هذا ما يحدث داخل جسم الإنسان خلال التعرض لحرارة الطقس
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
تجتاح موجات حر قياسية مناطق عديدة من العالم مع حلول فصل الصيف ولا سيما في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
هذا الوضع يشير إلى أن تغير المناخ قد يؤدي مرة أخرى إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية يمكن أن تتجاوز تلك التي تم تسجيلها الصيف الماضي وجعلته الأكثر حرارة منذ 2000 عام.
ويُشتبه في أن درجات الحرارة القياسية التي سُجلت بالفعل في الأيام القليلة الماضية تسببت في وفاة مئات إن لم يكن آلاف في جميع أنحاء آسيا وأوروبا.
وأفاد إحصاء لوكالة رويترز بأن ما لا يقل عن 1000 حاج لقوا حتفهم خلال أداء نحو مليوني شخص لمناسك الحج هذا العام، وسط ارتفاع شديد في درجات الحرارة.
وتواجه أوروبا هذا العام درجات حرارة خطيرة.
والأسبوع الماضي، قالت الشرطة اليونانية إنها عثرت على أميركي عمره 55 عاما وقد توفي في جزيرة ماثراكي في ثالث حالة وفاة من نوعها خلال أسبوع.
وتعاني مناطق في شمال شرق الولايات المتحدة والغرب الأوسط أيضا مما يعرف باسم القبة الحرارية، حيث صدرت تحذيرات لأكثر من 86 مليون شخص بسبب الحرارة، وفقا لخدمة الطقس الوطنية الأميركية.
وبينما تزداد الوفيات نتيجة حرارة الطقس، يقول العلماء إن السبب في ذلك هو أن درجات الحرارة المرتفعة لها تأثير سلبي على أعضاء متعددة، مما يضغط على القلب، ويشوه الجلد، ويسبب الجفاف السريع ويؤدي في النهاية إلى الوفاة، إذا لم يتمكن الجسم من تبريد ذاته بسرعة كافية.
How Does Heat Kill? It Confuses the Brain, Shuts Down Organs, and Strains the Heart.
— Here's what's happening inside the human body
(Add C & LC and potentially H5N1 & we are in trouble this summer. Record temps everywhere.) https://t.co/ei88zLdesv
مع ارتفاع درجات الحرارة، قد يواجه الدماغ صعوبة في معالجة المعلومات، وهذا الانخفاض في الوظيفة الإدراكية يمكن أن يضعف القدرة على الحكم، ويعرض الأشخاص لخطر السقوط أو إصابة أنفسهم.
وفي الحالات القصوى، يمكن أن تسبب الحرارة المرتفعة التهابا خطيرا في الدماغ.
خلال مراحل الحرارة الفائقة، لا يعمل الجهاز العصبي جيدا لأن الدماغ يحصل على كمية قليلة جدا من الدم.
وتشير الأبحاث إلى أن الحرارة تؤثر أيضًا على الصحة العقلية.
New research shows that extreme heat can exacerbate a multitude of brain conditions, ranging from migraines to stroke and dementia. Data showed that extreme heat can "end up stressing a lot of different systems that keep the brain functioning normally." https://t.co/byIhcuEA9s pic.twitter.com/xKykJQSZhK
— Dr. Dale Bredesen (@DrDaleBredesen) June 15, 2024ارتبط ارتفاع درجات الحرارة بارتفاع معدلات الانتحار في الولايات المتحدة والمكسيك، في حين أظهرت دراسة أجريت في بنغلاديش وجود روابط بين مجموعة متنوعة من الضغوطات المرتبطة بالمناخ وعبء القلق والاكتئاب.
وأظهرت إحدى الدراسات، التي نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية قبل نحو عامين، أن أيام الحرارة الشديدة في الولايات المتحدة ارتبطت بارتفاع معدلات زيارات أقسام الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية لحالات تشمل القلق وإيذاء النفس وتعاطي المخدرات.
الجلديقول لاري كيني، أستاذ علم وظائف الأعضاء وعلم الحركة في جامعة ولاية بنسلفانيا، إنه عندما ترتفع درجة الحرارة، يلعب الجلد دورا مهما في تبريد الجسم، إذ يحتاج البشر إلى الحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية ضمن "نطاق ضيق جدًا".
وفي حديث سابق لقناة "سي.بي.سي- كندا"، كشف كيني أن الطريقتين الرئيسيتين اللتين تمكننا من التحكم في ارتفاع درجة حرارة الجسم هما عن طريق ضخ كثير من الدم إلى الجلد وعن طريق التعرق على معظم مساحة سطح الجسم وتبخير هذا العرق.
لكن هذه العملية يمكن أن ترتبك عندما تكون هناك حرارة شديدة، خاصة عندما تقترن بالرطوبة العالية.
وتعمل هذه العوامل جنبًا إلى جنب على تعطيل تبخر العرق بحيث لا يكون له أي تأثير مبرد على الجسم، بينما يجعل الجسد أيضًا أكثر جفافًا.
ويطلق العلماء على هذه الحالة اسم درجة حرارة البصيلة الرطبة، وهي النقطة التي يتوقف عندها الماء عن التبخر.
في مثل هذه الحالة، وعند بلوغ درجة الحرارة 35 درجة مئوية، يصبح الجسم غير قادر على تبريد نفسه، وهذا قد يؤدي إلى اختلال توازنه ونشاط الأعضاء الحيوية، ثم الوفاة.
ويمكن أن يتعرض كبار السن والرضع لهذا الخطر بشكل خاص.
القلبمع ارتفاع درجة حرارة الجسم، يبدأ الضغط على نظام القلب والأوعية الدموية بأكمله.
يرجع ذلك، وفق خبراء، إلى احتجاز مزيد من الدم في الجلد بينما يحاول الجسم تبريد نفسه.
هذه الوضعية تضع ضغطًا أكبر على القلب لأنه الآن لا يعود لديه سوى كمية أقل من الدم، وعليه أن يعمل بجد أكبر لضخ هذا الدم إلى بقية الجسم.
ويقول دانييل غانيون، الباحث في معهد مونتريال للقلب، إن نقص الأكسجين والمواد المغذية في القلب قد يؤدي إلى حالات مميتة مثل الأزمة القلبية.
وهناك كثير من الدراسات التي تظهر وجود علاقة بين درجات الحرارة القصوى ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
وأشارت دراسة نُشرت في مجلة "سيركولايشن"، إلى أن الجمع بين الحرارة الشديدة وتلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية مميتة، خاصة بين كبار السن، بنسبة تصل إلى 75 في المائة تقريبًا.
الرئتانقد يكون استنشاق الهواء الساخن الرطب أمرًا صعبًا على الرئتين، مما يؤدي إلى تفاقم حالات الاختناق لدى المسنين والأطفال، وتعريض أشخاص آخرين، لخطر أكبر للإصابة بمشاكل الجهاز التنفسي الأخرى.
وجاء في افتتاحية مجلة "لانسيت" الطبية عام 2008 أن الحرارة الشديدة تشكل خطرا بشكل خاص على المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، وأن تفاقم الحالات المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، والربو يتزايد بشكل كبير تماشيا مع ارتفاع درجات الحرارة، وغالبا ما يتفاقم بسبب زيادة تلوث الهواء في المدن، فضلا عن الحساسية الموسمية.
ونظرت دراسة في الولايات المتحدة في تأثير حرارة الطقس على كبار السن، ووجدت أن كل زيادة بمقدار 5.6 درجة مئوية كانت مرتبطة بزيادة أربعة في المئة في الحالات الطارئة بسبب أمراض الجهاز التنفسي.
الكلىعندما يصاب الجسم بالجفاف، فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على الكليتين إذ إنهما العضوان المسؤولان عن تصفية الدم عن طريق إزالة الفضلات والمياه الزائدة التي يتم التخلص منها في النهاية على شكل بول.
ويمكن أن يسبب الجفاف الناتج عن احترار الطقس الزائد، إلى الفشل الكلوي، مما قد يؤدي إلى دخول المستشفى في حالة طارئة أو الوفاة.
ولعل الضغط المتزايد على القلب، وزيادة درجة حرارة الجسم، وإجهاد السوائل أو الجفاف يمكن أن يسبب زيادة الضغط على الكلى.
تسبب في وفاة مئات الحجاج.. ما هو "الإجهاد الحراري"؟ قضى ما لا يقل عن 550 حاجا خلال أداء فريضة الحج في مكة المكرمة، لأسباب مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة والإجهاد الحراري، فما هي تلك الحالة؟ وكيف يمكن أن تكون "قاتلة"؟ووجدت دراسة سابقة، نُشرت في مجلة الطب الوقائي والصحة العامة، زيادة بنسبة 30% في الإصابة بأمراض الكلى في درجات الحرارة المرتفعة.
ولاحظ الباحثون أيضًا حدوث طفرات في حالات معينة، بما في ذلك حصوات الكلى.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة الولایات المتحدة درجة حرارة الجسم یؤدی إلى قد یؤدی من الدم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
13 مدينة بريطانية تحذر من انقطاع الكهرباء 15 ساعة بسبب حالة الطقس
13 مدينة إنجليزية من بينها مانشستر وليفربول ونيوكاسل، أعلنت حالة التأهب القصوى تحسبا لانقطاع الكهرباء، وسط تحذيرات من عاصفة ثلجية تستمر 15 ساعة، إذ تكتسي البلاد بأكملها بالثلوج في شهر نوفمبر الجاري، وفقا لموقع «ديلي ستار».
وأصدر خبراء الأرصاد الجوية عدة تحذيرات جوية باللون الأصفر، بشأن الثلوج والجليد المتوقع في بريطانيا، حيث إن هناك تحذيرات من انقطاع التيار الكهربائي، وتعطل الطرق ووسائل النقل العام، فضلا عن خطر الإصابة بسبب الانزلاق على الجليد.
وشهدت البلاد انخفاضا في درجات الحرارة، حتى وصلت إلى 7.8 درجة مئوية تحت الصفر في جسر «تولوش» الموجود في اسكتلندا، وهي أدنى درجة حرارة تشهدها بريطانيا منذ الشتاء الماضي.
تساقط الثلوج خلال الأيام القادمةنيكولا ماكسي، المتحدثة باسم مكتب الأرصاد الجوية، قالت إن هذا الأسبوع سيكون باردًا إلى حد كبير، ومن المتوقع تساقط المزيد من الثلوج خلال الأيام المقبلة، مع انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات أقل من المتوسط في هذا الوقت من العام.
وصول درجات الحرارة إلى 7 درجات تحت الصفرومن المرجح انخفاض درجات الحرارة إلى 2 درجة مئوية تحت الصفر في لندن يوم الجمعة القادمة، و4 درجات مئوية تحت الصفر في مدينة برمنجهام، و7 درجات مئوية تحت الصفر في شمال البلاد.
هيئة الأرصاد الجوية إن هناك احتمالا لتصعيد التحذيرات، بسبب سقوط الثلوج التي يصل ارتفاعها إلى 30 سم على الأرض، ما قد يسبب انقطاع التيار الكهربائي في بعض الأماكن، والتي يصل عددها إلى 13 مدينة بريطانية.