صحيفة البلاد:
2025-04-08@04:32:58 GMT

شكراً للدولة على جهود الحج

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

شكراً للدولة على جهود الحج

فَرَضَ اللهُ عَلَينا الْحَجَّ مَعَ الْاِسْتِطَاعَةِ، وَجَعَلَهُ نَافِلَةً بَعْدَ الْفَرِيضَةِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا). وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا».

وَالْحَجُّ إِلى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ، إِحْيَاءٌ لمِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ حِينَ نَادَى بِالْحَجِّ لِيَأْتُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ • وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

وَفِي الْحَجِّ مَنَافِعُ شَتَّى، قَالَ تَعَالَى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)، وَأَجْمَلَهَا رَبُّنَا – جَلَّ وَعَلَا – وَلَمْ يُحَدِّدْهَا ، لِيَدْخُلَ فِيْهَا ما لَا يُعَدُّ وَلَا يُحْصَى.
وَأَعْظَمُ مَنَافِعِ الْحَجِّ، وَأُسُّ أَسَاسِهَا، هُوَ : الْإِخْلَاصُ وَالتَّوْحِيدُ، وَالْبَرَاءُ مِنَ الشِّرْكِ وَالتَّنْدِيدِ؛ وَلِهَذَا بَدَأَ اللهُ بِهِ، فَقَالَ: (أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا). وَالنَّهْيُ عَنِ الشَّيءِ أَمْرٌ بِضِدِّهِ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ.

فَالْحَجُّ يُعَرِّفُكَ بِاللهِ، وَأَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ سِوَاهُ، فَهُوَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ، الْفَرْدُ الصَّمَدُ، فَاحْذَرْ أَنْ تَصْرِفَ شَيْئًا مِنْ حُقُوقِ اللهِ إِلى غَيْرِهِ أَوْ تَتَعَبَّدَ .

عِبَادَ اللهِ : إِنَّ مِنْ خَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ رَبِّكُم: حَجًّا مَبْرُورًا لَا رِيَاءَ فِيهِ وَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا سُمْعَةَ، عَلَى هَدْي نَبِيِّ الْأُمَّةِ الْقَائِلِ: : «خُذُوا عَنِيَّ مَنَاسِكَكُمْ»، لَا يَشُوبُهُ مُخَالَفَةٌ وَلَا بِدْعَةٌ، وَصَاحِبُهُ هُوَ الْمَوْعُودُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَلَا رَيْبَ أَنَّ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ إِلَى مَكَّةَ لِوَاذًا، وَيَحُجُّونَ بِلَا تَصْرِيحٍ بَعِيدُونَ عَنْ مَسَالِكِ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى.
وَقَدْ أَوْضَحَتْ هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ: أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الذَّهَابُ إِلَى الْحَجِّ دُونَ أَخْذِ تَصْرِيحٍ، وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ، فِي بَيَانٍ أَصْدَرَتْهُ، وَمِمَّا جَاءَ فِيهِ مُلَخَّصًا:
لَقَدْ شَرَّفَ اللهُ – عَزَّ وَجَلَّ – هَذِهِ الْبِلَادَ الطَّيِّبَةَ الْمُبَارَكَةَ – الْمَمْلَكَةَ الْعَرَبِيَّةَ السُّعُودِيَّةَ – قِيَادَةً وَشَعْبًا، بِخِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، فَقَامَتْ بِمَسْؤُولِيَّتِهَا هَذِهِ – بِحَمْدِ اللهِ – خَيْرَ قِيَامٍ، وَتَجَلَّى ذَلِكَ: فِي مَشْرُوعَاتِ التَّوْسِعَةِ الْمُتَتَالِيَةِ وَتَنْفِيذِ الْبُنَى التَّحْتِيَّةِ، وَشَقِّ الطُّرُقَاتِ وَالْأَنْفَاقِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَتَّصِلُ بِالْخِدْمَاتِ الْمُقَدَّمَةِ لِقَاصِدِي الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ.

كَمَا تَجَلَّى ذَلِكَ : فِي الْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى تَرْتِيبِ اسْتِقْبَالِ الْحُجَّاجِ وَالْعُمَّارِ وَالزُّوَّارِ، وَمِنْ ذَلِكَ: اسْتِخْرَاجُ تَصْرِيحِ الْحَجِّ.
وَقَدِ اطَّلَعَتْ هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ عَلَى مَا عَرَضَهُ مَنْدُوبُو ( وِزَارَةِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَوِزَارَةِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَالْهَيْئَةِ الْعَامَّةِ لِلْعِنَايَةِ بِشُؤُونِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ) مِنْ تَحَدِّيَاتٍ وَمَخَاطِرَ عِنْدَ عَدَمِ الْاِلْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ، إِزَاءَ ذَلِكَ تُوَضِّحُ الْهَيْئَةُ إِنَّ الْإِلْزَامَ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ مُسْتَنِدٌ إِلَى مَا تُقَرِّرُهُ الشَّرِيعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ مِنَ التَّيْسِيرِ ‏عَلَى الْعِبَادِ فِي الْقِيَامِ بِعِبَادَتِهِمْ وَشَعَائِرِهِمْ، وَرَفْعِ الْحَرَجِ عَنْهُمْ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).

كما إِنَّ الْاِلْتِزَامَ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ لِلْحَجِّ هُوَ مِنْ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ، قَالَ تَعَالَى: ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، وَقَالَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَالنُّصُوصُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةٌ، كُلُّهَا تُؤَكِّدُ عَلَى وُجُوبِ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ، وَحُرْمَةِ مُخَالَفَةِ أَمْرِهِ.
وَالْاِلْتِزَامُ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ مِنَ الطَّاعَةِ فِي الْمَعْرُوفِ، يُثَابُ مَنِ الْتَزَمَ بِهِ، وَيَأْثُمُ مَنْ خَالَفَهُ، وَيَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ الْمُقَرَّرَةَ مِنْ وَلِيِّ الْأَمْرِ.
كما اطَّلَعَتِ الْهَيْئَةُ عَلَى الْأَضْرَارِ الْكَبِيرَةِ وَالْمَخَاطِرِ الْمُتَعَدِّدَةِ حَالَ عَدَمِ الْاِلْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ مَا يُؤَثِّرُ عَلَى سَلَامَةِ الْحُجَّاجِ وَصِحَّتِهِمْ.

وَذَلِكَ يُوَضِّحُ: أَنَّ الْحَجَّ بِلَا تَصْرِيحٍ لَا يَقْتَصِرُ الضَّرَرُ الْمُتَرَتِّبُ عَلَيْهِ عَلَى الْحَاجِّ نَفْسِهِ، وَإِنَّمَا يَتَعَدَّى ضَرَرُهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَمَنِ الْمُقَرَّرِ شَرْعًا أَنَّ الضَّرَرَ الْمُتَعَدِّيَ أَعْظَمُ إِثْمًا مِنَ الضَّرَرِ الْقَاصِرِ، قَالَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ».
وَبِنَاءً عَلَى مَا سَبَقَ إِيْضَاحُهُ، فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ الذَّهَابُ إِلَى الْحَجِّ دُونَ أَخْذِ تَصْرِيحٍ، وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ، وَإِنْ كَانَ الْحَجُّ حَجَّ فَرِيضَةٍ وَلَمْ يَتَمَكَّنِ الْمُكَلَّفُ مِنِ اسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ، فَإِنَّهُ فِي حُكْمِ عَدَمِ الْمُسْتَطِيعِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ‏(وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: ال ا ل ت ز ام ع ل ى ال ال أ م ر ال ب ی ت ت ع ال ى

إقرأ أيضاً:

أبناء المنوفية يحتشدون في العريش دعما للدولة المصرية ورفضا للتهجير

وصلت حشود كبيرة من أبناء المنوفية منذ ساعات إلى سيناء الآن، لدعم الدولة المصرية واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء زيارة ضيف مصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذى يزور العريش اليوم الثلاثاء في أول زيارة لرئيس أوروبي إلى سيناء منذ بدء الحرب على غزة. 

وأكد المشاركون أن هذه المشاركة الكثيفة هي رسالة للعالم وكل وسائل الإعلام الأحنبية بالشعارات التى رفعها الشعب المصري منذ بداية الحرب، وهي (لا لتهجير الفلسطينيين) و(لا للإبادة الجماعية للأطفال والنساء) وأنه يجب على الضمير العالمي أن يستيقظ لوقف هذه الحرب. 

تأتي مشاركة أبناء المنوفية ضمن مئات الآلاف من المصريين الذين ذهبوا إلى العريش ورفح المصرية لدعم الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومطالبة إسرائيل بمنع سياسة التجويع والتطهير العرقي المنافية لكل القوانين الإنسانية والمواثيق الدولية. 

وكان أبناء المنوفية في طليعة محافظات مصر التى أعلنت موقفها الواضح في دعم الرئيس السيسي، وعدم تصفية الفلطسينيين والقضية الفلسطينية من الوجود، وعدم ممارسة الإعدام الجماعي في غزة والضفة والقدس.

مقالات مشابهة

  • أبناء المنوفية يحتشدون في العريش دعما للدولة المصرية ورفضا للتهجير
  • كيف نعرف أننا صادقون مع الله؟.. الدكتور أسامة قابيل يجيب
  • الشاعر الكبير عبدالوهاب هلاوي.. شكرا مصر .. شكرا يسريه الوفية!!..
  • إحياء طقس (الرحمتات).. شكراً منظمة الحارسات
  • ريفي: على حزب الله تسليم سلاحه للدولة تفادياً للمزيد من الرهانات المُكلِفة
  • ماكرون من خان الخليلى: شكرا للرئيس السيسى وللشعب المصرى على الاستقبال الحار
  • يسرية محمد الحسن.. شكرا مصر…. شكرا جمهور الهلال الوفي..!!
  • آخر موعد لإصدار تأشيرات الحج 2025.. «حجاج بيت الله طوفوا واسعدوا»
  • مصور يسجد شكرا لله بعد التقاطه صورة لرونالدو .. فيديو
  • شكراً ابننا وتلميذنا محمد علي جمال فقد وضعت وساما علي شخصي الضعيف