لجريدة عمان:
2024-06-29@14:49:54 GMT

هل هذا الصيف هو الأشد حرارة؟

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

هل هذا الصيف هو الأشد حرارة؟

في كل عام يعتقد الناس في سلطنة عُمان وفي عموم الجزيرة العربية أن حرارة الصيف في ذلك العام هي الأشد على الإطلاق كما حدث خلال أيام عيد الأضحى الأسبوع الماضي، وكان البعض يرد على مثل هذا الادعاء أن حرارة الصيف في الجزيرة العربية شديدة على الدوام، وأن ذاكرة الناس القصيرة هي التي تجعل البعض يعتقد أن هذا الصيف أكثر حرارة عن سابقه.

إن الحقيقة التي يثبتها العلم الآن أن سلطنة عُمان وشبه الجزيرة العربية، وفي الحقيقة العالم أجمع، متأثر بشكل واضح بالتغيرات المناخية، وأن تصوّر أن كل عام يكون أكثر سخونة من العام الذي سبقه ليس مجرد ادعاء، بل تدعمه البيانات العلمية والمتوسطات السنوية لدرجات الحرارة. لقد شهدت سلطنة عُمان وجزيرة العرب ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة خلال العقد الماضي، وهو اتجاه من المتوقع أن يستمر ما لم تكن هناك تدابير من شأنها أن تغير هذا الاتجاه.. على أن مثل هذه التدابير تحتاج إلى وقت طويل نسبيا حتى نلحظ آثارها بشكل ملموس.

وعلى مدى العقد الماضي، شهدت شبه الجزيرة العربية ارتفاع درجات الحرارة بمعدل ينذر بالخطر. وتشير الدراسات إلى أن درجة الحرارة في هذه المنطقة زادت بنحو 0.63 درجة مئوية كل عقد، وتشير التوقعات إلى أن هذا الاتجاه سيستمر أو حتى يتسارع إذا استمرت الأنماط الحالية المسببة في انبعاث الغازات الدفيئة في العالم أجمع؛ حيث إن هذه الزيادة جزء من ظاهرة عالمية أوسع نطاقا، لكن المناخ الجاف في شبه الجزيرة العربية يجعلها عرضة بشكل خاص لمثل هذه التغيرات.

إن الآثار المترتبة على ارتفاع درجات الحرارة متعددة حيث تؤدي إلى تفاقم مشكلة ندرة المياه، وتضغط على أنظمة الطاقة، وتؤثر على الزراعة وصحة الإنسان. ويؤدي الطلب المتزايد على التبريد خلال فترات ذروة الحرارة إلى الضغط على شبكات الكهرباء ما يؤدي إلى احتمال انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع التكاليف كما حدث في بعض دول الخليج العربية خلال الأيام الماضية. علاوة على ذلك، فإن الآثار الصحية للتعرُّض لفترات طويلة للحرارة الشديدة تشمل ضربات الشمس، والجفاف، وتفاقم الحالات المزمنة.. وما زالت أحداث موسم الحج الأسبوع الماضي ماثلة أمام الجميع حيث لقي أكثر من ألف حاج مصرعهم بسبب شدة الحرارة.

وبالنظر إلى المستقبل، فإن الدراسات تشير إلى أن العقد المقبل سيشهد ارتفاع درجات الحرارة في شبه الجزيرة العربية بمقدار 1.5 إلى 2 درجة مئوية إضافية إذا لم يعالج العالم مشكلة انبعاث الغازات الدفيئة.

ويتطلب التصدي للتحديات الناتجة عن التغيرات المناخية نهجا بمسارات متعددة، حيث تؤدي الإجراءات الفردية والجماعية أدوارا مهمة جدا لا يمكن التقليل من أثرها على المديَين المتوسط والبعيد. وعلى المستوى الفردي، فإن الحد من استهلاك الطاقة من خلال اعتماد سلوك يوفر الطاقة، وتغيير سلوك استخدام المركبات في وقت يمكن فيه استخدام مركبات أقل أو استخدام وسائل النقل العامة في حالة توفرها، ودعم مبادرات الطاقة المتجددة.. مبادرات يمكن أن تحدث فرقا واضحا مع الوقت؛ فكل عمل صغير، مثل زراعة الأشجار والحد من هدر المياه، يساهم في الجهد الأكبر لكبح جماح التغيرات المناخية المتسارعة.

وعلى مستوى الحكومات فليس جديدا القول إنها تحتاج إلى استثمارات أكبر في البنية التحتية المستدامة ومصادر الطاقة المتجددة. وتؤكد الوكالة الدولية للطاقة على أهمية تنويع مزيج الطاقة ليشمل المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تعد أقل اعتمادا على المياه وأكثر قدرة على الصمود في مواجهة الظواهر المناخية المتطرفة.

ويمكن لبلدان شبه الجزيرة العربية الاستفادة من الموارد والاستراتيجيات المشتركة لمكافحة تغير المناخ. ومن الممكن أن تعمل المشاريع التعاونية، مثل تطوير مزارع الطاقة الشمسية العابرة للحدود وأنظمة إدارة المياه المشتركة، على تعزيز القدرة على الصمود في منطقة لا تحتمل أي زيادة في درجات الحرارة أو نقص إضافي في المياه.

ولا بد أن يعلم الجميع أن أي خطوة استباقية اليوم، يمكن أن تجعلنا نأمل في غد أقل حرارة وأكثر مياها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شبه الجزیرة العربیة درجات الحرارة

إقرأ أيضاً:

حرارة الصيف تفاقم معاناة سكان غزة.. جوع وحصار وسط مخاوف من انتشار الأمراض

مع ارتفاع درجات الحرارة تتفاقم معاناة سكان غزة البالغ عددهم قرابة 2.3 مليون نسمة، في ظل الحرب التي أجبرت معظمهم على النزوح وسط ظروف إنسانية صعبة تفتقد لأبسط مقومات الحياة,

ويعاني النازحون في خيام أو في مراكز إيواء مزدحمة بمدارس تابعة للأمم المتحدة أو في منازل خاصة مكتظة بالسكان، من ارتفاع درجات الحرارة في الصيف دون أجهزة تكييف أو حمامات نظيفة أو نظام صحي فعال وسط ارتفاع معدلات سوء التغذية وانتشار الأمراض، وفقا لوكالة رويترز.

ونقلت الوكالة شهادات لعائلات داخل إحدى مدارس الأمم المتحدة في خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث يخشى الناس هناك من آثار ارتفاع الحرارة والرطوبة وزيادة البعوض والحشرات الأخرى.



وتقول أمل البالغة 38 عاما للوكالة، إن ابنها لا يستطيع النوم بينما لا تملك  ما يخفف عنه حرارة الطقس سوى مروحة مصنوعة من الورق المقوى.

وكان منزل الأسرة في بيت حانون شمالي قطاع غزة لكنهم تركوه في وقت سابق بسبب العدوان.

وأضافت، "درجة الحرارة عالية كتير. تطلع الرطوبة تطلع العرق في الولاد تطلع الحرارة قد إيش . بدي أطفي حرارتهم كيف؟ لو الواحد مفكر انه يجيب هواية. مفيش كهربا. كيف بدي أشغل إيلهم مراوح؟ بندبر إلنا خشبة بندبر كرتونة نهوي على حالنا".

وتابعت، "هاي هو صحي من الشوب. هو عارف ينام؟! مش عارفين يناموا من الشوب. حرارة بشكل مش طبيعي. إيش نعمل؟ إيش نعمل في هاي الحياة هادي الصعبة".

وأضافت "يعني بنيم ابني لتشوف كل جسمه مليان حرارة. كنت دايما نحنا زمان دايما بنحمم. لو بدي أحمم ابني ابرد عليه متطلعش الحرارة...بدي ماية. طيب أنا صرت خايفة على صحة زوجي كمان لأنه رايح جاي خس النص من حمل الماية. كل إيشي مش متوفر عنا".



وقطع الاحتلال إمدادات الكهرباء عن القطاع، مع بداية العدوان كما توقفت إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل محطة الطاقة الوحيدة في القطاع. ونفد الوقود المستخدم في تشغيل المولدات الخاصة بعد ذلك بوقت قصير.

وأمس الثلاثاء قال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط٬ تور وينسلاند٬ في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، إن "استمرار الحرب في قطاع غزة يزيد من عدم الاستقرار الإقليمي"، مطالبا باتخاذ خطوات عاجلة لتهدئة الوضع، وبوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، لافتا إلى التأثير المدمر للحرب على السكان المدنيين والأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها القطاع.

جاء ذلك في الجلسة الشهرية لمجلس الأمن، حول الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، والاجتماع الربع سنوي للمجلس بشأن تنفيذ القرار 2334، المؤرخ في 23 كانون الأول/ ديسمبر 2016، الذي طالب بإنهاء جميع الأنشطة الاستعمارية الإسرائيلية.

وأضاف وينسلاند: "لا يزال الجوع وانعدام الأمن الغذائي مستمرين - وفي حين تم تجنب توقعات المجاعة الوشيكة في الشمال من خلال زيادة توصيل الأغذية - فقد تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الجنوب".

وأكد أن جميع سكان غزة تقريبًا ما زالوا يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، مضيفًا أن ما يقرب من 500 ألف شخص يواجهون انعدام الأمن الكارثي.



ولفت إلى أن حجم القتل والدمار في غزة مروع ومدمر، مبينًا أن "الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في المناطق المكتظة بالسكان دمرت أحياء بأكملها وألحقت أضرارا بالمستشفيات والمدارس والمساجد ومنشآت الأمم المتحدة.

وشدد وينسلاند على ضرورة حماية المدنيين، مؤكدًا أن حياة 1.7 مليون نازح في غزة معرضة للخطر.
ومن المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة في قطاع غزة هذا الأسبوع 30 درجة مئوية، وشهدت السنوات القليلة الماضية سلسلة من موجات الحر الشديدة في دول البحر المتوسط خاصة مع المجيء المبكر لشهور الصيف.

مقالات مشابهة

  • الأنهار والمسابح المغلقة ملجأ أخير للعراقيين من لهيب الصيف
  • تاج الشمس فوق رؤوس الغلابة.. فضل السعي على الرزق في لهيب الحر
  • عاجل| درجات حرارة صيف 2024.. تحذير من الأرصاد و60 يوم صعبة للمصريين
  • الأحساء ووادي الدواسر الأعلى حرارة بـ47 مئوية.. والسودة الأدنى
  • تدابير سهلة لمواجهة حرارة الصيف في السيارة.. واحذر ترك طفلك فيها!
  • موجة حر غير مسبوقة تجتاح الدول العربية في صيف 2024
  • الإجهاد الحراري.. نصائح لمواجهة القاتل الصامت في الصيف
  • احمي هاتفك من حرارة الصيف: اليك نصائح ذهبية لتجنب حدوث كارثة!
  • هل نشهد صيفا أشد حرارة هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة؟.. «الأرصاد» تجيب
  • حرارة الصيف تفاقم معاناة سكان غزة.. جوع وحصار وسط مخاوف من انتشار الأمراض