أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية عن إطلاق برنامج مصانع المستقبل، وذلك نظرا لحرصها على مواكبة التطورات العالمية التي تطرأ على الثورة الصناعية الرابعة وعلى مجال الصناعة بصفة عامة، حيث صرحت عن أن هذا البرنامج يعد بمثابة مؤشرا اعتمدته المملكة ومنتدى الاقتصاد العالمي World Economic Forum بهدف تقييم التطور الرقمي لمختلف المصانع.

وفي ظل مراقبة أداء هذا البرنامج، أشار المهندس البدر فودة - وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية للتطوير الصناعي - إلى أنه تم توفير حوافز لما يتجاوز 490 مصنعا عبر المبادرات التي تم إطلاقها ضمن برنامج مصانع المستقبل، وهذا لأنه يسعى إلى أتمتة نحو 4 آلاف مصنع وجعله متقدما، كما أشار أيضا البدر فودة في البيان الذي أصدره لوزارة الصناعة إلى أن فعالية وأحداث برنامج مصانع المستقبل التي تمت أثناء أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2024 ساهمت في تسليط الضوء بقوة على الخطى التي يخطوها القطاع الصناعي داخل المملكة لتحويل القطاعات الصناعية إلى مصانع متقدمة.

ولقد أضاف الوكيل قائلا إنه يتم تطبيق بعض التقنيات والممارسات الحديثة حتى يتم تحقيق المستهدفات الاستثمارية والوطنية للمصنع والتي تتلاءم مع الاستراتيجية الوطنية الصناعية، وذكر أيضا بأن المصنع الذي يشمله برنامج مصانع المستقبل يبدأ رحلته في التحول إلى نظام الأتمتة بالتقييم الذاتي أولا ثم التقييم المدقق من خلال مقيم معتمد، وينتهي بالتطوير إلى جانب تنفيذ خطة التحول وذلك من أجل تحقيق المستوى المستهدف.

الجدير بالذكر أن منظومة الصناعة أعضاء برنامج مصانع المستقبل في الآونة الأخيرة أطلقت مجموعة متنوعة من المبادرات التحفيزية لتعزيز أهداف هذا البرنامج مثل مبادرة المنح المالية المساهمة في تطوير استراتيجيات التحول للمصانع وفي تغطية أداء التقييم المدقق، ومبادرة المنح المالية التي تغطي تكلفة البرمجيات لا سيما أنظمة إدارة المرافق والمباني، وأنظمة توفير الحلول الرقمية، وأنظمة إدارة الموارد البشرية (ERP)، فصلا عن مبادرة المنح المالية التي تفيد في تغطية جزءا محددا من تكلفة التحول عبر شراء معدات الأتمتة والآلات بهدف رفع كفاءة الإنتاج في المصنع وتعزيز مستوى القدرات البشرية التي تحسن من رحلة التحول في المصانع الوطنية.

وبالنسبة لإنجازات برنامج مصانع المستقبل، فوفقا للتقارير التي تصدرها وزارة الصناعة والثروة المعدنية لقد تبين أنه ساهم في ربط ما يعادل 1200 أو أكثر متدرب بواسطة البرامج التدريبية من أجل ممارسات التصنيع الحديثة التي تعمل المنظومة الصناعية إلى جانب الجهات الحكومية على تقديمها، كما ساهم أيضًا في توفير الحوافز لأكثر من 490 مصنعا عبر المبادرات المتعددة التي تبناها.

ولقد لعبت هذه الجهود دورا كبيرا في حصول المملكة العربية السعودية على المركز الأول في مختلف تقييمات مستوى النضج الخاص بالتقنيات المتقدمة والتي تم بشكل مسبق عقدها على مستوى منطقة الشرق الأوسط عبر عقد التقييم المدقق لنحو 700 مصنع أو أكثر، وتطوير 370 مصنع لخطط التحول، ويجدر بالإشارة إلى أنه استطاع ما يعادل 150 مصنعا حتى تاريخ اليوم من تحقيق المستوى المستهدف والمخطط له في برنامج مصانع المستقبل في المملكة.

أما عن الموقع الإلكتروني الخاص ببرنامج مصانع المستقبل، فلقد أشارت وزارة الصناعة والثروة المعدنية إلى تطويرها لهذا الموقع وإطلاقه من أجل ربط المصانع بفاعلية بواسطة مقدمي الخدمات، حيث بدأت الوزارة أولا بالجهات التي تعتمد تقييم سيري (SIRI) من أجل تمكين ما لا يقل عن 4000 مصنع من تطبيق الممارسات الصناعية المقدمة وتبني الكفاءة التشغيلية وعملية الأتمتة، إلى جانب الحصول على نظرة شاملة لعملية التحول سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، وتوفير الأدلة المعرفية التي تفيد في رفع التوعية بواسطة أدوات التصنيع الحديثة وممارساته وكذلك منهجياته.

ومن أجل تسهيل عملية التواصل بين كل من المصانع والجهات المعتمدة من أجل التقييم، فلقد تم إجراء حصر كامل لبيانات التواصل الخاصة بهذه الجهات من خلال صفحة المقيمين المعتمدين والتي يتم تحديثها باستمرار بالشركات الجديدة وبمقدمي باقي الخدمات الهامة لتحول المصانع بسهولة تباعا على موقع برنامج مصانع المستقبل.

يجدر بالإشارة إلى أن الموقع يحتوي أيضا على صفحة تتضمن قصص النجاح التي تمت في التميز التشغيلي، والممارسات الصناعية فضلا عن تقنيات التصنيع الذكي، حيث تفيد هذه القصص في عملها كنماذج ومراجع لباقي المصانع الموجودة في المملكة وتفيد أيضا في توضيح الأثر للمؤشرات الأساسية الموجودة فيها إلى جانب طبيعة التطبيقات المتقدمة والتي تم تبنيها.

ومما ينبغي تسليط الضوء عليه أن شركة مصنع تصميم الرخام (ماربل ديزاين) المتخصصة في قطع ونشر وتركيب الرخام صرحت عن أنه بسبب برنامج مصانع المستقبل استطاعت الحصول على المستوى المتقدم في تقييم سيري المدقق (SIRI)، حيث يدل هذا المستوى على تبنيها للتقنيات الحديثة والمتطورة في القطاع الصناعي، كما يدل على تطبيقها للممارسات العالمية في التصنيع الذكي والتي تساهم في تعزيز ربحية المصانع فضلا عن تقليل تكاليف الإنتاج.

فلقد أشار الرئيس التنفيذي لشركة ماربل ديزاين وهو نواف الخراشي إلى أن هذا التقييم يمثل بالنسبة للشركة أهمية كبيرة بعد العمل بشكل مستمر بهدف تلبية احتياجات التقييم التي تساهم في تبني أحدث التقنيات في القطاع الصناعي، كما أشار إلى أن الحصول عليه يعتبر بمثابة انجاز يستدعي الفخر لأنه يعزز من مكانة الشركة في السوق السعودي والتي تسعى لتكون نموذجا مميزا دائما يحتذى به في صناعة الصخور الطبيعية داخل السعودية.

وأكد نواف الخراشي على أن الشركة تضع في أولوياتها عملائها ومستثمريها، حيث إن برنامج مصانع المستقبل ساعدها في العمل وفقا لقاعدة علمية كبيرة ساهمت في ترجمة أهداف مجلس الإدارة والاستراتيجيات بسهولة وتعزيز الجودة الشاملة وتقديم كل ما هو جيد للعميل والمستثمر من خلال اتباع أحدث النظم العالمية وفقا لنوعية الصناعة وحجمها.

وفيما يخص أعلى 10 مصانع تحتل الصدارة في تقييم سيري (SIRI) المدقق، فلقد أشارت وزارة الصناعة والثروة المعدنية في بيان لها على منصة إكس إلى أن هذه المصانع هي أسمنت المدينة، وأسمنت ينبع، ومصنع ديانا الطبية، وإسماعيل أبو داود وبروكتر آند قامبل، والفنار لبلاط السيراميك والبورسلين، ومصنع شركة مارس السعودية العربية للصناعة، وهنا للصناعات الغذائية، والشركة السعودية لصناعة الورق، والشركة الوطنية للصناعات الغذائية، والفنار للخدمات الفنية.

ولقد أوضحت وزارة الصناعة والثروة المعدنية في الآونة الأخيرة أنها بدأت في تقييم مصانع الشريحة الثانية، وذلك في المرحلة الثانية الخاصة ببرنامج مصانع المستقبل، حيث تفيد هذه العملية في استهداف تقييم سيري (SIRI) المدقق الأول بسهولة لمصانع الشريحة الثانية والتي يتجاوز رأس المال المرخص لكل منها نحو 200 مليون ريال، في حين أن يبلغ عددها 260 مصنع، كما تفيد في التحقق من نتائج التقييم الذاتي للمصانع والتي بلغت في تقييم سيري معدل 2.14، فضلا عن أنها تساهم في توزيع المصانع بسهولة في مسار المصانع المتقدمة والتي بلغت في التقييم المدقق وفقا لمعيار سيري درجة 2.

ودعت الوزارة مختلف مصانع الشريحة الثانية إلى القيام بالبدء في التقييم المدقق وفقا لمنهجية سيري إلى جانب العمل مع شركات التقييم المقترحة والتي توجد على موقع برنامج مصانع المستقبل للتمكن من جدول التقييم بسهولة فضلا عن تطوير خطة التحول وبالتالي الوصول إلى المستوى الثاني في تقييم سيري.

المصادر

- وزارة الصناعة والثروة المعدنية.

- برنامج مصانع المستقبل.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزارة الصناعة والثروة المعدنیة فی المملکة إلى جانب التی تم فضلا عن من أجل إلى أن

إقرأ أيضاً:

"محمد بن راشد للمعرفة" تطلق أكاديمية لمهارات المستقبل.. إليك التفاصيل

أعلنت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وضمن "مشروع المعرفة"، إطلاق "أكاديمية لمهارات المستقبل" للمنطقة العربية، ضمن فعاليات مبادرة "الرقمنة من أجل التنمية المستدامة" (D4SD)، التي استضافها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة (UNGA79) في نيويورك.

ويأتي إطلاق الأكاديمية تجسيداً لنهج دولة الإمارات ورؤيتها الهادفة لإرساء دعائم اقتصادٍ معرفي قائم على الابتكار والريادة والإبداع، وانطلاقاً من إيمان القيادة الرشيدة في الدولة بأهمية الاستثمار في الإنسان ودوره في تطوير المجتمعات.
وتسعى الأكاديمية إلى تزويد الأفراد والحكومات والشركات الصغيرة والمتوسطة بالمهارات الرقمية، ومهارات التنمية المستدامة اللازمة للمستقبل والمُسَانِدة لتعزيز الابتكار المجتمعي، بالإضافة إلى التعاون مع الجامعات والقطاع الخاص لتعزيز تجارب التعلم وتحسين النتائج العملية للتعليم، ومعالجة الفوارق في سوق العمل، بما في ذلك الفجوات بين الجنسين، وتوفير برامج تعليمية ومهنية موجهة للفئات ضعيفة التمثيل.
وتُعد الأكاديمية نقلة نوعية لمبادرة مهارات المستقبل للجميع التي أطلقها مشروع المعرفة العام الماضي بهدف تقديم برامج تعليمية من شأنها أن تُحدث تحولاً نوعياً في حياة آلاف المواطنين في الدول العربية، من خلال تحسين وصقل مهاراتهم ومساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة، ما يُسهم في إعدادهم لوظائف المستقبل ويدفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام في المنطقة.
وستسمح الأكاديمية بالتوسع والوصول لأكثر من مليون شخص من مواطني المنطقة العربية. كما ستلبي الطلب المتزايد لعدد من الحكومات لهذا النوع من البرامج المتخصصة، والتي ستغطي الفجوات في الأنظمة التعليمية من خلال الشراكات مع الحكومات المعنية. كما ستسهم بمعالجة جزء من مشكلة البطالة الموجودة بسبب توفر وظائف لا يمتلك الخريجون المهارات اللازمة لها.
كما أطلقت المؤسَّسة خلال الحدث "التحالف العالمي لتنمية وتطوير المهارات"، الذي سيعقد اجتماعه الأول خلال الدورة التاسعة من "قمَّة المعرفة" التي تستضيفها إمارة دبي في نوفمبر 2024. ويعكس هذا التحالف الدور الكبير الذي تقوم به مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في تحفيز الابتكار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وضمن "مشروع المعرفة" تعلن إطلاق "أكاديمية لمهارات المستقبل" للمنطقة العربية، وذلك ضمن فعاليات مبادرة "الرقمنة من أجل التنمية المستدامة" (D4SD) التي استضافها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على هامش… pic.twitter.com/0xbo1Gq1bY

— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) September 29, 2024 تمكين أجيال المستقبل 

وأكد جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن إطلاق أكاديمية لمهارات المستقبل يمثل خطوة رائدة في مسيرة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، لتمكين الأجيال المستقبلية ورفدها بالأدوات التي تتيح لها ابتكار حلول مستدامة. وقال: "تعكس هذه الخطوة رسالة المؤسَّسة المتمحورة حول نشر المعرفة عالمياً من أجل تنمية المجتمعات، كما تجسِّد الأكاديمية حرصنا الدائم على تقليص الفوارق وتعزيز الاقتصاد المعرفي والتنمية البشرية في جميع أنحاء المنطقة العربية، من خلال ربط الأفراد بالمهارات المطلوبة، وربط التعلم مباشرةً بفرص العمل."

من جانبه، صرّح الدكتور عبدالله الدردري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قائلاً: تمثل هذه الأكاديمية خطوة محورية نحو بناء مستقبل شامل ومستدام، حيث ستسهم في سد الفجوة الرقمية في منطقة الدول العربية، فضلاً عن تعزيزها للقدرات الرقمية وتزويدها للمجتمعات المحلية بالمهارات التي تحتاجها لمواكبة التحولات المتسارعة في عالم اليوم، من خلال توفير أدوات عملية ومبتكرة لا غنى عنها للأفراد والشركات للاستفادة من الفرص التي يوفرها الاقتصاد الرقمي الذي يسود عالمنا اليوم.

برامج ودورات

وفي السياق ذاته؛ ستُقدِّم الأكاديمية في المرحلة الأولى، مجموعة من البرامج والدورات المُعتمدة والمُوجَهة، سواء عبر الإنترنت أو بالحضور الشخصي، بهدف تزويد الطلاب والمهنيين ورواد الأعمال والمعلمين والمسؤولين الحكوميين بمهارات المستقبل. كما ستُشكِّل دافعاً معرفياً جديداً يخدم العديد من المبادرات العالمية المرتبطة بالرقمنة والتحول الرقمي، مثل "مبادرة الرقمنة من أجل التنمية المستدامة"، ما يعكس التكامل بين مبادرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والدعم المتواصل من المؤسَّسة.
كذلك ستسهم الأكاديمية في تحسين مهارات الشباب في مختلف القطاعات كالصحة والتعليم، والبيئة والحكومة والسياسات، حيث يشكل الشباب ما يقرب من نصف سكان المنطقة، ويعاني ربعهم تقريباً من البطالة، فيما يستعد الباقون لدخول سوق العمل.


مقالات مشابهة

  • تسعير منتجات الصلب بين سندان زيادة التكاليف محلياً ومطرقة إرتفاع أسعار الخامات عالمياً
  • تريندز أول مركز بحثي من الشرق الأوسط ينضم لشبكة الثورة الصناعية الجديدة
  • مناقشة تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في قطاع النفط والغاز
  • بالفيديو .. لحظة إطلاق موظف “مفصول من عمله” النار في العقبة
  • كامل الوزير: صرف 20 مليار جنيه خلال العام الجاري ضمن برنامج المساندة التصديرية
  • «المالية»: إطلاق مبادرات لدعم النشاط الاقتصادي وتيسيرات لتحفيز الاستثمار
  • الوزير: تغطية احتياجات مصانع مواد البناء من المازوت بداية من الغد
  • كاتب أمريكي يُشيد بريادة المملكة في ابتكارات الطاقة المتجددة
  • "محمد بن راشد للمعرفة" تطلق أكاديمية لمهارات المستقبل.. إليك التفاصيل
  • النعيمي يؤكد أهمية مشروع رسم السياسات الزراعية التي تنطلق من موجهات قائد الثورة