي جهة أتى للضغط على إسرائيل لمنعها من القيام بما تخطّط له للبنان بحجة ادعائها بالقضاء على "حزب الله" تمامًا كما فعلت في قطاع غزة، الذي حولته إلى قطاع غير صالح للعيش فيه. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حملة إسرائيلية – أمريكية للضغط على حزب الله… ما الهدف منها؟

الجديد برس:

أكد رئيس تحرير مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، مايكل يونغ، الجمعة، أنه وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية سمع وفداً إسرائيلياً نقل عن مسؤولين أمريكيين أنه في حالة نشوب صراع مع حزب الله، فإن الأمريكيين سيدعمون “إسرائيل” بالكامل.

وقد دفعت هذه التصريحات أحد المعلقين إلى إخبار صحيفة لبنانية أن “الضوء الأحمر الذي أصدرته الإدارة ضد عملية إسرائيلية في لبنان تحول إلى اللون البرتقالي، وقد يتحول قريباً إلى اللون الأخضر”.

وقال يونغ إن تصريحات إدارة بايدن جزءٌ من حملة إسرائيلية أمريكية منسّقة لزيادة الضغط على حزب الله ليكون أكثر مرونةً تجاه حل تفاوضي عند المنطقة الحدودية، ولا سيما أن المسؤولين الأمريكيين صرحوا أكثر من مرة أن أي حرب ستكون كارثية على “إسرائيل” ولبنان.

كما أشار إلى أن مستوى الترهيب والتهديد الإسرائيلي بشن حرب على لبنان وصل إلى مستويات سريالية، في حين أن جيش الاحتلال عاجز عن تفكيك قدرات حركة حماس بعد 8 أشهر من حرب ضد قطاع غزة.

“إسرائيل” في عجزٍ عميق

في الحقيقة إن “إسرائيل” لا تملك أي خياراتٍ عسكرية يمكن أن تؤدي إلى نتيجة أفضل من تسوية تفاوضية، فهناك نهجان واسعان يمكن للإسرائيليين اتباعهما لطمأنة مستوطني الشمال وتشجيعهم على العودة إلى ديارهم، النهج الأول هو تطهير المنطقة الحدودية من حزب الله الذي يفرض المعادلات على “إسرائيل”، والخيار الثاني هو اجتياح الأراضي اللبنانية ومحاولة فرض توازن جديد للقوى على طول الحدود.

كل هذا يأتي وسط تقارير في الصحافة الإسرائيلية تُفيد بأن “إسرائيل” غير قادرة على شن حرب على جبهاتٍ عديدة، نتيجة العجز العميق في ميزانية رأس المال البشري، وهذا الأمر يتطلب من “إسرائيل” إعادة التفكير في عدد الحروب التي يمكنها التعامل معها.

ولهذا السبب ربما تكون النتيجة الأكثر موثوقية بالنسبة للإسرائيليين هي تلك التي يرفضونها بشدة: استئناف الوضع الراهن الذي كان قائماً قبل 7 أكتوبر 2023، والذي حافظ على الاستقرار في الجنوب لمدة ثمانية عشر عاماً. لكن قبول حكومة نتنياهو بذلك لن يكون فقط اعترافاً بفشل أهدافها المُعلنة في الحرب، بل لن يطمئن سكان الشمال أيضاً، مما يدفع الكثيرين إلى الابتعاد عن المنطقة بشكلٍ دائم.

وشدّد يونغ على أن مشكلة “إسرائيل” هي أنها تعتقد أن بإمكانها حل جميع الصعوبات التي تواجهها من خلال اللجوء إلى العنف. ولكن هذا المنطق جلب عائدات متناقصة في العقود الثلاثة الماضية.

والخميس، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن سعي إدارة بايدن للحد من الاشتباكات الحدودية المتفاقمة بين “إسرائيل” وحزب الله في جنوبي لبنان، يواجه “رياحاً معاكسة كبيرة” بسبب الصعوبة التي تواجهها واشنطن في ترتيب وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الروابط بين الجبهتين تسلط الضوء على المعضلة الدبلوماسية التي تواجه البيت الأبيض في سعيه لمنع نشوب حرب واسعة النطاق يمكن أن تجر إيران، وتوسع نطاق القتال إلى ما هو أبعد من غزة.

مقالات مشابهة

  • حملة إسرائيلية – أمريكية للضغط على حزب الله… ما الهدف منها؟
  • لبنان يوجه رسالة لدول عربية دعت رعاياها للمغادرة
  • وزير الخارجية اللبناني يوجه رسالة هامة لدول عربية دعت رعاياها لمغادرة لبنان بعد تهديدات إسرائيلية
  • فضل الله: للكف عن كل ما يهدد الوحدة الداخلية
  • ما هي خطة واشنطن لمنع توسع الحرب إلى لبنان.. وهل ستنجح؟
  • توصية إسرائيلية باستهداف الأسد للضغط باتجاه إحباط أي هجوم لحزب الله
  • توصية إسرائيلية باستهداف الأسد للضغط باتجاه إحباط هجوم لحزب الله
  • موفد قطري ووفد من المخابرات المصرية في بيروت: خفض التصعيد جنوبا
  • محللون سياسيون: أميركا تحذر إسرائيل من كارثة الدخول بحرب شاملة مع لبنان
  • حزب الله: فيديو هدهد نموذج لقدرة المقاومة على استهداف العمق الإسرائيلي