بيروت- تتزايد المخاوف في لبنان بالتزامن مع اشتداد المواجهات العسكرية على الحدود الجنوبية من جهة، والتهديدات باندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل من جهة أخرى، وانعكس هذا الحال بشكل كبير على الساحة الإعلامية، التي شهدت زيادة ملحوظة في الأخبار والتقارير التي تحمل في طياتها مخاطر التحريض وزعزعة الأمن في البلاد.

كما انتشر في الأيام الأخيرة العديد من الأخبار المزيفة أو الملفقة، أو التي تدور في فلك التهويل والتضليل، مثل ما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أنباء منسوبة إلى وزيرة الخارجية الكندية تفيد بنية بلادها إجلاء رعاياها من لبنان، لكن السفارة الكندية في بيروت نفت ذلك في اتصال مع مراسل الجزيرة.

كما تم تداول العديد من الأخبار حول سحب مجموعة من الدول الغربية سفراءها من لبنان، ليتبين أن غالبية هذه الأخبار غير صحيحة، وجاءت في إطار الضغط على لبنان ضمن الحرب الإعلامية الجارية.

وفي تصريح سابق، حذر وزير الإعلام اللبناني في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري من انتشار مثل هذه الأخبار، وأوضح في تغريدة له على منصة "إكس" قائلا: "إن هذه الأخبار كاذبة، وتندرج ضمن إطار الحرب النفسية التي يلجأ إليها العدو الإسرائيلي ويغذيها بمختلف الوسائل"، وفق وصفه.

طالعتنا صحيفة "التلغراف" البريطانية بمقال يفتقر إلى الصدقية تحت عنوان: "حزب الله يخزن صواريخ ومتفجرات في مطار لبنان الرئيسي، وفقاً لمبلغين".
من باب الحرص على أمن البلد وعلى سلامة المواطنين اللبنانيين والقاطنين فيه والوافدين اليه، وانطلاقاً من أن المقال ينافي مبادئ الصحافة…

— Ziad T. Makary (@ZiadMakary) June 23, 2024

حرب نفسية وإعلامية

وانتشرت تقارير متعلقة بمرافق حيوية في لبنان تشير إلى استخدامها لأغراض غير معلنة، وهو ما يجعلها عرضة لأن تصبح أهدافا للجيش الإسرائيلي، حيث نشرت صحيفة "تلغراف" البريطانية تقريرا حول وجود أسلحة يخزنها حزب الله في مطار بيروت الدولي.

من جانبه، أكد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، عدم صحة هذا التقرير ووصفه بـ"السخيف"، وفند تفاصيله وأكد أنه سيقوم برفع دعوى قضائية ضد الصحيفة، وقام بدوره بتفقد مطار بيروت ودعا السفراء المعتمدين ووسائل الإعلام إلى جولة ميدانية غدا الاثنين.

كما أعلن اتحاد النقل الجوي في لبنان في بيان له أنه "يحمّل هذه الوسائل الإعلامية ومن ينقل عنها ويروج أضاليلها كامل المسؤولية عن سلامة العاملين في مطار بيروت بكامل منشآته".

وعلق المحلل السياسي إبراهيم حيدر على تقرير "تلغراف" معتبرا أنه يندرج في إطار حملات مرتبطة بالداخل اللبناني تقودها وسائل إعلام غربية، وقال: "كان واضحا في التقرير الاتهامات التي وُجهت لإيران بأنها تصدر أسلحة عبر المطار، هذا تحول خطير، ويثير إشاعات حول لبنان، بغض النظر عن الدعم الإيراني لحزب الله".

واعتبر المحلل أن هناك حربا إعلامية على لبنان تتعلق بإطلاق الشائعات، ويستشهد -للجزيرة نت- بما تبثه وسائل الإعلام الإسرائيلية من أخبار زائفة وكاذبة، كمغادرة عدد من السفراء الأوروبيين أو رعايا دول أخرى، معتبرا أن هذه الأخبار ترتبط بشكل أو بآخر بالتهديدات الإسرائيلية باجتياح لبنان تحت عنوان "ضرب حزب الله".

ويعتقد حيدر أن هذه الحرب تمهد لأجواء أن "الحرب القادمة قد تكون تدميرية"، ويرى أنها محاولة أيضا لإثارة المخاوف في الداخل اللبناني وممارسة ضغوط على الناس الذين تضررت مصالحهم، بما في ذلك النازحون من المناطق الحدودية، رغم المساعي الأميركية المستمرة لوقف التصعيد التي لم تحقق أي تقدم في التهدئة.

ويفسر المحلل السياسي هذه الضغوط بتصعيد "الحرب التدميرية الإسرائيلية" وتنفيذ الاغتيالات، بينما يقوم حزب الله بالمقابل بالاستمرار بحملاته وعملياته، وكان آخرها مقطع فيديو "الهدهد"، الذي أكد فيه أنه جاهز لأي مواجهة كبرى مع الجانب الإسرائيلي.

دور الإعلام اللبناني

تشرح الأستاذة الجامعية في كلية الإعلام كلوفيس البويز للجزيرة نت المقصود بالحرب الإعلامية وتقول إنها ترتكز على التضليل والإشاعات بهدف التلاعب بالرأي العام وقناعاته، "واليوم تعد تغطية وسائل الإعلام التي تنقل تطورات الميدان ذات أثر أشد قتلا من الرصاص إذا ما توخت الدقة والمهنية".

وعن دور الإعلام الحربي تقول إن مهامه دقيقة جدا "لأن مجريات الميدان ليست بمتناول الصحافيين ولا المراسلين الذين يعتمدون على مصادر عسكرية وسياسية لنقل وقائع الميدان" حسب قولها.

وتحدثت الدكتورة البويز عن الوكالات العالمية والمحطات الإعلامية الأوروبية والأميركية أنها "في أغلبها منحازة لجانب إسرائيل، حيث تصوّر لبنان في موقع الضعيف المغلوب على أمره، وإسرائيل بموقع القوي المنتصر، بغض النظر إن كانت هذه هي الحقيقة أم لا".

وتساءلت الأستاذة الجامعية عن موقف وسائل الإعلام اللبنانية، مؤكدة أنه لو كانت هناك خطة إعلامية منظمة أو تعاون بين مختلف هذه المؤسسات لتمكنت من القيام بحرب مضادة تعزز صورة لبنان أمام وسائل الإعلام الغربية.

لكنها تستدرك بالقول إن بعض القنوات اللبنانية "تذهب بعيدا في تبني هذه الصورة" حسب وصفها، وتؤكد على أهمية رسالة الإعلام وضوابطه المهنية والقانونية، بما فيها عدم زعزعة الأمن القومي وخلق الشرخ والفتنة، من خلال تبني موقف يساند لبنان في حال الجلوس على طاولة المفاوضات في المرحلة المقبلة، وتجنب اتخاذ موقف معارض أو مؤيد للحرب.

الرد بالمثل

ولم يقلل المحلل السياسي أمين قمورية من خطورة الوضع الحالي، ولم يستبعد احتمال الوصول إلى حرب شاملة، إلا أنه يعتبر أن الضغط الإعلامي والنفسي حاليا أكبر بكثير من التحركات العسكرية واللوجستية على الأرض.

ويقول قمورية للجزيرة نت إن هناك حربا إعلامية ونفسية قاسية تُمارس على لبنان منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب في غزة، حيث "كانت هناك محاولة كبيرة لإبعاد لبنان وغيرها من الساحات عن المشاركة مع الفلسطينيين في رد العدوان، لذلك تمارس كل أنواع الضغوط الدبلوماسية والسياسية والإعلامية".

ويستشهد بالحديث الدائر خلال الأيام الماضية وتصاعد الحملة الإعلامية المترافقة بتهويل دبلوماسي ورسائل من كافة الأطراف بأن "الحرب على الأبواب، وأن لبنان سيُدمر مثلما دُمرت غزة إذا لم تتراجع المقاومة".

ويعتبر قمورية أن "المقاومة ردت بالمثل" وشنت بدورها حملة إعلامية وحربا نفسية، وأنها قادرة على الرد بالعمل الدبلوماسي والإعلامي مثلما ردت بالعمل العسكري، معتبرا أيضا أن هذا الأمر تجلى في فيديو "الهدهد" الذي يعتبر جزءا من الحرب الإعلامية والنفسية الجارية، "وقد حقق الفيديو هدفه داخل الأوساط الإسرائيلية" حسب المحلل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وسائل الإعلام هذه الأخبار حزب الله

إقرأ أيضاً:

مقدمات نشرات الأخبار المسائية اليوم

مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن" 

ها هو آموس هوكستين "ضيف يرزق" في عين التينة عرين المقاومة الدبلوماسية حفظا للبنان وسيادته وحقوقه.

بعد اللقاء المطول لساعتين كشف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» أن الوضع جيد مبدئيا، موضحا أن ما تبقى لإنجاز المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار هو «بعض التفاصيل، مشيرا إلى أن «هناك ممثلا عنه وممثلا عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنيةوبتها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون مغادرة هوكستين إلى إسرائيل وانتظار ما سيحمله من هناك.

وحول الضمانات فيما يخص الموقف الإسرائيلي شدد الرئيس بري أنها على عاتق الأميركيين. 

التفاؤل تقدم وتعزز بدفع من مضامين التصريحات التي أطلقها الموفد الأميركي بعد الإجتماع الذي عقده معه الرئيس نبيه بري على مدى نحو ساعتين.

في تصريحاته قال هوكستين إن محادثاته مع رئيس المجلس كانت بناءة وقد استكملنا خلالها سد الثغرات.

وقد عاد إلى لبنان لأن ثمة فرصة فعلية لوضع حد للنزاع على ما أكد قبل أن يعلن أن القرار بات قريبا...


مقدمة الـ "أم تي في" 

الفرصة حقيقية للوصول إلى نهاية النزاع، والحل أصبح قريبا. بهذا الكلام المطمئن، وحتى المتفائل، أنهى المبعوث الاميركي آموس هوكستين لقاءه بالرئيس نبيه بري. فهل ما قاله يندرج في إطار الواقع، أم أنه مجرد تمنيات؟ الإجابة لن تتضح قبل الخميس المقبل.

 علما أن المعطيات والمعلومات تشير إلى أن الفرصة التي تحدث عنها هوكستين تعترضها عقبات كثيرة. فرئيس الحكومة الاسرائيلية لا يبدو في وارد إيقاف لعمليته العسكرية ضد لبنان، وهو يؤكد في مواقفه العلنية أنه لن يوقف إطلاق النار قبل تحقيق كل الأهداف الموضوعة والمحدد.

ومن جهة ثانية،  يصعب على حزب الله أن يقبل بالبنود الواردة في المقترح الأميركي، بدءا بإعطاء إسرائيل حرية التحرك العسكري، وصولا إلى إخضاع المعابر البرية والبحرية والجوية اللبنانية لإشراف أميركي  - دولي. فحزب الله يدرك أن مثل هذه البنود بمثابة استسلام مقنع، وتشكل مقدمة لإنهاء دوره على الحدود وصولا إلى نزع سلاحه. فهل يمكنه ان يتخلى عن سبب وجوده؟

وفيما استمرت عمليات التقاصف والإستهداف بين حزب الله وإسرائيل، لفتت الرسالة الشفوية التي بعث بها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الشعب اللبناني، والتي أكد فيها للبنانيين أنه معهم، وأنه وإياهم واحد. طبعا الكلام جميل، لكن المؤسف أنه يعبر عن عاطفة غير صادقة. فأين يكون الخامنئي عندما يقصف اللبنانيون ويقتلون؟ وأين يكون الإيرانيون عندما ينزح اللبنانيون ويهجرون؟. 

فوحدة الساحات سقطت وتبين أنها وهم كبير، إذ إنها لم تأت على لبنان إلا بالمصائب والويلات، فيما سمحت لإيران أن تفاوض على بقاء نظامها فوق رؤوس اللبنانيين. البداية ميدانية، اذ ان بلدات عدة دخلها الاسرائيلي في جنوب لبنان فما هي؟ وماذا يحصل فيها بعد المعارك بين الطرفين؟ وهل من احتلال اسرائيلي؟


مقدمة نشرة "المنار" 

النار في تل ابيب.. وألسنة اللهب التي وثقتها مشاهد الامس واليوم ليست عابرة.. فلا يهددن احد ولا يزايدن على اللبنانيين، ومن يهتم لاطفاء تلك النار عليه ان يطفئ اولا الحقد والاجرام الاسرائيلي والعنجهية المتفلتة من كل الضوابط والحدود، المتمددة على منابر المزايدات الاستعراضية بين قادة كيان العدو وكبار ضباطه العالقين في وحول الخيارات. وان كان بنيامين نتنياهو قد اختار بالامس المفاوضات تحت النار كما قال، فليلتفت الى النار التي تقلب جنوده ومستوطنيه من ارض الجنوب اللبناني الى ما بعد بعد تل ابيب.

ومع كل قتلهم للبنانيين والفلسطينيين بالبارود والحديد الاميركي، لم يستطيعوا تغيير شيء من مسار الميدان، ولا من عزم مقاوميه، ولا ثبات الاهل الصابرين المحتسبين، الذين يرددون مع كل رصاصة ومسيرة وصاروخ يطلقها ابناؤهم، اننا ماضون على عهدنا، ولا يراهنن احد على الوقت لاخضاعنا، لا في الميدان ولا على طاولة المفاوضات.

وللطاولة سيدها الذي يجيد الاداء والمواءمة بين سيادة الوطن وسلامة اهله. وقد استقبل في عين التينة الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين، الذي افتتح جولته التفاوضية بالكلام عن انه عاد الى بيروت لأن هناك فرصة حقيقية للوصول الى نهاية للحرب ولتسهيل اتخاذ القرار بذلك..

ولان القرار عند الاسرائيليين كان تأكيد الرئيس نبيه بري ان الوضع جيد – مبدئيا، معتبرا ان الضمانات فيما يخص الموقف الاسرائيلي على عاتق الاميركي. وكشف الرئيس بري ان هناك ممثلا عنه وممثلا عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنية وبتها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون مغادرة هوكشتاين إلى “إسرائيل”.

وحتى يعود هوكشتاينهم بجديد، فان الجديد الجدي للميدان، وصواريخه ومسيراته التي تتساقط على مختلف مناطق فلسطين المحتلة، وتؤلم اسرائيل بمستوطنيها وتصيب مواقع جيشها العسكرية الحساسة، كما في تل ابيب بالامس واليوم، وفي وحيفا وصفد وغيرها ، حيث الاصابات أكيدة وكبيرة، وان اعترف العدو فقط بمقتل جندي واصابة اربعة آخرين بجراح خطرة.

والخطورة تعم قواتهم التي تحاول التقدم عند محاور الجنوب اللبناني، وابرزها الخيام ومارون الراس وشمع والبياضة، حيث اتقن رجال الله الاداء محبطين تقدمات العدو وقادة ميدانه، ومثبتين بسواعدهم واجسادهم القرى العصية على استباحات الجنود الاسرائيليين ووهم انتصاراتهم.



مقدمة نشرة اخبار الـ "أو تي في" 

ماذا يفهم من زيارة آموس هوكستين لبيروت اليوم؟
المتفائلون يكررون: قضي الأمر. والمتشائمون يشددون: طارت المفاوضات إلى أجل غير مسمى.

أما الواقعيون، فيرون في الزيارة فاتحة خير، حيث أن مجرد التفاوض أفضل من عدمه، فكيف إذا كان ثمة اقتراح مكتوب، أميركي، ولم يعلن أي من الأطراف المعنيين مباشرة بالصراع، اعتراضهم بالكامل عليه.

بناء على ما تقدم، وفي وقت ألغى الشيخ نعيم قاسم كلمة كان يعتزم إلقاءها اليوم، يمكن اعتبار زيارة الموفد الأميركي الذي سبق وأكد أنه لن يعود إلى بيروت من دون إيجابيات، علامة تصب منحى الحل، وقد تمهد لزيارات ولقاءات متلاحقة، قد تفضي في المحصلة الى اتفاق.

وفيما اكتفى هوكستين بالإشارة من عين التينة إلى أننا أمام فرصة حقيقية لإنهاء الصراع، آملا في أن نصل الى حل في الايام المقبلة، كرر رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث صحافي مسائي أن الوضع جيد مبدئيا، موضحا أن ما تبقى لإنجازه هو بعض التفاصيل. 

وكشف بري، أن هناك ممثلا عنه وآخر عن الأميركيين يناقشان بعض التفاصيل التقنية، لبتها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون مغادرة هوكستين إلى إسرائيل، قائلا: سننتظر ما يأتي به من هناك، فالضمانات في ما يخص الموقف الإسرائيلي على عاتق الأميركيين، وهوكستين يقول إنه نسق مع الإسرائيليين في ما يخص مسودة الاتفاق، لكنها ليست المرة الأولى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم.
أما على خط المواقف السياسية. وفيما يسود الترقب الحذر المشهد  اللبناني، وفيما رأت القوات اللبنانية في بيان إثر اجتماع لتكتل الجمهورية القوية، أن التفاوض الجاري لا يعبر عن إرادة  اللبنانيين وتطلعاتهم إلى سيادة ناجزة جرى تغييبها منذ 34 عاما إلى اليوم، رحب التيار الوطني الحر في بيان اثر اجتماع لتكتل لبنان القوي بكل مسعى للتوصل الى وقف لإطلاق النار، مبديا تخوفه الكبير من غياب اي نية اسرائيلية بوقف الحرب.

ورأى التكتل أن من مسؤولية لبنان الا يتنازل عن اي مستوى من مستويات السيادة، ولاسيما ما يتصل بالحدود البرية، مع تأكيد وجوب اعتماد استراتيجية دفاعية وطنية بقيادة الدولة لمواكبة تنفيذ القرار 1701. 

وفيما كرر التيار اعتراضه على حال التسليم القائمة باستمرار الحياة السياسية من دون رئيس للجمهورية، اعتبر ان عرقلة انتخاب الرئيس جريمة بحق الميثاق الوطني والدستور ومفهوم الشراكة الوطنية.

في كل الاحوال: العبرة في الخواتيم، ما تقول فول ليصير بالمكيول، الشيطان يكمن في التفاصيل. عبارات اعتاد اللبنانيون سماعها مع كل زيارة او مبادرة أو محاولة حل. أما الثابت الوحيد، فارتفاع أرقام الشهداء والجرحى، حيث فقد لبنان 3544 شهيدا و15036 جريحا منذ بدء العدوان.


مقدمة نشرة اخبار الـ "أل بي سي" 

الحذر هو الكلمة المشتركة بين أطراف التفاوض الثلاثة: هوكشتاين، والرئيس نبيه بري بالنيابة عن حزب الله، ومن خلفه السفارة الإيرانية والرئيس نجيب ميقاتي، والطرف الثالث إسرائيل  

على مدى ساعتين، مع الترجمة بالتأكيد، خاض الموفد الأميركي آموس هوكشتاين،  نقاشا مع رئيس مجلس النواب، في حضور مستشاره علي حمدان ، ثم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حضور وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، بعد اللقاءين صمتت أوساط الرئيسين بري وميقاتي عن الكلام المباح، حتى أن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ، والذي كان مقررا ان يلقي كلمة عند الثالثة، أعلن عن إرجائها من دون تحديد موعد جديد لها.

بعد لقاء بري، يقول هوكشتاين في تصريح مكتوب:

"هذه هي لحظة اتخاذ القرارات، وأنا في بيروت لتسهيل اتخاذ هذا القرار، والنافذة مفتوحة الآن" . واضح من كلام هوكشتاين أن القرار في لبنان عند اللبنانيين، والجانب الأميركي لتسهيل المساعدة.

هناك بندان في الورقة: إسرائيل لا تتنازل عنهما وحزب الله لا يقبل بهما، وهما: حرية إسرائيل في العمل عند انتهاك الاتفاق، والجهات التي ستشرف على تنفيذه.

الحذر والخشية، من الجانب الاسرائيلي ناجمان عن تهديدات أطلقها وزراء في الحكومة الإسرائيلية، من جهة، وعن التخوف من المماطلة بذريعة التدقيق في بندي حرية إسرائيل في العمل عند انتهاك الاتفاق، والجهات التي ستشرف على تنفيذه.

الرئيس بري أوجز الهواجس والمخاوف في حديث للشرق الأوسط فأعلن أن الضمانات في ما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين. وعما إذا كانت المسودة التي تتم مناقشتها قد تمت مناقشتها مع الإسرائيليين، أجاب الرئيس بري: "هوكشتاين  يقول إنه نسق مع الإسرائيليين في ما يخص المسودة"، لكن بري استدرك قائلا: "إنها ليست المرة الأولى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم".

في المحصلة، أربعة لقاءات أجراها هوكشتاين في بيروت: الرئيسان بري وميقاتي، قائد الجيش والسفير الفرنسي. أما النتائج فليست واضحة علما أن الايجابية تظهر في العادة سريعا، وهذا ما لم يحصل حتى الساعة.


مقدمة قناة "الجديد" 

اموس هوكستين في بيروت.. مرادف  لانطلاق مسار وقف اطلاق النار  غير ان نقاطه الثلاث عشرة تخضع حاليا للتفتيش اللبناني بخط ساخن مفتوح من عين التينة الى عوكر. فلقاء الساعتين بين الرئيس نبيه بري والموفد الاميركي بحضور الشهود من الطرفين انتهى الى اظهار الايجابيات واعلان هوكستين رسميا  ان أمامنا فرصة حقيقية لانهاء الصراع ونأمل ان نصل الى حل في الايام المقبلة. 

ورد بري التحية الايجابية بالمثل قائلا إن الوضع جيد مبدئيا وما تبقى لإنجازه هو بعض التفاصيل قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.  

اما عن الضمانات التي تطلبها اسرائيل فقال بري: "هي على عاتق الأميركيين". والتفاصيل الواردة في كلام بري يبحثها مستشاره علي حمدان في مقر  السفارة الاميركية وذلك بالخط المفتوح مع رئيس المجلس هاتفيا وبعض القانونيين والدستوريين اللبنانيين وفق معلومات الجديد. 

وتشير المعلومات الى نقطة ملتبسة توقف عندها الجانب اللبناني منذ تسلمه مقترح هوكستين وتتعلق ببند الاتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل  وحياله اعتبر لبنان ان المقترح يعيدنا الى ما قبل الخط الازرق وترسيم جديد للحدود  المرسمة، ما يعد خطرا سياديا واشكالية وصفت بانها " حمالة اوجه". 

وتؤكد مصادر المفاوضين اللبنانيين :اننا اجرينا تنازلات كبيرة إلا على الارض وسيادتها . ويخشى لبنان من تدبير اسرائيلي يستفيد به العدو من وهج  مكاسبه في الحرب  لأجل تعديل الحدود المثبتة دوليا، وبالتالي يستثمر بمساحات وقرى احتلتها اسرائيل مؤخرا  لتأمين حدودها ومستوطنيها في الشمال ورسم خط جديد حاجب لاطلاق الصواريخ. 

لكن التفاوض اللبناني قد يجد حلولا لهذه النقطة الخلافية سواء بتعديل المصطلحات او عبر طرح اقتطاع اراض عازلة من المطلة الاسرائيلية نفسها. واذ لا يزال هذا الامر خاضعا للنقاش. 

فإن اموس هوكستين سيكون ضيف لبنان الليلة قبل ان يغادر الاربعاء الى تل ابيب مصحوبا بسيل من التفاؤل اللبناني الذي يبقى حذرا لأن الشيطان يكمن في اسرائيل  وقالت مصادر المفاوضين اللبنانيين: من عنا تقريبا خالصة والاجواء ايجابية لأبعد الحدود ..حتى مع بروز مشكلة الحدود. 

وتسجل المصادر ان هوكستين يأتي مدعوما من الادارة الاميركية بجناحيها، وقد سهل له لبنان مهامه في اسرائيل وعبد الطريق امام اعلان وقف اطلاق النار  وهذه النيران تأخذ دورها على خريطة الحل فتبلغ اشتعالا غير مسبوق جنوبا مع استمرار اسرائيل في قضم القرى وتفجير المساحات ومحاولات التقدم الى  البياضة في الناقورة ونحو مرتفعات الخيام. 

اما بلدة مارون الراس الحدودية فقد شهدت على سقوط رؤس اسرائيلية عندما تم  استهداف تجمع لقوات العدو عند الأطراف الجنوبية للبلدة بصليات صاروخية على دفعتين  كما استهدف تجمع آخر في شمالي البلدة  وهناك أيضا أصاب صاروخ موجه منزلا تحصن فيه جنود العدو وأوقعهم بين قتيل وجريح. 

وبعد إعلان وسائل إعلام عبرية  إصابة احد عشر  جنديا على الجبهة الشمالية للعدو  تتالت اعلانات  سقوط قتلى وجرحى  كان أبرزها استهداف مجموعة من لواء غولاني كانت تقوم بعملية إمداد لوجستية بطائرة مسيرة ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة عدد آخر واعلن حزب الله كذلك ان المقاومة اعدت العدة لضمان قدرتها وجاهزيتها لتنفيذ عمليات في حيفا وما بعد بعد حيفا ولمدى  زمني لا يتوقعه العدو. 

وهذا التفاوض الصاروخي .. الذي تتبعه اسرائيل بدورها في القصف واستهداف المدنيين  قد ينتهي بزيارة الموفد الاميركي غدا الى تل ابيب اذا ما قرر بنامين نتياهو استخدام مناورة جديدة.

مقالات مشابهة

  • الريادة الإعلامية الإماراتية
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • هالة أبوعلم: نحتاج تغيير الوجوه الإعلامية الحالية.. والإعلام فقد جمهوره
  • رئاسة مجلس الوزراء: عدم قبول أي بطاقة إعلامية غير صادرة عن وزارة الإعلام أو اتحاد الصحفيين
  • تصعيد عسكري مستمر بين حزب الله وإسرائيل.. والتوصل إلى اتفاق غير قريب
  • أخنوش: ما يتعرض له المغرب من حملات هو ضريبة صحوته الصناعية التي أصبحت تزعج البعض
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية اليوم
  • كرم جبر يطالب بإنشاء منصة للتواصل الإعلامي لرصد الأخبار الكاذبة وتدقيق المعلومات
  • بالفيديو.. «حزب الله» ينشر الجزء الثاني من سلسلة «إنهم يتألمون» وينعى 4 من كوادره الإعلامية
  • الإعلام الحربي لحزب الله يزّفُ صوت المقاومة مسؤول وحدة العلاقات الإعلامية الشهيد محمد عفيف