ذكريات معركة و5 رجال والجزائر على الخط!
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
جرت في 24 يونيو عام 1859 بالقرب من بلدة "سولفرينو" الإيطالية معركة شارك فيها أكثر ربع مليون جندي. هذه المعركة تعد الأكثر دموية في القرن 19، وبتأثيرها ظهر "الصليب الأحمر" الدولي.
إقرأ المزيد ملابسات إعدام اللورد "هاو هاو هاو"!معركة "سولفرينو" التي جرت بين فرنسا والنمسا استمرت 16 ساعة، وقد انتهت بمقتل 4699 جنديا على الفور، فيما أصيب وفقد حوالي 50 ألفا آخرين.
المأساة في تلك المعركة العنيفة اكتملت بمصرع أغلب الجرحى لعدم وجود ما يكفي من الأطباء والأدوية.
في اليوم التالي للمعركة وصل رجل أعمال سويسري يدعى جان هنري دونانت إلى إيطاليا بهدف لقاء الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث للشكوى من صعوبة مزاولة الأعمال التجارية في الجزائر، التي كانت وقتها تحت الاحتلال الفرنسي منذ عام 1830.
تصادف أن وجد هنري دونانت نفسه في بلدة كاستيجليون الإيطالية التي نُقل إليها الجرحى. شاهد رجل الأعمال السويسري فظائع الحرب على أبدان الجرحى، ونجح في إقناع السكان المحليين بتقديم المساعدات للجنود الجرحى بما في ذلك من يتبع لجيش الخصوم.
بعد عودته على جنيف،، وثّق هنري دونانت ما شاهده في كتاب نشره في عام 1862 تحت عنوان "ذكريات معركة سولفرينو"، وأرسل نسخا من الكتاب إلى شخصيات سياسية وعسكرية بارزة في أوروبا.
هنري دونانت - 1895رجل الأعمال السويسري روج في كتابه لفكرة تشكيل منظمات تطوعية وطنية تكون مهمتها مساعدة الجنود الجرحى في الحروب، وطالب بتوقيع معاهدات دولية تضمن سلامة الأطباء والمستشفيات وحيادها في التعامل مع الجرحى في ساحات المعارك.
ساند أربعة رجال من الشخصيات السويسرية جان هنري دونانت، هم الجنرال غيوم هنري دوفور، المحامي غوستاف موينيت، الجراح لويس أبياه والدكتور ثيودور مونوار، وتم تشكيل "لجنة الخمسة"، وقاموا بتنظيم "اللجنة الدولية والدائمة لإغاثة الجرحى"، والتي تغير اسمها لاحقا إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عام 1880.
لجنة الخمسة، عقدت في 26 أكتوبر عام 1863، مؤتمرا دوليا بمشاركة ممثلين عن 14 دولة، أفضى بنجاح إلى اعتماد العلامة المميزة للعاملين الطبيين الذين يقدون المساعدة للجرحى في ساحة المعركة وهي عبارة عن صليب أحمر على خلفية بيضاء، كما اعتمد لاحقا شعار الهلال الأحمر وجمعيات الهلال الأحمر العاملة في المناطق الإسلامية.
أما اللجنة الروسية للصليب الأحمر فقد ظهرت في روسيا القيصرية في مدينة سان بطرسبورغ في عام 1879، في حين ظهرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهذه التسمية في جنيف في عام 1880 بعد أن كانت تأسست في عام 1864 تحت اسم "اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى".
هنري دونانت حصل في عام 1901 على جائزة نوبل للسلام لمساهمته في إنشاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتوقيع على اتفاقية جنيف الأولى. الجائزة تقاسمها مع داعية السلام الفرنسي فريدريك باسي.
قضى هذا الرجل السويسري الذي حوّل مشاهد حرب مأساوية كان رآها إلى عمل إنساني كبير يخفف وطأة الحروب، سنواته الأخيرة في ضيق مادي. هنري دونانت الذي توفى في عام 1910، كان تبرع بقيمة جائزة نوبل للجمعيات الخيرية في النرويج وسويسرا.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر فی عام
إقرأ أيضاً:
الصليب الأحمر الدولي يحذر من تأثير النزاعات المسلحة على الاقتصاد والأمن الغذائي شرق الكونغو الديمقراطية
حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من النزاع القائم في مقاطعة كيفو الشمالية بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جانب انعدام الأمن الغذائي بسبب هذا النزاع يسهمان في تنامي نزوح سكان منطقة النزاعات ويحد من وصولهم إلى حقولهم.
وأشارت اللجنة في تقرير لها، اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024، إلى أن السكان في مقاطعة كيفو الشمالية، وهم في الأساس ريفيون، يواجهون ارتفاعا حادا في أسعار السلع الأساسية الضرورية نتيجة لانخفاض الإنتاج الزراعي الناجم عن تجدد النزاع المسلح في هذا الجزء من البلاد، وفقا لما نقلته صحف محلية اليوم.
وقالت مديرة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مقاطعة كيفو الشمالية، «ميريام فافيير»: «كما هو الحال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تواجه الأسر انعدام الأمن الغذائي الخطير حيث تجعل النزاعات المطولة إنتاج وتوصيل الطعام أمرا بالغ الصعوبة».
وأضافت: «في نهاية المطاف، يؤدي انهيار أنظمة إنتاج الغذاء هذه إلى إضعاف السكان الضعفاء بالفعل».
وشددت على أن «احترام القانون الدولي الإنساني، وهو أمر ضروري لحماية المدنيين أثناء التخطيط للعمليات القتالية وتنفيذها، يحد من تأثير القتال على الأمن الغذائي للمواطنين من خلال ضمان الوصول إلى الحقول والأسواق، على سبيل المثال، وكذلك وصول الجهات الفاعلة الإنسانية إلى المجتمعات المحتاجة».
وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها من أجل التخفيف من تداعيات هذا الوضع قامت، بالتعاون مع الصليب الأحمر للكونغو الديمقراطية، بتقديم مساعدات غذائية لأكثر من 112 ألفا و600 شخص في المناطق المتضررة من الاشتباكات المسلحة التي وقعت في الفترة ما بين 7 و29 أكتوبر الماضي.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أطراف النزاع في شرق الكونغو الديمقراطية إلى احترام القانون الدولي الإنساني من أجل مساعدة المتضررين على تلبية احتياجاتهم.
ووفقا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، فإن مقاطعة كيفو الشمالية تضم حاليا أكبر عدد من النازحين داخليا، أي 2.5 مليون شخص أجبروا على الفرار بسبب القتال.
اقرأ أيضاًالصليب الأحمر يناشد المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإنقاذ الوضع الإنساني في غزة
الصليب الأحمر: غزة بحاجة إلى تيار متدفق من المساعدات وليس مجرد فتات
متحدث الصليب الأحمر: نعمل على تخفيف معاناة متضررى السيول في السودان