د. أحمد بن علي العمري
الحمدلله على نعمة الأمن والأمان والإستقرار والرخاء، نحن جميعًا في سلطنة عُمان نجتمع على دين واحد وهو دين نبينا محمد صلى عليه وسلم تحت راية الحق "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله"، حتى وإن اختلفت المذاهب بين المسلمين، فدائمًا وأبدًا ننظر إلى ما يجمع ونتفادى أي اختلاف؛ لأجل ذلك عشنا ولم نزل وسنبقى بإذن الله تعالى، بلا شقاق ولا فتن، وهذه العبارة أصبحت ديدنًا في سلطنتنا الحبيبة بفضل الله.
صحيحٌ أننا لسنا استثناءً عن بقية الدول الإسلامية في شتى بقاع العالم، لكننا متسالمين متعايشين متعاضدين متوحدين متضامنين مترابطين، نُصلي جميعًا في مسجد واحد، ولا خلاف ولا تباعد، ونجتمع جميعًا بصوت واحد ونبض واحد.
ولقد كان لحكومتنا الرشيدة الدور الأكبر في هذا التلاحم والاتحاد، ولا ننسى الدور الإيماني المؤثر لسماحة الشيخ الجليل العلامة أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة، أطال الله في عمره. لكنني وبكل أسف لاحظت ما أُثير حول اختلاف مطالع الهلال خلال الأيام الماضية، وخاصة خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، وظهر فيها كل من هبَّ ودبَّ وأدلى بدلوه في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
من المؤسف أن نجد بعض النفوس المُغرِضة التي تندس بين اللحم والعظم وتضرب بمعاول المكيدة في جبل الوحدة والتلاحم والتعاضد، لدرجة أنهم أرادوا إفساد فرحة العيد علينا. لكن هيهات أن ينالوا من هذا الشعب الصلب، فالجبال لا تهدها الرياح العابرة!
وبإجماع العلماء، فإنَّ اختلاف مطالع الهلال يحدث منذ بزوغ فجر الإسلام، ولا يمكن أن تتفق الدول كلها على هلال واحد، بل هناك اختلافات في الرؤية، وهذا من الطبيعي جدًا؛ بل إن الليل والنهار يختلفان من بلد لآخر حسب الموقع الجغرافي، وهذه سنة الله وحسن تدبيره.
والتقويم العُماني يشهد له القاصي والداني وكبار علماء الفلك بأنه دقيق ويجمع دائمًا بين الشرع والعلم، وهما لا يختلفان.
إننا في سلطنة عُمان نقع في شرق الوطن العربي ونحن أول بلد عربي تشرق عليه الشمس، ونتقدم على الشقيقة المملكة العربية السعودية بساعة كاملة؛ الأمر الذي يجعل عُمان تتخذ القرار قبل الشقيقة السعودية.
إن تحقيق الوحدة ليس بالأمر السهل، والمحافظة عليها يتوجب رص الصفوف، وسد جميع الفجوات والثغرات، حتى وإن أختلفنا في أمر ما، يجب أن تكون في سياق التعبير عن وجهات نظر، وأن اختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية، ويجب أن يكون نقاشنا راقيًا وعقلانيًا ومنطقيًا دون تجريح أو تشهير ولا غمز ولا لمز.
فإياكم وإياكم ثم إياكم أيها الأخوة من الوقوع في فخ الفتنة؛ فحولكم متربصون كثر وحساد، يزدادون يومًا بعد يوم.
عُمان واحدة وشعبها واحد ونبضها واحد.. حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عاجل - 25 شهيدًا في غارات الاحتلال على غزة خلال يوم واحد
أفادت مصادر إعلامية فلسطينية، نقلًا عن قناة "القاهرة الإخبارية"، بسقوط 25 شهيدًا جراء الغارات المكثفة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على وسط وجنوب قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. تأتي هذه الهجمات ضمن عدوان واسع النطاق يستهدف المدنيين الأبرياء بشكل متواصل.
عدوان شامل يُفاقم الأزمة الإنسانية
يُواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العنيف جوًا وبرًا وبحرًا على قطاع غزة، مخلفًا آلاف الشهداء والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال. فيما تستمر الجثث تحت الأنقاض نتيجة للقصف المتواصل وصعوبة الأوضاع الميدانية، ما يُفاقم الأزمة الإنسانية.
أوضاع ميدانية كارثية في ظل الحصار
لا يزال قطاع غزة يعاني حصارًا خانقًا يمنع دخول الوقود والمساعدات الحيوية اللازمة لتخفيف معاناة السكان. مع دخول الحرب على غزة عامها الثاني، تشهد المناطق المتضررة دمارًا غير مسبوق طال مختلف جوانب الحياة، مما يُفاقم من حدة الكارثة الإنسانية في القطاع.