صحيفة إسرائيلية: لماذا تنجح مسيّرات حزب الله وتفشل الأخريات؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
من الحوثيين في اليمن ومليشيات العراق إلى الجيش الإيراني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)؛ أطلق جميعهم مسيّرات نحو إسرائيل، بنماذج وطرق متشابهة، فلماذا كانت مسيّرات حزب الله هي الوحيدة التي اخترقت دفاعات إسرائيل وضربت أهدافا بشكل متكرر؟
طرح الكاتب الإسرائيلي نيتسان سادان في مقال له بصحيفة " كالكاليست" العبرية؛ هذا السؤال، قائلا إنه لم يسبق لأي قوة في الشرق الأوسط أن نجحت في إرسال مسيّرات إلى داخل إسرائيل متخطية دفاعاتها وإصابة أهدافها بالفعل.
ويرى سادان أن الاحتمال الأول هو أن نجاح مسيّرات حزب الله يعود إلى إطلاقها من مدى قريب جدا من إسرائيل؛ لذلك لا تستطيع الدفاعات الجوية اكتشافها، وذلك على عكس المسيّرات التي أرسلتها إيران في الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 14 أبريل/نيسان الماضي؛ حيث كان من السهل اكتشافها وإسقاطها، وقد نجحت إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا في إسقاط 185 مسيّرة منها.
لكنه يفند ذلك بقوله إن المدى ليس هو السبب الوحيد؛ فـ(حماس) لديها "مسيّرة الزواري" التي تستطيع حمل الذخائر، والتي تعتبر أداة إبداعية وخطيرة جدا؛ حيث تُطلق من مخابئ تحت الأرض، وأحيانا من مدى أقل من 4 كيلومترات، ومع ذلك لم تصطدم أي منها بهدفها، كما لا يمكن اعتراض المدى البعيد دائما، وهو ما حدث عندما أطلق العراق مسيّرات من طراز "شهيد 101″، ونجحت وقتها في ضرب منطقة إيلات مرتين، وهو ما يثبت عدم نجاح فرضية المدى القريب دائما.
طبيعة المسيّرةوأضاف الكاتب أن الميزة الثانية التي تختص بها مسيّرات حزب الله هي الأداة نفسها؛ حيث تتمتع بحجم جعلها شبه خفية، مما يجعل من الصعب كشفها أو اعتراضها، وذلك في الوقت الذي تعمل أجهزة الرصد الإسرائيلية من خلال تغطية مناطق مختلفة بواسطة عدة رادارات تغطي مناطق بعضها بعضا.
ويتابع أنها تستقبل الإشارات العائدة من نفس الاتجاه وتعرف أن هناك حركة مشبوهة في الجو، لذا فإنه عندما تكون المسيّرة ذات سطح أقل من زوايا مختلفة، مثل جناح طائرة لا يوجد لها ذيل، أو طائرة صغيرة جدا، فإنه سيتم اكتشافها بشكل متأخر عن غيرها؛ وهذا ما تتميز به طائرات حزب الله أيضا عن باقي الطائرات.
ولفت الكاتب إلى أن هناك عاملا آخر يميز مسيّرات حزب الله، وهي المادة التي تُصنع منها؛ حيث تستطيع المسيّرة المتخفية أن تعيد كمية أقل من موجات الرادار التي تُرسل إليها، مما يصعب اكتشافها.
الارتفاع عن الأرض
أما الميزة الثالثة التي تتميز بها مسيّرات حزب الله؛ فهي ارتفاع الطيران، حيث تطير على مستوى منخفض ما يجعلها تختفي خلف انحدار الأرض لفترة أطول، وعندما تدخل في خط رؤية رادار الكشف وتصطدم بها موجات الراديو من الهوائي، يكون هناك احتمال كبير أن يعود ارتدادها ويصطدم بالأرض.
وبهذا يحصل الرادار على هدف يوجد في نقطتين مختلفتين، وذلك يعني أن تعقب الأداة وتوجيه الأسلحة إليها سيكون أكثر صعوبة؛ فقد يطارد الصاروخ المضاد ظل الطائرة المسيّرة، وليس الطائرة ذاتها.
وأشار الكاتب إلى أن الميزة الرابعة هي نمط طيران المسيّرة؛ حيث تم تصميم معظمها بحيث تسير في مسار مستقيم لتقليل وقت الطيران واحتمال السقوط، ما يجعل من السهل تتبعها.
لكن حزب الله ماهر جدا في إخفاء خطواته؛ حيث يتم وضع مسيّراته مسبقا في نقاط إطلاق مخفية، أو تُنقل إليها بسرية كبيرة والأدوات نفسها صغيرة بما يكفي إخفاءها في عربة يجرها حِمار. وقد صممت إيران هذه المسيّرات عن قصد بحيث يمكن لأي شخص إطلاقها دون الكثير من التجهيز أو المعدات.
التضاريسوأرجع الكاتب نجاح مسيّرات حزب الله إلى الطبيعة الديمغرافية للحدود اللبنانية؛ حيث يمكن لأجهزة الكشف وتقنيتها الحديثة أن تكتشف معظم الهجمات الجوية من جميع الاتجاهات، ولكن إلى الآن لا تستطيع الرصد عبر المناطق الجبلية التي على الحدود اللبنانية، والتي تعتبر منطقة مثالية للمسيّرات؛ حيث تعمل تضاريس الأرض على تشتيت الترددات، ويصبح التتبع أكثر صعوبة.
وذكر الكاتب أن أوكرانيا تعتبر البلد الأكثر تعرضا للهجمات باستخدام الطائرات المسيّرة وليس إسرائيل؛ فمنذ اندلاع الحرب في ربيع 2022 أُطلقت نحو أوكرانيا ما يقرب من ألف مسيّرة، تم إسقاط المئات منها، وذلك بسبب أن أوكرانيا مسطحة جدا، ولا توجد بها عوائق لأنظمة الكشف؛ وبهذا يمكن للمدافعين الأوكرانيين إرسال طائرات "ميغ 29" وصواريخ مضادة للطائرات باتجاه أسراب المسيّرات الروسية، بينما تعود النسبة الكبيرة للإصابات في مدن أوكرانيا إلى كثافة النيران؛ حيث تطلق روسيا مسيّرات بالعشرات.
ويختتم الكاتب تقريره بأن اكتشاف اثنين من "مسيّرات أبابيل" من لبنان، أكثر صعوبة من اكتشاف 20 طائرة من طراز "صماد" من اليمن أو 200 طائرة من طراز "شاهد" الإيرانية، ولذلك نظريا، فإن احتمال أن يرسل نصر الله سربا كبيرا من المسيّرات هو احتمال ضعيف، إذ كلما أتى عدد كبير سهل اكتشافه من قِبَل نظام الدفاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات مسی رات حزب الله المسی رات التی ت
إقرأ أيضاً:
صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين إسرائيل ولبنان لوقف إطلاق النار .. هدنة لـ60 يومًا وانسحاب تدريجي
سرايا - نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إقليميين وأميركيين مطلعين أن ملامح اتفاق محتمل بين "إسرائيل" ولبنان بدأ يتبلور بما يفتح بابا للتفاؤل الحذر بخصوص التوصل إلى تسوية.
وقالت الصحيفة إن تفاصيل تنفيذ التسوية بشأن لبنان لا تزال بحاجة إلى اتفاق، مشيرة إلى أن الاتفاق المحتمل يتضمن هدنة 60 يوما تنسحب خلالها "إسرائيل" من لبنان، في حين ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.
في السياق ذاته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت إنه سمع بتقدم كبير في موضوع التسوية مع لبنان تضمن العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم.
وكشف غالانت ذلك في تغريدة نشرها على حسابه بمنصة “إكس” عقب لقاء جمعه بالمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، واصفا اللقاء بـ”الناجح”.
وأضاف غالانت أنه “بفضل الإنجازات الأمنية والعسكرية التي حققناها خلال الفترة التي توليت فيها الجهاز الأمني، تستطيع "إسرائيل"، بل ويجب عليها، المضي قدما في الاستيطان وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.
واعتبر أن “من شأن هذه الخطوة أن تضعف إيران وحزب الله بشكل كبير وتسمح لـ "إسرائيل" بتنفيذ عمليات إضافية لإعادة المختطفين واستكمال أهداف الحرب في غزة”.
في السياق ذاته، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن تقديرات في "إسرائيل" تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان “خلال أيام إذا بقيت تفاصيل صغيرة عالقة”.
وأضافت أن أبرز التفاصيل العالقة بعد محادثات المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين هي رفض "إسرائيل" أي دور لفرنسا في آلية المراقبة، فضلا عن بعض الخلافات بشأن الصياغات المتعلقة بنقاط الحدود المتنازع عليها.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على محادثات المبعوث الأميركي قولها إن هناك تقدما يمكن وصفه بالكبير، لكن لا تزال هناك حاجة إلى العمل من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وقالت المصادر إن هوكشتاين ضغط على المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين، وقال إنه حان الوقت لاتخاذ قرار والتوصل إلى اتفاق.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#العالم#إيران#لبنان#الله#العمل#الدفاع#بوتين
طباعة المشاهدات: 1501
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-11-2024 12:52 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...