عربي21:
2025-04-10@17:38:50 GMT

مخاوف مبررة لدور قبرص بالحرب

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

جاء تحذير أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله للحكومة القبرصية من فتح مطاراتها وقواعدها لإسرائيل بالحرب، والمستند إلى معلومات عن إجراء إسرائيل مناورات في مناطق ومطارات قبرصية، والتأكيد بأنها إن فعلت ذلك فإنها ستصبح جزءا من الحرب، كدافع لتقييم دور قبرص في المنطقة، لتطفو الجزيرة الصغيرة التي تعد الثالثة بالمساحة بين جزر البحر المتوسط على المشهد العسكري والسياسي حاليا.



فرغم مساحتها البالغة 9251 كيلومترا مربعا والتي تجيء بالمركز 169 بين دول العالم، وعدد سكانها الذي يدور حول المليون نسمة والذي يحتل المركز 158 دوليا، وصادرتها السلعية في العام الماضي البالغة 4.453 مليار دولار لتحتل المركز 126 دوليا، إلا أن موقعها الجغرافي في شرق المتوسط كحاجز بين دول الشرق الأوسط وجنوب أوروبا، وقربها الجغرافي من كل من تركيا وسوريا ولبنان وإسرائيل وليبيا، يزيد من أهميتها الاستراتيجية في الحرب الدائرة في غزة وفي الحرب المتوقعة بين إسرائيل وحزب الله.

ونظرا لوجود قاعدتين عسكرتين لبريطانيا في قبرص منذ عام 1960، هما أكروتيري وديكيليا، فقد تم استخدام القاعدتين في أعمال حربية خلال العقود الماضية، سواء من خلال استخدام الولايات المتحدة لقاعدة أكروتيري الخاصة بسلاح الجو البريطاني في منتصف الثمانينات من القرن الماضي لتنفيذ هجمات ضد ليبيا، أو استخدمها من قبل القوات الأمريكية عام 2010 للقيام بعمليات استطلاع جوى فوق سماء لبنان لجمع معلومات عن حزب الله، إلى جانب استخدامها في عمليات حربية في العراق ضد داعش.

موقعها الجغرافي في شرق المتوسط كحاجز بين دول الشرق الأوسط وجنوب أوروبا، وقربها الجغرافي من كل من تركيا وسوريا ولبنان وإسرائيل وليبيا، يزيد من أهميتها الاستراتيجية في الحرب الدائرة في غزة وفي الحرب المتوقعة بين إسرائيل وحزب الله
وخلال الحرب الحالية على غزة استخدمتها طائرات التجسس للقيام بعشرات الطلعات فوق غزة لتوفير معلومات استخباراتية لإسرائيل، كما تم استخدامها في الغارات البريطانية على الحوثيين خلال العام الحالي، وفي التصدي للطائرات الإيرانية التي هاجمت إسرائيل من قبل القوات البريطانية.

مناورات عسكرية مع إسرائيل منذ 2017

وفيما يخص العلاقات العسكرية بين قبرص وإسرائيل، فمنذ عام 2017 جرت سلسلة مناورات عسكرية، بين قبرص وإسرائيل بمشاركة 500 من الكوماندوز والطيارين المقاتلين، للتهيئة لخوض معارك خارج إسرائيل، وبرر الجانب الإسرائيلي اختيار قبرص لإجراء تلك المناورات العسكرية في قبرص، بأن الطبيعة الطبوغرافية لقبرص تشبه مناطق تواجد حزب الله بلبنان وحركة حماس في غزة، وأن الأمر يتخطى المناورات الميدانية بوجود اتفاقيات ثنائية للعمل في حالات الطوارئ.

وتزايد التعاون العسكري الإسرائيلي مع كل من اليونان وقبرص، عقب تدهور علاقة إسرائيل مع تركيا عام 2010 بعد حادث السفينة مافي مرمرة، التي كانت تحمل مساعدات لغزة وهاجمتها القوات الإسرائيلية حينذاك وقتلت بعض ركابها، ورغم المصالحة بين تركيا وإسرائيل عام 2016، فقد استمر التعاون العسكري بين إسرائيل وكل من اليونان وقبرص، حيث عُقد اجتماع ثلاثي لزعماء الدول الثلاثة عام 2016 لإيجاد كيان جو- سياسي جديد في شرق المتوسط؛ من ضمن أهدافه غير المعلنة مواجهة تركيا.

وهناك اتفاقية تعاون عسكري بين قبرص وإسرائيل منذ آذار/ مارس 2023، لإقامة العديد من الفعاليات الثنائية، بما فيها التدريبات المشتركة بين الحرس الوطني القبرصي والقوات الإسرائيلية، كما تم التوقيع العام الماضي على برنامج تعاون ثلاثي بين القوات المسلحة لكل من قبرص واليونان وإسرائيل، لتعزيز دور الأطراف الثلاثة في منطقة شرق المتوسط وما وراءها.

أجرت إسرائيل مناورات بحرية واسعة النطاق شهدت إبحار عدة سفن إسرائيلية إلى قبرص، وتدريبات للقوات الخاصة الإسرائيلية في قبرص للاستفادة من تشابه التضاريس الصخرية لقبرص مع التضاريس في لبنان، كما ذكرت إحدى الصحف الإسرائيلية أن إسرائيل تتجه للاستحواذ على ميناء في قبرص بمبرر حماية وارداتها من البضائع في حالة استهداف ميناء حيفا. وخلال حرب غزة الحالية استخدمت القوات الجوية الإسرائيلية المجال الجوي القبرصي، لإجراء تدريب
وخلال العام الماضي أجرت إسرائيل مناورات بحرية واسعة النطاق شهدت إبحار عدة سفن إسرائيلية إلى قبرص، وتدريبات للقوات الخاصة الإسرائيلية في قبرص للاستفادة من تشابه التضاريس الصخرية لقبرص مع التضاريس في لبنان، كما ذكرت إحدى الصحف الإسرائيلية أن إسرائيل تتجه للاستحواذ على ميناء في قبرص بمبرر حماية وارداتها من البضائع في حالة استهداف ميناء حيفا. وخلال حرب غزة الحالية استخدمت القوات الجوية الإسرائيلية المجال الجوي القبرصي، لإجراء تدريب يحاكي سيناريو هجوم إيراني على إسرائيل.

إسرائيل الشريك التجاري الثامن

أما عن العلاقات العسكرية بين قبرص والولايات المتحدة، فقد أنهى الكونجرس الأمريكى عام 2019 حظرا استمر منذ عام 1987 لبيع الأسلحة الأمريكة لقبرص، رغم اعتراض تركيا على ذلك، كما شجع المسؤولون الأمريكان التقارب بين إسرائيل وكل من اليونان وقبرص، وتم إجراء تدريبات عسكرية مشتركة للمرة الأولى عام 2020، وعبّر وزير الخارجية الأمريكي بلينكن عن تلك العلاقة عقب اجتماعه بوزير الخارجية القبرصى مؤخرا، بأن قبرص أصبحت لاعبا مهما في المنطقة وبرزت كمركز للقوات الخاصة الأمريكية، مع إجراء تدريب مشترك بين أمريكا وقبرص هذا العام.

وهكذا فإن قبرص منخرطة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب على غزة، ويعزز ذلك سعيها لإيجاد حلفاء على خلاف مع تركيا التي تتواجد لها قوات عسكرية منذ عام 1974 في الجزء الشمالي من الجزيرة، والتي اعترضت كذلك على قيام قبرص بالبحث عن الغاز في منطقة اعتبرتها تركيا ضمن الحدود الإقليمية لها، كذلك سعيها كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي للتماهي مع مواقف الدول الرئيسية بالاتحاد المساندة لإسرائيل، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، خاصة وأنها بحاجة لمساندة الاتحاد الأوروبي إذا تعرضت لأية أزمة مالية، حيث تعانى قبرص من ارتفاع نسبة الدين الحكومى للناتج المحلى الإجمالى منذ الأزمة المالية التي تعرضت لها عام 2013 وحتى الآن، حيث بلغ الدين الخارجي لقبرص بنهاية العام الماضي 189.7 مليار دولار، بينما بلغت قيمة احتياطيات النقد الأجنبي لديها 1.271 مليار دولار في بداية آذار/ مارس الماضي، كما يعاني الاقتصاد القبرصي من عجز دائم طوال الأعوام العشرين الأخيرة، في حساب المعاملات الجارية، نظرا للعجز التجاري السلعي المزمن فيها، وكذلك العجز في ميزان الدخل الأولى والثانوي. وكان البنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولى قد تعاونوا معا لتقديم حزمة إنقاذ بقيمة 10 مليارات يورو للتغلب على الأزمة المالية القبرصية في آذار/ مارس 2013.

قبرص منخرطة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب على غزة، ويعزز ذلك سعيها لإيجاد حلفاء على خلاف مع تركيا التي تتواجد لها قوات عسكرية منذ عام 1974 في الجزء الشمالي من الجزيرة، والتي اعترضت كذلك على قيام قبرص بالبحث عن الغاز في منطقة اعتبرتها تركيا ضمن الحدود الإقليمية لها، كذلك سعيها كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي للتماهي مع مواقف الدول الرئيسية بالاتحاد المساندة لإسرائيل
كذلك تحتفظ قبرص بعلاقات تجارية جيدة مع إسرائيل، ففي العام الماضي كانت إسرائيل الشريك الثامن في التجارة الخارجية القبرصية، نظرا لاحتلال إسرائيل المركز السابع في الواردات القبرصية، وخلال السنوات الخمس والعشرين الماضية حققت إسرائيل فائضا تجاريا مع قبرص، حيث ظلت الواردات من إسرائيل تمثل مركزا متقدما في الواردات القبرصية، وفسر خبراء ذلك باستيراد قبرص سلعا إسرائيلية ثم إعادة تعبئتها وتصديرها، لتفادي الحظر الذي تفرضه بعض الدول العربية على المنتجات الإسرائيلية، وربط هؤلاء بين ذلك واحتلال ليبيا المركز الأول في الصادرات القبرصية في العام الماضي تليها لبنان في المركز الثاني.

وإلى جانب التجارة السلعية، فهناك تعاون في التجارة الخدمية خاصة السياحة، حيث جاءت إسرائيل في المركز الثاني بين دول السياحة الواصلة لقبرص عام 2022، كما توجد استثمارات عقارية إسرائيلية لرجال أعمال في قبرص، إلى جانب التعاون في اكتشاف النفط والغاز الطبيعي ودراسة إقامة خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى قبرص، ومنها إلى أوروبا عبر اليونان، لتعويض أوروبا جزئيا عن نقص الغاز الروسي إليها.

x.com/mamdouh_alwaly

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله القبرصية إسرائيل إسرائيل حزب الله قبرص مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العام الماضی بین إسرائیل شرق المتوسط إسرائیل من فی الحرب بین قبرص بین دول قبرص من فی قبرص منذ عام

إقرأ أيضاً:

هل أخرجت إسرائيل تركيا من سوريا؟

يوم الأربعاء الفائت، شنت المقاتلات "الإسرائيلية" عشرات الغارات المتزامنة على مواقع عسكرية واستراتيجية في كل من دمشق وحمص وحماة، في مقدمتها مبنى البحوث العلمية في دمشق والمطار العسكري في حماة وقاعدة تيفور قرب حمص.

وتحدث بيان الخارجية السورية عن عشرات الغارات "الإسرائيلية" على خمسة مواقع في البلاد خلال ثلاثين دقيقة، أدت إلى "تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين"، بينما تحدثت تقارير غير رسمية عن مقتل أربعة أشخاص.

كما شهدت الليلة نفسها توغلا جديدا في ريف درعا أسفر عن اشتباكات مع مواطنين تداعوا لصده، ما أسفر عن استشهاد تسعة أشخاص وجرح آخرين، فضلا عن إصابات بين جنود الاحتلال وفق تقارير لم تتأكد. وبعد أقل من 24 ساعة، أغارت طائرات "إسرائيلية" على مواقع ونقاط عسكرية في الفرقة الأولى في ريف دمشق الغربي واللواء 75 في ريف دمشق.

أتت تلك الغارات المكثفة على المواقع العسكرية في ظل تقارير ألمحت إلى خوض سوريا وتركيا محادثات بخصوص إمكانية عقد اتفاقية دفاع مشترك أو تعاون دفاعي بالحد الأدنى، لا سيما وأن التقارير أشارت إلى أن أنقرة بصدد نشر منظومات دفاعية على الأراضي السورية وخصوصا في قاعدة تيفور، بل إن بعضها ادعى توجّه وفد تقني تركي لدراسة وضع القاعدة واحتياجاتها.

يصبح التحليل بأن القصف "الإسرائيلي" رسالة لتركيا بقدر ما هو لسوريا منطقيا وله شواهده، والتي تبدأ من عام 2021 حين وضعت تقارير الأمن القومي تركيا لأول مرة ضمن المهددات لدولة الاحتلال، ولا تنتهي عند تقرير لجنة ناجل خلال الحرب الحالية والتي دعت حكومة الاحتلال للاستعداد لاحتمال المواجهة العسكرية مع تركيا في سوريا خلال سنوات، وما بينهما الإشارات الرسمية المتعددة لتركيا كتهديد، والإعلان العلني عن دعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مواجهتها
كما أن مسؤولين "إسرائيليين" عضّدوا فكرة أن الغارات توجه رسالة لأنقرة بقدر ما تسعى لتقويض إمكانات دمشق العسكرية ومقدراتها الاستراتيجية. فقد اتهم وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر تركيا بـ"لعب دور سلبي في سوريا"، محذرا الرئيس السوري أحمد الشرع من "دفع ثمن باهظ" في حال "سمح للقوى المعادية" بدخول بلاده وتهديد "إسرائيل".

كما قال وزير الحرب يسرائيل كاتس إن الغارات الأخيرة "رسالة واضحة وتحذير للمستقبل"، وعلى أن "إسرائيل لن تسمح بأي ضرر يلحق بأمنها". وبشكل أكثر وضوحا ومباشرة، حذر كاتس الرئيس السوري (مستخدما اسم الجولاني في دلالة لا تخفى) من "دفع ثمن باهظ في حال سمح للقوات المعادية بدخول سوريا وتهديد مصالح الأمن الإسرائيلي".

وكانت قوات الاحتلال استغلت سقوط النظام السوري لفرض أمر واقع على القيادة السورية الجديدة، من خلال التوغل في المنطقة العازلة ثم درعا، وقصف الكثير من مقدرات الدولة السورية من سلاح وعتاد ومقار عسكرية ومراكز بحوث. يدفع هذا الانكشاف العسكري والاستراتيجي أمام دولة الاحتلال للبحث عن حلفاء وشركاء أو دولة حامية، ومن البديهي أن تركيا في مقدمة الدول المرشحة للعب دور من هذا القبيل لعدة أسباب؛ في مقدمتها العلاقة الجيدة التي تربطها بـ"سوريا الجديدة"، ورغبتها في نفوذ مستدام في سوريا، وعلاقاتها المتوترة مع "إسرائيل" خلال الحرب على غزة.

وقد أثبتت التصريحات والمواقف المتواترة عن مسؤولين أتراك أن أنقرة ترى في استقرار سوريا مصلحة عليا مشتركة، وأنها مستعدة للعب دور بارز في دعم دمشق في المجالات العسكرية والأمنية وخصوصا التدريب والتسليح. وقد دفعت أنقرة بتعزيزات عسكرية إلى سوريا خلال معركة "ردع العدوان" التي أسقطت نظام الأسد، وكذلك مؤخرا خلال أحداث الساحل السوري في دلالة واضحة على هذا الحرص.

من هنا، يصبح التحليل بأن القصف "الإسرائيلي" رسالة لتركيا بقدر ما هو لسوريا منطقيا وله شواهده، والتي تبدأ من عام 2021 حين وضعت تقارير الأمن القومي تركيا لأول مرة ضمن المهددات لدولة الاحتلال، ولا تنتهي عند تقرير لجنة ناجل خلال الحرب الحالية والتي دعت حكومة الاحتلال للاستعداد لاحتمال المواجهة العسكرية مع تركيا في سوريا خلال سنوات، وما بينهما الإشارات الرسمية المتعددة لتركيا كتهديد، والإعلان العلني عن دعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مواجهتها.

في ردها على الغارات، قالت وزارة الخارجية التركية إن "إسرائيل باتت أكبر تهديد لأمن المنطقة"، وأنها تزعزع استقرارها عبر "التسبب بالفوضى وتغذية الإرهاب"، داعية إياها "للتخلي عن سياساتها التوسعية، والانسحاب من الأراضي التي تحتلها، والكف عن تقويض جهود إرساء الاستقرار في سوريا".

بيد أن الأنظار توجهت أكثر لتصريح وزير الخارجية هاكان فيدان، الذي قال إن بلاده "لا تريد مواجهة مع إسرائيل في سوريا"، مشيرا -في تصريحات لوكالة رويترز- إلى أنه "إذا كانت الإدارة الجديدة في سوريا ترغب في التوصل لتفاهمات معينة مع إسرائيل فهذا شأنها الخاص".

فهل يعني ذلك أن أنقرة رضخت لرسائل الضغط "الإسرائيلية" وأن القصف المتكرر أدى غرضه بردعها وثنيها عن خطط التمركز العسكري في سوريا؟

لا يبدو ذلك دقيقا ولا مؤشرات منطقية عليه. الواضح، ومنذ البداية، أن تركيا لا تريد فعلا مواجهة عسكرية مباشرة مع "إسرائيل"، وتحديدا إذا كانت وفق توقيت الأخيرة والطريقة التي تفضلها وتختارها، لتداعيات ذلك المتوقعة وتأثيرها المحتمل على العلاقات مع الإدارة الأمريكية.

قد تعوّل أنقرة لاحقا على إمكانية التوصل لتفاهمات غير مباشرة مع "إسرائيل" عن طريق واشنطن، بحيث يمكن رسم خرائط النفوذ والمصالح بشكل يحول دون الصدام، وهو ما ترى أنقرة أنه ممكن على المدى البعيد كما كان ممكنا سابقا مع روسيا وإيران رغم تعارض المصالح
فتركيا تعول كثيرا على الموقف الأمريكي من سوريا عموما، وتحديدا مسألة رفع العقوبات ودعم المرحلة الانتقالية، لكن وبشكل أكثر أهمية وأولوية موقفها من دعم قسد وبقاء القوات الأمريكية على الأراضي السورية. ولذلك تحديدا، تراهن أنقرة على زيارة مرتقبة لأردوغان للبيت الأبيض ولقاء ترامب، الذي ما زال يكيل المديح للأخير والعلاقات الطيبة التي تجمعهما، ولا تريد أن تترك ذريعة لنتنياهو لتقويض فرص هذه الزيارة في تحقيق اختراقات مهمة في الملف السوري، وكذلك على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين ولا سيما في ملف التسليح.

ولذلك، تفضل تركيا في الوقت الحالي تجنب المواجهة مع "إسرائيل"، ومحاولة الضغط عليها من خلال إدارة ترامب، الذي كانت تصريحاته خلال استقباله نتنياهو إيجابية نسبيا بالنسبة لها، ولا سيما رفضه الضمني لفكرة الصدام مع تركيا في سوريا. كما أن أنقرة ستسعى على المدى البعيد لفرض أمر واقع بخصوص تواجدها في سوريا، فهي تقدّر بأن جرأة "إسرائيل" على القصف والاستهداف بعد تواجد قوات وأسلحة لها ستكون أقل بكثير مما هي عليه الآن، إذ أن القصف الحالي قد يمنع أنقرة من الاستقرار ومد النفوذ، لكن تعرض قواتها لاستهداف مباشر قد يشعل فتيل مواجهة مباشرة لا يريدها الطرفان.

أكثر من ذلك، قد تعوّل أنقرة لاحقا على إمكانية التوصل لتفاهمات غير مباشرة مع "إسرائيل" عن طريق واشنطن، بحيث يمكن رسم خرائط النفوذ والمصالح بشكل يحول دون الصدام، وهو ما ترى أنقرة أنه ممكن على المدى البعيد كما كان ممكنا سابقا مع روسيا وإيران رغم تعارض المصالح.

ولعل تصريحات ترامب خلال استقباله نتنياهو، وتصريح الأخير أنه بحث مع الرئيس الأمريكي "تدهور علاقاتنا مع تركيا وكيفية تفادي حصول أزمة معها" تعزز هذا المنطق، وهو ما سيحكم عليه الوقت والتطورات اللاحقة. لكن تركيا، بكل الأحوال، ليست في وارد التخلي عن دعم سوريا ولا عن مصالح أمنها القومي والفرص التي فتحتها لها "سوريا الجديدة".

x.com/saidelhaj

مقالات مشابهة

  • تركيا تعلن استعدادها لدعم سوريا عسكرياً وتحذر من التحركات الإسرائيلية (شاهد)
  • تركيا تؤكد وجود اتصالات بخصوص ”سوريا“ مع إسرائيل
  • وعينها على “الكعكعة السورية”.. تركيا تنفي وجود علاقات لها مع إسرائيل
  • الشرطة الإسرائيلية تفرق تظاهرة طالبت بوقف حرب غزة
  • مخاوف إسرائيل من النفوذ التركي في سوريا
  • 1700 مليونير غادروا إسرائيل العام الماضي بسبب حرب غزة
  • غزة.. ارتفاع عدد ضحايا الصحفيين إلى 212 منذ بدء الحرب الإسرائيلية
  • أسعار الذهب تنتعش بدعم من مخاوف الحرب التجارية
  • أسعار الذهب تسجل ارتفاعاً طفيفاً بسبب مخاوف الحرب التجارية العالمية
  • هل أخرجت إسرائيل تركيا من سوريا؟