مسيرة تضامنية مع الشعبين الفلسطيني واليمني في مدينة فانكوفر الكندية
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
الثورة نت../
استمرارا للرفض العالمي للمجازر الصهيونية على غزة والعدوان على اليمن نظمت عدة منظمات حقوقية وإنسانية ونقابية في مدينة فانكوفر الكندية، وفي مقدمتها شبكة صامدون الفلسطينية وحركة المسار البديل الثورية، مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني واليمني ودعما للكادر الطبي جراء ما يحدث له من اعتداءات إجرامية ومجازر صهيونية.
وخرج الآلاف من الكنديين في مدينة فانكوفر السبت، في مسيرة جماهيرية نقابية طلابية ابتداء من أمام بلدية مدينة فانكوفر وانطلاقا إلى وسط مدينة فانكوفر مروراً بجسر كامبي المشهور والمطل على مدينة فانكوفر وضواحيها.
ودعت المسيرة إلى وقف الاعتداءات الاجرامية والقتل على الشعب الفلسطيني وعلى الكادر الطبي العامل في فلسطين وأيضا وقف استهداف المستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزة.
ورُفعت في المسيرة الأعلام الفلسطينية واليمنية والعراقية واللبنانية وردد المتظاهرون شعارات تأييد للشعب الفلسطيني في قطاع غزه، وللقوات المسلحة اليمنية على وقوفها الإنساني مع الشعب الفلسطيني لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة.
وألقيت في المسيرة عدة كلمات من ممثلي المنظمات الفلسطينية والنقابات الطبية والطلابية.. حيث صرح عضو الهيئة التنفيذية في حركة المسار الثوري البديل خالد بركات، بأن الخروج اليوم في هذه المسيرة للاحتجاج على مجازر كيان العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني في فلسطين وتهديدات العدو الصهيوني للبنان.
وأشار إلى أنه خرج اليوم في فانكوفر وعدة مدن كندية مجموعة من الأطباء والممرضين وموظفين من القطاع الطبي الكندي للتضامن مع القطاع الطبي الفلسطيني في كلا من غزه وفلسطين المحتلة حيث ترفض هذا النقابات الطبية في الأساس المجازر الصهيونية المرتكبة بحق القطاع الصحي الفلسطيني واستهداف المستشفيات والمراكز الصحية وقتل الأطباء والعاملين فيها.
وأكد أن الناس ما زالوا يخرجوا الى الشوارع متضامنين مع فلسطين ويهتفون بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر.. منوهاً في كلمته بالمشاركة في هذه المسيرة للجالية الفلسطينية واليمنية والعربية عموماً.
بدوره صرح السيد كامبي أحد الممرضين في القطاع الصحي الكندي حيث قال: إنه جاء اليوم مع زملاءه الأطباء والعالمين في القطاع الصحي الكندي لإرسال رسائل قوية بأننا ضد الاعتداء على أي قطاع صحي أو أي موظفين في القطاع الصحي من قبل أي جيش في أي مكان في العالم ونؤمن بأن لدينا مسؤولية اجتماعية في الوقوف ضد هذه الاعتداءات.. مشدداً على ضرورة أن تسمع الحكومة الكندية أصواتهم.
كما قالت الطفلة الصغيرة ريما في كلمة لها: إننا هنا نتضامن مع الفلسطينيين لأنهم لا يملكون مكان أمان للذهاب إليه وحتى الأماكن المؤقتة التي يفترض أن تكون مخيمات آمنة يتم قصفها والاعتداء عليه ويتم قصف المستشفيات والمدارس مخيمات اللاجئين ولهذا يجب علينا الاستمرار في التظاهر حتى يتم إيقاف هذه الاعتداءات وتحرير فلسطين.
كذلك تحدثت إحدى الكنديات والتي تعود جذورها إلى المواطنين الأصليين بقبيلة السنونيمو والمعروفين بالهنود الحمر.. قائلة: إن معاناتنا مشتركة حيث نحن كمواطنين أصليين نعيش تحت الاحتلال منذ 150 سنة ونحن نقف مع الشعب الفلسطيني.
من جهته عبر عضو الهيئة التنفيذية للملتقى اليمني الكندي أبوحيدر الجبوبي عن فخره بوقوف الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني.. مؤكداً أنه على الرغم من المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني والحصار الاقتصادي إلا أن الملايين من الشعب اليمني تخرج أسبوعيا دعما للشعب الفلسطيني.
وطالب الحكومة الكندية وأمريكا بالوقوف مع مظلومية الشعب الفلسطيني، كما طالب أمريكا بوقف الاعتداءات الإجرامية على اليمن.
هذا وقد ارتفعت الهتافات والتحايا خلال المسيرة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية وللشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية على مواقفهم الإنسانية المستمرة مع الشعب الفلسطيني حتى تحرير فلسطين وعودة كل الشعب الفلسطيني الى ديارهم.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: مع الشعب الفلسطینی القطاع الصحی
إقرأ أيضاً:
فلسطين من المتن إلى الهامش.. ماذا فعلوا لتقزيم القضية الفلسطينية؟!
ما دمنا في شهر كانون الأول/ ديسمبر فالفرصة قائمة للتذكير ببدء المأساة الفلسطينية في العام 1917، حينما دخل الجنرال البريطاني إدموند ألنبي القدس في 11 كانون الأول/ ديسمبر 1917، وذلك بعد 39 يوما على وعد بلفور الذي كشف سعي بريطانيا إلى إقامة وطن قوميّ لليهود في فلسطين، إذ لا يمكن، والحالة هذه، فصل الانتداب البريطاني على فلسطين، والسياسات الانتدابية الخاصّة التي انتهجتها بريطانيا في فلسطين والمختلفة عن سياسات الانتدابين البريطاني والفرنسي في العراق وشرقي الأردن وسوريا ولبنان، عن المشروع الصهيوني، الذي استكمل نفسه، وأعلن عن دولته على أنقاض الفلسطينيين المشرّدين، على أساس تلك السياسات البريطانية، كما لا يمكن القفز عن المعاناة الفلسطينية الهائلة في ظلّ الانتداب البريطاني الذي انتهج سياسات غاية في الوحشية في قمع الفلسطينيين والتمكين للصهاينة، لا سيما وأنّ سياسات القمع هذه، كما في الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939)، أفضت إلى إنهاك الفلسطينيين، وتسهيل مهمة العصابات الصهيونية في حرب العام 1948.
في السنوات الأخيرة، وفي إطار خطابات تجاوز القضية الفلسطينية، ووضعها في مقارنات تهدف إلى التحقير من معاناة أهلها، لجعل جانب المعاناة وحده المعيار في تقييم القضايا من حيث الثقل والأولوية، لم تَكن تُؤخذ هذه السنوات الطويلة الممتدة من الاستعمار والمعاناة بوصفها معاناة كمّية، إذ كان يوضع البطش الصهيوني وما ينجم عنه من معاناة يمكن قياسها كمّيّا (مثلا: أعداد الشهداء والجرحى والمشرّدين وأوضاع المعتقلين في السجون) في مقارنة مع البطش الذي تقترفه أنظمة سياسية عربية، كالنظام الأسدي في سوريا،أكثر من قرن من الزمان من الاستعمار المتصل ببعضه هو في حدّ ذاته معاناة كيفية، علاوة على كونه معاناة كمّية تتحوّل إلى إضافة كيفية للكيف الموجود أصلا، فطوال هذا القرن والعقد تقريبا، الذي ولدت فيه أجيال وماتت والمعاناة قائمة، لم تنقطع الاعتقالات ولا القتل ولا هدم البيوت ولا الحصار في الأرزاق ولا تقييد الحركة، علاوة على أوجه من المعاناة الكمّية التي لا يقدر على تصوّرها من لم يعانها مباشرة كمصادرة الأراضي وتحويل البلاد إلى سجن كبير وشلّ حركة الناس وتقطيع البلاد عن بعضها والخلوص بذلك للقول إنّ القضية الفلسطينية لا تستحق تلك الأهمية بالنظر إلى الحساب الكمّي للمعاناة، وذلك لأنّ الكمّ المتراكم والمتفاحش من البطش بالضرورة يتحوّل إلى كيف، فالقضية ليست حسابا كمّيّا يُصادر الانفعال بالمعاناة والتي هي نسبيّة، ولكنه كمّ يتحوّل إلى كيف بحيث يجعل المعاناة متمايزة بالضرورة.
لكن وبقطع النظر عن دقّة التصوّر للمعاناة الكمّية الناجمة عن الاستعمار الصهيوني، طالما لا يأخذها في الإطار الزمني الممتد وبالقياس إلى عدد الفلسطينيين، كتشريد 51 في المئة من الفلسطينيين الذين سكنوا عموم فلسطين حتى عام 1948، و82 في المئة من سكان الأراضي التي احتلت عام 1948، وهو تشريد مدفوع بأنماط متوحشة من المجازر، فإنّ احتساب العقود الطويلة المتلاحقة واجب حين إرادة النظر إلى المعاناة من الجهة الكمية أو المادية القابلة للقياس. فأكثر من قرن من الزمان من الاستعمار المتصل ببعضه هو في حدّ ذاته معاناة كيفية، علاوة على كونه معاناة كمّية تتحوّل إلى إضافة كيفية للكيف الموجود أصلا، فطوال هذا القرن والعقد تقريبا، الذي ولدت فيه أجيال وماتت والمعاناة قائمة، لم تنقطع الاعتقالات ولا القتل ولا هدم البيوت ولا الحصار في الأرزاق ولا تقييد الحركة، علاوة على أوجه من المعاناة الكمّية التي لا يقدر على تصوّرها من لم يعانها مباشرة كمصادرة الأراضي وتحويل البلاد إلى سجن كبير وشلّ حركة الناس وتقطيع البلاد عن بعضها.. الخ.
ذلك كلّه بقطع النظر عن كون المعاناة نسبية، من حيث إنّه لا يمكن لأحد تقدير انفعال غيره بما يصيبه وأثر مصابه على حياته، حتى لو اتفقنا على كون الكمّ بالضرورة يتحوّل إلى كيف، وبقطع النظر عن كون مصادرة معاناة الآخرين أمرا معيبا أخلاقيّا ومبدئيّا مهما كانت دوافعه، وبقطع النظر عن المضامين الجوهرية الأخرى التي تمنح القضية الفلسطينية أهمّيتها الخاصّة، وبقطع النظر عن القصور الأخلاقي الذي كان ينتظر إبادة الفلسطينيين لاستكشاف أهمّية قضيتهم، ولكن الذي أردت قوله هنا، جرى بالفعل توظيف المعاناة الكمّية لتحقير القضية الفلسطينية، وإذا كان البعض قد تورّط في ذلك في غمرة المأساة الذاتية والانفعال الغريزي بذلك، فقد تحوّلت هذه الخطابات إلى ظاهرة ثقافية وإعلامية، تصبّ في طاحونة التطبيع العربي التحالفي مع "إسرائيل"، يتورّط فيها مثقفون وإعلاميون لا يمكن عدّهم من الذباب الإلكتروني الذي أهمّ وظائفه تسويغ التخلّي عن القضية الفلسطينية وشيطنة أهلها، ومن ثمّ لا يختلف هؤلاء في النتيجة عن ذلك الذباب!كيف أنّه جرى بالفعل توظيف المعاناة الكمّية لتحقير القضية الفلسطينية، وإذا كان البعض قد تورّط في ذلك في غمرة المأساة الذاتية والانفعال الغريزي بذلك، فقد تحوّلت هذه الخطابات إلى ظاهرة ثقافية وإعلامية، تصبّ في طاحونة التطبيع العربي التحالفي مع "إسرائيل"، يتورّط فيها مثقفون وإعلاميون لا يمكن عدّهم من الذباب الإلكتروني الذي أهمّ وظائفه تسويغ التخلّي عن القضية الفلسطينية وشيطنة أهلها، ومن ثمّ لا يختلف هؤلاء في النتيجة عن ذلك الذباب!
والحاصل أنّ كمّ تلك الخطابات تحوّل بدوره إلى كيفية في التعامل مع القضية الفلسطينية، باتت تجد لها مساغا في التداول العام وفي الطرح السياسي، وهذا الكيف يتبلور في صيغ متعددة، منها الحساب الكمّي المضلّل للمعاناة الذي جرت الإشارة إلى بعضه، أو تحويل القضية الفلسطينية إلى فاعل ضارّ بالأمن العربي لا من جهة الاستعمار الصهيوني بل من جهة الاستغلال الإيراني لها، فتصير الأولوية هي مكافحة الاستغلال الإيراني لا تحرير فلسطين ولا إسناد أهلها، بل يتولّد موقف نفسي يمكن ملاحظته في أوساط معينة من فلسطين وأهلها، سببه "استغلال" إيران للقضية الفلسطينية أو التذكير المستمرّ بالقمع الذي مارسته أنظمة عربية بحقّ شعوبها متغطية بفلسطين، وفي الإطار نفسه جعل قضية التحرر من الاستبداد متعارضة مع قضية التحرر من الاستعمار الأجنبيّ وتهميش الثانية لصالح الأولى، ودون أن يطرح هؤلاء الأسئلة الصحيحة عن السبب الذي يفسح المجال لإيران لـ"استغلال القضية الفلسطينية" في حين أنّ الدول العربية أولى بذلك، على الأقل إن لم يكن إدراكا منها لخطر المشروع الصهيوني عليها، فلقطع الطريق على إيران، ومن ثمّ وبعدما صارت فلسطين عند البعض على هامش هموم عربية أخرى؛ فلن يكون مستغربا ضيق ذلك البعض من مخاوفنا من التمدّد الإسرائيلي، وعدم تبلور طرف معادٍ له حتّى اللحظة بعد مُصاب قوى المقاومة واختلال التوازن الإقليمي لصالح "إسرائيل".
x.com/sariorabi