عربي21:
2024-06-30@00:05:20 GMT

مخاوف مبررة لدور قبرص بالحرب

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

جاء تحذير أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله للحكومة القبرصية من فتح مطاراتها وقواعدها لإسرائيل بالحرب، والمستند إلى معلومات عن إجراء إسرائيل مناورات في مناطق ومطارات قبرصية، والتأكيد بأنها إن فعلت ذلك فإنها ستصبح جزءا من الحرب، كدافع لتقييم دور قبرص في المنطقة، لتطفو الجزيرة الصغيرة التي تعد الثالثة بالمساحة بين جزر البحر المتوسط على المشهد العسكري والسياسي حاليا.



فرغم مساحتها البالغة 9251 كيلومترا مربعا والتي تجيء بالمركز 169 بين دول العالم، وعدد سكانها الذي يدور حول المليون نسمة والذي يحتل المركز 158 دوليا، وصادرتها السلعية في العام الماضي البالغة 4.453 مليار دولار لتحتل المركز 126 دوليا، إلا أن موقعها الجغرافي في شرق المتوسط كحاجز بين دول الشرق الأوسط وجنوب أوروبا، وقربها الجغرافي من كل من تركيا وسوريا ولبنان وإسرائيل وليبيا، يزيد من أهميتها الاستراتيجية في الحرب الدائرة في غزة وفي الحرب المتوقعة بين إسرائيل وحزب الله.

ونظرا لوجود قاعدتين عسكرتين لبريطانيا في قبرص منذ عام 1960، هما أكروتيري وديكيليا، فقد تم استخدام القاعدتين في أعمال حربية خلال العقود الماضية، سواء من خلال استخدام الولايات المتحدة لقاعدة أكروتيري الخاصة بسلاح الجو البريطاني في منتصف الثمانينات من القرن الماضي لتنفيذ هجمات ضد ليبيا، أو استخدمها من قبل القوات الأمريكية عام 2010 للقيام بعمليات استطلاع جوى فوق سماء لبنان لجمع معلومات عن حزب الله، إلى جانب استخدامها في عمليات حربية في العراق ضد داعش.

موقعها الجغرافي في شرق المتوسط كحاجز بين دول الشرق الأوسط وجنوب أوروبا، وقربها الجغرافي من كل من تركيا وسوريا ولبنان وإسرائيل وليبيا، يزيد من أهميتها الاستراتيجية في الحرب الدائرة في غزة وفي الحرب المتوقعة بين إسرائيل وحزب الله
وخلال الحرب الحالية على غزة استخدمتها طائرات التجسس للقيام بعشرات الطلعات فوق غزة لتوفير معلومات استخباراتية لإسرائيل، كما تم استخدامها في الغارات البريطانية على الحوثيين خلال العام الحالي، وفي التصدي للطائرات الإيرانية التي هاجمت إسرائيل من قبل القوات البريطانية.

مناورات عسكرية مع إسرائيل منذ 2017

وفيما يخص العلاقات العسكرية بين قبرص وإسرائيل، فمنذ عام 2017 جرت سلسلة مناورات عسكرية، بين قبرص وإسرائيل بمشاركة 500 من الكوماندوز والطيارين المقاتلين، للتهيئة لخوض معارك خارج إسرائيل، وبرر الجانب الإسرائيلي اختيار قبرص لإجراء تلك المناورات العسكرية في قبرص، بأن الطبيعة الطبوغرافية لقبرص تشبه مناطق تواجد حزب الله بلبنان وحركة حماس في غزة، وأن الأمر يتخطى المناورات الميدانية بوجود اتفاقيات ثنائية للعمل في حالات الطوارئ.

وتزايد التعاون العسكري الإسرائيلي مع كل من اليونان وقبرص، عقب تدهور علاقة إسرائيل مع تركيا عام 2010 بعد حادث السفينة مافي مرمرة، التي كانت تحمل مساعدات لغزة وهاجمتها القوات الإسرائيلية حينذاك وقتلت بعض ركابها، ورغم المصالحة بين تركيا وإسرائيل عام 2016، فقد استمر التعاون العسكري بين إسرائيل وكل من اليونان وقبرص، حيث عُقد اجتماع ثلاثي لزعماء الدول الثلاثة عام 2016 لإيجاد كيان جو- سياسي جديد في شرق المتوسط؛ من ضمن أهدافه غير المعلنة مواجهة تركيا.

وهناك اتفاقية تعاون عسكري بين قبرص وإسرائيل منذ آذار/ مارس 2023، لإقامة العديد من الفعاليات الثنائية، بما فيها التدريبات المشتركة بين الحرس الوطني القبرصي والقوات الإسرائيلية، كما تم التوقيع العام الماضي على برنامج تعاون ثلاثي بين القوات المسلحة لكل من قبرص واليونان وإسرائيل، لتعزيز دور الأطراف الثلاثة في منطقة شرق المتوسط وما وراءها.

أجرت إسرائيل مناورات بحرية واسعة النطاق شهدت إبحار عدة سفن إسرائيلية إلى قبرص، وتدريبات للقوات الخاصة الإسرائيلية في قبرص للاستفادة من تشابه التضاريس الصخرية لقبرص مع التضاريس في لبنان، كما ذكرت إحدى الصحف الإسرائيلية أن إسرائيل تتجه للاستحواذ على ميناء في قبرص بمبرر حماية وارداتها من البضائع في حالة استهداف ميناء حيفا. وخلال حرب غزة الحالية استخدمت القوات الجوية الإسرائيلية المجال الجوي القبرصي، لإجراء تدريب
وخلال العام الماضي أجرت إسرائيل مناورات بحرية واسعة النطاق شهدت إبحار عدة سفن إسرائيلية إلى قبرص، وتدريبات للقوات الخاصة الإسرائيلية في قبرص للاستفادة من تشابه التضاريس الصخرية لقبرص مع التضاريس في لبنان، كما ذكرت إحدى الصحف الإسرائيلية أن إسرائيل تتجه للاستحواذ على ميناء في قبرص بمبرر حماية وارداتها من البضائع في حالة استهداف ميناء حيفا. وخلال حرب غزة الحالية استخدمت القوات الجوية الإسرائيلية المجال الجوي القبرصي، لإجراء تدريب يحاكي سيناريو هجوم إيراني على إسرائيل.

إسرائيل الشريك التجاري الثامن

أما عن العلاقات العسكرية بين قبرص والولايات المتحدة، فقد أنهى الكونجرس الأمريكى عام 2019 حظرا استمر منذ عام 1987 لبيع الأسلحة الأمريكة لقبرص، رغم اعتراض تركيا على ذلك، كما شجع المسؤولون الأمريكان التقارب بين إسرائيل وكل من اليونان وقبرص، وتم إجراء تدريبات عسكرية مشتركة للمرة الأولى عام 2020، وعبّر وزير الخارجية الأمريكي بلينكن عن تلك العلاقة عقب اجتماعه بوزير الخارجية القبرصى مؤخرا، بأن قبرص أصبحت لاعبا مهما في المنطقة وبرزت كمركز للقوات الخاصة الأمريكية، مع إجراء تدريب مشترك بين أمريكا وقبرص هذا العام.

وهكذا فإن قبرص منخرطة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب على غزة، ويعزز ذلك سعيها لإيجاد حلفاء على خلاف مع تركيا التي تتواجد لها قوات عسكرية منذ عام 1974 في الجزء الشمالي من الجزيرة، والتي اعترضت كذلك على قيام قبرص بالبحث عن الغاز في منطقة اعتبرتها تركيا ضمن الحدود الإقليمية لها، كذلك سعيها كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي للتماهي مع مواقف الدول الرئيسية بالاتحاد المساندة لإسرائيل، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، خاصة وأنها بحاجة لمساندة الاتحاد الأوروبي إذا تعرضت لأية أزمة مالية، حيث تعانى قبرص من ارتفاع نسبة الدين الحكومى للناتج المحلى الإجمالى منذ الأزمة المالية التي تعرضت لها عام 2013 وحتى الآن، حيث بلغ الدين الخارجي لقبرص بنهاية العام الماضي 189.7 مليار دولار، بينما بلغت قيمة احتياطيات النقد الأجنبي لديها 1.271 مليار دولار في بداية آذار/ مارس الماضي، كما يعاني الاقتصاد القبرصي من عجز دائم طوال الأعوام العشرين الأخيرة، في حساب المعاملات الجارية، نظرا للعجز التجاري السلعي المزمن فيها، وكذلك العجز في ميزان الدخل الأولى والثانوي. وكان البنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولى قد تعاونوا معا لتقديم حزمة إنقاذ بقيمة 10 مليارات يورو للتغلب على الأزمة المالية القبرصية في آذار/ مارس 2013.

قبرص منخرطة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب على غزة، ويعزز ذلك سعيها لإيجاد حلفاء على خلاف مع تركيا التي تتواجد لها قوات عسكرية منذ عام 1974 في الجزء الشمالي من الجزيرة، والتي اعترضت كذلك على قيام قبرص بالبحث عن الغاز في منطقة اعتبرتها تركيا ضمن الحدود الإقليمية لها، كذلك سعيها كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي للتماهي مع مواقف الدول الرئيسية بالاتحاد المساندة لإسرائيل
كذلك تحتفظ قبرص بعلاقات تجارية جيدة مع إسرائيل، ففي العام الماضي كانت إسرائيل الشريك الثامن في التجارة الخارجية القبرصية، نظرا لاحتلال إسرائيل المركز السابع في الواردات القبرصية، وخلال السنوات الخمس والعشرين الماضية حققت إسرائيل فائضا تجاريا مع قبرص، حيث ظلت الواردات من إسرائيل تمثل مركزا متقدما في الواردات القبرصية، وفسر خبراء ذلك باستيراد قبرص سلعا إسرائيلية ثم إعادة تعبئتها وتصديرها، لتفادي الحظر الذي تفرضه بعض الدول العربية على المنتجات الإسرائيلية، وربط هؤلاء بين ذلك واحتلال ليبيا المركز الأول في الصادرات القبرصية في العام الماضي تليها لبنان في المركز الثاني.

وإلى جانب التجارة السلعية، فهناك تعاون في التجارة الخدمية خاصة السياحة، حيث جاءت إسرائيل في المركز الثاني بين دول السياحة الواصلة لقبرص عام 2022، كما توجد استثمارات عقارية إسرائيلية لرجال أعمال في قبرص، إلى جانب التعاون في اكتشاف النفط والغاز الطبيعي ودراسة إقامة خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى قبرص، ومنها إلى أوروبا عبر اليونان، لتعويض أوروبا جزئيا عن نقص الغاز الروسي إليها.

x.com/mamdouh_alwaly

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله القبرصية إسرائيل إسرائيل حزب الله قبرص مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العام الماضی بین إسرائیل شرق المتوسط إسرائیل من فی الحرب بین قبرص بین دول قبرص من فی قبرص منذ عام

إقرأ أيضاً:

هل تتحمل البنوك وشركات الائتمان الإسرائيلية حربا شاملة؟

القدس المحتلة- بدت البنوك الإسرائيلية وشركات بطاقات الائتمان بحالة إرباك في ظل الحديث المستمر عن إمكانية اندلاع حرب شاملة مع حزب الله على الجبهة الشمالية مع لبنان. ومع دخول الحرب على غزة شهرها التاسع، ألزم بنك إسرائيل المركزي هذه المؤسسات أن تكون مستعدة لسيناريو مستقبل قاتم لاقتصاد إسرائيل.

ولمنع تقويض الجبهة الاقتصادية الداخلية وتجنب انهيارها في حال اندلاع حرب شاملة، طلبت هيئة الرقابة على البنوك في "المركزي" من الجهات المالية بالبنوك وشركات بطاقات الائتمان الرد على "سيناريو متطرف" أعدته لغرض إجراء "اختبارات قاسية" تحت الضغوطات، ضمن حالات الطوارئ التي يجريها "المركزي" للعام 12 على التوالي.

ويتضمن سيناريو هذا العام اندلاع حرب متعددة الجبهات، وحالة عزلة ومقاطعة دولية، كما لا يستبعد حربا شاملة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وحزب الله في الشمال، وإيران، وحتى الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وتتحضر البنوك وشركات الائتمان عبر خطط لتوفير السيولة النقدية بأجهزة الصراف الآلي في مختلف أنحاء إسرائيل، وتأجيل دفعات القروض ومن ضمنها قروض الإسكان، وإعادة جدولة هذه القروض والأقساط الشهرية التي يدفعها العملاء عبر بطاقات الائتمان وترحيل الدفعات.

وبحسب البيانات التي نشرها بنك إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة فقد:

تم تأجيل ما مجموعه 390 ألف قرض، بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 8.2 مليارات شيكل (2.2 مليار دولار). بلغت المبالغ المؤجلة بين الأسر حوالي 40%، بينما كان الباقي في قطاع الأعمال. إن 73% من القروض التي تم تأجيلها قد عادت بالفعل إلى السداد المنتظم بالبنوك وشركات الائتمان، وهذا يمثل 66% من إجمالي المبلغ الذي تم تأجيله. كريات شمونة على الحدود الشمالية مع لبنان تعرضت لقذائف حزب الله (رويترز) توقع الأسوأ

وفي أول السيناريوهات المتوقعة لكيفية تعامل النظام المصرفي الإسرائيلي، وتداعيات الحرب المتوقعة على السوق الداخلي وأنماط استهلاك السكان، نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت نتائج استطلاع أجراه معهد ميدغام لصالح بنك هبوعليم (العمال) سعى إلى تحديد التحديات والاتجاهات والسلوك المالي للإسرائيليين فترة الحرب.

واستعرض نتائج الاستطلاع كل من البروفيسور تسفيكا إيكشتاين رئيس معهد "أهرون" للسياسة الاقتصادية بجامعة رايخمان في هرتسليا، رنين موردي مديرة مركز النمو المالي في بنك هبوعليم. وحاولا الإجابة عن سؤال "السيناريو المتطرف" والاختبار الضاغط لبنك إسرائيل، وهو كيف يمكن للإسرائيليين مواجهة الواقع والانتصار بالحرب الاقتصادية؟

وفي محاولة للإجابة عن هذا السؤال، أوضحت موردي أن فترات الأزمات والحروب تشكل تحديا اقتصاديا، لأنها تزيد من حالة عدم اليقين لدى المستهلكين والعملاء، قائلة إنه "في مثل هذه الأوقات، لا يتخذ الناس قرارات مالية طويلة الأجل".

 البروفيسور إيكشتاين: التصعيد في القطاع الشمالي واندلاع حرب شاملة مع لبنان يمكن أن يؤدي إلى أزمة اقتصادية أكبر في إسرائيل

وتعكس بيانات الاستطلاع بشكل جيد الحالة الذهنية للإسرائيليين هذه الأيام، حيث تقول موردي إنها ترى أن الإسرائيليين يحاولون خلال هذه الفترة تقليل نفقاتهم و"هناك انخفاض حاد في الإنفاق على الترفيه والتسلية التي تعتبر من الكماليات، ويستثمر الإسرائيليون أكثر في الغذاء وكل ما يتعلق بالمنزل".

وأوضحت أن الاستطلاع يُظهر أن 49% من الإسرائيليين يشعرون أن الحرب غيرت شعورهم المتعلق بأمان مستقبلهم المالي بشكل سلبي، بينما أفاد 45% من المشاركين أن ما يجعلهم يشعرون بالأمان المالي هو مدخراتهم.

ويقول البروفيسور إيكشتاين إن التصعيد بالقطاع الشمالي واندلاع حرب شاملة مع لبنان يمكن أن يؤديا إلى أزمة اقتصادية أكبر، فبحسب تقديرات المسؤولين العسكريين فإن الحرب ستستمر شهرين، أي أن الناتج المحلي الإجمالي سينخفض بنسبة 2.5%، وسيقفز الدين إلى 12%، كما سيكون هناك انخفاض في ائتمان التصنيف وزيادة إضافية بأسعار الفائدة.

ترقب مع خوف

وبالعودة إلى "السيناريو المتطرف" يقول أدريان بيلوت محلل الشؤون الاقتصادية بصحيفة كلكليست إن البنوك الإسرائيلية وشركات الائتمان المحلية تتحضر لإمكانية تراجع التصنيف الائتماني للحكومة بمقدار 3 نقاط دفعة واحدة.

وأشار إلى أن النظام المصرفي الإسرائيلي يتحضر لتوقعات زيادة حادة بأسعار الفائدة من قبل اللجنة النقدية في البنك المركزي، بالإضافة لقفزة حادة في علاوة المخاطرة التي تنعكس في التآكل السريع للأصول المالية العامة، بما في ذلك الأسهم وسندات الشركات.

وبناء على شرح موقع بنك إسرائيل، يقول بيلوت إن الغرض من التحضر لهذا السيناريو هو "المساهمة في فهم مراكز المخاطر التي يتعرض لها النظام المصرفي، وكل بنك من البنوك الإسرائيلية، والخدمات التي تقدم للعملاء زمن الحرب والطوارئ".

أفريال: وقوع حرب متعددة الجبهات مع لبنان وغزة ستؤدي إلى قفزة عالية في عدد القتلى والجرحى، وتحقق أزمة اقتصادية تاريخية بإسرائيل

ويعتقد أن مثل هذا الاختبار الضاغط للبنوك وشركات الائتمان يهدف إلى المساعدة في تقييم متانة النظام المصرفي الإسرائيلي، لضمان وجود مستوى كافٍ من رأس المال والسيولة بالأسواق، رغم التحديات والمخاطر في ظل حرب الاستنزاف على جبهة غزة، واحتمال اندلاع حرب شاملة.

وكما هو الحال كل عام، وبعد أن تتلقى هيئة الرقابة على البنوك ردود فعل وتقديرات البنوك وشركات الائتمان للتعامل مع المخاطر والتهديدات بظل الحرب "سيقوم بنك إسرائيل بصياغة ونشر نتائج اختبار التحمل والضغط، ومن المتوقع أن تظهر النتائج في الأسابيع المقبلة فقط" وفق ما يقول المحلل.

وقال بيلوت "حتى الآن، كانت نتائج الاختبارات المتطرفة هي نفسها تماما، وقد يؤدي تحقق الحدث المتطرف إلى خسائر في النظام المصرفي والأسواق بشكل أثقل أو أقل أحيانا، لكنه لا يضر باستقرار النظام بأكمله" واعتبر أن النظام المالي والمصرفي الإسرائيلي مستقر، لكنه سيواجه لأول مرة سيناريو حرب شاملة ومتعددة الجبهات.

بنك هبوعليم أكبر المصارف التجارية في إسرائيل (الجزيرة) تأجيل القروض

واستباقا لتحقق "السيناريو المتطرف" سارع المركزي الإسرائيلي هذا الأسبوع وللمرة الرابعة منذ طوفان الأقصى إلى نشر مخطط تمديد جدول المساعدات المالية، وتأجيل دفعات قروض الإسكان والائتمان لمدة 3 أشهر أخرى.

وأشار المراقب على البنوك دانييل ححياشفيلي عند نشره المخطط إلى أن "الوضع الأمني ​​في إسرائيل لا يزال معقدا" معللا بذلك قرار تمديد المخطط الشامل الذي اعتمدته البنوك للمرة الرابعة، من أجل الاستمرار في تقديم تسهيلات التدفق التي ستساعد السكان على العودة إلى روتين الدفع المنتظم، مع إجراء التعديلات اللازمة، كما تظهر البيانات ومعطيات السوق والواقع الميداني للاقتصاد".

ولفت إلى أن الجزء الرئيسي من المخطط الذي تعتمده البنوك وشركات الائتمان يشير إلى إمكانية تأجيل سداد جميع القروض والرهون العقارية والائتمان الاستهلاكي والائتمان التجاري، لعملاء البنوك وشركات بطاقات الائتمان.

ويقول المراقب على البنوك لصحيفة غلوبس الاقتصادية إن هذا الاحتمال ينطبق أيضا على ضحايا الحرب المباشرين، بما في ذلك سكان مستوطنات "غلاف غزة" وسكان البلدات الحدودية بالشمال، الذين يحصلون على تأجيل الدفعات والقروض مجانا، ولبقية عملاء البنوك سيكون تأجيل الدفعات والقروض منوطا بدفع ضرائب ورسوم.

أزمة اقتصادية تاريخية

ورغم خطط تجنب تقويض النظام المصرفي وتوفير السيولة بالأسواق والحفاظ على اقتصاد الجبهة الداخلية خلال الحرب الشاملة، فإن هناك من يتوقع صورة قائمة للسوق والاقتصاد الإسرائيلي، حيث يقول محرر صحيفة دي ماركر الاقتصادية إيتان أفريال إن "وقوع حرب شاملة مع حزب الله لمدة شهر ستتسبب بشلل شبه تام للاقتصاد الإسرائيلي".

ويوضح أفريال أنه على عكس جميع التوقعات الأخرى، فإن الحرب الشاملة لم تعد تتعلق بأرقام وبيانات تشير إلى تباطؤ النمو أو الركود أو عام اقتصادي ضائع، بل بدمار الاقتصاد.

ولفت إلى أن وقوع حرب متعددة الجبهات مع لبنان وغزة ستؤدي إلى قفزة عالية في عدد القتلى والجرحى، ويحقق أزمة اقتصادية تاريخية بإسرائيل، مع تراجع في الناتج المحلي الإجمالي، وتراجع كل مكون ومؤشر اقتصادي، وانخفاض مستوى المعيشة العام للإسرائيليين، بالإضافة إلى الانخفاض الكبير في معدلات التشغيل وارتفاع معدلات البطالة.

ويختم بقوله إن إسرائيل ستعاني أيضا من ضرر شديد بالحصانة الداخلية، مع تراجع كبير بالشعور بالأمن الشخصي، وتدمير هائل للبنية التحتية، والمساس بالمكانة الدولية واتساع العزلة والمقاطعة لإسرائيل، مع وجود حكومة متطرفة تفتقر للقدرات التنفيذية لإعادة الوضع لما كان عليه قبل الحرب.

مقالات مشابهة

  • رئيس المخابرات المصرية يجري مفاوضات مع إسماعيل هنية
  • منذ بدء الحرب .. أمريكا أرسلت لـإسرائيل 14 ألف قنبلة شديدة التدمير
  • تقرير لـNational Ineterst: هل ستتعاون تركيا مع حزب الله؟
  • الحروب بالوكالة: حزب الله وقبرص
  • هل تتحمل البنوك وشركات الائتمان الإسرائيلية حربا شاملة؟
  • القنابل الإسرائيلية دمرت مساحات كبيرة من قرية لبنانية وسط مخاوف من اتساع الحرب
  • تقرير: شبح الحرب مع "حزب الله" يثير مخاوف إسرائيلية بشأن الطاقة
  • الأمم المتحدة تحذر من اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية من غزة إلى لبنان
  • نفتالي بينيت يناشد الإسرائيليين البقاء.. لا تهاجروا
  • نفتالي بينيت يناشد الإسرائيليين بالبقاء.. لا تهاجروا