كتب جوني منير في " الجمهورية": ليس الكلام عن نية إسرائيل شن حرب على لبنان مجرد تهويل، بهدف الضغط على "حزب الله" والسلطات اللبنانية لإنجاز اتفاق جديد يؤدي الى واقع أمني جديد في المنطقة الحدودية من خلال تطبيق القرار الأممي 1701.
فالعودة الى شريط الأحداث والتطورات إثر عملية «طوفان» الأقصى» في السابع من شهر تشرين الأول الماضي، يُظهر بوضوح النوايا الإسرائيلية لتنفيذ ضربة عسكرية على لبنان.
وبالنسبة للبنان ووفق ما يجري تداوله على نطاق ضيق في الأوساط الديبلوماسية الغربية، فإن نتنياهو يصر على إزالة التأثير الإيراني عن الحدود الشمالية عبر العملية العسكرية التي عملت إسرائيل على الاستعداد لها طوال السنوات الماضية. وترتكز الخطة الإسرائيلية وفق ما يجري تداوله التمهيد للعملية بقصف تدميري يصل الى العمق اللبناني ويؤدي الى تقطيع أوصال المناطق ومن ثم القيام بتوغل بري الى حدود معينة وان يترافق ذلك مع إنزال على قمم الجبال خصوصاً لناحية بعلبك والهرمل، على أن تبدأ هذه العملية في منتصف الشهر المقبل، وأن تدوم حوالي الشهرين. ووفق هذه الرواية فإن إسرائيل تعتقد أن الأشهر الماضية والتي شهدت قصفاً إسرائيليا للمناطق المتاخمة للحدود اللبنانية، ضمنت التمهيد للتوغل البري عبر تدمير العديد من الأنفاق والتحصينات العسكرية التي كان يمكن أن تشكل مفاجآت عسكرية للقوة الغازية. وفي المقابل كان حزب الله يقوم بتدمير مراكز المراقبة والاستطلاع للجيش الإسرائيلي لضرب إمكانيات قيامه بأي غزو عسكري. ولذلك تبدو إسرائيل بحاجة ماسة للمساندة الأميركية في مجالين
الأول من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا المتطورة جداً على صعيد الاستطلاع والمعلومات والمؤازرة، خصوصاً لناحية الكلام عن إنزال عند قمم الجبال شمال البقاع، والثاني بالحصول على الأسلحة والذخائر المناسبة وخصوصاً قنابل الـ 2000 رطل القادرة على التدمير، وتلك المخصصة لاختراق باطن الأرض، حيث تعتقد اسرائيل أنه جرى تخزين
الصواريخ الدقيقة فيها. ولأن واشنطن كانت ولا تزال تعارض قيام إسرائيل بعملية عسكرية واسعة في لبنان فهي أوقفت تسليم إسرائيل ما تطلبه من قنابل وأسلحة. وهذا ما أدى الى صدام سياسي بين تل أبيب وواشنطن.
ووفق ذلك، فإن الزيارة التي بدأ بها وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالنت الى واشنطن تبدو نتائجها مهمة. وهو قال قبل إقلاع طائرته بأن نتائج هذه الزيارة حاسمة لمستقبل الحرب في غزة ولبنان. وأضاف بوضوح، بأنه ذاهب للبحث في الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وأنه سيعمل لإقناع واشنطن بالإفراج عن شحنة القنابل الثقيلة ولا حاجة لتفسير كلامه فهو ذاهب لإزالة المعارضة الأميركية على المشروع الإسرائيلي في لبنان وطلب المؤازرة والمساعدة الاستخباراتية واللوجستية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
كاتب من تل أبيب: انتصار إسرائيل «وهم خطير» والفلسطينيون باقون بأرضهم
في تصريحات لافتة من قلب “تل أبيب”، قال كاتب إسرائيلي، “إن الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان”، مؤكّدا أن “انتصار إسرائيل الكامل وهم خطير“.
وفي مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، حذّر الكاتب والباحث الإسرائيلي دان أريلي، “من خطورة السعي لتحقيق “نصر كامل” على الفلسطينيين”، معتبرا أن هذا “النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصراع والعنف المستمرين”.
وأوضح أريلي، “أن التفكير في المستقبل يتطلب الابتعاد عن منطق الإذلال أو محاولة سحق الطرف الآخر بالكامل”، مشددا على أن “القوة الحقيقية لا تكمن في الانتصار الكامل، بل في العظمة والقدرة على جعل الآخرين يشعرون بأنهم انتصروا”.
وأشار إلى أن “منح الشعور بالنصر للطرف الآخر من شأنه أن يفتح الباب لتحسين العلاقات في المستقبل”، قائلاً: “عندما يشعر الشخص الآخر بأنه قد فاز، هناك فرصة أكبر لأن يشعر انطلاقا من هذه النقطة بتحسن تجاهك، ما يؤدي إلى بناء علاقة أفضل”.
وتساءل أريلي في مقاله: “هل النصر الكامل هو الاتجاه الصحيح؟ هل الإذلال هو الطريق الصحيح؟” ليجيب بشكل قاطع: “برأيي، لا.. هذا ليس الحل الصحيح على الإطلاق”.
ووفق الصحيفة، “دعم الكاتب رأيه بالتجربة التاريخية، مستشهدا بما حدث لألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى”، قائلا: “إذلال ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى أدى مباشرة إلى الحرب العالمية الثانية، هذه دروس يجب أن نتعلم منها”.
وأكد أريلي أن الفلسطينيين “لن يذهبوا إلى أي مكان، وحماس ستظل قائمة بشكل أو بآخر، كما سيبقى “حزب الله” و”الحوثيون” وإيران جيرانا لنا”، مضيفا أن “السعي لتحقيق نصر كامل ليس سوى محاولة لإذلال الطرف الآخر، وهي رؤية خاطئة تماماً”.
واعتبر أن أي “انتصار من هذا النوع سيمنح الإسرائيليين، شعورا مؤقتا بالرضا، لكنه في المدى الطويل سيخلق المزيد من الكراهية والانتقام، ويؤسس لمزيد من الحروب”.