الثورة / وكالات

قال جوليان بورغر، مراسل صحيفة “الغارديان” في واشنطن، في تقرير له، إن مستقبل الرصيف العائم، الذي بنته الولايات المتحدة قرابة شاطئ غزة، كان صورة عن “إساءة حسابات” للمسؤولين الأمريكيين، فالمشروع، الذي كلّف 230 مليون دولار، لم يكن قادراً على الصمود أمام الظروف البحرية الصعبة، ولا توفير المواد الإنسانية للمحتاجين في القطاع، بسبب غياب الظروف الأمنية.


ومن هنا بات مستقبله محلّ تساؤل، فلم يتم استخدامه إلا مدة 12 يوماً، منذ بدء تشغيله في 17 مايو. وفي فترة التشغيل هذه كانت المساعدات تُرمى على الشاطئ نظراً لعدم وجود شاحنات لتوزيعها على المخازن في القطاع بسبب غياب الأمن.
ولم يحقق المشروع التطلعات المتوقعة منه، وعندما أعلن عنه الرئيس بايدن، في 7 مارس، قال إن الرصيف العائم “سيؤدي إلى زيادة عظيمة في حجم المساعدات الإنسانية الداخلة إلى غزة كل يوم”.
واستغرق بناء الرصيف شهرين، حيث تم تركيبه على بعد أميال من شاطئ غزة. وعمل في إنشائه حوالي 1,000 جندي أمريكي، وسفينة كارديكان بي، التابعة للبحرية الأمريكية، التي استُخدمت كمسكن للجنود.
ولم ينقل إلى غزة، خلال فترة عمل الرصيف القصيرة، سوى حمولة 250 شاحنة من المساعدات الإنسانية (4,100 طن)، ووصلت عبر الممر البحري، أي نصف ما يصل براً إلى غزة في يوم واحد. وبقيت المساعدات التي وصلت عالقة عند نهاية الممر في منطقة التنظيم المقامة على الشاطئ. ومنذ العملية الاسرائيلية لتحرير أربعة أسرى في مخيم النصيرات، قرر برنامج الغذاء العالمي تعليق عملياته في القطاع، حيث كان من المفترض أن تقوم شاحناته بنقل بالات الطعام من منطقة التنظيم ونقلها بالشاحنات إلى مناطق غزة. ويقول البرنامج إن المراجعة الأمنية مستمرة.
وساهمت الظروف البحرية في عرقلة عمل الرصيف، فالظروف في منطقة شرق المتوسط لم تكن هادئة كما هو متوقع. وأطلق البنتاغون على الرصيف العائم “اللوجستيك المشترك عبر الشاطئ” (جلوتس)، حيث تم تصميم الرصيف لتحمّل “حالة البحر بالدرجة الثالثة”، والتي تحدد مستوى الأمواج من 0.5- 1.25 أمتار.
وكان المصممون يأملون باستمرار الهدوء في البحر بين الربيع والصيف حتى بداية سبتمبر، لكن الرصيف تعرّضَ لأضرار فادحة في 25 مايو، ذلك أن أمواج البحر كانت متلاطمة بشكل غير عادي.
وبعد إصلاحه في ميناء أشدود أُعيد لمكانه، وبدأ العمل في 8 يونيو، ولكنه عمل ليوم واحد، قبل تعليق العمليات ليومين آخرين.
وفي 14 يونيو فكك الرصيف، وشحن إلى ميناء أشدود كخطوة احترازية من الأمواج العاصفة. وأعيد مرة أخرى يوم الجمعة، واستخدم منذ ذلك الوقت لتحميل 4,160 طناً، إلا أن تقارير أشارت إلى إمكانية تفكيك الرصيف العائم في الشهر المقبل، نظراً لعدم قدرته على تحمل الظروف العاصفة في البحر.
وعلق ستيفن موريسون، النائب البارز لمدير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: “لقد أساءوا التقدير”، و”لم يفهموا بشكل كامل ما سيحدث من ناحية الطقس، وتخلّت وزارة الدفاع عنه، وأذلت بطريقة واضحة”.
واعترف البنتاغون بالتحديات التي واجهت الرصيف العائم، ولكنه ينكر اتخاذه قراراً لتفكيكه قبل الموعد المحدد له.
وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال باتريك رايدر: “لم نقرر الموعد النهائي للمهمة، وخلافاً لتقارير إعلامية حول الموضوع”.
وكان يقصد من بناء الرصيف إنشاء ممرّ مستقل عن إسرائيل تدخل من خلاله المساعدات الإنسانية للقطاع المدمر والمحاصر. وقالت منظمات الإغاثة التي تشترك في توفير المساعدات الطارئة إن شيئاً أفضل من لا شيء، لكنها عبّرت عن قلق من بناء رصيف مكلف، وسط بهرجة إعلامية حرفت الانتباه عن ممارسة الضغوط السياسية على إسرائيل كي تفتح المعابر البرية أمام الشاحنات، وهي الوسيلة الأكثر فعالية لتوفير الطعام.
ولم توزع المساعدات في القطاع بسبب الظروف الأمنية. وتوقف معبر رفح عن العمل، منذ سيطرة جيش الإحتلال عليه في 7 مايو، وتم تحويل مسار الشاحنات نحو كرم أبو سالم في جنوب غزة، إلا أن الطرق منه ظلّت غير آمنة.
والجيش الإسرائيلي ليس تهديداً فقط على عملية توزيع المساعدات الإنسانية، بل وتتعرض الشاحنات لهجمات جماعات السطو المسلح التي أصبحت قوية وسط شوارع غزة المدمرة. واعتمدت أونروا على الشرطة الفلسطينية لتوزيع المساعدات، إلا أن إسرائيل استهدفت عناصر الشرطة باعتبارها تابعة لحكومة “حماس”. وفي غيابها ظهر فراغ أمني.
ورفضت إسرائيل، من جهة أخرى، التعامل مع أونروا، .
وأقنعت الولايات المتحدة برنامج الغذاء العالمي لتوزيع المواد المنقولة عبر الرصيف. وقال موريسون: “لقد دُفع من الولايات المتحدة لكي يكون واجهة وشريكاً على الأرض”، و”كانوا غير مرتاحين ومتردّدين، لم يكونوا راغبين في أن يعلقوا وسط الجنون المرعب وغياب الأمن على الأرض”.
ونظراً لاستمرار المشاكل على المعابر البرية، فإن إدارة بايدن متردّدة في التخلي عن الرصيف العائم، الذي يعتبر “ممراً حيوياً لتوصيل المساعدات، وسط الحاجة المتزايدة لغزة، وكذا انعدام الأمن الذي جعل من توزيع المساعدات عبر كرم أبو سالم صعباً جداً، حسب قول مسؤول أمريكي.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ميناء دمياط يستقبل دفعة جديدة من أوناش الرصيف العملاقة لمحطة تحيا مصر 1

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل ميناء دمياط السفينة ( CHANG YANG DONG FANG ) الصينية والتي تحمل على متنها دفعة جديدة  مكونة من عدد 2 ونش رصيف عملاق، وذلك في إطار استكمال أعمال البنية الفوقية التي تقوم بها شركة " دمياط أليانس " المشغلة لمحطة الحاويات تحيا مصر 1، وفقاً للجداول الزمنية المحددة مسبقًا ، استعداداً لقرب افتتاح وتشغيل المحطة.
يأتي استقبال الأوناش العملاقة ضمن خطة شركة دمياط أليانس لمحطات الحاويات لتزويد المحطة بأنظمة تشغيل متقدمة ومتكاملة تشمل 12 ونش رصيف عملاق من أحدث الطرازات العالمية ، من إنتاج شركة HHMC الصينية ، والتي تُعد من أبرز الشركات الرائدة في تصنيع معدات الموانئ المتطورة. 
وتتميز هذه الأوناش بقدرات تشغيلية فائقة ، حيث تصل قدرة الرفع إلى 75 طناً ، مع إمكانية الوصول إلى ارتفاع 57.5 متراً من سطح الرصيف ، ما يمكنها من التعامل بكفاءة مع سفن الحاويات العملاقة التي تحمل حتى 11 حاوية ارتفاعًا.
كما يبلغ طول الذراع الخارجي للونش 72 متراً ، ما يسمح بالتعامل مع أكبر السفن ذات العرض الكبير ، مما يعزز من قدرات الميناء في استقبال والتعامل مع أحدث أنواع سفن الحاويات في العالم بكفاءة عالية.
كما تم تزويد الأوناش الجديدة بأحدث أنظمة السلامة المتقدمة ، والتي تشمل حساسات وكاميرات مراقبة ، إلى جانب نظم حماية لضمان سلامة العمليات التشغيلية داخل الرصيف وخلال عمليات التفريغ والتحميل على السفن ، كما تدعم الأوناش التكامل مع أنظمة إدارة الموانئ الذكية، مما يتيح تتبع العمليات لحظيًا وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والتنسيق بين مختلف أقسام التشغيل داخل المحطة.
يأتي استقبال أوناش الرصيف العملاقة استكمالًا لعملية تجهيز المحطة ، حيث سبق الإعلان عن وصول عدد 5 أوناش رصيف عملاقة من إجمالي 12 ونش الى جانب 20 ونش ساحة كهربائي (  RTG) من إجمالي 40 ونش ساحة مقرر وصولها تباعًا ، و تعمل أوناش الساحة تلك بتقنيات متقدمة صديقة للبيئة ، ما يضمن تشغيل المحطة وفق أعلى معايير الكفاءة والاستدامة.
وتأتي هذه المعدات الحديثة ضمن استراتيجية التحول نحو التشغيل صديق البيئة ، حيث تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية ، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
و يُعد مشروع محطة الحاويات " تحيا مصر 1 " أحد أكبر المشروعات القومية الجاري اقامتها بميناء دمياط ، حيث تمتد أرصفتها بطول 1970 مترًا وعمق 18 مترًا، وتضم ساحة خلفية تبلغ مساحتها حوالى 922 ألف متر مربع ، وتصل طاقتها إلى 3.5 مليون حاوية مكافئة.


وتتولى شركة دمياط أليانس لمحطات الحاويات، التي تضم تحالف يوروجيت الألمانية، كونتشيب الإيطالية ، والخط الملاحي العالمي هاباج لويد ، تشغيل المحطة وفق أحدث المعايير العالمية، ما يعزز من مكانة الميناء كأحد المراكز اللوجستية المتكاملة في المنطقة.


ويأتي هذا المشروع ضمن خطة وزارة النقل تحت قيادة السيد الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل لتنفيذ الممر اللوجستي المتكامل ( طنطا – المنصورة – دمياط ). 
وبالنظر إلى المشروعات القومية الكبرى الجاري إقامتها حاليا بميناء دمياط يتبين أنه يسير بثبات نحو تحقيق مكانة ريادية في قطاع النقل البحري، من خلال تحسين أزمنة التشغيل، وزيادة كفاءة العمليات اللوجستية ، وتعزيز قدراته على استيعاب الأجيال الجديدة من السفن العملاقة ، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسية الموانئ المصرية عالميًا.

مقالات مشابهة

  • لليوم الثاني.. مؤسسة الصالح تواصل تقديم المساعدات الإنسانية الرمضانية في مديريات أبين
  • سيف بن زايد: وصلت سفينة زايد الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين.. محملةً بالأمل قبل الإغاثة
  • التحديات الإيرانية في المفاوضات النووية مع أمريكا
  • مسافر يوثق ومضات البرق والأعاصير التي ضربت أمريكا‬⁩ من نافذة الطائرة .. فيديو
  • روبيو: أمريكا سترد على الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية
  • ميناء دمياط يستقبل دفعة جديدة من أوناش الرصيف العملاقة لمحطة الحاويات
  • هل أساءت شذى حسون لأحلام الإماراتية بسبب أحد المهرجانات؟.. الفنانة تكشف الحقيقة
  • ميناء دمياط يستقبل دفعة جديدة من أوناش الرصيف العملاقة لمحطة تحيا مصر 1
  • صيام دون إفطار.. الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم مع منع دخول المساعدات منذ بداية رمضان
  • الغارديان: التهديد بترحيل محمود خليل تجاهل خطير لحرية التعبير