بايدن وترامب.. "ملفات حاسمة" في معركة الـ"90 دقيقة"
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
على قدم وساق، تمضي استعدادات الرئيس الأميركي جو بايدن وغريمه الجمهوري دونالد ترامب للمناظرة الأولى بينهما يوم الخميس المقبل، وسط ترقب لـ"الملفات الحاسمة" التي يعوّلان عليها في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تصل محطتها الرئيسية مطلع نوفمبر المقبل.
وحددت صحيفة "وول ستريت جورنال"، غاية بايدن وترامب من المناظرة الرئاسية الأولى، فمن جانب المرشح الديمقراطي فإنه يسعى لتصوير نفسه كـ"زعيم قوي"، وخصمه الجمهوري كـ"عامل للفوضى يسعى للانتقام من المنافسين".
في المقابل، يعتزم ترامب إجراء استفتاء سريع على تعامل بايدن مع الاقتصاد والكفاءة في منصبه، حيث يصوّر رئاسة الحزب الديمقراطي على أنها "فشل لا يستحق ولاية ثانية".
واستعرض سياسيون أميركيون ومحللون في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، خيارات بايدن وترامب للتعامل مع المناظرة الأولى، والقضايا التي سيعمل عليها كلاهما لحشد مزيد من الزخم نحوه بما يضمن فوزه بأصوات إضافية، خاصة في "الولايات المتأرجحة".
كيف يستعد بايدن وترامب؟
واعتبرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، إن مساعدي بايدن وخصمه ترامب حددوا أهدافًا مماثلة من مناظرة الخميس، تتلخص في "تصوير خصمهم على أنه يدفع البلاد للفوضى وغير لائق تمامًا للمنصب".
وأمضى كلا الفريقين الأسابيع الماضية في العمل على ضبط رسالتهما بشأن مجموعة واسعة من القضايا، من الاقتصاد إلى الشؤون الخارجية إلى لياقة منافسيهما للمنصب.
وقالت "سي إن إن" إن كل فريق انتخابي وجد منهم نفسه مشتتًا بطريقة ما "ترامب بسبب المحاكمة الجنائية التي استهلكته، وبايدن بامتداد السفر المكثف إلى الخارج وملحمة قانونية مؤلمة لعائلته".
وفي الجلسات التحضيرية، ركز بايدن على طرق محاسبة ترامب على آرائه والإجراءات التي اتخذها سابقًا على منصة المناظرة، وكما قال أحد مسؤولي حملته فقد "أصبح الرئيس أكثر حدة في التصريحات الأخيرة حول ترامب ويخطط لنقل هذا الموضوع إلى منصة النقاش".
في غضون ذلك، يهدف ترامب إلى طمأنة الناخبين بأنه يمكن أن يكون زعيمًا أكثر ثباتًا وفعالية من خليفته، على الرغم من القضايا القانونية التي تدور حوله وسياسته المثيرة للجدل بشدة.
وترى صحيفة "نيويورك بوست" فإن ترامب قد يستغل اضطراب بايدن وتدهوره المعرفي في المناظرة المرتقبة بينهما، موضحة أنه "وفقا للخصوم السابقين لبايدن، يعاني الرئيس من عدد من نقاط الضعف، بما فيها المزاج السيئ وتباطؤ قدراته المعرفية، الأمر الذي قد يستخدمه ترامب لصالحه".
ورجحت الصحيفة الأميركية أن يحاول ترامب تصوير بايدن باعتباره "عجوزًا وغير قادر على التعامل مع الحقائق والضغوط".
أسلحة ترامب
وقال عضو المجلس الاستشاري للرئيس السابق ترامب، وعضو حملته الانتخابية الحالية، غابريال صوما، إن "هناك عدة ملفات تجعل الفارق كبيرًا لمصلحة ترامب، وعلى رأسها الحديث عن الوضع الاقتصادي الذي وصلت إليه الولايات المتحدة، خاصة ارتفاع أسعار وتكاليف المعيشة والوقود، وبالتالي استمرار التضخم، فعندما وصل بايدن إلى البيت الأبيض كانت نسبة غلاء المعيشة بحدود 1.4 بالمئة، أما اليوم فارتفع هذه النسبة إلى أكثر من 3 بالمئة".
واعتبر "صوما" في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "المواطن الأميركي يلمس الوضع الاقتصادي السيئ بالبلاد، فإن أراد أن يملئ السيارة بالبنزين كان يدفع دولارين، أما اليوم فيدفع ما يزيد عن 4 دولارات أو 6 دولارات للغالون في بعض الولايات".
القضية الثانية في رأي "صوما" التي سيستغلها ترامب كنقطة ضعف في بايدن، هو ملف "الهجرة والحدود"، مضيفًا أنه "دخل إلى الولايات المتحدة نحو 10 ملايين مهاجر غير قانوني، في حين أن أغلبية الشعب الأميركي يرفض ذلك خاصة أن الحدود كانت مغلقة مع المكسيك عندما وصل بايدن للبيت الأبيض لكنه في الأسبوع الأول قرر إلغاء كافة التدابير التنفيذية التي كان قد اتخذها ترامب وقرر فتح الحدود".
أما القضية الثالثة، تتمثل في الحالة الصحية والعقلية لبايدن ذاته "فالشعب الأميركي يعلم أن رئيسه ليس لديه القدرة الصحية والعقلية أن يكون رئيسًا لولاية ثانية"، وفق حديث "صوما".
ومع ذلك، يعتقد عضو الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري، أن "المناظرة سوف تحدث فارقًا في التصويت بالانتخابات المقبلة؛ لأن شعبية ترامب تتزايد في استطلاعات الرأي، مقابل انخفاض شعبية بايدن"، حسبما قال.
وأشار إلى أن من يحدد نتيجة هذه الانتخابات هي "الـ 7 ولايات متأرجحة"، والتي يعول عليها فريق ترامب في حصد أكثرية الأصوات بها، بما يضمن عودته للبيت الأبيض مجددًا.
وأظهرت استطلاعات للرأي أجرتها كلية "إيمرسون" وموقع "ذا هيل"، تقدم ترامب على منافسه بايدن في 6 ولايات حاسمة، على رأسها أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وبنسلفانيا.
ملفات حاسمة
في المقابل، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي المهتم بالشؤون الأميركية سعيد صادق، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن بايدن سيدافع عن سياساته الخاصة بالهجرة في مواجهة الاتهامات التي سيواجهها من ترامب، بجانب استعراض ما قدمته إدارته بالنسبة للقضايا الخارجية خاصة فيما يتعلق بدعم أوكرانيا والحرب في غزة، معتبرًا أن "السياسة الخارجية مهمة، لكنها ليست حاسمة مقارنة بالسياسة الداخلية".
وأشار "صادق" إلى أن "بايدن غير لائق صحياً ولا يحتاج لمناظرات لإثبات ذلك، في حين سيعمل عن كثب مع فريقه للتذكير بأن منافسه مُجرم مُدان والسبب الرئيسي لفوضى 7 يناير أمام الكونغرس والتسبب في اقتحامه".
واتفق مع ذلك المحلل السياسي الأميركي ماك شرقاوي، الذي قال لسكاي نيوز عربية، إن "بايدن سيستخدم المناظرة باعتباره الزعيم الواثق من نفسه الذي بإمكانه قيادة الولايات المتحدة لـ 4 سنوات مقبلة أمام خصمه الجمهوري الفوضوي الذي يسعى للانتقام من منافسيه"، موضحًا أنه سيعمل على الرد على "التصريحات المضللة من ترامب برسائل تنطوي على أنه الأفضل لقيادة البلاد".
وتطرق "شرقاوي" إلى الإشارة إلى أن "المناظرة ستشمل الاتهامات بنزاهة الانتخابات، وأزمة حقوق الإجهاض خاصة أن الجمهوريين يقفون ضد الإجهاض، في حين أن الحزب الديمقراطي يرى حرية المرأة على جسدها، وسيعمل بايدن على استغلال هذه القضية لصالحه".
وعاد صادق للتوضيح أن المناظرة المقبلة "مُهمة لأنها بين المرشحين المحتملين الأكثر حظوظا للفوز بالانتخابات، لكنها مع ذلك تؤثر فقط على الجمهور المتأرجح وليس المؤيد أو المتطرف لأي طرف".
وأشار إلى أن الإعلام الأميركي يلعب دورًا مؤثرًا في الانتخابات الرئاسية، مستدلًا على ذلك بالقول إن "الإعلام المؤيد لترامب مثل فوكس نيوز يركز على جرائم المهاجرين ويتهم سياسة بايدن بالتسبب فيها، في المقابل تدعم سي إن إن الديمقراطيين وسياسة بايدن وتركز على جرائم ومحاكمات ترامب".
مناظرة مُبكرة.. وشروط
ستقام المناظرة الأولى يوم 27 يونيو وتستضيفها "سي إن إن" في استوديوهاتها بأتلانتا بولاية جورجيا، في حين تعقد المناظرة الثانية يوم 10 سبتمبر وتستضيفها شبكة "إيه بي سي نيوز".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن المناظرة الأولى تأتي بشكل مُبكر كثيرًا عما كان عليه تلك المناقشات الرئاسية، إذ عادة ما يواجه مرشحو الأحزاب الرئيسية بعضهم البعض بشكل عام في أواخر سبتمبر وأكتوبر، قبيل شهر الانتخابات، بيد أن فريق بايدن هو من طلب ذلك.
ورأت حملة بايدن أن مثل تلك النقاشات المبكرة ستمنح الناخبين الفرصة للحكم على المرشحين قبل الإدلاء بأصواتهم المبكرة، وستسمح للمرشحين بالتركيز على الحملات الانتخابية في الأسابيع الأخيرة من السباق.
وجرى تحديد عدد من الشروط لهذه المناظرة، تشمل:
تُعقد بدون جمهور، تلبية لأحد مطالب حملة بايدن، الذي أراد تجنب الجمهور الشخصي الذي يمكن أن يهتف ويعرقل حديثه. ستبدأ الساعة 9 مساءً بالتوقيت الشرقي لأميركا الشمالية، وتستمر لمدة 90 دقيقة مع استراحتين تجاريتين. يتم إغلاق ميكروفونات المرشحين عندما لا يحين دورهم للحديث، مما يلبي مطلبًا آخر من حملة بايدن. سيكون بايدن وترامب وحدهما فقط على المسرح، بعد استبعاد المرشح المستقبل روبرت أف كينيدي جونيور، والذي تقدم بشكوى أمام هيئة مراقبة الحملات الانتخابية على وقع ذلك. سيكون بايدن على اليمين، وسيكون ترامب على يسار شاشات المشاهدين، بعدما جرى تحديد موقعهما من خلال قرعة فاز به بايدن، في حين يحصل ترامب على الكلمة الأخيرة. يقوم بتنظيم المناظرة "جاك تابر ودانا باش"، و"يستخدمان جميع الأدوات المتاحة لهما لفرض التوقيت وضمان حصول مناقشة حضارية".المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات وول ستريت جورنال بايدن المناظرة المرشح الديمقراطي ترامب مناظرة المناظرة بايدن وترامب مناظرة بايدن وترامب وول ستريت جورنال بايدن المناظرة المرشح الديمقراطي ترامب أخبار أميركا بایدن وترامب نیوز عربیة ترامب على سی إن إن إلى أن فی حین
إقرأ أيضاً:
الاحتياطي الفدرالي الأميركي: التعريفات الجمركية قد تغذي التضخم
أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول أن تأثير التعريفات الجمركية التي تعتزم إدارة دونالد ترامب فرضها على التضخم لم يتضح بعد، مشيرا إلى ضرورة مراقبة عدة عوامل لتحديد مدى تأثير هذه الرسوم على الأسعار على المدى الطويل.
وقال باول خلال جلسة أسئلة وأجوبة في منتدى الأعمال بجامعة شيكاغو بوث في نيويورك "في الحالة البسيطة، إذا كنا نعلم أنها خطوة لمرة واحدة، فإن المنهج الاقتصادي التقليدي يشير إلى عدم الحاجة لاستجابة فورية من الفدرالي عبر تشديد السياسة النقدية".
لكنه شدد على ضرورة متابعة عدة عوامل قبل اتخاذ أي قرارات "إذا تحولت إلى سلسلة من الزيادات المتكررة، وإذا كانت كبيرة فإن ذلك سيكون مؤثرًا، وما يهم حقًا هو مدى تأثيرها على توقعات التضخم طويلة الأجل".
التعريفات السابقة لم تكن تضخميةوأوضح باول أن الإجراءات التجارية التي اتخذها ترامب خلال ولايته الأولى لم تؤدِ إلى تضخم، بل تسببت في تباطؤ النمو العالمي، مما دفع الفدرالي إلى خفض أسعار الفائدة آنذاك.
وجاءت تصريحات باول بعد أسبوع من التذبذب الحاد في الأسواق المالية، حيث فرض ترامب تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات كندا والمكسيك، قبل أن يؤجل تطبيقها حتى أبريل/نيسان المقبل. ومع ذلك، أشار الرئيس الأميركي إلى إمكانية تسريع تنفيذ تعريفات إضافية على واردات أخرى.
إعلانوتتناقض رؤية باول مع تصريحات وزير الخزانة سكوت بيسنت الذي قلل من تأثير التعريفات على التضخم، مشيرًا إلى أن أي ارتفاع في الأسعار سيكون "مؤقتًا وغير مستدام".
وأضاف بيسنت "لا يوجد شيء أكثر انتقالية من التعريفات إذا كانت مجرد تعديلات سعرية لمرة واحدة" مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات لن تؤدي إلى تضخم مستدام.
لكن تصريحات باول -بحسب رويترز- تعكس قلق الفدرالي من إمكانية حدوث صراع بينه وبين إدارة الرئيس، خاصة إذا ما استمر ترامب في تطبيق تعريفات واسعة النطاق على الواردات التي تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات.
الفدرالي يتمهلوأكد باول أن الفدرالي سيحتاج إلى تقييم التأثير الصافي لجميع سياسات ترامب الاقتصادية، بما في ذلك التغييرات التنظيمية التي يعتبرها بيسنت محركة للنمو وكابحة للتضخم.
وفي ظل عدم وضوح الصورة الكاملة، قال باول إنه لا يوجد داعٍ للاستعجال في خفض أسعار الفائدة، خاصة أن معدل التضخم لا يزال أعلى بقليل من هدف الفدرالي البالغ 2%.
وأضاف "الإدارة الجديدة تعمل على تنفيذ تغييرات كبيرة في السياسة الاقتصادية. ولا تزال حالة عدم اليقين مرتفعة بشأن تأثير هذه التغييرات، ونحن بحاجة إلى التركيز على التمييز بين الإشارات الحقيقية والضوضاء المؤقتة مع تطور الأوضاع".
وفي أعقاب هذه التصريحات، ارتفعت الأسواق المالية بعد أن قلصت المؤشرات الرئيسية خسائرها في جلسة الجمعة.
أسواق المال تتفاعل بحذروبعد تصريحات الوزير الأميركي، عزز المستثمرون توقعاتهم بأن الفدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة بحلول يونيو/حزيران، مع احتمال تنفيذ 3 تخفيضات بمقدار 0.25% لكل منها قبل نهاية العام.
وكتب كريشنا غوه نائب رئيس مؤسسة "إيفركور" في مذكرة تحليلية أن "تصريحات باول تمنح الأسواق المتوترة بعض الطمأنينة بشأن النمو، بينما تحمل في طياتها نبرة متحفظة بشأن السياسة النقدية".
إعلانكما أشار إلى أن باول استشهد بتجربة عام 2019 عندما خفض الفدرالي أسعار الفائدة 3 مرات بسبب تأثير الحروب التجارية على النمو، مما يعزز احتمال تبني الفدرالي موقفًا مرنًا تجاه تأثيرات التعريفات الجديدة.
وضع غير مستقرورغم القلق المتزايد بشأن التضخم، شدد رئيس الاحتياطي الفدرالي على أن الاقتصاد الأميركي "لا يزال في وضع جيد" مشيرًا إلى استمرار تحقيق مكاسب في سوق العمل.
ووفقًا لبيانات الحكومة، أضاف الاقتصاد الأميركي 151 ألف وظيفة في فبراير/شباط، بينما بلغ متوسط الوظائف المضافة منذ سبتمبر/أيلول 191 ألف وظيفة شهريًا.
ومن المتوقع أن يبقي الفدرالي أسعار الفائدة مستقرة في نطاق 4.25% – 4.50% خلال اجتماعه المقبل يوم 18-19 مارس/آذار، حيث سيتم تحديث التوقعات الاقتصادية الرسمية لتقييم تأثير سياسات ترامب الاقتصادية على التضخم والتوظيف والنمو الاقتصادي.