هوجم كنسيهم.. ماذا تعرف عن يهود داغستان؟
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
هاجم مسلحون الأحد كنيسا يهوديا في منطقة داغستان بإقليم شمال القوقاز الروسي، وذلك في عملية جديدة استهدفت اليهود القوقاز.
الهجوم استهدف أيضا، وفق وكالة رويترز، كنيسة أورثودوكسيّة ومركزا للشرطة وأوقع ستة قتلى بين رجال الأمن.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف يهود داغستان، إذ اقتحم عشرات المتظاهرين، في أكتوبر الماضي، مطار محج قلعة، بعد سريان أنباء عن هبوط طائرة آتية من إسرائيل، ما أدى لإغلاقه أمام حركة الملاحة الجوية .
ولفتت تلك الحادثة التي جاءت في أعقاب بدء الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس، أنظار العالم لهاته الأقلية التي تتكون أساسا من يهود الجبال، وتتمتع بتاريخ غني، وأضحت "تواجه تحديات فريدة في السنوات الأخيرة"، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
من هم يهود داغستان؟تعود جذور يهود داغستان أو "يهود الجبال" أو "تاتس" (Tats) كما يعرفون في داغستان، إلى يهود المناطق الناطقة بالفارسية، ويعيشون في القوقاز منذ القرن الثامن على الأقل.
تاريخ وصول اليهود الأوائل إلى أراضي داغستان الحالية غير معروف على وجه اليقين، ولكن بحلول القرن السابع عشر كان عدد السكان اليهود ثابتًا بما يكفي ليسجله الرحالة الألماني، آدم أوليريوس.
أوليريوس قال بخصوص داغستان "لا يوجد مسيحيون في مدينة ديربنت، كما يقول البعض، فقط المحمديون (المسلمون) واليهود يعيشون هنا".
حافظ المجتمع اليهودي على ممارساته الثقافية والدينية المتميزة على الرغم من العزلة الجغرافية والسياسية.
تاريخيًا، استقر يهود الجبال في أجزاء مختلفة من داغستان، مع وجود أعداد كبيرة من السكان في مدن مثل ديربنت ومخاتشكالا.
كانت ديربنت، إحدى أقدم المدن في المنطقة، مركزا للحياة اليهودية، وتضم العديد من المعابد اليهودية قبل الثورة البلشفية.
واليوم، لا يزال كنيس كيلي نوماز فقط نشطا في ديربنت، ويعمل كنقطة محورية لأعداد اليهود المتضائلين، وفقا للتقارير.
داغستانهي جمهورية تقع في شمال القوقاز الروسي، ويحدها بحر قزوين من الشرق وجورجيا وأذربيجان من الجنوب. عاصمتها هي محج قلعة.
تشتهر داغستان بتنوعها العرقي، إذ تضم أكثر من 30 مجموعة عرقية و100 لغة، وتمارس في الغالب الإسلام السني.
تتمتع المنطقة بتاريخ معقد من المقاومة ضد الإمبراطوريات، وتواجه تحديات مثل عدم الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، على الرغم من مواردها في الزراعة والنفط والصناعة.
تاريخ يهود داغستانخلال الحقبة السوفييتية، تمكن يهود الجبال من الحفاظ على ممارساتهم وشعائرهم الدينية ولو بنوع من التكتم، مثل صناعة خبز الماتزو، طقوس عيد الفصح، وإضاءة شموع السبت، وذلك لاتقاء السياسات المعادية للسامية السائدة في أجزاء أخرى من الاتحاد السوفييتي.
واستمرت هذه المرونة الثقافية رغم الظروف القاسية التي فرضها النظام السوفييتي، كما تشيرت مصادر مختلفة.
في العقود الأخيرة، واجه السكان اليهود في داغستان تحديات كبيرة، حيث أدى انهيار الاتحاد السوفييتي والصراعات الإقليمية اللاحقة، وخاصة حروب الشيشان، إلى زيادة العنف وعدم الاستقرار.
وقد أدى صعود الفكر المتشدد إلى زيادة تعقيد الوضع، ما دفع العديد من اليهود إلى الهجرة.
وانخفض عدد السكان اليهود في داغستان من حوالي 50 ألف إلى أقل من 10 آلاف في السنوات الأخيرة، مع انتقال العديد منهم إلى إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أجزاء أخرى من روسيا، وفقًا لوكالة التلغراف اليهودية.
زيادة التوتراتعلى الرغم من انخفاض أعدادهم بشكل كبير، حافظ يهود الجبال في داغستان وأماكن أخرى في شمال القوقاز على مجتمعاتهم.
ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة زيادة في التوتر العرقي وأعمال العنف، ما دفع كثيرين إلى التفكير في الهجرة بحثا عن الأمان.
وسلط رومان أشوروف، وهو عضو بارز في المجتمع، الضوء على المخاطر التي يواجهها اليهود، بما في ذلك عمليات الاختطاف التي تقوم بها مجموعات شيشانية استهدفت اليهود مقابل الفدية، كما ذكرت وكالة التلغراف اليهودية وإذاعة أوروبا الحرة.
في السنوات الأخيرة، واجهت الجالية اليهودية في داغستان تهديدات كبيرة، بما في ذلك الحادث الذي وقع في 29 أكتوبر 2023 حين اقتحم حشد مطار محج قلعة بحثًا عن قادمين من إسرائيل.
اقتحموا المطار "بحثا عن إسرائيليين".. اعتقال 60 شخصا في داغستان أفادت السلطات الروسية، الاثنين، أن ستين شخصا يشتبه في أنهم اقتحموا مطارا في داغستان بحثا عن إسرائيليين على ما يبدو، أوقفوا فيما أصيب تسعة من عناصر الشرطة.والحادث مرتبط بالحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، التي بدأت بهجوم مسلحين من الحركة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وفي وقت سابق من ذلك اليوم، أُضرمت النيران في مركز يهودي قيد الإنشاء في داغستان، وكتبت على جدرانه عبارة "الموت لليهود".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السنوات الأخیرة فی داغستان
إقرأ أيضاً:
فنُّ الشِّعر
إنني أتحدث بصدق، كل صدق
القصيدة عمل شاقّ
فإما أن تخسر إيقاع سنوات الخريف
أو تقوز به،
(عندما يكون المرء شابًّا
والأزهار الساقطة لا تُجمع
يكتب المرء، ويكتب، بين الليالي
وربما يملأ مئات ومئات
من الصفحات عديمة الفائدة.
وهناك مَن يتفاخر ويقول:
«أنا أكتب ولا أصحح،
فالقصائد تخرج من يديّ
مثل الربيع الذي سيرمي
شجر السرو القديم على شارعي.
ولكن مع مرور الوقت
والسنوات تتلاشى بين الصدغين
تُخلقُ القصيدة
مثل عمل الفخاريّ؛
الفخار الذي يُطبخ بين اليدين
الفخار الذي يفرغ النّار بسرعة.
إنّ القصيدة عبارة عن
برق رائع،
مطر من الكلمات الصامتة،
غابة من الخفقات والآمال،
نشيد الشعوب المظلومة،
والنشيد الجديد للشعوب المتحررة.
كما أنّ القصيدة هي
الحب والموت
وخلاص الإنسان.
مدريد، 1961م، هافانا، 1962م
٢- قصيدةُ الخريف
لماذا تُحدّقين بي هكذا، أيّتها القصيدة؟
لماذا، وبكل إصرار، تُلاحقني؟
فأنتِ تعلمين جيدًا بأنني لم أدعوك
ومع حلول شهر الخريف، سيكون محاولة دعوتك قليلة
أجلس بين مقاعد المحطات في مارس
ولكن، ماذا تعرفين أنت عن الأشياء؟
فأنا لا أستطيع أن أشرح لك شيئًا
وإذا أحببتك، وامتلكتك
فذلك لأنّك سألتني
ولأنّك أَتيتِ نحوي، دون أن أبحث عنك
نعم، أعرف، فلا تخبريني
فقد وافقتُ على محادثاتك
السخيفة، والقديمة
الغارقة في الجبال والبحار
أنا لم أبحث عنك يومًا، أيتها القصيدة
ولم أعد أبحث عنك
أشعر بك الآن، وكأنّك في حلقي
لم أعد قادرًا على التحرّر منك
وهذا لا يجعلني أبكي
آه،
ولكن ما يحدث، هو أنّك أصبحت استثناءً
وأنا لم أعد قادرًا على امتلاك الليل والقمر،
ولا امتلاك الأنهار والبحار،
مثل قصيدة الطفل:
مداعبة الأطفال، والسماح لهم بالرحيل
واليوم ترعاهم بين يديك
وكل ليلة
وكل قمر
وكل جبل
مختلف عن الشيء الذي نقشته على الأشجار
مختلف عمّا كتبته
مختلف عمّا نتخيله الآن
وهكذا تملأ المئات
من الصفحات عن الشتاء،
وعن الربيع،
وعن الصيف،
وعن الخريف
وتكرري دائمًا البحار نفسها،
والأنهار، والليالي نفسها،
لكنها، جميعها، ليست الشيء نفسه، بالنسبة لي
(وبالنسبة للآخرين، قد يكون القمر
والليل، وأيام الخريف، والصيف،
متطابقة)
في هذه الأيام،
جلسنا بهدوء،
لنغني قدوم الخريف،
وما الذي سيفعله
الأغنية مكتوبة
ولا أستطيع إغراقها أو تدميرها،
لأنني ضدك -أيتها القصيدة- لا أستطيع فعل شيء
لأنني ضدك، لم أستطع،
لأنني ضدك، لن أستطيع.
٣- الشعور بالوحدة
في الجبال، أو في البحر..
أشعر بالوحدة، حيث الهواء، والرياح،...
والشجر، والوجه، والسماء،
والصمت، وفي الجنوب،
وعند ولادة
نهر جديد
إنّه المطر، والرياح، والبرد
والسياط
الشاطئ، والبرق، والأمل
في الجبال، أو عند البحر
وحدة، وحدة
فقط ضحتك الوحيدة،
فقط روحي الوحيدة،
فقط... عزلتي
وصمتها
خافيير هيرود شاعر بيروني (ولد في ليما/البيرو عام 1943، وتوفي عام 1963) لم يُعمّر طويلًا، لكنه في مسيرته الحياتية القصيرة عمّر بناء شعريًا مهمًا، يتميّز بتصوير الذات، ذات الشاعر، وعلاقتها بالأدوات التكوينية للقصيدة المُتخيّلة، ولذلك نجده يحاكي الأشجار، والأنهار، والشعر نفسه، في سبيل التعريف بذاته، والتعرّف عليها. وفي هذه الصفحات عدد من القصائد التي يسرد فيها هيرود علاقته مع الشِّعر، ومع القصيدة، ومع الأشياء، باحثًا عن نفسه من خلالها جميعها.
د. حسني مليطات أكاديمي من جامعة صحار