صحيفة البلاد:
2025-02-03@09:20:29 GMT

شكراً للدولة على جهود الحج

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

شكراً للدولة على جهود الحج

فَرَضَ اللهُ عَلَينا الْحَجَّ مَعَ الْاِسْتِطَاعَةِ، وَجَعَلَهُ نَافِلَةً بَعْدَ الْفَرِيضَةِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا). وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا».

وَالْحَجُّ إِلى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ، إِحْيَاءٌ لمِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ حِينَ نَادَى بِالْحَجِّ لِيَأْتُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ • وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

وَفِي الْحَجِّ مَنَافِعُ شَتَّى، قَالَ تَعَالَى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)، وَأَجْمَلَهَا رَبُّنَا – جَلَّ وَعَلَا – وَلَمْ يُحَدِّدْهَا ، لِيَدْخُلَ فِيْهَا ما لَا يُعَدُّ وَلَا يُحْصَى.
وَأَعْظَمُ مَنَافِعِ الْحَجِّ، وَأُسُّ أَسَاسِهَا، هُوَ : الْإِخْلَاصُ وَالتَّوْحِيدُ، وَالْبَرَاءُ مِنَ الشِّرْكِ وَالتَّنْدِيدِ؛ وَلِهَذَا بَدَأَ اللهُ بِهِ، فَقَالَ: (أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا). وَالنَّهْيُ عَنِ الشَّيءِ أَمْرٌ بِضِدِّهِ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ.

فَالْحَجُّ يُعَرِّفُكَ بِاللهِ، وَأَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ سِوَاهُ، فَهُوَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ، الْفَرْدُ الصَّمَدُ، فَاحْذَرْ أَنْ تَصْرِفَ شَيْئًا مِنْ حُقُوقِ اللهِ إِلى غَيْرِهِ أَوْ تَتَعَبَّدَ .

عِبَادَ اللهِ : إِنَّ مِنْ خَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ رَبِّكُم: حَجًّا مَبْرُورًا لَا رِيَاءَ فِيهِ وَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا سُمْعَةَ، عَلَى هَدْي نَبِيِّ الْأُمَّةِ الْقَائِلِ: : «خُذُوا عَنِيَّ مَنَاسِكَكُمْ»، لَا يَشُوبُهُ مُخَالَفَةٌ وَلَا بِدْعَةٌ، وَصَاحِبُهُ هُوَ الْمَوْعُودُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَلَا رَيْبَ أَنَّ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ إِلَى مَكَّةَ لِوَاذًا، وَيَحُجُّونَ بِلَا تَصْرِيحٍ بَعِيدُونَ عَنْ مَسَالِكِ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى.
وَقَدْ أَوْضَحَتْ هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ: أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الذَّهَابُ إِلَى الْحَجِّ دُونَ أَخْذِ تَصْرِيحٍ، وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ، فِي بَيَانٍ أَصْدَرَتْهُ، وَمِمَّا جَاءَ فِيهِ مُلَخَّصًا:
لَقَدْ شَرَّفَ اللهُ – عَزَّ وَجَلَّ – هَذِهِ الْبِلَادَ الطَّيِّبَةَ الْمُبَارَكَةَ – الْمَمْلَكَةَ الْعَرَبِيَّةَ السُّعُودِيَّةَ – قِيَادَةً وَشَعْبًا، بِخِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، فَقَامَتْ بِمَسْؤُولِيَّتِهَا هَذِهِ – بِحَمْدِ اللهِ – خَيْرَ قِيَامٍ، وَتَجَلَّى ذَلِكَ: فِي مَشْرُوعَاتِ التَّوْسِعَةِ الْمُتَتَالِيَةِ وَتَنْفِيذِ الْبُنَى التَّحْتِيَّةِ، وَشَقِّ الطُّرُقَاتِ وَالْأَنْفَاقِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَتَّصِلُ بِالْخِدْمَاتِ الْمُقَدَّمَةِ لِقَاصِدِي الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ.

كَمَا تَجَلَّى ذَلِكَ : فِي الْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى تَرْتِيبِ اسْتِقْبَالِ الْحُجَّاجِ وَالْعُمَّارِ وَالزُّوَّارِ، وَمِنْ ذَلِكَ: اسْتِخْرَاجُ تَصْرِيحِ الْحَجِّ.
وَقَدِ اطَّلَعَتْ هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ عَلَى مَا عَرَضَهُ مَنْدُوبُو ( وِزَارَةِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَوِزَارَةِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَالْهَيْئَةِ الْعَامَّةِ لِلْعِنَايَةِ بِشُؤُونِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ) مِنْ تَحَدِّيَاتٍ وَمَخَاطِرَ عِنْدَ عَدَمِ الْاِلْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ، إِزَاءَ ذَلِكَ تُوَضِّحُ الْهَيْئَةُ إِنَّ الْإِلْزَامَ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ مُسْتَنِدٌ إِلَى مَا تُقَرِّرُهُ الشَّرِيعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ مِنَ التَّيْسِيرِ ‏عَلَى الْعِبَادِ فِي الْقِيَامِ بِعِبَادَتِهِمْ وَشَعَائِرِهِمْ، وَرَفْعِ الْحَرَجِ عَنْهُمْ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).

كما إِنَّ الْاِلْتِزَامَ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ لِلْحَجِّ هُوَ مِنْ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ، قَالَ تَعَالَى: ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، وَقَالَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَالنُّصُوصُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةٌ، كُلُّهَا تُؤَكِّدُ عَلَى وُجُوبِ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ، وَحُرْمَةِ مُخَالَفَةِ أَمْرِهِ.
وَالْاِلْتِزَامُ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ مِنَ الطَّاعَةِ فِي الْمَعْرُوفِ، يُثَابُ مَنِ الْتَزَمَ بِهِ، وَيَأْثُمُ مَنْ خَالَفَهُ، وَيَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ الْمُقَرَّرَةَ مِنْ وَلِيِّ الْأَمْرِ.
كما اطَّلَعَتِ الْهَيْئَةُ عَلَى الْأَضْرَارِ الْكَبِيرَةِ وَالْمَخَاطِرِ الْمُتَعَدِّدَةِ حَالَ عَدَمِ الْاِلْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ مَا يُؤَثِّرُ عَلَى سَلَامَةِ الْحُجَّاجِ وَصِحَّتِهِمْ.

وَذَلِكَ يُوَضِّحُ: أَنَّ الْحَجَّ بِلَا تَصْرِيحٍ لَا يَقْتَصِرُ الضَّرَرُ الْمُتَرَتِّبُ عَلَيْهِ عَلَى الْحَاجِّ نَفْسِهِ، وَإِنَّمَا يَتَعَدَّى ضَرَرُهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَمَنِ الْمُقَرَّرِ شَرْعًا أَنَّ الضَّرَرَ الْمُتَعَدِّيَ أَعْظَمُ إِثْمًا مِنَ الضَّرَرِ الْقَاصِرِ، قَالَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ».
وَبِنَاءً عَلَى مَا سَبَقَ إِيْضَاحُهُ، فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ الذَّهَابُ إِلَى الْحَجِّ دُونَ أَخْذِ تَصْرِيحٍ، وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ، وَإِنْ كَانَ الْحَجُّ حَجَّ فَرِيضَةٍ وَلَمْ يَتَمَكَّنِ الْمُكَلَّفُ مِنِ اسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ، فَإِنَّهُ فِي حُكْمِ عَدَمِ الْمُسْتَطِيعِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ‏(وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: ال ا ل ت ز ام ع ل ى ال ال أ م ر ال ب ی ت ت ع ال ى

إقرأ أيضاً:

انطلاق عملية دفع تكلفة الحج اليوم

تنطلق اليوم الأحد، عملية دفع تكلفة الحج لهذا الموسم 1446 هـ / 2025م والمقدرة بـ 84 مليون سنتيم شاملة لتذكرة السفر، على مستوى ولايات الوطن.

وكان الديوان الوطني للحج والعمرة، قد أعلن في وقت سابق عن تحديد تاريخ 02 فيفري 2025. لانطلاق عملية دفع تكلفة الحج لهذا الموسم.

حيث أكد الديوان في بيان له أن كافة المواطنين المعنيين بأداء فريضة الحج لهذا العام 1446هـ / 2025م. والذين تحصلوا على شهادة النجاح لأداء مناسك الحج لهذا الموسم 1446هـ/2025م. و الدفتر الصحي. و شهادة التأهيل الصحي لأداء مناسك الحج. هم مدعوون للتوجه إلى فرع بنك الجزائر على مستوى كل ولاية. لدفع تكلفة الحج المقدرة بـ 840.000.00دج شاملة لتذكرة السفر ، وذلك من تاريخ: 02 إلى 28 فيفري 2025م.

كما يجب أن يكون الحجاج مرفوقين بجواز السفر البيومتري بمدة صلاحية لا تقل عن 06 أشهر. تحسب ابتداء من تاريخ 4 جوان 2025. وكذا شهادة النجاح المسلمة من طرف مصالح البلدية لهذا الموسم 1446هـ/2025م. بالإضافة كذلك إلى شهادة التأهيل الصحي المسلمة من طرف اللجنة الطبية الولائية.

وأضاف الديوان، أنه بإمكان الحجاج الحصول على وصل دفع تكلفة خدمات الحج والمقدرة بـ: 670.000.00دج. وكذا وصل دفع تذكرة السفر والمقدرة بـ: 170.000.00دج.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • برعاية عبد الله بن زايد.. ملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للإمارات في الخارج يبدأ أعماله
  • غداً.. بدء ملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج
  • إنطلاق دفع تكاليف الحج.. إصدار أول تأشيرة في الـ18 فيفري
  • انطلاق عملية دفع تكلفة الحج اليوم
  • العمرة بين رجب وشعبان ورمضان.. أيهما أفضل؟
  • هل العمرة في شعبان لها فضل وأيهما أفضل أدائها في رمضان أم الحج؟ .. رأي العلماء
  • أيوب: لا قيام للدولة إلا بتطبيق الدستور والقوانين
  • إبراهيم الصديق يكتب: أيها الأسد: شكراً لك
  • «شكرا للرئيس السيسي».. رسائل الشعب الفلسطيني للمصريين بعد رفض التهجير
  • الكشف عن 400 ألف من الموظفين الأشباح في سوريا خلال عهد الأسد