سخر الكاتب الإسرائيلي البارز جدعون ليفي من التقارير التي تفيد بأن دولة الاحتلال تخطط للإعلان، الأيام المقبلة، عن أنها قضت على كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأنها انتصرت في الحرب التي تشنها على غزة.

وقال ليفي إن الإعلان عن القضاء على "جيش" حماس خطة تهدف إلى إتاحة المجال لانسحاب معظم القوات الإسرائيلية من غزة ونقلها إلى الحدود الشمالية لشن حملة أخرى "مظفرة ومجيدة" في لبنان، مثل تلك التي جرت بالقطاع الفلسطيني المحاصر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة إسرائيلية: لماذا تنجح مسيّرات حزب الله وتفشل الأخريات؟list 2 of 2صحيفة بريطانية: هجمات حزب الله حولت شمال إسرائيل إلى منطقة أشباحend of list

وأضاف في مقال بصحيفة "هآرتس" اليسارية الإسرائيلية أن هذا النصر سيكون أفظع من سابقه، وأن الشيء المهم هو الخروج من غزة.

مزيد من الغرق

ووفق ليفي، إن كل يوم يمر على إسرائيل لن يفضي سوى إلى مزيد من الغرق في مستنقع غزة. قائلا "هب أنك سحقت كل كتائب حماس في رفح، التي كانت تبعدنا شعرة عن تحقيق نصر تام، فعليك أن تُخفي كل ما حدث لإسرائيل من الداخل والخارج وما يحول دون إعلان النصر، لأن الأهم هو مغادرة غزة".

وتابع مستدركا "من الواضح أن إسرائيل لم ولن تحقق أي نصر في غزة، وكان عليها أن تتظاهر بالنزول من الشجرة الملطخة بالدماء التي تسلقتها، وهي شجرة لم يكن عليها أن تتسلقها أصلا" في إشارة إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأردف ساخرا أن من الأفضل لإسرائيل أن تتصنع النصر، مضيفا أن حماس رغم تلقيها ضربة عسكرية إلا أنها انتصرت دبلوماسيا واجتماعيا وأخلاقيا واقتصاديا.

توريط لا جدوى منه

وقال الكاتب إن وضع إسرائيل نهاية الحرب أسوأ بكثير مما كان عليه في بدايتها، واصفا الحرب بأنها "لا لزوم لها" وأنه لم يكن هناك مبرر لها، موضحا أن الحروب تقاس بنتائجها وأن نتائج حرب غزة كانت معروفة سلفا حيث تجلت في تورط لا جدوى منه، وسفك دماء الفلسطينيين وكأنها ماء، وحول إسرائيل إلى دولة منبوذة و"كل ذلك من أجل لا شيء".

وانتقد الرواية الإسرائيلية الدائمة التي تدعي أنه لم يكن أمام إسرائيل من خيار لا بعد هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولا الآن.

وأكد أن هناك 3 خيارات في غزة: إما استمرار حماس في حكم قطاع غزة ولو أنه خيار ضعيف ويتطلب مراقبته بحذر، أو أن تصبح غزة مثل الصومال. والخيار الثالث أن يكون القطاع خاضعا للاحتلال الإسرائيلي الدائم، ولا يوجد خيار رابع -كما يزعم ليفي- الذي يميل للخيار الأول الذي يصفه بأنه أهون الشرور.

وختم المقال بالقول إنه إذا كان هذا هو الحال، فإنه قد آن الأوان للخروج من غزة عبر اتفاق مع حماس ينهي الحرب ويؤدي إلى إطلاق "الرهائن" وآلاف السجناء الفلسطينيين. وزاد أن الاتفاق غدا أفضل منه بعد غد "وعلينا كإسرائيليين أن نتخلى عن كبريائنا، ونتحمل إهانة بقاء حماس بالسلطة.. وعلينا أن نسارع لتحقيق ذلك".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

كيف تشكل الطائرات بدون طيار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مستقبل الحرب؟

يشهد مشهد الحرب الحديثة تحولا زلزاليا، مدفوعا بالتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار. إن دمج هذه التقنيات لا يؤدي إلى تعزيز القدرات العسكرية التقليدية فحسب؛ بل إنه يحول بشكل جذري طبيعة الصراع نفسه. مع تسابق الدول لتطوير ونشر أنظمة طائرات بدون طيار أكثر تطورا، فإن الآثار المترتبة على الاستراتيجية العسكرية والأخلاق والأمن العالمي عميقة.

تطور حرب الطائرات بدون طيار

تم استخدام الطائرات بدون طيار في العمليات العسكرية لعقود من الزمن، في المقام الأول للمراقبة والاستطلاع. ومع ذلك، فقد أظهرت الصراعات الأخيرة، وخاصة في أوكرانيا والشرق الأوسط، قدراتها الهجومية. ولقد سلطت الأسابيع الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا الضوء على فعالية طائرات بيرقدار TB2 التركية الصنع، والتي لعبت دورا حاسما في مواجهة الهجمات المدرعة. وعلى نحو مماثل، استخدمت حماس طائرات بدون طيار لاستهداف الدفاعات الإسرائيلية، مما أظهر تنوعها كأسلحة هجومية.

الذكاء الاصطناعي في طليعة هذا التحول، ومن خلال تعزيز قدرات معالجة البيانات، يسمح الذكاء الاصطناعي للطائرات بدون طيار بتحليل كميات هائلة من المعلومات بسرعة واتخاذ قرارات سريعة في ساحة المعركة. هذه القدرة حاسمة بشكل خاص في البيئات عالية المخاطر، حيث قد تتعرض هياكل القيادة والتحكم التقليدية للخطر
مع تطور تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، تطورت أيضا تطبيقاتها في الحرب. تم تجهيز الطائرات بدون طيار اليوم بأجهزة استشعار متقدمة وخوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تسمح بمعالجة البيانات في الوقت الفعلي واتخاذ القرارات المستقلة. وتمكن هذه القدرة الطائرات بدون طيار من تنفيذ مهام معقدة بأقل قدر من التدخل البشري، مما يمثل خروجا كبيرا عن دورها الأصلي كمجرد أدوات استطلاع.

دور الذكاء الاصطناعي في حرب الطائرات بدون طيار

الذكاء الاصطناعي في طليعة هذا التحول، ومن خلال تعزيز قدرات معالجة البيانات، يسمح الذكاء الاصطناعي للطائرات بدون طيار بتحليل كميات هائلة من المعلومات بسرعة واتخاذ قرارات سريعة في ساحة المعركة. هذه القدرة حاسمة بشكل خاص في البيئات عالية المخاطر، حيث قد تتعرض هياكل القيادة والتحكم التقليدية للخطر.

وأدى دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة الطائرات بدون طيار إلى ابتكارين رئيسيين: ذكاء السرب والاستهداف المستقل. وتمكن استخبارات السرب طائرات بدون طيار متعددة من العمل بشكل تعاوني، مما يؤدي إلى التغلب على دفاعات العدو من خلال الهجمات المنسقة. وقد لوحظ هذا التكتيك في صراعات مختلفة، حيث نجحت أسراب من الطائرات بدون طيار في اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.

علاوة على ذلك، يتم تطوير أنظمة الاستهداف المستقلة التي تسمح للطائرات بدون طيار بتحديد الأهداف والاشتباك معها دون إشراف بشري. ويثير هذا مخاوف أخلاقية بشأن المساءلة واحتمال حدوث عواقب غير مقصودة في سيناريوهات القتال. ومع استمرار الدول في تحسين هذه التقنيات، فإن احتمالات الأسلحة ذاتية التشغيل بالكامل -والتي يشار إليها غالبا باسم "الروبوتات القاتلة"- تصبح واقعية بشكل متزايد.

التطبيقات والتطورات الحالية

توضح التطورات الأخيرة في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الوتيرة السريعة للابتكار. على سبيل المثال، أدخلت شركات مثل هيلسينج طائرات بدون طيار هجومية تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي قادرة على العمل بفعالية في بيئات بها تشويش إلكتروني، وهو تحد شائع في الحرب الحديثة. وتتمتع هذه الطائرات بدون طيار بالقدرة على الحفاظ على اشتباكها مع الهدف حتى بدون اتصال مستمر بالبيانات، مما يوفر ميزة تكتيكية كبيرة.

في أوكرانيا، قام الجيش بتكييف هيكله لدمج وحدات حرب الطائرات بدون طيار في جميع الفروع. وبفضل استخدام طائرات بدون طيار قادرة على الرؤية من منظور الشخص الأول (FPV)، تمكنت القوات الأوكرانية من تنفيذ ضربات دقيقة ضد الدبابات والتشكيلات العسكرية الروسية. ويوضح هذا التغيير كيف يمكن للطائرات بدون طيار أن تساعد في المعارك التي يمتلك فيها أحد الجانبين أسلحة أقل قوة من الجانب الآخر.

ويعزز استخدام الخوارزميات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أيضا قدرات الطائرات بدون طيار على جمع المعلومات الاستخباراتية والاستطلاع. ويمكن للطائرات بدون طيار الآن التنقل بشكل مستقل في البيئات المعقدة، وتحديد أنماط الحياة بين قوات العدو، والتنبؤ بالتهديدات المحتملة بناء على تحليل البيانات التاريخية. ويعد هذا المستوى من الوعي الظرفي ذا قيمة لا تقدر بثمن بالنسبة للجيوش الحديثة التي تسعى إلى الحفاظ على التفوق على الخصوم.

التأثيرات الاستراتيجية

مع تزايد تطور الطائرات بدون طيار، أصبح تأثيرها على الاستراتيجية العسكرية عميقا. وإن القدرة على نشر أسراب من الطائرات بدون طيار ضد أهداف العدو تعمل على تغيير المفاهيم التقليدية للقوة الجوية والحرب البرية. ويجب على المخططين العسكريين الآن التفكير في كيفية الدفاع ليس فقط ضد ضربات الطائرات بدون طيار الفردية، ولكن الهجمات المنسقة التي تشمل مئات أو آلاف الطائرات بدون طيار.

علاوة على ذلك، فإن فعالية تكلفة الحرب باستخدام الطائرات بدون طيار تقدم حجة مقنعة لزيادة استخدامها. وتعتبر الطائرات بدون طيار أرخص في الإنتاج بشكل عام من الطائرات المأهولة، ويمكن نشرها بأعداد أكبر دون المخاطرة بحياة البشر. وقد تشجع هذه الميزة الاقتصادية الدول على الاستثمار بكثافة في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار باعتبارها مكونا أساسيا في ترساناتها العسكرية.

ويثير انتشار تكنولوجيا الطائرات بدون طيار أيضا أسئلة أخلاقية مهمة فيما يتعلق بالسلوك الحربي.

إن إمكانية تشغيل أنظمة الأسلحة المستقلة دون إشراف بشري تشكل تحديا للقوانين الدولية الحالية التي تحكم النزاعات المسلحة. وطالبت جماعات حقوقية بفرض حظر استباقي على الأسلحة ذاتية التشغيل بالكامل بسبب المخاوف بشأن المساءلة والخسائر المدنية.

التدابير المضادة والتطورات المستقبلية
مع استمرار تطور هذه التقنيات، فإنها ستعيد تعريف كيفية خوض الحروب والانتصار فيها. وفي حين أنها تقدم مزايا غير مسبوقة في ساحة المعركة، فإنها تطرح أيضا معضلات أخلاقية تتطلب دراسة متأنية من قبل صانعي السياسات والقادة العسكريين على حد سواء
مع تقدم تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، تتقدم أيضا الإجراءات المضادة المصممة لتحييد تهديدات الطائرات بدون طيار. وتستثمر الدول في قدرات الحرب الإلكترونية القادرة على تشويش أو تعطيل اتصالات الطائرات بدون طيار، مما يجعلها غير فعالة أثناء العمليات. بالإضافة إلى ذلك، يتم استكشاف التطورات في أسلحة الليزر كحلول محتملة لاعتراض الطائرات بدون طيار المحتشدة قبل أن تصل إلى أهدافها.

بالنظر إلى المستقبل، فمن المرجح أن يشهد مستقبل حرب الطائرات بدون طيار مزيدا من التكامل مع تقنيات أخرى مثل الروبوتات والتعلم الآلي، وإن تطوير أنظمة هجينة تجمع بين الروبوتات الأرضية والطائرات بدون طيار من الممكن أن يخلق قدرات تشغيلية متعددة المجالات تعمل على تعزيز فعالية ساحة المعركة.

وعلاوة على ذلك، ومع قيام دول مثل الصين وروسيا بتكثيف استثماراتها في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، فإن سباق التسلح العالمي المحيط بالطائرات بدون طيار سوف يشتد. ولن تشكل هذه المنافسة الاستراتيجيات العسكرية فحسب، بل ستؤثر أيضا على الديناميكيات الجيوسياسية حيث تسعى الدول إلى تأكيد هيمنتها من خلال التفوق التكنولوجي.

يمثل التقاطع بين الذكاء الاصطناعي وحرب الطائرات بدون طيار أحد أهم التحولات في التاريخ العسكري. ومع استمرار تطور هذه التقنيات، فإنها ستعيد تعريف كيفية خوض الحروب والانتصار فيها. وفي حين أنها تقدم مزايا غير مسبوقة في ساحة المعركة، فإنها تطرح أيضا معضلات أخلاقية تتطلب دراسة متأنية من قبل صانعي السياسات والقادة العسكريين على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • حماس : صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال لها قواعدها التي سوف تطبق
  • «السيد القصير»: حزب الجبهة الوطنية سيعارض في الأمور التي لا تحقق صالح المواطن والدولة
  • حماس توافق على قائمة “الرهائن” التي قدمها الاحتلال للمرحلة الأولى 
  • روان أبو العينين تكشف التحديات التي تواجه إدارة «ترامب»
  • سموتريتش: إسرائيل تستعد لـ تغيير جذري في طريقة إدارة الحرب بغزة
  • لماذا لم تتوقف حرب غزة حتى الآن؟
  • مسيرة بجامعة صنعاء مع غزة حتى النصر وتنديداً بجرائم العدو الصهيوني
  • كيف تشكل الطائرات بدون طيار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مستقبل الحرب؟
  • مهندس خطة الجنرالات: إستراتيجية إسرائيل في غزة فشلت
  • إسرائيل: حماس تعرف "تماماً" مكان وجود الرهائن