محللون: أميركا تحاول كبح جماح إسرائيل لمنع حرب شاملة بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
أجمع محللون وباحثون سياسيون على أن الولايات المتحدة الأميركية تبذل جهودا لمنع إسرائيل من التسبب باندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا فإن أميركا لا تريد الذهاب نحو حرب شاملة بالمنطقة، موضحا أن "الإستراتيجية الأميركية الكبرى" التي اعتمدت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما تقوم على فتح جبهة عالمية واحدة والانتصار فيها، بدلا من خوض أكثر من جبهة.
ولكن الواقع -حسبما يرى العميد حنا- يشير إلى أن أميركا تشارك في جبهتين وهما أوكرانيا وحرب غزة، مع احتمال انفجار الوضع في أية لحظة بين الكوريتين.
وتوقع -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن تقوم أميركا بمساندة إسرائيل ودعمها في حالة أن يبدا حزب الله الحرب، أما إذا قامت إسرائيل بالضربة الأولى فإن "أميركا لن تقف إلى جانبها".
وفيما يتعلق بدعم واشنطن لتل أبيب خلال الحرب، أوضح الخبير العسكري أن المساعدات العسكرية لإسرائيل مرت بعدة مراحل منذ انطلاق حرب الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول، مشيرا إلى أن أميركا أوقفت في الوقت الراهن إمداد إسرائيل بالقنابل "ذات السعة الكبرى" لأن جيش الاحتلال "استخدم هذه القنابل في المناطق السكنية".
وأكد الخبير العسكري أن المقاومة الفلسطينية لم تسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحقيق الانتصار في حرب غزة والانتقال للمرحلة السياسية، رغم أنه استعمل 75 إلى 80 ألف طن من المتفجرات داخل قطاع غزة، منوها إلى أن جيش الاحتلال يعتمد إستراتيجية "الحرب المستدامة" التي تحتاج الدعم الأميركي.
وأضاف أن قلق إسرائيل من تحركات حزب الله بخرق أجوائها بالمسيرات أظهر معادلات قتالية جديدة لم تعتد عليها إسرائيل، مشددا في الوقت ذاته على أن الحرب البرية تتطلب وقتا وتجهيزا ليس لدى جيش الاحتلال في هذا الوقت القدرة عليه.
وبناء على ذلك، لم يستبعد العميد حنا أن تنفذ إسرائيل تصعيدا في العمليات بشن حملة جوية وليس برية ضد حزب الله بمناطق القطاع الأوسط والشرقي والغربي، محذرا من أن هذه الخطوة قد تفتح بابا للحرب الشاملة في المنطقة.
تهديد حزب اللهومن ناحيته يرى الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي محمود يزبك وجود تناقضات كثيرة في التصريحات المتبادلة بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، معتبرا إبداء واشنطن استعدادها لدعم إسرائيل في حالة نشوب حرب شاملة بمثابة تهديد لحزب الله بألا يفتح باب هذه الحرب.
ووفق يزبك فإن تصريحات نتنياهو الأخيرة تشير إلى أنه يبحث عن شماعة ليعلق عليها فشله في الحرب على قطاع غزة، بينما موازين القوى السياسية الداخلية بإسرائيل بدأت تتفق على أن نتنياهو يصر على مواصلة هذه الحرب لتحقيق طموحاته ومصالحه الشخصية.
ابتزاز الإدارة الأميركيةمن جهته قال الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي إن نتنياهو اعتاد ابتزاز الإدارة الأميركية للحصول على الأسلحة والدعم، مشيرا إلى تفاخره بأنه أكثر قادة إسرائيل معرفة بأنماط الإدارات السياسية داخل أميركا، كما أنه اعتاد أن يقدم نفسه باعتباره البطل الذي يعارض أميركا في العديد من المواقف.
ونبه إلى أن نتنياهو يسعى لاستغلال الموقف الصعب الذي تجد فيه الإدارة الأميركية نفسها بالتجهيز للانتخابات القادمة، وأنه يحرجها لأنه يعلم أن الحرب الإسرائيلية ذات تأثير كبير ومحل مزايدة واستقطاب بالأوساط السياسية الأميركية.
ولفت عرابي إلى تذكر أن القضية الإسرائيلية تعتبر قضية أميركية بالغة الحساسية وهو ما سهل على نتنياهو فرصة احتراف التلاعب بالفرقاء السياسيين الأميركيين، منبها إلى أن الخلاف بين الإدارتين بشأن القضايا الإستراتيجية الإسرائيلية غير وارد، مؤكدا أن واشنطن مهتمة بأن يحقق الاحتلال مصالحه من هذه الحرب.
وأشار الباحث إلى أن "المجتمع الإسرائيلي بدأ يستفيق من أزمة حرب غزة التي حشرهم نتنياهو فيها" وأن الإسرائيليين أصبحوا مستعدين لاختيار مصالح إسرائيل الإستراتيجية بدلا عن التماهي مع مواقف ومصالح رئيس الحكومة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حرب شاملة حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
أميركا تزود إسرائيل بأسلحة بقيمة 3 مليارات دولار
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان إن وزارة الخارجية وافقت على بيع محتمل لقنابل ومعدات هدم وأسلحة أخرى لإسرائيل بقيمة تبلغ نحو 3 مليارات دولار.
وتم إخطار الكونغرس بشأن مبيعات الأسلحة المحتملة بعد ظهر أمس الجمعة على أساس طارئ.
وتتجاوز هذه العملية ممارسة طويلة الأمد تتمثل في منح رؤساء وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الفرصة لمراجعة الصفقة وطلب المزيد من المعلومات قبل إخطار الكونغرس رسميا.
وتشمل مبيعات الأسلحة 35 ألفا و529 قنبلة للأغراض العامة وزنها نحو ألف كيلوغرام وأربعة آلاف قنبلة خارقة للتحصينات بنفس الوزن من إنتاج شركة جنرال ديناميكس.
وبينما قالت البنتاغون إن عمليات التسليم ستبدأ في عام 2026، فإنها أضافت "هناك احتمال أن يأتي جزء من هذه المشتريات من المخزون الأميركي"، وهو ما قد يعني التسليم الفوري لبعض الأسلحة.
وتبلغ قيمة الحزمة الثانية 675 مليون دولار وتتألف من خمسة آلاف قنبلة تزن كل منها نحو 500 كيلو غرام مع المعدات المطلوبة مناسبة للمساعدة في توجيه القنابل "الغبية" أي غير الموجهة. وكان من المتوقع أن يتم تسليم هذه الحزمة في عام 2028.
إعلانويحتوي إخطار ثالث على جرافات من إنتاج شركة كاتربيلر قيمتها 295 مليون دولار.
وهذه هي المرة الثانية خلال شهر واحد، التي تعلن فيها إدارة ترامب حالة الطوارئ للموافقة السريعة على بيع أسلحة لإسرائيل.
وسبق أن استخدمت إدارة الرئيس السابق جو بايدن سلطات الطوارئ للموافقة على بيع أسلحة لإسرائيل دون مراجعة الكونغرس.
وألغت إدارة ترامب يوم الاثنين الماضي أمرا صدر في عهد بايدن، وكان يلزمها بالإبلاغ عن الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي والتي تتعلق بالأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة للحلفاء، بما في ذلك إسرائيل.
وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد حرب إبادة إسرائيلية ضد القطاع على مدى 15 شهرا أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف شخص ودمار هائل لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
واكتملت يوم الخميس عمليات تبادل الأسرى بالمرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي بعد نجاح الوساطة التي قادتها قطر ومصر والولايات المتحدة.
وتنتهي المرحلة الأولى -التي استمرت 6 أسابيع- اليوم السبت، وقد امتنعت إسرائيل عن الدخول في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وتسعى لتمديد الأولى لاستعادة مزيد من أسراها في غزة دون التعهد بإنهاء الحرب.