ثقافة الغدير كأساس للتغييرات الجذرية
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
تُعد ثقافة الغدير من المفاهيم المحورية في الفكر الإسلامي، حيث ترتبط بحدث تاريخي هام وهو إعلان النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولاية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في غدير خم. هذا الإعلان ليس مجرد واقعة تاريخية بل هو مبدأ يتضمن قيماً ومعاني عميقة يمكن أن تشكل أساساً لتغييرات جذرية في المجتمعات الإسلامية الحديثة.
فثقافة الغدير تستند إلى أن المعايير الإيمانية هي الأساس في اختيار القادة ووضع التشريعات. فالقائد في هذه الثقافة ليس مجرد مدير أو مسؤول، بل هو شخص ذو إيمان عميق وأخلاق رفيعة. تتطلب هذه المعايير أن يكون القائد قدوة في السلوك والعمل، مما يجعل قراراته وتشريعاته منبثقة من إيمان راسخ بالقيم القرآنية.
كما أن أحد المبادئ الأساسية في ثقافة الغدير هو ضرورة التطابق بين القانون ومن يطبقه. فالقانون لا يمكن أن يكون فعالاً إلا إذا كان المشرع والقائم على تنفيذه مؤمناً به وبأهدافه. فهذا المبدأ يضمن أن التشريعات ليست مجرد نصوص قانونية، بل هي انعكاس لإيمان عملي يهدف إلى تحقيق العدالة والخير في المجتمع.
فيجب أن يتجاوز الاحتفال بعيد الغدير الجوانب الطقوسية والعاطفية ليصل إلى الجوانب العملية والتطبيقية. وهذا الانتقال يتطلب أن يُستفاد من هذه المناسبة لصياغة قوانين وتشريعات مستوحاة من روح القرآن الكريم وتعاليمه. فالهدف هو أن يتحول الاحتفال إلى مناسبة لتعزيز العمل بالقيم الإيمانية وترسيخها في حياة الناس اليومية.
فالإيمان الحقيقي، كما تؤكد ثقافة الغدير، هو الذي يقترن بالعمل الصالح. هذا الإيمان العملي يعني أن تطبيق القيم الدينية في الواقع اليومي هو ما يعكس الإيمان الحقيقي. عندما ينعكس هذا الإيمان على سلوك الأفراد والمجتمع، فإنه يؤدي إلى تحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويخلق بيئة يسودها العدل والسلام.
إن اعتماد ثقافة الغدير كمنهج حياة سيؤدي إلى تغييرات جذرية في المجتمعات الإسلامية، فهذه الثقافة تدعو إلى دمج الإيمان بالعمل، والقيم الروحية بالنظام القانوني. فعندما تكون القوانين والتشريعات مبنية على قيم إيمانية راسخة، وتُطبق من قبل أشخاص مؤمنين بهذه القيم، فإن ذلك يؤدي إلى بناء مجتمع قوي وعادل.
إن ثقافة الغدير تقدم نموذجاً شاملاً يكون أساساً لتغييرات جذرية في المجتمعات الإسلامية. بالتركيز على المعايير الإيمانية في القيادة، والتطابق بين التشريع والتطبيق، وتجاوز الطقوس إلى التطبيق العملي، يمكن لهذه الثقافة أن تسهم في بناء مجتمع قائم على العدالة والقيم الأخلاقية. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب التزاماً جاداً من قبل القادة والمجتمع ككل، حيث يكون الإيمان والعمل يداً بيد لتحقيق مستقبل أفضل.
وكيل محافظة شبوة
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
"أثنا عشر شخصًا غاضبًا" و"الحارس" في مستهل عروض نوادي المسرح بإقليم القناة وسيناء
شهد قصر ثقافة الإسماعيلية، السبت، انطلاق عروض الموسم الجديد لنوادي المسرح بإقليم القناة وسيناء الثقافي، التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ضمن برامج وزارة الثقافة.
عرض “اثنا عشر شخصا غاضبا”
استهلت العروض بنوادي مسرح الإسماعيلية، حيث قدم عرض "اثنا عشر شخصا غاضبا"، تأليف ريجينالد روز، وإخراج محمود مدحت، وتدور أحداثه حول هيئة محلفين مكونة من 12 شخصا تم اختيارهم عشوائيا، بينهم امرأتان، حيث تواجه المجموعة قضية محاكمة متهم بجريمة قتل، وداخل محكمة في إحدى المدن ومعظم أعضاء هيئة المحلفين يعتقدون أن المتهم مذنب، إلا واحدة ترفض هذا الحكم.
العرض المسرحي "الحارس"كما قدم العرض المسرحي "الحارس"، تأليف يوسف مسلم، إخراج حازم خطاب، تناول العرض قصة إنسانية تدور حول حارس يحكي عن بعض الرجال وآخر منضم لفريق الكشافة ولكنه ضل طريقه في الصحراء ويعيش معه لفترة ثم يموت الرجل الأول ويعمل الثاني بدلا منه في حراسة القرية وخاصة منطقة المقابر، ثم يأتي رجل ثالث وهو تائه جديد من التائهين في مجتمعاتنا فنكتشف أن الموضوع يدور في حلقة مفرغة.
لجنة التحكيمحضر العرض لجنة التحكيم المكونة من المخرج حمدي حسين، الناقدة د. لمياء أنور، ومصمم الديكور محمد طلعت، وأقيمت ندوة نقدية لمناقشة الجوانب الفنية للعرضين بحضور اللجنة المكونة من المخرج سمير زاهر، الكاتبة إسراء محبوب، والمخرج أحمد خليفة.
العروض من إنتاج الإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتقدم بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، بإدارة د. شعيب خلف، مدير عام الإقليم، وفرع ثقافة الإسماعيلية، برئاسة شيرين عبد الرحمن.
ويُقدم 16 عرضا مسرحيا بهذا الموسم في محافظات إقليم القناة وسيناء، حيث يستضيف قصر ثقافة الإسماعيلية عروض نوادي مسرح الإسماعيلية والسويس، ويشهد قصر ثقافة العريش عروض نوادي مسرح شمال سيناء، وتقام عروض نوادي مسرح بورسعيد على مسرح قصر ثقافة بورسعيد، وتختتم يوم 29 ديسمبر الحالي.
تجربة نوادي المسرح وأبرز عروضها المسرحيةوتقدم هيئة قصور الثقافة، خلال الموسم الجديد من تجربة نوادي المسرح، 155 عرضا مسرحيا مجانيا تم اختيارها من قِبل 325 مشروعا، في تجربة هي الأكثر رواجا في تاريخ المسرح المصري، تتيح خلالها هيئة قصور الثقافة الفرصة للشباب لإبراز مواهبهم في المجال المسرحي بإمكانيات بسيطة، مع مراعاة اختيار عروض مسرحية من مختلف المحافظات، بهدف تقديم خدمة ثقافية متميزة للجمهور، ومنتج مسرحي يصل إلى المحافظات كافة، تحقيقا لمبدأ العدالة الثقافية.