تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تناولت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تواجد ونشاطات ودور جماعة الإخوان الإرهابية في البرازيل وأمريكا اللاتينية، موضحة أنها ناقشت خلال حلقات سابقة كيف حرصت الجماعة ومنذ بدايات ظهورها قبل ما يقارب المائة عام على الانتشار والتواجد التنظيمي والفكري والدعائي في أي مكان من العالم يُتاح لها؛ أو تتوفر فيه إمكانيات الوجود والحركة والتوغل وغرس أفكارها وممارسة نشاطها.

وقالت عبدالرحيم، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، إنه لم يكن ظهور ونشاط جماعة الإخوان في أمريكا اللاتينية مجرد محاولة للفرار من الضغوط التي تعرضت لها الجماعة في منطقة نشأتها بالشرق الأوسط، بعدما انكشفت أغراضها الخبيثة، وانتهاجها العنف كمبدأ ووسيلة؛ بل هو استيراتجية ثابتة وهدف أصيل في تكوين الإخوان الفكري وفي طموحاتهم التنظيمية والدعائية.

وأضاف أنه كان وما زال الوجود الإخواني في البرازيل مخططًا سلفًا، واستخدمت فيه الجماعة وسائل محددة لتحقيق أهداف استراتيجية واضحة، وتُشير الدلائل إلى أن وجود الجماعة الذي تأسس على يدي أحمد علي الصيفي ( اسسه عام 1987) اعتمد على وسائل انتشار هي سيطرة الجماعة على المساجد، ولتحقيق ذلك عمد الصيفي إلى شراء الكثير من العقارات بتمويل من التنظيم الدولي للجماعة وضمها لمركز الدعوة الإسلامية التابع له، والسيطرة عن طريق جناح الندوة العالمية للشباب المسلم بقيادة الإخواني "علي عبدوني" على مجموعة من المساجد الأخرى وتوفير الدعم وتعيين دعاة يدينون بالولاء لأفكار الجماعة، فضلا عن السيطرة على شباب الجامعات من خلال تأسيس روابط تابعة مباشرة للقيادي “جهاد حسن حمادة”، وهذه التحركات استهدفت تحقيق ما يلي: فرض الفكر الراديكالي الإخواني على الإسلام في البرازيل، والتحكم في صياغة الخطاب الديني بما يخدم أهداف ومشروع الإخوان العالمي، وتأهيل الشباب المستقطب لخدمة المشروع الإخواني من خلال المخيمات والفعاليات المختلفة لكسب ولاءهم الكامل.

وأوضحت أنه كانت البدايات مع وصول المهاجرين العرب والمسلمين إلى البرازيل فكان هذا واحدا من العوامل الرئيسية التي ساعدت في انتشار أفكار جماعة الإخوان؛ فمعظم هؤلاء المهاجرين جاءوا من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبعضهم كان يحمل أفكار وأيديولوجيات الإخوان وأنشأت الجماعة منذ بدايات وجودها منظمات إسلامية تُعني بشؤون الجالية المسلمة مثل المساجد والمراكز الثقافية والمدارس، وهذه المنظمات تتبنى فكر الإخوان وتعمل على نشره بين المسلمين في البرازيل، وبعد ذلك نظمت الجماعة دروسا ومحاضرات دينية تركز على التعاليم الإسلامية بشكل عام وأفكار الإخوان بشكل خاص، ويتم ذلك من خلال المساجد والمراكز الإسلامية، بالإضافة إلى الدروس التي تُعطى في المنازل أو الأماكن الخاصة، كما استخدمت الجماعة وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية لنشر أفكار الإخوان والترويج لأجندتهم، وكذلك أنشأت الجماعة مواقع إلكترونية وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المحتوى الديني والسياسي الذي يتوافق مع أفكارهم، هذا بجانب إقامة علاقات وتحالفات مع جماعات ومنظمات محلية تسعى لتحقيق أهداف مشتركة، مثل تعزيز الهوية الإسلامية والدفاع عن حقوق المسلمين في البرازيل، وتشمل هذه التحالفات أحزاب سياسية أو منظمات حقوقية، وكذلك تنظيم فعاليات اجتماعية وثقافية تهدف إلى تعزيز الروابط بين أعضاء الجالية المسلمة وتعزيز الهوية الإسلامية. مثل هذه الفعاليات يمكن أن تُستخدم أيضًا كمنصة لنشر أفكار الإخوان.

وتابعت: ورغم أن هناك مراقبة من قبل السلطات البرازيلية والعالمية لأنشطة الجماعة، حيث تُعتبر جماعة الإخوان في بعض الدول منظمة إرهابية، مما يفرض تحديات على أنشطتهم في البرازيل؛ إلا أن التنوع الكبير في المجتمع البرازيلي والجالية المسلمة يُمكن أن يُشكل تحديًا أمام محاولة الإخوان لتجنيد الأعضاء ونشر أفكارهم، خاصة في ظل وجود تيارات إسلامية أخرى ترفض فكر الإخوان، وتستخدم الجماعة المساجد بشكل كبير لفرض الرؤية والمنهج الإخواني؛ أي تقديم الإسلام وفقًا لمفاهيم الجماعة، والتركيز على استقطاب وتجنيد الشباب والاهتمام بخلق قاعدة اقتصادية توفر الدعم المالي اللازم للحركة والنمو، وتُمكن الإخوان من التأثير وخلق نفوذ اجتماعي وسياسي في المجتمع.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبدالرحيم جماعة الاخوان الارهابية الضفة الأخرى جماعة الإخوان فی البرازیل

إقرأ أيضاً:

أزمات اقتصادية بالجملة.. تنظيم الإخوان يروّج «الفنكوش» بشعار «نحمل الخير لمصر»

عقب ثورة يناير 2011، برزت جماعة الإخوان الإرهابية كلاعب رئيسى فى المشهد، محملة بوعود تغيير جذرى وتحقيق نهضة شاملة عبر ما سمته «مشروع النهضة». روّجت الجماعة لهذا المشروع بقوة، مدعية أنه نتاج عمل خبراء متخصصين ولجان استشارية، وأنه سيحول مصر إلى دولة متقدمة على جميع الأصعدة. إلا أن هذه الوعود لم تكن إلا أوهاماً تم بيعها للشعب، وسرعان ما تكشَّف زيفها مع تولى الإخوانى محمد مرسى منصب رئيس الجمهورية عام 2012.

زعمت الجماعة أن 1000 خبير و16 لجنة استشارية متخصصة شاركوا فى إعداد مشروع «النهضة»، وتم تصوير المشروع على أنه خارطة طريق تحول مصر إلى واحدة من أهم الدول اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وأن جزءاً منه سيتم تنفيذه خلال المائة يوم الأولى من حكم الجماعة.

لعبت وسائل الإعلام التابعة للجماعة الإرهابية دوراً كبيراً فى الترويج للمشروع، حيث تم تقديمه كنتاج عمل شاق استمر لأكثر من 15 عاماً وأن المشروع يحمل الخير لمصر وسيجلب مئات المليارات، وكل ذلك بمشاركة العقل المدبر للمشروع خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية. وقد ادعى «الشاطر» أن المشروع يهدف لإعادة بناء الإنسان والمجتمع المصرى على مرجعية إسلامية مع الاعتزاز بالمصرية والعروبة.

مع تولى الإخوانى محمد مرسى الحكم، بدأت تتكشف الحقائق المزعجة حول مشروع النهضة على المستوى الاقتصادى، حيث ادعى المشروع أنه سيسعى للتحول السريع والشامل من اقتصاد ريعى إلى اقتصاد ذى قيمة مضافة، فى إطار مجتمع المعرفة والإنتاج، من خلال 100 مشروع قومى. ومع ذلك، قوبل هذا الادعاء بالسخرية من خبراء الاقتصاد، معتبرين أن الظروف الاقتصادية التى كانت تمر بها مصر آنذاك تجعل من تنفيذ هذه المشاريع أمراً مستحيلاً.

وكان نتاج بيع الوهم بحجة مشروع النهضة أنه خلال حكم «المعزول»، وصل الدين الداخلى إلى 136 مليار جنيه، ومع تراجُع الناتج القومى وعدم الاستقرار السياسى والأمنى، ارتفع حجم العجز بالموازنة، مما أدى إلى ارتفاع الدين المحلى واستهلاك الاحتياطى النقدى من الدولار، وزيادة الدين الخارجى بنسبة 30%.

وأشارت تقارير البنك المركزى إلى أرقام كارثية خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، فقد ارتفع الدين العام بنحو 36.23%، وزادت نسبة الدين العام المحلى إلى الناتج المحلى من 79% إلى 89%. كما استمر تآكل الاحتياطى النقدى من الدولار، الذى انخفض إلى نحو 14.93 مليار دولار بدلاً من 15.53 مليار دولار. وفشلت الجماعة الإرهابية فى السيطرة على الانهيار الاقتصادى، مما أدى إلى هروب المستثمرين الأجانب وانخفاض تصنيف مصر الائتمانى لعدة مرات.

وبلغ العجز الكلى للموازنة العامة للدولة 239.9 مليار جنيه فى الفترة من يوليو 2012 إلى يونيو 2013، مقارنة بـ166.7 مليار جنيه خلال العام المالى السابق. مروراً بالزراعة، فقد روَّج مشروع النهضة لدعم الفلاحين وإدماج حزمة متكاملة من القوانين والتشريعات لحماية البيئة والحقوق البيئية للمصريين، ولكن تبين لاحقاً أن المشروع الزراعى تمت سرقته من عضو مجلس شورى سابق، محمد سعد سلامة، وهو ما أكده النائب السابق بالدليل، حيث إنه مسجل فى مضابط الجلسات فى 19 يناير سنة 2004 و7 ديسمبر 2006 و6 يناير 2003 و26 يناير 2005، والذى تضمَّن استصلاح 7 ملايين فدان ابتداء من الساحل الشمالى وانتهاء بصحراء أكتوبر ومنخفض القطارة ومثلها فى سيناء وتقسيمها على ثلاث مراحل. وصولاً للأمن والخدمات، فقد زادت معدلات البطالة، وتراجع قطاع السياحة إلى مستويات متدنية.

ولم تتمكن حكومة هشام قنديل من معالجة النقص الحاد فى الخدمات، خاصة فى مجال الكهرباء، حيث انقطعت الكهرباء لفترات طويلة تصل إلى 12 ساعة يومياً. كما لم تشهد مصر خلال حكم الإخوان أى تحسن فى شبكة الطرق، واستمرت حوادث النقل فى التصاعد، مما زاد من معاناة المصريين، حيث شهدت مصر حادثة مأساوية على مزلقان بأسيوط أودت بحياة 50 طفلاً، ولم ينفذ وعد الإخوان بإصلاح شبكة الطرق.

حاصرت المشكلات الاقتصادية مصر فى عهد «المعزول»، وزاد عدد المصانع المتعثرة، وارتفع معدل البطالة، وتراجعت السياحة، وازدادت انقطاعات الكهرباء، وتوالت تقارير وكالات التصنيف الائتمانى بخفض مستمر.

ولم تعترف جماعة الإخوان الإرهابية بفشلها فى تنفيذ مشروع النهضة إلا بعد سقوطها فى ثورة 30 يونيو 2013. فى تصريح مثير، اعترف أحمد مطر، القيادى بالجماعة، بأن المشروع كان وهماً وأن الجماعة تسرعت فى الإعلان عنه. كما اعترف بفشل التنظيم فى إدارة السياسة والاقتصاد، مؤكداً ضرورة اعتراف الجماعة بأنها «جماعة من المسلمين وليست جماعة المسلمين». فى المقابل سخر المصريون من مشروع النهضة وأطلقوا عليه اسم «فنكوش النهضة»، فى إشارة إلى أنه مشروع غير حقيقى وهش.

المفكر السياسى على الدين هلال من أوائل الرموز التى وصفت المشروع الاقتصادى الإخوانى بأنه «فنكوش»، وقال: «إن المشروع الاقتصادى الذى خرجت به جماعة الإخوان الإرهابية على الشعب، هو وهم إعلامى بدون أى أثر فعلى على أرض الواقع». وأضاف «هلال»، فى تصريحات له، أن «أحد قادة جماعة الإخوان الإرهابية ادعى مشاركة 360 من أعظم الخبراء فى مصر والدول الأجنبية فى كتابة هذا المشروع، ولكن عندما وصلوا للحكم لم يتمكنوا من تنفيذ أى وعد من وعود المشروع، ما جعل المشروع يظل «فنكوش» إعلامياً لا يتجلى فى أى إنجازات ملموسة».

وتابع أن مشروع النهضة لم يكن سوى «شو إعلامى»، وأنه لم يكن له أى تأثير فعلى على تحسين الأوضاع الاقتصادية أو الاجتماعية للمواطن، وأن الاستفسارات المستمرة من قبَل المواطنين حول مصير المشروع كانت مبررة تماماً، نظراً للوعود السابقة التى قدمتها الجماعة الإرهابية فيما يتعلق بتحسين الظروف المعيشية.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: «30 يونيو» أنقذت الشعب من جماعة حاولت هدم الهوية الوطنية
  • قاعدين في أمريكا وبيقسموا في مصر.. أحمد موسى يفضح مخطط جماعة الإخوان
  • أستاذ علوم سياسية: «الإخوان» جماعة محدودة الأفق ومشروع النهضة كان وهميا
  • القاهرة الإخبارية تستعرض تقريرا عن جرائم الإخوان
  • ثورة 30 يونيو أسقطت قناع الجماعة وأوقفت تمدد الإرهاب بالمنطقة
  • عضو بـ "الأعلى للشئون الإسلامية": الإخوان أرادوا عزل شيخ الأزهر في عهد مرسي
  • أزمات اقتصادية بالجملة.. تنظيم الإخوان يروّج «الفنكوش» بشعار «نحمل الخير لمصر»
  • «الجماعة الإرهابية» عمدت إلى محاربة التنوير والثقافة والفن.. وفرض «السمع والطاعة»
  • نقيب الفلاحين: 30 يونيو أنقذت الدولة من الأفكار الهدامة لجماعة الإخوان الإرهابية
  • وزير الثقافة الأسبق يكشف كواليس صادمة خلال فترة حكم الإخوان في مصر (فيديو)