صحيفة البلاد:
2025-01-23@02:35:55 GMT

ألوان الطيف تتلألأ في سماء الطائف

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

ألوان الطيف تتلألأ في سماء الطائف

البلاد ــ الطائف

تتميز محافظة الطائف بمقوماتها الطبيعية وتشكل عنصر جذب حقيقياً للسائح لما تملكه من تركيبة جغرافية متنوعة تحوي الجبال الشاهقة والرمال الصحراوية والأودية والشواطئ الخلابة، يضاف إلى ذلك ما تختزنه من كنوز ثقافية وحقائق تاريخية منبثقة عن حضارة أصيلة عمرها آلاف السنين ولاتزال قائمة بشواهدها، ومؤخراً تلألأت ألوان الطيف في سماء جبال وأودية الطائف بعد أن شهدت المحافظة أمطاراً غزيرة، حيث تزيت قمم الجبال الشاهقة بالنباتات العطرية ذات الألوان الزاهية، التي رسمت لوحة خلابة بمناظرها الطبيعية، وتدفق الشلالات الرقراقة بين البيوت الأثرية القديمة والمزارع والركبان المثمرة بأجود أنواع الفاكهة الطائفية.

وأعطت الأمطار تفاصيل جذابة، صاحب في هذه التفاصيل خروج الزوار والأفراد والعائلات للاستمتاع بمشاهدة مناظر جريان المياه، والبساط الأخضر على ضفاف الصخر والوادي والجبل لتكون مقصداً للعديد من المواطنين والسائحين خلال فصل الصيف.

كما أنعشت زخات المطر التي رحبت بمحبيها؛ دور الحياة الفطرية وروت في قطراتها جموع الأشجار مثل “العرعر” والعتم” و “السدر” و”السمر” وشجيرات العثرب، والشذاب والحبق والبعيثران التي كست الوادي على عضدية، لتضفي عليه جمالاً أخاذاً؛ وفرصةً سانحة ووجهة سياحية لهواة التصوير ومتسلقي الجبال، والمشاة بين الصخور المكسوة بالنمو الخضري، ورصد الحياة الفطرية المتنوعة التي أوجدتها الأمطار المنعشة؛ لتضع في ذلك الطائف في قائمة المدن المتربعة على حسن جمال بيئتها الطبيعية بمساحاتها وتضاريسها النوعية.

وتشكل أودية الطائف حديقة طبيعية تحوي شلالات ومناطق خضراء خصبة وبحيرات وجبالاً وكهوفاً، والعديد من الحيوانات البرية، وكذلك تزينها الشلالات التي تشق الصخر في الوادي؛ لتسلك طريقها بين التلال والهضاب العملاقة وشرايين الجداول والمنحنيات الصخرية، إلى أن تستقر بالقرب من البساتين اليانعة؛ لتصبح ذات فائدة للمزارع الطائفي في ارتواء محصوله الزراعي خلال موسم الصيف، كما تحظى أودية المحافظة بالعديد من المميزات التي تبرز أهميتها السياحية، إذ تضم تضاريس طبيعية مختلفة من البحيرات أو ما يسمى بـ “الغدير” وأقواس الصخور التي شكلتها الأزمنة منذ القدم، حيث تتمثل أهميتها في تنوع الطبيعية البكر، ليجد السائح وقتاً كافياً بقضاء أمتع الساعات في ربوع الأودية والجبال وعلى ضفافها يستمتعون بأصوات وهدير الطبيعة الساحرة، التي تصدر من أعالي الجبل وتجري في الوادي.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

علي خضران القرني سيرة حياة حافلة بالعطاء

كانت الطائف وستظل، جارة الوادي، وعروس المصائف والورود، وهي كذلك مدينة الشعر والشعراء منذ قديم الزمان وحتى اليوم، يشهد لها بذلك {سوق عكاظ } الذي كان الشعراء يتحلقون حول المحكّمين ليعرضوا عليهم قصائدهم التي يتناقلها الرواة وتسير بها الركبان في أرجاء شبه الجزيرة العربية وأنجادها، وتلهج بها الألسن في الحواضر والبوادي.

في مدينة الطائف مدينة الورد والسحر والجمال والعطاء الثقافي والأدبي والتفاعلات الاجتماعية، عاش ألاستاذ
علي خضران القرني مراحل طفولته، وبدأ حياته الدراسية متنقلا بين مكة المكرمة ليتلقى العلم على يد مشايخها الثقات في رحاب الحرم المكي الشريف وفي الطائف حيث مسجد ابن العباس ودار التوحيد و من هذه الدروس انسكب في ذاته حب المعرفة الثقافة والأدب والكتابة.

يقول من يعرفونه منذ بداياته الأولى: نشأ آلاستاذ- علي بن خضران القرني رحمه الله، عصامياً يترقى في مجالات الفكر والأدب، ويتكون ثقافياً، ومنذ منتصف السبعينات الهجرية، بدأ خطواته الأولى في مجال الأدب في الشعر والقصة والدراسة الأدبية والمقالة الاجتماعية، ونشر محاولاته في الصحف والمجلات المحلية، التي وجد في ساحتها ميداناً لقلمه المبدع ورأيه الاجتماعي، وكان ينشر مقالاته في صحف البلاد و المدينة و الندوة الجزيرة وفي مجلة المنهل التي فتح له صاحبها الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري صفحاتها ليكتب شعراً ونقداً ورأياً ثقافياً.

وفي مجال العمل الوظيفي العام، ترك الأستاذ علي خضران في مجال التعليم، بصمة لن تنسى من خلال مسيرته التعليمية في الرئاسة العامة لتعليم البنات، يوم كان نائبا لمدير إدارتها بالطائف، حيث أعطى لهذه المسؤولية كل طاقاته ووظَّف في سبيلها جهده الثقافي والإداري والتربوي، فكانت ثمرة جهوده الايجابية، وزملاؤه، النهوض، والارتقاء بتعليم بتعليم البنات بالطائف عبر أكثر من ثلاثين عاما قضاها في هذه المهمة.

ويوم تنادي شعراء الطائف وأدباؤها ومثقفوها لتأسيس ناديهم الأدبي الثقافي، كان الأستاذ- علي بن
خضران القرني، أحد أوائل المشاركين في وضع اللبنات الأولى في تأسيسه قبل 50 عاما، وكان أول من تم اختياره ليكون نائبا لرفيق دربه الأستاذ حمّاد السّالمي، الذي رشح ليكون رئيسًا للنادي.

وفي شهادة تعبر عن تقدير واحترام وخلق رفيع، كتب الدكتور هلال محمد الحارثي مقالا في جريدتنا البلاد الغراء بتاريخ 7 ذي الحجه 1443 بعنوان[ علي خضران القرني.. المثقف،المسؤول والإنسان]

يقول فيه: “في مساء أحد أيام صيف الطائف بعد انقطاعي عن النادي الأدبي لبضع سنوات بسبب سفري للعمل خارج المملكة، زرت النادي ولم أكن وقتها أعرف الأديب علي بن خضران القرني، إلّا من خلال صفحات الجرائد والمجلات المحلية التي كان يكتب فيها بعض المقالات الأدبية والاجتماعية والنقدية، وبعض القصائد التي كان ينشرها بين الفينة والأخرى. في مكتبه بالطابق الثاني بالنادي الأدبي، كنت أتأمل كيف يتحلّق حوله المحبون، ويلتقي المختلفون والمتفقون، والمتخاصمون والمتحابون، ففي هدوئه يحلو الحديث، وفي حضرته تتألق النفوس، وفي نقاشاته تلتقي الأفكار، لا يعلو صوته على أحد حتى لو اختلفت معه، ولا يبين غضبه إذا غضب، ولا يطفو على السطح عتبه. إن زرته مرة واحدة، فستزوره مرارًا، لما يتصف به من سمو الخلق، ونبل الصفات، رجل شهم كريم، ذو أدب جم ومروءة، وخصال حسنة، إن تحدثت إليه، وجدته منصتًا جيدًا، وإن تحدث إليك، وجدته ملمًا محيطًا بحديثه، صادقًا فيما يطرحه، يجمع بين الثقافة والأدب ومهارات الإدارة الناجحة، ومع ذلك فهو لا يقصي أحدًا، ولا ينتقم لنفسه من خصومه، بل تراه دائمًا مع الجميع، وفي مصلحة الجميع، إن اختلف معك، فالغاية من اختلافه بغية الكمال، وإن عاتبك، فعتبه بغية المصلحة، وهذا ما جعل معارفه يتفقون على أنّه رجل يستحقّ الاحترام والتقدير والثناء. “صدر للاستاذ علي خضران القرني عدة مؤلفات منها كتابه:صور من المجتمع والحياة الذي أصدره في عام 1397هـ وكتاب: قراءات عابرة – ودراسات أدبية، الصادر عام 1424 هـ وكتابه الهام والمميز قراءة في الأعمال الشعرية للأديب الشاعر د. سعيد عطية الغامدي. وصدر له عن نادي الطائف الأدبي كتابه الموسوعي الرائد معجم «من أدباء الطائف المعاصرين» الذي تضم صفحاته ألتي تزيد عن “800” صفحة، بطباعة فاخرة ومحتوى غني، تراجم 115 أديبًا، مع نماذج أدبية مختارة من إنتاجهم، والتعريف بهم، ومن بين تلك الشخصيات الأدبية والفكرية (10) سيدات مبدعات وأديبات.

وكما تقول مقدمة الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى عام 1410هـ والثانية عام 1434هـ ، فإن الكتاب صدر مبدئياً في صورة بحث مصغر بطلب من مجلة المنهل التي أصر صاحبها الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله أن يتولى أحد أدباء الطائف التعريف بأدبائها في ملامح وجيزة لنشرها في العدد السنوي الممتاز من مجلة المنهل الشهرية، فتصدَّى الأستاذ علي خضران القرني – لتلك المهمة، وأصبح الكتاب، مرجعاً مهماً في تاريخ الطائف الأدبي الحديث، يستفيد منه الباحثون والدارسون. رحم الله الأستاذ الكبير علي خضران القرني الذي تعلَّم منه كل من عرفه واقترب منه، معاني الصبر والهدوء والرزانة وتحمل المسؤولية.

مقالات مشابهة

  • تردد قناة زي ألوان على جميع الأقمار الصناعية.. شاهد محتواك المفضل
  • وزارة الاتصالات تخفض أجور الطيف الترددي للشركات الخاصة بنسبة ‌‏80 بالمئة للسنة الأولى من مدة الترخيص
  • جامعة جنوب الوادي تناقش متطلبات تحقيق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة
  • جنوب الوادي تتبنى تصورًا أكاديميًا لتحقيق متطلبات تمكين المرأة بالجامعة
  • علي خضران القرني سيرة حياة حافلة بالعطاء
  • تراه بالعين المجردة.. جرم سماوي خافت يظهر في سماء الوطن العربي
  • محافظ الوادي الجديد يترأس اجتماع المجلس التنفيذي للمحافظة
  • مدينة حتا.. سياحة خضراء ونافذة تراثية بين ثنايا الجبال
  • حتا.. سياحة خضراء ومغامرات مشوقة في أحضان الجبال
  • عن أي فصل بين النيابة والوزارة يتحدثون؟