في الثاني عشر من نوفمبر 2017، اعترف الإرهابي الهارب هيثم أبو خليل بأن عددًا من القائمين على إدارة حملات التبرعات في التنظيم الإخواني المصري بالخارج يلتهمون أكثر من 40 ٪ لحساباتهم الخاصة وذلك بادعاء أنهم "من العاملين عليها ويحق لهم الحصول على نصيب من أموال الزكاة والصدقات وما في حكمها من أموال"، وكان صاحب الاعتراف الفاضح، المنشور للعامة عبر "الفيسبوك"، يتحدث بعد سنوات من الالتصاق بالقائمين على إدارة حملات التبرعات، وكان يعلم علم اليقين خطورة اتهاماته الموجهة مباشرة إلى القابضين على مفاتيح خزائن وثروات الجماعة وأصحاب القرار في قمة الهرم القيادي الإخواني.

قال الإرهابي هيثم أبو خليل في منشوره التهديدي الساخن: "لما يكون فيه عائلات في كرب وضنك وطالع عينهم وحضرتك بتلم تبرعات علي حسهم وبتاخد لنفسك أكثر من 40 ٪ لأن شيطانك زين لك أنك من العاملين عليها، وتروح تشتري شقق وعربيات وتبعت كمان فلوس منها إلى مصر وتشتري عمارات.. يبقى ده حضرتك انحطاط وفساد". وأضاف: "مش هأقولك لك خليك عفيف علشان دي مصطلحات أمثالكم ميعرفوهاش.. وإياك تحس إنك فكيك وشاطر ومحدش واخد باله.. إياك تظن إن حكاويك وكذبك العبيط بينطلي علي أصغر طفل". وتابع: "لكن صدقني يومًا سأكتب كل ما شاهدته وعاينته هنا لأن ده تاريخ، حتى ولو كان وسخ فمن حق الأجيال القادمة تعرف المهاجرين الحقيقيين والمهاجرين الشمال من أجل السبوبة".

استقبل كاتب المنشور مئات التعليقات والرسائل الغاضبة التي اتهمته بالتستر على جرائم القائمين على جمع التبرعات واختصر أحدهم عشرات التعليقات في تعليق جامع، وقال: "أنا هاكلم حضرتك بمنطلق شرعي وديني بحت، حضرتك لو تملك أدلة دامغة ومثبتة وقاطعة ولا تُبلغ عن السارق أو على الأقل لم تحذر الناس، فحضرتك آثم ومشارك معه في الإثم لأنك بعدم كشفك لسرقته بتخليه يتمادى في غيه وضلاله وبتبقى في حكم المتعاون معاه". وقال آخر: "طيب على ما تفضحهم هيكونوا أخدوا كام من قوت الغلابة؟!.. انتظارك يعني أنك شريك فى سرقاتهم القادمة.. انشر ما لديك الآن لتبرئ ذمتك"، وتساءل إخواني ثالث عن الهدف من المنشور التهديدي الذي يتضمن تعميمًا يصيب جميع القائمين على جمع التبرعات بلا استثناء".

واستغل أحد الهاربين منشور صديقه "أبو خليل" وحشر بين تعليقاته اتهامًا آخر لأحد أعضاء ما يُسمى "جبهة الضمير" الداعمة لجماعة "الإخوان"، وقصف ناصيته بعدة اتهامات ساخنة، وقال: منذ متى وأنت إسلامي؟.. أين الأموال التي جمعتها من التبرعات وماذا فعلت بها؟.. أنت تَدَّعي أن جواز سفرك مفقود ومعك جواز سفر نيجيري وهذا كذب؟.. فلماذا تكذب؟!".

ومن جانبها شاركت حليفة "الإخوان" غادة نجيب في ترويج منشور أبو خليل الفاضح، وقالت: "هو بس كده.. أومال لو اتكلمنا عن سرقة حقوق العاملين واستعبادهم وبَخس حقوقهم والتعامل معاهم بالسخرة وفى الوقت اللى تلاقيه عايش عيشة ٧ نجوم يقولك مامعييش والظروف والجوابات.. حجة كدابة لسرقة الحقوق".

وفي رده على أصحاب التعليقات، حاول هيثم أبو خليل تهدئة الغاضبين وزعم أنه "لم يصمت يومًا على أي مخالفات" داخل جماعة "الإخوان" وتعهد بأن يكتب الحقائق كاملة، وقال: "لا تشغلوا أنفسكم بالتوقيت فهذا سيحدث لأن دي حقوق والحقوق لا تسقط بالتقادم.. ولكن اشغلوها بالنظر جيدًا حولكم وعدم الضحك عليكم بمعسول الكلمات"، وأضاف: "لو أنا عارف إن فيه جهة ما أو ناس كبيرة حتاخد ما سأذكره بالتفصيل وتُحقق وتستبعد وتقوم بدور محترم كنت اتكلمت فورًا لأن الصمت خيانة.. .الأجواء الآن مسمومة.. بتطلع تقول فلان نصاب.. فلانة نصابة مبتاخدش إلا الشتيمة ويا خاين ويا منفسن ويا شاقق الصف.. .وكله ماشي في سكة الطرمخة.. حد يشاور لي على حد نروح نشتكي له على ما يحدث وأبقى مجرم ومتواطئ لو مرحتش.. .حضرتك قاعد وعايز تتفرج وخلاص ومعندكش فكرة عن الواقع الذي نتحدث عنه".

كان منشور الثاني عشر من نوفمبر 2014، قذيفة مرعبة للمتربحين من أموال التبرعات، وتوقع بعضهم أن يكون الاتهام الغامض بداية لزلزال مُدمر يحطم أبراج الثراء والثروة، لكنهم عادوا إلى خزائنهم آمنين مطمئنين بعد أن علموا أن هيثم أبو خليل أغلق الملف سريعًا في ذات الأسبوع واكتفى بالمنشور اليتيم، ولم يكشف أسماء المتهمين ولم يتخذ أي إجراء لإعادة المسروقات وقرر أن يغض البصر عن الجريمة المستمرة والمتكررة في حاضر ومستقبل الجماعة الإرهابية، ولم ولن ينطق بكلمة واحدة تجرح مشاعر لصوص التبرعات أو "شلة المهاجرين الشمال".. وما خفي كان أعظم.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

«حزب الله» يواجه تحديا هائلا لسد الثغرات في صفوفه

بيروت- «رويترز»: في أعقاب اغتيال حسن نصر الله، تواجه جماعة حزب الله تحديا هائلا وهو سد الثغرات في صفوفها والتي سمحت لعدوها اللدود إسرائيل بتدمير مواقع الأسلحة وتفخيخ أجهزة اتصالاتها اللاسلكية واغتيال أمينها العام المخضرم الذي ظل مكان وجوده سرا محفوظا بعناية لسنوات.

حدث اغتيال نصر الله في مقر القيادة يوم الجمعة بعد أسبوع واحد فقط من تفجير إسرائيل لمئات من أجهزة البيجر والوكي-توكي المفخخة. ومقتله ذروة سلسلة سريعة من الضربات التي اغتالت نصف مجلس قيادة حزب الله ودمرت قيادته العسكرية العليا.

وفي الأيام التي سبقت اغتيال نصر الله وفي الساعات التي تلت ذلك، تحدثت رويترز مع أكثر من 12 مصدرا في لبنان وإسرائيل وإيران وسوريا وقدموا تفاصيل عن الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بالجماعة بما في ذلك خطوط إمدادها وهيكلها القيادي. وطلب الجميع عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الأمر.

وقال مصدر مطلع على تفكير إسرائيل قبل أقل من 24 ساعة من الضربة إن إسرائيل أمضت 20 عاما في تركيز جهود المخابرات على حزب الله ويمكنها استهداف نصر الله عندما تريد وحتى وإن كان في مقر الجماعة. ووصف المصدر المعلومات الاستخباراتية بأنها «ممتازة»، دون سرد تفاصيل.

وأفاد مسؤولان إسرائيليان بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودائرته المقربة من الوزراء منحوا الموافقة على الهجوم يوم الأربعاء. ووقعت الضربة بينما كان نتنياهو في نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتجنب نصر الله الظهور العلني منذ حرب 2006 وأخذ حذره لفترة طويلة وكانت تحركاته محدودة ودائرة الأشخاص الذين يقابلهم صغيرة للغاية، وفقا لمصدر مطلع على الترتيبات الأمنية لنصر الله. وأضاف المصدر أن الاغتيال يشير إلى أن جماعته اخترقها جواسيس لصالح إسرائيل. وقال مصدر أمني مطلع على تفكير حزب الله قبل أسبوع إن الزعيم الشيعي بات أكثر حذرا من المعتاد منذ تفجيرات أجهزة البيجر في 17 سبتمبر خشية أن تحاول إسرائيل اغتياله، واستدل المصدر على ذلك بغيابه عن جنازة أحد القادة وتسجيله المسبق لخطاب أذيع قبل أيام قليلة.

ويقول ماجنوس رانستورب، الخبير المخضرم في شؤون حزب الله بجامعة الدفاع السويدية «هذه ضربة هائلة وفشل استخباراتي لحزب الله. علموا أنه كان يعقد اجتماعا. كان يجتمع مع قادة آخرين وهاجموه على الفور».

وإلى جانب نصر الله، يقول الجيش الإسرائيلي إنه قضى على ثمانية من أكبر تسعة قادة عسكريين في حزب الله هذا العام وقُتل معظمهم في الأسبوع الماضي. وقاد هؤلاء وحدات تتراوح من فرقة الصواريخ إلى قوة الرضوان وحدة النخبة العسكرية بالجماعة.

وتعرض نحو 1500 من مقاتلي حزب الله لإصابات وتشوهات نتيجة انفجارات أجهزة البيجر والوكي-توكي يومي 17 و18 سبتمبر.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني في إفادة صحفية يوم السبت إن الجيش حصل على معلومات «في الوقت الفعلي» حول اجتماع نصر الله مع قادة آخرين. ولم يذكر شوشاني كيف علموا بذلك لكنه قال إن القادة اجتمعوا للتخطيط لشن هجمات على إسرائيل. وقال البريجادير جنرال عميحاي ليفين، قائد قاعدة حتسريم الجوية الإسرائيلية للصحفيين إن عشرات الذخائر أصابت الهدف خلال ثوان. وأضاف ليفين «العملية كانت معقدة وتم التخطيط لها منذ فترة طويلة».

وأظهر حزب الله القدرة على استبدال القادة سريعا وهاشم صفي الدين ابن خالة نصر الله مرشح منذ فترة طويلة ليكون خليفته. وقال دبلوماسي أوروبي معلقا على نهج الجماعة «إذا قتلت واحدا، يظهر آخر جديد». وستواصل الجماعة القتال وطبقا لتقديرات الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن لديها نحو 40 ألف مقاتل قبل التصعيد الحالي إلى جانب مخزونات كبيرة من الأسلحة وشبكة أنفاق ممتدة قرب حدود إسرائيل. وتأسست جماعة حزب الله في طهران عام 1982، وهي العضو الأكثر قوة في ما يسمى محور المقاومة ضد إسرائيل وطرف في حد ذاته له أهميته إقليميا.

لكن هل أضعفت الضربات التي تلقاها خلال الأيام العشرة الماضية الحزب من الناحيتين المادية والمعنوية؟

وبفضل الدعم الإيراني الذي تلقاه على مدى عقود، كان حزب الله قبل الصراع الحالي من بين الجيوش غير النظامية الأكثر تسليحا في العالم مع ترسانة تضم 150 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة مسيرة، وفقا للتقديرات الأمريكية. وبحسب تقديرات إسرائيلية، يعادل هذا 10 أمثال حجم الترسانة التي كانت لديه في عام 2006 خلال حربه الماضية مع إسرائيل.

وعلى مدار العام الماضي، تدفق مزيد من الأسلحة إلى لبنان من إيران إلى جانب كميات كبيرة من المساعدات المالية، بحسب مصدر مطلع على تفكير حزب الله.

ولم تتوفر سوى القليل من التقييمات العامة المفصلة بشأن مدى الضرر الذي لحق بهذه الترسانة نتيجة الهجوم الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي، والذي ضرب معاقل حزب الله في سهل البقاع بعيدا عن الحدود اللبنانية مع إسرائيل.

وقال دبلوماسي غربي في الشرق الأوسط لرويترز قبل هجوم الجمعة: إن حزب الله فقد ما بين 20 و25% من قدراته الصاروخية في الصراع الدائر بما يشمل مئات الضربات الإسرائيلية الأسبوع الماضي. ولم يقدم الدبلوماسي أدلة أو تفاصيل عن تقييمه.

وأشار مسؤول أمني إسرائيلي إلى أن «قسما جيدا للغاية» من مخزونات حزب الله الصاروخية دُمر دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

في الأيام القليلة الماضية، استهدفت إسرائيل أكثر من ألف هدف تابع لحزب الله. ولدى سؤاله عن قوائم الأهداف واسعة النطاق للجيش، قال المسؤول الأمني إن إسرائيل واكبت بناء حزب الله لقدراته على مدى عقدين بالاستعدادات لمنعه من إطلاق صواريخ في المقام الأول، في دعم لمنظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي التي غالبا ما تسقط الصواريخ التي تُطلق على إسرائيل.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون: إن حقيقة أن حزب الله لم يستطع إطلاق سوى 200 صاروخ فقط يوميا خلال الأسبوع الماضي دليل على أن قدراته تضاءلت.

وقبل الضربة التي استهدفت نصر الله، قالت ثلاثة مصادر إيرانية إن طهران تخطط لإرسال مزيد من الصواريخ إلى حزب الله تأهبا لحرب يطول أمدها.

وذكر المصدر الإيراني الأول أن الأسلحة التي كان من المقرر إرسالها تشمل صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى منها صواريخ زلزال الإيرانية ونسخة مطورة تتميز بالدقة تعرف باسم فاتح 110.

مقالات مشابهة

  • "البوابة نيوز" تهنئ الزميلة أسماء خليل بخطبتها
  • جدعون ساعر ينضم إلى حكومة نتنياهو
  • «حزب الله» يواجه تحديا هائلا لسد الثغرات في صفوفه
  • التبرعات الإنسانية بين لوحة البئر وأحلام العِطاش
  • جيش الإحتلال يعلن مقتل حسن خليل ياسين القيادي في مخابرات حزب الله خلال غارة على ضاحية بيروت الجنوبية
  • جيش الاحتلال يعلن اغتيال حسن خليل ياسين القيادي البارز في استخبارات حزب الله
  • رئيس جامعة المنوفية يعقد اجتماع لجنة قبول الهدايا والتبرعات أون لاين
  • بعد الإعلان عن اغتياله.. مَن يخلف نصر الله؟
  • هالة خليل رئيس لجنة تحكيم مسابقة ممدوح الليثي بالإسكندرية السينمائي
  • مشاركة سون مع توتنهام «محل شك»