ينظر الإسلام هذا الدين العظيم إلى العمل على أنّه مجدٌ وشرفٌ للمسلم، وأداءٌ لفريضةٍ أوجبها لكل من يقدر عليها، وقد جاءت التشريعات الإسلاميّة للحث على العمل، واستنكار الكسل والتقاعس والجلوس وانتظار الصدقات، أو ما يتفضّل به الآخرون.
ونهى الإسلام عن البطالة واعتياد الفقر وعدم الأخذ بالأسباب؛ فهو سببٌ من أسباب الذلّ والهوان، ومرضٌ اجتماعيٌّ معدٍ، وضرره يعود على المجتمع كاملاً ويُفسد المصلحة العامّة له.
والمجتمع القوي إنّما يقوى بأفراده، ويضعف بضعفهم، لذلك كان الحل لعفّة النّفس وتحقيق الكسب، والأخذ بأسباب الرزق هو العمل، وقد اعتبر الإسلام العمل من أهم وسائل التملّك، ويستحق الإنسان عليه أجراً مناسباً لجهده.
وقد ثبت في صحيح البخاري قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما أكَلَ أحَدٌ طَعاماً قَطُّ، خَيْراً مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ -عليه السَّلامُ-، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ).
تظهر عناية الدين الإسلامي بالعمل بأن جعل له خصائص ثابتة، لا تتغيّر مهما تغيرت الأزمان ومهما تعدّدت الأعمال واختلفت، نُلخصها بما يأتي:
إخلاص النيّة وقيامها على الصدق لله -سبحانه-، لتحقيق الهدف المرجو. ضرورة الأخذ بالأسباب التي تُعين على إنجاز العمل، ومنها: تعلّم العلم ومواكبة الوسائل التقنية الحديثة. الإحسان والإتقان، وبذل قصارى الجهد والطاقة لأدائه.
لقد جاءت العديد من الأدلّة الشرعيّة، في كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنّة نبيّه تحث على العمل وتدعو إلى الكسب الحلال، نذكر منها ما يأتي:
قوله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).
د
قوله -تعالى-: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ثبت في صحيح البخاري: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ وهو علَى المِنْبَرِ، وذَكَرَ الصَّدَقَةَ، والتَّعَفُّفَ، والمَسْأَلَةَ: اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، فَاليَدُ العُلْيَا: هي المُنْفِقَةُ، والسُّفْلَى: هي السَّائِلَةُ).[٦] صحَ عن أنس بن مالك -رضيَ الله عنه-، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إن قامَتِ السَّاعةُ وبِيَدِ أحدِكم فَسِيلةٌ فإنِ استطاع ألَّا تقومَ حتَّى يغرِسَها، فليفعَلْ).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاخذ بالاسباب
إقرأ أيضاً:
أمين الإفتاء: الغش في البيع والشراء يؤدي إلى فساد عظيم
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال سيدة حول سبب تأكيد الإسلام على تجنب الغش في البيع والشراء؟.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين: "في الحقيقة، الغش هو صورة من صور الكذب، والكذب يُعتبر من أسوأ الأخلاق في الإسلام، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا".
وأضاف وسام: "الغش يؤدي إلى عظيم الفساد في المجتمع لأنه يؤثر على الثقة بين الناس، إذا تم الغش في المعاملات التجارية، يقع الضرر على الطرف الآخر بالطبع، مما يسبب تفشي الكذب ويضعف الثقة بين الأفراد، وهذا يؤدي إلى فساد في المجتمع بشكل عام".
وتابع: "الحديث الشريف يقول: إن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولذلك، الغش ليس فقط محرمًا لأنه يؤدي إلى الضرر، ولكنه أيضًا ينزع الثقة ويُسهم في انتشار الكذب والفجور، وهذا مرفوض تمامًا في الإسلام".
وأكد أن هذا التحذير ليس خاصًا بالإسلام فقط، بل هو مبدأ عام منذ أن خلق الله الأرض، حيث يُعتبر الغش والكذب من السلوكيات التي تضر المجتمع وتؤدي إلى تدمير العلاقات الإنسانية.
وأَضاف: "الله سبحانه وتعالى ينبهنا دائمًا إلى أن المعاملات يجب أن تقوم على الصدق والأمانة، وأنه يجب على المسلم أن يكون قدوة في معاملاته، سواء كان في البيع أو الشراء".