بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لقاءات ومباحثات في واشنطن، سيعرض فيها وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية خطة اليوم التالي للحرب في قطاع غزة، في حين يتصاعد التوتر بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن غالانت سيعرض خلال زيارته لواشنطن خطة اليوم التالي للحرب على غزة، مضيفة أنه سيبلغ الإدارة الأميركية بقرب انتقال الجيش الإسرائيلي للمرحلة الثالثة من الحرب.

وقال غالانت في بيان قبل أن يتوجه إلى واشنطن: "نحن مستعدون لأي إجراء يحتمل أن يكون لازما في غزة ولبنان وفي مناطق أخرى"، وأوضح أنه سيلتقي نظيرَه الأميركي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.

ويربط بعض المسؤولين الإسرائيليين بين تكثيف الجيش للتوغل حاليا في رفح، حيث يقول إنه يستهدف آخر كتائب لحماس، وبين احتمال تحول التركيز بعد ذلك إلى لبنان، كما بدا أن غالانت يربط الأمرين أيضا في تعليقاته.

المرحلة الثالثة

وقال غالانت: "الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة له أهمية كبيرة. سأناقش هذا الانتقال مع المسؤولين الأميركيين، وكيف يحتمل أن يتيح أشياء إضافية، وأعلم أننا سنحقق تعاونا وثيقا مع الولايات المتحدة في هذا الصدد أيضا".

ومن جهتها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر، أن الجيش الإسرائيلي أنهى معظم العمليات البرية في رفح، والتي حددتها القيادة السياسية.

وأكدت تلك المصادر أن الجيش يسيطر عمليا على محور فيلادلفيا، وأن القيادة السياسية حددت هدف ضرب 60% من قوة حماس برفح وإتمام المهمة في الأشهر التالية.

واختلف غالانت، وهو عضو في حزب ليكود، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يتزعم الحزب، في الأشهر القليلة الماضية مطالبا بخطة أكثر وضوحا لما بعد الحرب في غزة لا تترك المسؤولية في القطاع في يد إسرائيل، وهو المطلب الذي صدر بالمثل عن البيت الأبيض.

ويواجه نتنياهو مصاعب في مساعيه للحفاظ على حكومته متماسكة من خلال الموازنة بين مطالب المؤسسة الدفاعية، بما في ذلك جنرالات سابقون مثل غالانت، والشركاء في ائتلاف الحكومة من اليمين المتطرف الذين يقاومون أي إستراتيجية لما بعد حرب غزة يمكن أن تفتح الطريق أمام قيام دولة فلسطينية مستقبلية.

التوتر مع البيت الأبيض

من ناحية أخرى، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إنهم يرفضون اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجديدة بشأن إمدادات الأسلحة الأميركية.

وأضاف المسؤول -وفقا للموقع- لن نرد على بيانات نتنياهو، ونتطلع إلى مشاورات بناءة مع وزير الدفاع يوآف غالانت في واشنطن.

وكان نتنياهو أكد أن الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن التأخير في تسليم الأسلحة المتعلق بحرب غزة سيتم حله قريبا، وسط توترات متصاعدة بين الحليفين.

وقال نتنياهو خلال اجتماع لحكومته اليوم الأحد: "أقدر كثيرا دعم الرئيس جو بايدن والإدارة الأميركية لإسرائيل -معنويا وماديا- بوسائل الدفاع ووسائل الهجوم، لكن منذ نحو 4 أشهر كان هناك انخفاض كبير في إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وعلى مدى أسابيع عديدة ناشدنا أصدقاءنا الأميركيين تسريع الشحنات، وقد فعلنا ذلك مرارا".

وأشار إلى أن إسرائيل حصلت على بعض الأسلحة، لكن كمية أخرى كبيرة لم تصل، وأكد أن كبار المسؤولين الإسرائيليين مارسوا ضغوطا على نظرائهم الأميركيين "على أعلى مستويات، وعلى جميع المستويات" من أجل تسريع تسليم الأسلحة.

وكان نتنياهو قد انتقد في وقت سابق إدارة بايدن في تسجيل مصور، وذكر أنه من غير المعقول أن تقوم واشنطن بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل خلال الأشهر الماضية.

وطالب نتنياهو الإدارة الأميركية برفع القيود المفروضة على الدعم العسكري لإسرائيل، بهدف إنهاء المهمة بشكل أسرع، وفق تعبيره.

كما أضاف في تصريحه أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد له أن الإدارة الأميركية تعمل على إلغاء القيود على تقديم السلاح لإسرائيل.

غراهام: لنمنح إسرائيل ما تحتاجه

وفي السياق، قال السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام بعد لقائه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه سيعمل في الكونغرس على تسليم الأسلحة لإسرائيل.

وأوضح غراهام أن "حزمة الأسلحة لإسرائيل حظيت بدعم أغلبية الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، وعلينا إرسالها".

وقال في تصريح آخر لشبكة فوكس نيوز إن إبطاء تسليم الأسلحة إلى إسرائيل سيطيل أمد الحرب، وإنه يجب أن تمنح الولايات المتحدة إسرائيل ما تحتاجه للفوز في المعركة، حسب قوله.

وضمن السياق ذاته، قال مسؤولون أميركيون إن شحنات الأسلحة الأميركية لإسرائيل تراجعت بنسبة 50% خلال الشهور الأخيرة.

وعزوا أسباب تراجع إرسال أسلحة لإسرائيل إلى كون الشحنات الأولى أرسلت بدون موافقة الكونغرس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة تسلیم الأسلحة البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

أميركا تلتزم بمواصلة تسليح إسرائيل وتضارب بشأن الذخائر الثقيلة

جددت الولايات المتحدة الأربعاء التزامها الكامل بمواصلة تسليح إسرائيل، لكن التسريبات تضاربت بشأن شحنة "ذخائر ثقيلة" قررت إدارة الرئيس جو بايدن تعليق تسليمها في وقت سابق.

ومن واشنطن، قال زير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه عقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين وأحرز تقدما كبيرا فيما يخص مسألة تزويد إسرائيل بالذخائر.

وقال غالانت "أحرزنا خلال الاجتماعات تقدما ملحوظا، تمت إزالة العراقيل ومعالجة مكامن الضعف".

وأوضح أن التقدم يشمل "مسائل مختلفة"، بينها "موضوع تعزيز القوة وإمدادات الذخيرة التي يجب أن نأتي بها إلى دولة إسرائيل".

واضاف "أود ان أشكر الإدارة الأميركية والشعب الأميركي لدعمهما المستمر لدولة اسرائيل".

وجاءت تصريحاته إثر لقائه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مختتما زيارة لواشنطن التقى خلالها أيضا وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن.

ولم يدل غالانت بتفاصيل إضافية عن طبيعة التقدم وعما إذا كانت إدارة بايدن وافقت على المضي في تسليم الأسلحة أو اكتفت بإعطاء تطمينات.

وقال البيت الأبيض إن سوليفان "كرر التزام الرئيس بايدن بضمان حصول إسرائيل على كل ما تحتاج إليه للدفاع عن نفسها عسكريا، ومواجهة خصومها المدعومين من إيران".

رسالة غاضبة

في المقابل، نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤول أميركي قوله إن شحنة القنابل الثقيلة المعلقة إلى إسرائيل ستبقى كذلك في الوقت الحالي.

أما القناة الـ12 الإسرائيلية فقالت إن تل أبيب تلقت رسالة غاضبة من إدارة بايدن بأن الأسلحة المعلقة لن تسلم بالكامل حتى بعد انتهاء عملية رفح.

وأضافت "إدارة بايدن قلقة من استغلال نتنياهو شحنات الأسلحة الإضافية لفتح جبهة في الشمال".

وقال مسؤول أميركي كبير "نجري نقاشات لإيجاد حل بشأن شحنة الأسلحة المعلقة لإسرائيل التي لا تزال قيد المراجعة".

وفي الآونة الاخيرة اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إدارة بايدن بأنها تظهر تباطؤا في تسليم إسرائيل الأسلحة التي تحتاج إليها في حربها على غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أدت إلى سقوط أزيد من 120 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.

وأثار هذا الموقف استياء المسؤولين الأميركيين الذين نفوا ادعاءات نتنياهو، مؤكدين أن واشنطن علقت فقط تسليم شحنة واحدة.

وكانت الولايات المتحدة علقت في مايو/أيار الماضي شحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل زنة ألفي رطل و500 رطل، مدعية أن ذلك جاء بدافع القلق بشأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه في مناطق مكتظة بالسكان.

دعم لا محدود

لكن واشنطن تقدم لتل أبيب منذ بداية حربها على غزة دعما غير محدود على مختلف المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية، ومن المقرر أن تزودها بأسلحة تقدر بمليارات الدولارات خلال الأشهر المقبلة، ففي أوائل يونيو/حزيران الجاري وقّعت تل أبيب صفقة لشراء 25 مقاتلة أميركية من طراز "إف-35" بقيمة 3 مليارات دولار.

ووقّع بايدن في أبريل/نيسان الماضي حزمة مساعدات لإسرائيل تبلغ 26.4 مليار دولار، من بينها 14 مليارا مساعدات عسكرية.

مقالات مشابهة

  • واشنطن أرسلت لـإسرائيل 14 ألف قنبلة زنة 2000 رطل منذ 7 أكتوبر
  • "واشنطن بوست": خصوم نتنياهو يتجهون نحو "اليوم التالي" في غزة بدونه وغالانت يطرح خطة لتقسيم القطاع
  • كيف ينظر أهالي قطاع غزة لمصطلح اليوم التالي من الحرب؟
  • ردا على مزاعم نتنياهو بشأن حجب الأسلحة.. قناة أمريكية تكشف تفاصيل زيارة غالانت إلى واشنطن
  • أميركا تلتزم بمواصلة تسليح إسرائيل وتضارب بشأن الذخائر الثقيلة
  • غالانت يتحدث عن توافق إسرائيلي مع واشنطن ونتنياهو يرد عليه
  • غالانت: أحرزنا تقدما كبيرا في مسألة توريد الأسلحة الأمريكية لإسرائيل
  • غالانت يتحدث عن تقدم ملحوظ في موضوع شحنات الأسلحة الأميركية
  • نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
  • من واشنطن .. غالانت ينتقد خروج نتنياهو من الغرف المغلقة