السمو فوق التحديات..قوة الأهداف وعزيمة الإصرار
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
بمناسبة مرور عامين على تسلقي أعلى سبع قمم في القارات السبع، تُوجت برحلة استمرت سبع سنوات مع جبل دينالي، أتأمل اليوم كيف حققت ذلك من خلال رحلة ركّزت فيها على أهداف طموحة وسعي دؤوب. إنه إنجاز يتجاوز مجرد الوصول إلى القمم؛ بل يتعلق بالقوة التحولية للعزيمة وأهمية تحدي الذات للتغلب على الشدائد.
وقبل عامين، وأنا أقف على قمة جبل دينالي، أكملت مهمة يحلم بها العديد من المغامرين تتمثل في تسلُّق القمم السبع.
وكان طريق التعافي طويلًا وشاقًا بل عشت أياماً كان الألم فيها لا يُطاق ، والتقدم نحو الشفاء بطيء بشكل مؤلم. ومع ذلك، خلال هذه الأوقات العصيبة، اكتشفت مرونة داخلية لم أكن أعرف أنها موجودة في داخلي، وأصبحت هذه المرونة أساس طموحاتي الجديدة إذ أدركت أن التغلُّب على الشدائد لا يتعلق فقط بالشفاء البدني والتعافي، بل بإعادة تعريف إمكاناتي.
ويختلف تحديد الأهداف من شخص لآخر، فلكلٍ طموحه وتطلعاته الخاصة، فقد يطمح البعض إلى فقدان الوزن واعتماد نمط حياة صحي، بينما يحلم آخرون باستكشاف أجمل جزر العالم، ولكن بالنسبة لي، كان التحدي يتمثل في تسلق أعلى قمة في كل قارة، هو إنجاز يتطلب قوة جسدية وعقلية على حدّ سواء.
لم يكن قراري خوض تحدي القمم السبع قرارًا هيناً، فلقد تطلب تخطيطًا دقيقًا، وتدريبًا مكثفًا ،والتزامًا لا يتزعزع بتجاوز حدود إمكاناتي. وانطوى كل جبل على عقباته الخاصة، من درجات الحرارة المتجمدة لجبل فينسون في أنتاركتيكا إلى المنحدرات الغادرة لجبل كليمنجارو في إفريقيا، بل إن مجرد ذكر جبل إيفرست، المعروف باسم أكبر مقبرة مفتوحة في العالم، يثير الخوف في أشجع القلوب.
وكانت المتطلبات الجسدية هائلة، لكن التحدّيات الذهنية شاقة بنفس القدر، وعشت لحظات من الشك والخوف والإرهاق، لكن كل قمة تسلّقتها عزّزت إيماني بقوة العزيمة. لقد واجهت العديد من النكسات التي ربما بدت وكأنها علامات للاستسلام، لكن طريق أحلامي لم يكن به رجعة عن تحقيق الهدف، بل كان طريقاً واضحاً نحو الإنجاز.
وخلال هذه الرحلة، تعلمت أن تحديد الأهداف وتحقيقها لا يتعلق فقط بالنتيجة النهائية؛ بل يتعلق بالشخص الذي تصبح عليه أثناء خوض غمار التسلق. يمكن للانضباط والمرونة والمثابرة التي تطورت من خلال السعي وراء أهداف طموحة أن تغير حياتك بطرق عميقة. فكل عقبة تواجهها وكل انتكاسة تتكبدها تبني الشخصية والقوة، ممّا يثبت أننا قادرون على فعل أكثر بكثير مما ندركه في كثير من الأحيان.
وعلاوة على ذلك، لا يمكن المبالغة في أهمية توفر الدعم، ولقد أدى الأصدقاء والعائلة والمرشدون أدوارًا حاسمة في رحلتي، حيث قدموا التشجيع وذكّروني بقدراتي عندما كان إيماني يتزعزع. وكان دعمهم حيويًا لنجاحي، ممّا يدل على أنه في حين أن الرحلة شخصية، إلا أنها مشتركة أيضًا.
وبينما أنظر إلى الوراء في العامين الماضيين، أشعر بالامتنان والشعور بالإنجاز. كان تسلُّق القمم السبع بمثابة شهادة على قوة تحديد الأهداف والسعي وراءها بتصميم لا يتزعزع. لقد أظهر لي أن روح الإنسان مرنة وقادرة على التغلب على الصعاب المذهلة.
ولكل من يقرأ هذه السطور، أشجعك على تحديد أهدافك الخاصة، مهما كانت كبيرة أو صغيرة. سواء كان ذلك تحديًا للياقة البدنية الشخصية، أو إنجازاً مهنيًا، أو مسعىً مغامرًا، فإن مجرد تحديد هدف، يمنحك التوجيه والهدف. ستكون الرحلة مليئة بالتحدّيات بلا شك، ولكن من خلال هذه التحدّيات ستنمو وتكتشف إمكاناتك الحقيقية.
وأنا أحتفل بهذه الذكرى السنوية، أتذكر أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة. ليست القمم هي التي تحدِّدنا، بل الشجاعة للشروع في التسلُّق والتصميم على إكماله. وأنصحكم بتحديد أهداف جديدة، وتقبُّل التحدّيات، والارتقاء فوقها بعزم لا يتزعزع.
jebadr@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
تحديد منتصر "خفي" في حرب ترامب التجارية
الاقتصاد نيوز - متابعة
حددت صحيفة "وول ستريت جورنال" المستفيد الأكبر من حرب التجارة العالمية المتصاعدة بسبب الرسوم الجمركية التي يطبقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات بلاده، ورد الدول عليها.
وذكرت الصحيفة أن البرازيل تبدو أنها ستكون منتصرة في حرب التجارة العالمية، حيث يعول مصدروها للقطن والدجاج على زيادة الطلب على منتجاتهم في الصين، ويراهنون على المزايا التنافسية.
وكمثال أفادت الصحيفة بأن مؤشر الأسهم البرازيلي القياسي الذي يعتمد بشكل كبير على السلع الأساسية ارتفع بنسبة 9% هذا العام، بينما انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأمريكي بنسبة 4.2% خلال الفترة نفسها.
وتمتلك البرازيل، الغنية بلحوم الأبقار وخام الحديد والنفط مواد خام تحتاجها الصين، التي تمتلك رأس مال يحتاجه أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية لبناء البنية التحتية.
ومن جهة أخرى ترى البرازيل فرصا لتعزيز صادراتها إلى الولايات المتحدة ودول أخرى تأثرت برسوم ترامب الجمركية، والتي تخطط إدارته لتوسيع نطاقها لتشمل مجموعة من شركائها التجاريين اليوم الأربعاء.
وتعد البرازيل أكبر منتج للأحذية خارج آسيا، وتأمل رابطة صناعة الأحذية البرازيلية أن تتمكن البلاد من إرسال المزيد من الأحذية إلى الولايات المتحدة بدلا من المنتجات الصينية، مما سيعزز مكانتها كدولة تسعى لبيع المزيد من السلع ذات القيمة المضافة.
وقد تشهد البرازيل رسوما جمركية إضافية من الولايات المتحدة يوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن يفرض ترامب رسوما جمركية جديدة على معظم الواردات الأمريكية. لكن من المرجح أن تواجه الصين رسوما جمركية أعلى، مما يمنح المنتجات البرازيلية ميزة نسبية.
وعلى الرغم من أن ترامب أشار إلى الرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها البرازيل، إلا أن الولايات المتحدة تتمتع بفائض تجاري طويل الأمد مع البرازيل، وهو ما يعتقد الاقتصاديون أنه قد يساعد في تجنيبها الرسوم.
وعزا أندريه بيرفيتو، كبير الاقتصاديين في شركة APCE الاستشارية ومقرها ساو باولو، قوة العملة البرازيلية "الريال" مؤخرا إلى التفاؤل بشأن التجارة العالمية. وقال بيرفيتو: "ترامب يعيد ترتيب التجارة، وهذا يتيح فرصا جديدة".
وزار الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأسبوع الماضي اليابان، حيث اتفق مع رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا على إجراءات لفتح البلاد أمام واردات لحوم البقر البرازيلية.
وتستورد اليابان حاليا حوالي 40% من لحومها البقرية من الولايات المتحدة بموجب اتفاقية تعود للعام 2019، وهي اتفاقية قال محللون إنها قد تكون الآن موضع شك بعد إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية على واردات السيارات العالمية.
وقال دا سيلفا خلال الزيارة: "ترامب ليس قائد العالم، إنه رئيس الولايات المتحدة فقط. علينا التغلب على الحمائية وضمان نمو التجارة الحرة".
ومن المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم (2 أبريل 2025) فرض "رسوما جمركية متبادلة" على دول العالم.
ويسود الأسواق شعور بالقلق من تداعيات هذه الخطوة، وسط إقبال المستثمرين على الذهب، الذي صعد إلى ذروة جديدة بفضل الطلب عليه كملاذ آمن.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام