نشرت سلوفينيا والنمسا فرق الطوارئ، اليوم الأحد، وسط تحذيرات من حدوث انهيارات أرضية وحوادث أخرى، ناجمة عن سقوط أمطار غزيرة وفيضانات، منذ أول أمس.

واستجاب عمال الإنقاذ في سلوفينيا، أمس السبت، في 186 موقعاً، حيث قاموا بضخ المياه وإجلاء الأشخاص من مبان مهددة بالخطر، وأزالوا الأشجار الساقطة، وقاموا بتوصيل إمدادات غذائية وطبية هناك.

وكان قد تم إجلاء حوالي 500 من سكان قرية "دولنجا بيستريكا" في شرق البلاد، بعد أن تسبب فيضان أحد السدود في حدوث فيضانات، في نهر "مورا"، المعروف أيضاً باسم نهر "مور".

Slovenia launched 3,700 rescue operations in 36 hours after being hit with the worst natural disaster in over 30 years.

Neighboring Austria also saw floods and landslides due to heavy rains. pic.twitter.com/HA68Pmwn6v

— DW News (@dwnews) August 5, 2023

وذكرت وكالة الأنباء الهولندية "إيه.إن.بي"، أنه تم إجلاء إجمالي 85 مواطناً هولندياً من مناطق غمرتها فيضانات.

وطبقاً لوزارة الخارجية في امستردام، فقد تم العثور على 5 أشخاص فقدوا أمس السبت، غير أن أباً وابنه (50 عاماً) و(20 عاماً) من مدينة "خاودا" ، لقيا حتفهما في ظروف غامضة، حسب معلومات أولية.

ويقيم الكثير من الأشخاص في المناطق المتضررة من الفيضانات، في مراكز إيواء مؤقتة، حتى تهدأ الأزمة، ومازال منسوب المياه في نهر "مور" في النمسا، مرتفعاً، لكنه مستقر. وعلى النقيض تراجع منسوب مياه نهر "سافا" أكبر نهر في سلوفينيا.

وحذرت هيئة المسح الجيولوجي في البلاد من أنه على الرغم من أن مستويات المياه، مستقرة بشكل عام، إلا أن ارتفاع الرطوبة في التربة، زاد المخاطر من الانهيارات الأرضية. وحثت السكان على البحث عن تغييرات في الأرض وفي المباني، حسب وكالة أنباء سلوفينيا "إس.تي.إيه".

وهدأت الأمطار في المناطق المتضررة من جنوب النمسا، بشكل كبير، منذ السبت الماضي، لكن عدداً من المنحدرات المبللة كان يتهددها خطر الانهيار ، حسب فرقة الإطفاء. ومن جهة أخرى، ضربت أجزاء من شمال شرق بولندا الليلة الماضية، عاصفة رعدية شديدة مصحوبة بأمطار غزيرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية النمسا سلوفينيا

إقرأ أيضاً:

مداخن الملح في البحر الميت.. إنذار مبكر للانهيارات الأرضية بالأردن

إذا قمت بتسخين وعاء من الماء المغلي على النار، ثم وضعت فيه أنبوبا رفيعا، سيخرج منه بخار ساخن يتصاعد بسرعة نحو الهواء. مع الفارق، يمكن أن يكون هذا التشبيه مفيدا لفهم الاكتشاف العلمي غير المسبوق لـ "المداخن الملحية" في البحر الميت.

وهذه المداخن التي اكتشفها فريق بحثي من مركز هيلمهولتز للأبحاث البيئية في ألمانيا، عبارة عن تركيبات جيولوجية فريدة تتشكل نتيجة تصاعد سائل مالح للغاية من أعماق الأرض على هيئة أعمدة تشبه الدخان الأبيض، ولكن، في هذه الحالة، السائل ليس بخارا، بل محلول ملحي كثيف يتبلور فور خروجه إلى مياه البحر الميت المشبعة بالأملاح.

وهذا الاكتشاف، الذي نشر في دورية "ساينس أوف ذا توتال إنفايرومنت"، يعد خطوة هامة لفهم العمليات الجيولوجية في واحدة من أكثر البيئات قسوة على كوكب الأرض، كما يعد مؤشرا على ظاهرة أخطر وهي "الحفر الانهيارية".

وتعتبر المداخن الملحية ظاهرة فريدة ترتبط بتفاعلات تحت سطحية في قاع البحر الميت، الذي يعد بحيرة ملحية مغلقة تقع في منطقة الصدع العظيم بين الأردن والضفة الغربية وإسرائيل.

الجانب الأردني من البحر الميت (بيكسابي) مداخن الملح

وتم اكتشاف هذه المداخن بواسطة فريق بحثي يقوده العالم كريستيان سيبرت، أستاذ الهيدرولوجيا بمركز هيلمهولتز للأبحاث البيئية، الذي قاد عمليات استكشاف في قاع البحر الميت لدراسة هذه الظاهرة الفريدة، معتمدا على أسلوب "غوص السكوبا"، وفيه يستخدم الغواص جهاز تنفس مستقل يحتوي على الهواء المضغوط، مما يسمح له بالتنفس تحت الماء لفترات أطول مقارنة بالغوص العادي. 

ولم تكن هناك أي مؤشرات جيوفيزيائية سابقة على وجود هذه المداخن، مما يجعل هذا الاكتشاف جديدا تماما على المجتمع العلمي، كما قال سيبرت في تصريحات خاصة للجزيرة نت.

وبالإضافة إلى الغوص، استخدم الفريق أدوات تكنولوجية متقدمة مثل القوارب المسيرة السطحية المجهزة بـ"سونار الجوانب"، وأجهزة قياس الأعماق لرسم خرائط تفصيلية لقاع البحر، ومن خلال هذه التقنيات، تمكن الباحثون من تحديد عدة مواقع تحتوي على المداخن الملحية حول موقع الدراسة، كما أوضح في تصريحاته.

مجموعات من المداخن الملحية التي تشكلت في أعماق البحر الميت (ساينس أوف ذا توتال إنفايرومنت) عملية جيوفيزيائية في الأعماق

وتشكلت المداخن الملحية نتيجة لعملية جيوفيزيائية تحدث في أعماق البحر الميت، فالمياه الجوفية المالحة التي تحتوي على أملاح معدنية ذائبة تتسرب عبر الشقوق في قاع البحر، وعندما تلامس هذه المياه السطحية الباردة، مياه البحر الميت، تتبلور المعادن المذابة، مما يؤدي إلى تراكمها على شكل أعمدة ملحية.

وكمية المياه المتسربة التي تساعد على تشكيل هذه المداخن ليست كبيرة بما يكفي لتؤثر على التركيب الكيميائي للبحر الميت بشكل كبير، إلا أن العلماء لا يستبعدون أن تؤدي الكميات الأكبر من المياه المتسربة مستقبلا إلى تغيير في توازن الأملاح في البحر، كما يوضح سيبرت.

ويضيف أن "الأمر الأخطر هو أن هذه المداخن تكون مؤشرا على ظاهرة أخطر تؤثر على البنية التحتية وهي الحفر الانهيارية".

وتكمن أهمية المداخن الملحية في العلاقة بينها وبين تشكيل الحفر الانهيارية في منطقة البحر الميت، التي تؤشر على زيادة احتمالات الانهيارات الأرضية، وهي واحدة من أهم النقاط التي تناولتها الدراسة.

تؤشر مداخن الملح على ارتفاع احتمالات الانهيارات الأرضية (مركز هيلمهولتز للأبحاث البيئية) الحفر الانهيارية

ويقول سيبرت في تصريحه للجزيرة نت "المداخن الملحية تشير إلى عملية تسرب المياه المالحة من الجوف إلى سطح القاع، وهي العملية نفسها المسؤولة عن تكون الحفر الانهيارية، لذلك، فإن المداخن تعتبر علامة تحذيرية على حدوث تآكل في المواد الجيولوجية أسفل قاع البحر، وهو ما يؤدي إلى تكون الحفر الانهيارية".

ويشرح سيبرت هذه العلاقة موضحا أن "الحفر الانهيارية هي أخاديد أو فجوات تنشأ نتيجة لذوبان الصخور تحت الأرض بسبب تسرب المياه المالحة، فعندما تختلط المياه الجوفية المالحة مع الأملاح القابلة للذوبان مثل الهاليت (الملح الصخري)، فإنها تؤدي إلى ذوبان الصخور تحت الأرض وتشكيل فراغات، ومع مرور الوقت، يمكن لهذه الفراغات أن تنهار، مما يؤدي إلى تشكل حفر انهيارية على سطح الأرض، والمداخن الملحية تكون بمثابة دليل على حدوث هذا النوع من التآكل الجيولوجي".

ويضيف أن "هذه الحفر الانهيارية تنتشر حول البحر الميت وتحدث عادة في المناطق القريبة من الشواطئ، وفي بعض الحالات، يمكن أن تظهر في المناطق البعيدة عن البحر، حيث قد يمتد تأثير تسرب المياه المالحة على بعد عدة مئات من الأمتار".

تحديات تواجه البنية التحتية

وتعد " الحفر الانهيارية"، من أكبر التحديات في منطقة البحر الميت لتأثيرها على البنية التحتية والزراعة في المنطقة.

ويقول سيبرت "من المستحيل منع هذه الظاهرة تماما لأنها عملية طبيعية، لكن الطريقة الوحيدة للحد من تأثيراتها هي رفع مستوى البحر الميت، فإذا تم رفع منسوب المياه، فإن ذلك سيمنع تسرب المياه الجوفية إلى قاع البحر، وبالتالي يقلل من تآكل الصخور تحت الأرض".

إلى جانب ذلك، هناك إجراءات وقائية يمكن اتخاذها في المستقبل، مثل مراقبة هذه الظاهرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الرسم الخرائطي عالي الدقة باستخدام أجهزة السونار والأجهزة الموجهة تحت الماء.

وفي الوقت الحالي، يسعى الفريق البحثي لتقديم طلبات تمويل لاستكمال الدراسات على هذه المداخن الملحية.

ويقول سيبرت: "البحث في هذا المجال يتطلب تقنيات مكلفة لدراسة المياه الجوفية والتفاعلات الكيميائية التي تحدث في أعماق قاع البحر الميت، ومع تقدم الأبحاث، قد تسهم هذه الدراسات في تقديم حلول تقنية للتخفيف من المخاطر المتعلقة بالحفر الانهيارية، وتوفير حماية أفضل للسكان والمزارع والبنية التحتية في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد 25 يومًا من الفيضانات القاتلة
  • السيسي يعرب عن تضامن مصر مع إسبانيا لمواجهة آثار الفيضانات
  • الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بسبب التعداد السكاني
  • سلوفينيا تعلن موقفها من مذكرات الاعتقال بحق قادة إسرائيل وحماس
  • الحديقة الغارقة في النمسا.. رحلة مذهلة إلى الأعماق (فيديو)
  • انقطاع المياه في عدة مناطق بطلخا لمدة 9 ساعات السبت القادم
  • انقطاع المياه عن بعض قرى مركز طلخا يوم السبت 23/ 11 /2024
  • مداخن الملح في البحر الميت.. إنذار مبكر للانهيارات الأرضية بالأردن
  • انقطاع المياه عن مناطق بالدقهلية السبت المقبل للصيانة.. الأماكن والمواعيد
  • بلجيكا تطرد المئات من المهاجرين المغاربة قسرا و تريد ترحيل المزيد