اكتشاف ارتباط بين الشخير المنتظم وخطر صحي مهدد للحياة
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
أفاد باحثون أن الشخير العالي الذي يبقيك مستيقظا في الليل قد يكون أكثر من مجرد إزعاج صاخب، بل يمكن أن يكون علامة إنذار مبكرة لارتفاع ضغط الدم الخطير.
ووجدت دراسة أجراها خبراء النوم في جامعة فلندرز أن الأفراد، وخاصة الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن في منتصف العمر، والذين يشخرون بانتظام في الليل، هم أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم وفرط ضغط الدم غير المنضبط.
وتعد الدراسة المنشورة في مجلة npj Digital Medicine، أكبر دراسة موضوعية وأول دراسة تستخدم تقنيات المراقبة المنزلية الليلية المتعددة على مدى فترة طويلة لاستكشاف العلاقة بين الشخير وارتفاع ضغط الدم.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور باستيان ليتشات من معهد فلندرز للأبحاث الصحية والطبية (FHMRI) وكلية الطب والصحة العامة: "للمرة الأولى، يمكننا أن نقول بشكل موضوعي أن هناك علاقة مهمة بين الشخير الليلي المنتظم وارتفاع ضغط الدم".
ويوضح ليتشات: "وجدنا أن 15% من جميع المشاركين في الدراسة، الذين كانوا في المقام الأول رجالا يعانون من زيادة الوزن، يشخرون لأكثر من 20% من الليل في المتوسط، وأن هذا الشخير الليلي المنتظم يرتبط بارتفاع ضغط الدم وارتفاع ضغط الدم غير المنضبط".
مضيفا: "تؤكد هذه النتائج على أهمية اعتبار الشخير عاملا في الرعاية الصحية وعلاج المشكلات المتعلقة بالنوم، خاصة في سياق إدارة ارتفاع ضغط الدم".
والشخير هو أمر شائع، ويؤثر على نسبة كبيرة من السكان، وغالبا ما يتم الاستهانة به من حيث آثاره الصحية السلبية. وغالبا ما يتداخل الشخير وانقطاع النفس النومي.
ويقول البروفيسور داني إيكرت، مدير قسم صحة النوم في جامعة فلندرز، وكبير مؤلفي الدراسة: "لقد لاحظنا أنه لدى أولئك الذين يشخرون بانتظام، كان خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم غير المنضبط مضاعفا تقريبا. وقد تضاعف هذا الخطر تقريبا مرة أخرى لدى أولئك الذين يشخرون بانتظام ويعانون من انقطاع النفس النومي مقابل أولئك الذين لا يشخرون بانتظام".
والشخير وحده قد يكون بمثابة علامة إنذار مبكر لارتفاع ضغط الدم، حيث أن سوء نوعية النوم بسبب الشخير قد يؤدي إلى تفاقم خطر ارتفاع ضغط الدم.
إقرأ المزيدوارتفاع ضغط الدم هو المصطلح الطبي لارتفاع ضغط الدم على مدى فترة طويلة من الزمن. يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل قصور القلب أو السكتة الدماغية أو أمراض القلب أو أمراض الكلى.
واستخدمت الدراسة بيانات تتبع النوم التي تم جمعها بواسطة جهاز استشعار تحت المرتبة للكشف عن الشخير وانقطاع النفس النومي، إلى جانب جهاز مراقبة ضغط الدم المنزلي المسجل لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في أكثر من 12000 مشارك على مستوى العالم على مدى تسعة أشهر.
ويقول الدكتور ليشات: "هذه أكبر دراسة حتى الآن تبحث في العلاقات المحتملة بين الشخير وانقطاع النفس النومي وارتفاع ضغط الدم باستخدام تقييمات موضوعية في منازل الناس، وتكشف عن رؤى مهمة حول العواقب المحتملة للشخير على خطر ارتفاع ضغط الدم. كما أنه يسلط الضوء على الحاجة إلى النظر في الشخير كجزء من الرعاية السريرية وإدارة مشاكل النوم، وخاصة في سياق إدارة ارتفاع ضغط الدم".
ويضيف: "إن نتائج هذه الدراسة تمهد الطريق لمزيد من التحقيق في ما إذا كانت التدخلات العلاجية الموجهة نحو الشخير يمكن أن تقلل من ارتفاع ضغط الدم وتقليل المخاطر المرتبطة به".
وإذا كنت تعاني من الشخير مع علامات عدم كفاية النوم، أو النعاس المفرط أو مشاكل التنفس الملحوظة أثناء النوم، فمن المستحسن إجراء محادثة مع طبيبك أو أحد المتخصصين الذين قد يوصيون بإجراء دراسة النوم.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض بحوث دراسات علمية طب معلومات عامة معلومات علمية وارتفاع ضغط الدم لارتفاع ضغط الدم ارتفاع ضغط الدم النفس النومی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد جلسة من جلسات ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية عقب صلاة التراويح بالجامع الأزهر تحت عنوان «الشائعات»، بحضور نخبة من علماء الأزهر، حيث شارك في الملتقى الدكتور محمد أبو زيد الأمير، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الملتقى الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر.
وأكد الدكتور عبد الفتاح العواري أن الشائعات تمثل خطرًا داهمًا يهدد وحدة الأمة وتماسكها، ولذلك وضعت الشريعة الإسلامية سياجًا حصينًا لمنع انتشارها، وجاء الأمر الإلهي واضحًا في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾، حيث لم تأتِ كلمة أخرى تغني عن «فَتَبَيَّنُوا»، لأن ديننا قائم على التبين والتثبت، ورسولنا ﷺ مكلف بالتبيين، كما قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾. فالشائعة قد تقتل بريئًا، أو تهدم بيتًا، أو تؤجج فتنةً، لذلك كان التثبت أمرًا إلهيا لا يقبل التساهل.
وأوضح أن الشائعات لها آثار مدمرة لا يمكن الاستهانة بها، فقد تسببت عبر التاريخ في إزهاق أرواح وسفك دماء دون وجه حق. ويكفي أن نرى كيف تنتشر بعض الأخبار الكاذبة فتثير الفوضى والاضطراب، مما يؤكد أن الشائعة ليست مجرد كلمة تُقال، بل سهم قاتل يُطلق بلا تفكير. فالمسلم مسؤول عن الكلمة التي ينطق بها، وعليه أن يكون عونًا على نشر الحق لا وسيلةً لترويج الباطل والفتن.
من جانبه، شدد الدكتور محمد أبو زيد الأمير على أن الشائعة جريمة ضد الإنسانية، فهي تهدد أمن المجتمع، وتزعزع استقرار الأسرة، وتثير الفتن بين الأفراد. ومروجها مجرم في حق دينه وأمته، إذ يسهم في نشر الفوضى وبث الرعب وإشاعة الفساد. ولذا حذرنا الله سبحانه من أمثال هؤلاء بقوله: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُۥ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلْفَسَادَ﴾. فالشائعات قد تكون مغلفة بكلام معسول، لكن حقيقتها مريرة ومدمرة.
وأضاف أن مروج الشائعة شخص ضعيف الدين، خبيث النفس، منحرف التفكير، عديم المروءة، تتقاطر من كلماته الخسة والدناءة. فتراه ينشر الأخبار المغلوطة دون وازع من ضمير، متلذذًا بتخريب العلاقات وإثارة البلبلة. ولذا علينا جميعًا أن نكون حائط صد ضد الشائعات، فلا نردد كل ما نسمع، بل نتحرى الدقة ونتثبت قبل نشر أي خبر، حمايةً للمجتمع من الفتن والمخاطر.
و أوضح الدكتور عبد المنعم فؤاد أن الشائعات سلاح خطير يهدد استقرار المجتمعات، فقد تسببت في القطيعة بين الأحبة، وأثارت الفتن بين الأشقاء، بل وزعزعت استقرار الدول والأسر. ولذا عالجها الإسلام بحكمة من خلال صيدلية التثبت، حيث أمرنا الله سبحانه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾. فالمسلم لا يأخذ الأمور بالظن، لأن الظن أكذب الحديث، ومن ينشر الشائعات دون تحقق يقطع أواصر المحبة ويشيع الفوضى في المجتمع.
وأشار إلى أن الشائعات طالت حتى النبي ﷺ في حادثة الإفك، لكنه واجهها بالصبر والحكمة، حتى أنزل الله القرآن ليبرئ السيدة عائشة رضي الله عنها ويضع منهجًا للتعامل مع الأخبار الكاذبة. لذلك، على كل مسلم أن يكون مسؤولًا عن كلمته، فلا ينشر إلا ما تأكد من صحته، حتى نحفظ مجتمعاتنا من الانقسام والاضطراب.