بدأ امبن سر دولة الفاتيكان الكاردينال بارولين زيارة للبنان تستمر حتى صباح الخميس المقبل، ملبياً دعوة من "جمعية فرسان مالطا". وسيلتقي بارولين رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي. وفي أجندته أيضا لقاء في بكركي مع البطريرك الراعي ورؤساء الطوائف المسيحية سيعقد ظهر غد الثلاثاء في الصرح البطريركي في بكركي .


وصرح بارولين لدى وصوله حيث استقبله في المطار وزير الخارجية عبدالله بو حبيب: "جئنا إلى لبنان في مبادرة للقيام بكل ما يلزم لمساعدته ونقول لكم صلوا لنا". وقال ردًّا على سؤال عمّا يمنع انتخاب رئيس الجمهورية أنّه "سؤال صعب الإجابة عليه"، مضيفًا: "لا نعلم ما يمنع اللبنانيين أو ربما أعلم، ولكن لن نتكلم عن هذا الموضوع الآن، ما يمكنني قوله أنّ الفاتيكان قلق جدّا من هذا الوضع، نحن نتابع هذا المسار". وأضاف: "نهتم بلبنان للحفاظ على هويّته الفريدة في الشرق الأوسط، ونقوم بكل ما في وسعنا للمساعدة".

وإذا كان يحمل مبادرة محددة، قال: "هناك برنامج محدد خلال هذه الزيارة، لنرى ما يمكننا فعله، سنبذل قصارى جهدنا من دون التظاهر بفعل كل شيء".

ونفت مصادر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى علمها بما تردد عن انعقاد قمة روحية مسيحية- إسلامية في بكركي غداً. وابلغ نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب "النهار" أن لاعلم له بانعقاد مثل هذه القمة وأن بكركي لم تفاتحه بمثل هذا الامر. وقال: "تلقينا دعوة كريمة الى مأدبة الغداء التي سيقيمها غبطة البطريرك الراعي على شرف موفد الفاتيكان إلى لبنان. ولا نعتقد اطلاقاً أن بكركي في وارد ما يشاع عن امكان تحويل الدعوة الى قمة روحية، ونرى أن ثمة من يروج لأمر غير موجود واستطراداً لم يطرح على بساط البحث والتداول ".

وتحدثت معلومات لاحقاً عن اتجاه لدى الفريق الشيعي الى مقاطعة اللقاء في بكركي احتجاجاً على ما ورد في عظة البطريرك الراعي أمس التي ورد فيها تعبير العمليات الإرهابية، إذ قال "إنّنا نفهم معنى عدم وجود رئيس للجمهوريّة: إنّه رئيس يفاوض بملء الصلاحيّات الدستوريّة، ويطالب مجلس الأمن تطبيق قراراته لا سيما القرار 1559 المختصّ بنزع السلاح، والقرار 1680 الخاص بترسيم الحدود مع سوريا، والقرار 1701 الذي يعني تحييد الجنوب. وبعد ذلك يُعنى هذا الرئيس بألّا يعود لبنان منطلقًا لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، وبالتالي بدخول لبنان نظام الحياد، وتحويله من واقع سياسيّ وأمنيّ إلى واقع دستوريّ يعطيه صفة الثبات والديمومة من خلال رعاية دوليّة".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی بکرکی

إقرأ أيضاً:

بارولين غادر لبنان...وهذا ما حمله معه من انطباعات

عاد أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى مركز عمله بعد زيارة له للبنان استمرّت خمسة أيام وفي جعبته الكثير من المعلومات الجديدة – القديمة، التي سيضمّنها تقريره، الذي سيرفعه إلى قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس. وفي ضوء هذا التقرير وما سيليه من نقاشات جانبية سيتمّ تحديد الزيارة البابوية للبنان، التي كانت مقررة قبل ثلاث سنوات تقريبًا وقد ألغيت لأسباب صحية كما قالت الدوائر الفاتيكانية المعنية بالبرتوكول البابوي في حينه.
وما سيتضمّنه تقرير الكاردينال بارولين ينقسم إلى قسمين: الأول يتعلق بالوضع السياسي في لبنان مع كل تشعباته وتعقيداته في ضوء ما سمعه من المسؤولين الرسميين ومن رؤساء الأحزاب المسيحية في لقاءات عُقدت في السفارة البابوية، وقد استغرق بعضها أكثر من ساعتين بالنسبة إلى قضيتين محوريتين، وهما: الوضع المتفجّر في الجنوب المترافق مع كلام كثير عن فرضية قيام إسرائيل بشنّ حرب واسعة على لبنان، مع ما تعنيه هذه الحرب من تدمير ما تبقّى من مقومات هذا البلد، الذي ينازع أساسًا قبل الحرب، فكيف سيكون عليه حاله خلالها وبعدها.
وقد عُلم في هذا الإطار أن البابا فرنسيس سيواصل مساعيه الدولية على خطّي وقف الحرب على غزة المثخنة بالجراح والمثقلة بالمآسي، وتوازيًا بذل أقصى الجهود لمنع الحرب على لبنان، الذي يعني الكثير لقداسة الحبر الأعظم، وهو الحريص على أن يبقى محافظًا على صيغته الفريدة والنموذجية على رغم كل ما تتعرّض له هذه الصيغة من محاولات تشويهية.
أمّا القضية الثانية، والتي قد يكون لها بعض الارتباطات الموضعية بالقضية الأولى فهي ملف الاستحقاق الرئاسي، خصوصًا في ضوء ما صرّح به الكاردينال الزائر في هذا الخصوص، والذي أعرب عن قلق الكرسي الرسولي لجهة الفراغ الحالي في سدة رئاسة الجمهورية، "لأنه من المهم جدا لكل بلد ان يكون هناك رئيس، فهذا الامر ليس فقط امكانية، بل هو ضرورة وفي لبنان هو ضرورة ملحة. إن الرئيس هو وحده رئيس الدولة ورمز وحدة البلد، وهو من يحفظ احترام الدستور واستقلال البلد وسلامة أراضيه. امل ان تتمكن الاطراف السياسية من ان تجد حلا في أقرب وقت ممكن، من خلال احترام الدستور وكرامة الشعب اللبناني المتعب والقلق والذي يشعر قليلاً بالإذلال نتيجة لهذا الفراغ الدستوري".
وقد كان كلامه في هذا الخصوص شديد الوضوح من خلال الكلمات القليلة التي قالها وهو خارج من لقائه الرئيس نبيه بري عندما تحدّث عن المسؤولية المشتركة لإتمام هذا الاستحقاق، والتي تبدأ من "عين التينة". وقد فسّر البعض هذا الكلام بأنه بمثابة رسالة واضحة المعاني عن دور رئاسة المجلس في المبادرة إلى الدعوة إلى جلسات متتالية وبدورات مفتوحة كما ينصّ عليه الدستور، خصوصًا أن هذا الكلام جاء بعد اللقاءات غير المعلنة، التي عقدها الكاردينال بارولين مع عدد من رؤساء الأحزاب المسيحية، الذين يطالبون بتطبيق ما ورد في الدستور بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي لا أكثر ولا أقلّ.
أمّا الموضوع الثاني، الذي استحوذ على اهتمام الكاردينال بارولين، بطلب مباشر من قداسة البابا، فهو الوضع المسيحي الداخلي، بدءًا بالخلافات المسيحية – المسيحية، التي لم تعد مقبولة، وذلك نظرًا إلى ما لهذه الخلافات من انعكاسات على هجرة الشباب، الذين فقدوا حماسة البقاء في وطن لا مستقبل لهم فيه، فضلًا عمّا تتسبب به من تداعيات على سير العمل السياسي والوطني. فلو كانت القوى المسيحية بكل تلاوينها السياسية واتجاهاتها متوافقة على الخطوط العريضة لما يمكن أن تكون عليه الحال في لبنان لما كانت الجمهورية من دون رئيس بعد سنة وأكثر من نصف سنة من مغادرة الرئيس السابق ميشال عون قصر بعبدا.
فالكاردينال الزائر لم يأتِ إلى لبنان لجمع الأقطاب الموارنة، وهو يعرف كما يعرف غيره أن هذا الأمر هو من سابع المستحيلات، لكنه يعود بانطباع، وهو أن عدم توافق هؤلاء الأقطاب يأتي في رأس أسباب انهيار لبنان.
ويضاف إلى هذا الانطباع غير المشجّع انطباع آخر عن الواقع المسيحي، لا يقّل خطورة عن الانطباع الأول، ويتعلق بالوضع الداخلي للكنيسة، الذي فيه من الخلافات ما يفوق خطورة الخلافات السياسية. وهذا ما يؤثّر على الأداء العام للمسيحيين ومدى التزامهم بما يصدر عن الكنيسة من توصيات ونصائح يرون أنها مجافية للواقع، خصوصًا عندما ينظرون إلى الواقع التربوي للمدارس والجامعات الكاثوليكية أو المستشفيات التابعة ادارتها لعدد من المراجع الدينية.
فما حمله الكاردينال بارولين من تقارير أعدّها مصلحون من داخل الرهبانيات عن واقعها المتقهقر سيحفزّ قداسة البابا على تسريع زيارته للبنان، مستعيدًا بذلك المشهد الذي دفع السيد المسيح إلى طرد التجار من هيكل أبيه المعدّ للصلاة وقد جُعل مغارة للصوص. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • من متغيِّرات الكنيسة.. إلى إلغاء إرهابية الحزب!
  • بارولين لم يفشل ورسائل مناسبة في المكان المناسب
  • صلوات للسلام ضد الحرب.. والراعي: في الحرب الكلّ خاسرون وضعفاء.
  • بعد تصريحات البطريرك الماروني.. «تلاسن» شيعي- مسيحي في لبنان.. وغياب «الحريري» يهدّد السُنة
  • بكركي 2024 تحاكي بكركي الـ2000.. وضغط الفاتيكان نجح
  • مساع بين بكركي والمجلس الشيعي الاعلى.. الخازن عن الراعي: يرفض وصف حزب الله بالارهاب
  • الراعي يستقبل فريد هيكل الخازن في بكركي
  • بارولين غادر لبنان...وهذا ما حمله معه من انطباعات
  • ملف لبنان في لقاء لودريان وهوكشتاين الاسبوع المقبل والخازن في بكركي اليوم لرأب الصدع مع الحزب
  • ماذا قال بارولين للقيادات اللبنانية؟