جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-29@13:10:26 GMT

احذروا الفتنة

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

احذروا الفتنة

 

د. أحمد بن علي العمري

الحمدلله على نعمة الأمن والأمان والإستقرار والرخاء، نحن جميعًا في سلطنة عُمان نجتمع على دين واحد وهو دين نبينا محمد صلى عليه وسلم تحت راية الحق "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله"، حتى وإن اختلفت المذاهب بين المسلمين، فدائمًا وأبدًا ننظر إلى ما يجمع ونتفادى أي اختلاف؛ لأجل ذلك عشنا ولم نزل وسنبقى بإذن الله تعالى، بلا شقاق ولا فتن، وهذه العبارة أصبحت ديدنًا في سلطنتنا الحبيبة بفضل الله.

صحيحٌ أننا لسنا استثناءً عن بقية الدول الإسلامية في شتى بقاع العالم، لكننا متسالمين متعايشين متعاضدين متوحدين متضامنين مترابطين، نُصلي جميعًا في مسجد واحد، ولا خلاف ولا تباعد، ونجتمع جميعًا بصوت واحد ونبض واحد.

ولقد كان لحكومتنا الرشيدة الدور الأكبر في هذا التلاحم والاتحاد، ولا ننسى الدور الإيماني المؤثر لسماحة الشيخ الجليل العلامة أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة، أطال الله في عمره. لكنني وبكل أسف لاحظت ما أُثير حول اختلاف مطالع الهلال خلال الأيام الماضية، وخاصة خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، وظهر  فيها كل من هبَّ ودبَّ وأدلى بدلوه في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

من المؤسف أن نجد بعض النفوس المُغرِضة التي تندس بين اللحم والعظم وتضرب بمعاول المكيدة في جبل الوحدة والتلاحم والتعاضد، لدرجة أنهم أرادوا إفساد فرحة العيد علينا. لكن هيهات أن ينالوا من هذا الشعب الصلب، فالجبال لا تهدها الرياح العابرة!

وبإجماع العلماء، فإنَّ اختلاف مطالع الهلال يحدث منذ بزوغ فجر الإسلام، ولا يمكن أن تتفق الدول كلها على هلال واحد، بل هناك اختلافات في الرؤية، وهذا من الطبيعي جدًا؛ بل إن الليل والنهار يختلفان من بلد لآخر حسب الموقع الجغرافي، وهذه سنة الله وحسن تدبيره.

والتقويم العُماني يشهد له القاصي والداني وكبار علماء الفلك بأنه دقيق ويجمع دائمًا بين الشرع والعلم، وهما لا يختلفان.

إننا في سلطنة عُمان نقع في شرق الوطن العربي ونحن أول بلد عربي تشرق عليه الشمس، ونتقدم على الشقيقة المملكة العربية السعودية بساعة كاملة؛ الأمر الذي يجعل عُمان تتخذ القرار قبل الشقيقة السعودية.

إن تحقيق الوحدة ليس بالأمر السهل، والمحافظة عليها يتوجب رص الصفوف، وسد جميع الفجوات والثغرات، حتى وإن أختلفنا في أمر ما، يجب أن تكون في سياق التعبير عن وجهات نظر، وأن اختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية، ويجب أن يكون نقاشنا راقيًا وعقلانيًا ومنطقيًا دون تجريح أو تشهير ولا غمز ولا لمز.

فإياكم وإياكم ثم إياكم أيها الأخوة من الوقوع في فخ الفتنة؛ فحولكم متربصون كثر وحساد، يزدادون يومًا بعد يوم.

عُمان واحدة وشعبها واحد ونبضها واحد.. حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل ستنتصر الفتنة على الحكمة؟

في معظم نقاشاتنا وكتاباتنا وحواراتنا كمسلمين ومسلمات نستدل بالنصوص القرآنية الدالة على التدبر “أفلا تتدبرون القرآن” سورة النساء آية (82) والتفكر “أفلا تتفكرون” سورة الأنعام آية (50)  والعقلانية “أفلا تعقلون” سورة البقرة آية (44) إلا أن تعطيل العقول اليوم بات ممنهجاً بحيث تُخدر أو تدخُل في سبات عميق وخاصة مع تيسر وتوفر أدوات التظليل الإعلامية من قنوات فضائية ووسائط افتراضية متنوعة ومنشرة عالمياً. مع أنه توجد فرصة لتسخير هذه الماكنات الإعلامية للخير والتفكر والتعقل والتدبر.

غزة محور ارتكاز الشأن العالمي!

الصفعة التي تكبدتها العصابة الصهيونية بدول إسرائيل من المقاومة الفلسطينية خلخلت أساسات بنية العلاقات الدولية فيما بينها وعلاقاتها مع شعوبها.

وبالتأكيد عندما تتحرك موجات الغضب، ضد الصهيونية وداعميها وخاصة الإدارة الأمريكية، بساحات جامعات مرموقة أمريكية وبريطانية والعديد من الساحات الأوروبية، بل شهدنا كيف رؤساء دول وأعضاء برلمانات ومشاهير انحازوا بقوة إلى الحق الفلسطيني في رفض الاحتلال الصهيونية ومطالبة العيش الكريم على أرضه، فهذا قد هدم صروح الأوهام التي بناها الطغيان العالمي بعد أن شربت شعوب الأرض من مسكراته العفنة، بما في ذلك الدول بأغلبية مسلمة بل وثملت شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من عفونة مخدراته الرخيصة وعميت بصائرها.

واليوم وحسب قراءة الكاتب بأنه ومع العاطفة الجياشة لشعوب شمال أفريقيا، المغرب الكبير ومصر، مع القضية الفلسطينية إلا أن غياب ترجمتها في حراك شعبي حقيقي، والخوف من أن تتفجر هذه العاطفة إلى موجات غضب على المنظومة العالمية المترنحة فلا بدء من إشغال هذه الشعوب قدر الإمكان حتى لا تضيع بوصلة التوجه العالمي الجديدة في اتجاهات غير محسوبة.

الفتنة في ليبيا:

مع بوادر الحراك الشعبي الذي حدث في ليبيا بالدفع بعجلة الحوار المجتمعي في اتجاه يخدم الاستقرار والعدالة الانتقالية والوصول إلى المصالحة الوطنية، وهذا مما قد يزعج قوى الشر العالمية ولا نستغرب بأن السعي لتفكيك هكذا مشاريع لا يتم إلا باستمرار الوضع المضطرب والغير مستقر، وفي ليبيا من أخطر أدواته تحريك النعرات التالية:

التكفير الممول والذي ظاهره الدين وباطنة الحرب والقتل والدمار. الصراع القبلي على المصالح وخاصة عندما يؤجج بالتفاخر العرقي.

مع ظهور منشور على صفحة الهيئة العامة للأوقاف، المفترض أنها تعمل بما يخدم استقرار ليبيا ودعم المقاومة الفلسطينية، المنسوبة إلى الإمام سحنون المالكي، ترددتُ في أرد على هذا المنشور بمقالة تجنباً لإثارة الفتنة ولكن بعد أن اتضح لدينا بوجود تحشيد عسكري للسيطرة على رأس أجدير وإدخال البلاد في حرب أهلية أخرى، مع وجود مجموعات مختلفة تسيطر على منافد برية وبحرية وجوية، وقودها التكفير والتعنصر العرقي بات لزاماً أن نقول كلمة الحق: فهذا لا يخدم ليبيا بل يخدم أعداءها وأعداء أهلنا في غزة.. اللهم قد بلغت اللهم فأشهد! وأساله الله سبحانه وتعالى أن تنتصر الحكمة على الفتنة.. اللهم جنب بلادنا الفتنة ما ظهر منها وما بطن.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية يوجه بمنع دخول نوع واحد من العجلات الى محافظة كربلاء
  • في خضم التوترات: السياسة تستغل الفروقات الطائفية وتريد اشعال الفتنة
  • حسام موافي يوجه نصيحة لطلاب الثانوية.. "آخر دفعتي مليونير وأغنى واحد فينا" (فيديو)
  • ‏‏الداخلية: تخفيضات خاصة الأحد 30-6 من خلال مبادرة كلنا واحد
  • فضل الله: للكف عن كل ما يهدد الوحدة الداخلية
  • هل ستنتصر الفتنة على الحكمة؟
  • احذروا.. فاكهة لذيذة "تحفز" تسوس الأسنان!
  • افيخاي: قضينا على ناشط من الوحدة الجوية في حزب الله
  • هيئة تقويم التعليم توضح متى يفك الحجب عن درجة اختبار قياس بعد إعادته
  • احذروا.. 97.3% من الأطفال يستجيبون لاستدراج الغرباء