الأسبوع:
2024-11-21@14:35:57 GMT

مأزق أردوغان

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

مأزق أردوغان

رغم أن تركيا تملك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، وتمتلك موقعًا استراتيچيًّا هامًّا تربط به بين القارات الثلاثة آسيا وإفريقيا وأوروبا، فإنها تعرضت لخذلان أعضاء الناتو، خاصة أمريكا وفرنسا واليونان وألمانيا. ويمكن تلخيص الخلاف مع أمريكا في إمداد حزب العمال الكردستاني بأسلحة حديثة من قِبل واشنطن، مع دعم مباشر لما يُسمى حركة سوريا الديمقراطية الكردية، وهي الظهير السياسي لهذا الحزب، وأوقفتِ الولايات المتحدة الأمريكية التعاون مع تركيا في إنتاج طائرات إف ٣٥ احتجاجًا على حصول أنقرة على صفقة صواريخ إس ٤٠٠ من روسيا.

وتتخذ فرنسا موقفًا عدائيًّا ضد تركيا على أسس دينية وتاريخية. وفيما تَعتبر تركيا حماس حركةَ مقاومةٍ وطنيةً، يَعُدها الاتحاد الأوروبي وأمريكا منظمةً إرهابية. وفي ظل تلك التباينات برز الدور الهام لتركيا بعد الخلافات الكبيرة لدول الناتو مع روسيا، حيث تُعَد تركيا الدولةَ الأهم استراتيچيًّا في الحرب ضد روسيا، لقربها من موسكو أولًا، ولوجود قواعد عسكرية للناتو في تركيا ثانيًا مثل قاعدة انجرليك. وضعت كل تلك التحديات رجب طيب أردوغان في مأزق كبير: فإما أن ينخرط مع حلف الناتو بالحرب القادمة على روسيا وتصبح الأراضي التركية ميدانَ حرب، مما يعرِّضها للدمار بشكل كامل إذا ما استُخدمت أسلحة الدمار الشامل في الحرب القادمة.. أو أن ينسحب من حلف الناتو، وهو ما يعني وضع بلاده في مواجهة شامله مع الحلف. يضيق إذًا الخناق على أردوغان الذي يحاول حتى الآن لعب دور الوسيط الدولي بين روسيا ودول الناتو، وقاد مبادرة مبكرة للسلام بين الطرفين ولكنها فشلت للتعنت الأمريكي، وتشير الدلائل إلى عدم السماح لأردوغان بلعب هذا الدور حال اندلاع الحرب. ويرى المراقبون أن أردوغان أمامه فرصة وحيدة وهي تشكيل حلف عسكري وسياسي جديد يدعو للسلام ويقف ضد نشوب حرب عالمية ثالثة، وهو الحلف الذي يتشكل من دول لا تقع تحت العباءة الأمريكية أو الروسية، ويشبه حركة عدم الانحياز التي أسستها دول العالم الثالث في مؤتمر باندونج عام 1955، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه نظرًا لتشكيل هذا الحلف من معظم دول عدم الانحياز التي يأتي على رأسها: تركيا، مصر، السعودية، باكستان، جنوب إفريقيا، إندونيسيا، بنجلاديش، البرازيل، الهند.وهذا الحلف هو المخرج أيضًا لتلك الدول التي ستمارس عليها الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطًا عسكرية وسياسية واقتصادية للانضمام لتحالفها ضد روسيا في الحرب القادمة، خاصة وأن دولة مثل السعودية التي تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم ستكون مطمعًا للسيطرة الأمريكية الأوروبية، إضافة إلى جميع الممرات البحرية في منطقتنا العربية باعتبارها طريق سلاسل الإمداد العالمية. مأزق أردوغان إذًا هو صورة مصغرة لمأزق جميع تلك الدول، وإن كان أكثرها تعقيدًا.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

متخصص في الشئون الأمريكية: قرارات بايدن قد تدفع روسيا للرد ضد أوكرانيا

قال الدكتور إدموند غريب، مستشار معهد واشنطن للسلام والتنمية والمتخصص في الشؤون الأمريكية، أنه من الواضح أن الإدارة الأمريكية إدارة الرئيس بايدن ترغب في تعزيز قدرة أوكرانيا على استهداف البنية التحتية العسكرية الروسية وذلك بعيد عن خطوط المواجهة، التي تشهدها الساحة الأوكرانية الآن، وذلك قد يشمل مطارات أو مرافق أو أصول أستراتيجية التي تدعم الحرب الروسية، فهذا القرارات تأتي في مرحلة "البطة العرجاء" وقبل وصول ترامب للبيت الابيض، كما انتقد عدد من الجمهورين القيام بهذه الحركات، كما وجه ابن ترامب انتقادات كثيرة، كما أن هذا يعكس مخاوف ترامب وانصاره من هذه القرارات، لانها قد تفرض أمر واقع وقد تدفع روسيا الى الرد في مناطق مختلفة.

وأضاف غريب، خلال مداخلة عبر سكايب من واشنطن، لـ «برنامج مصر جديدة»، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة etc، ان إدارة الرئيس بايدن تعتقد أن هذا الوقت مناسب، وأن هذا الأمر سيفرض على ترامب الاستمرار في تبني السياسية بايدين، كما ان الرئيس هو الرئيس حتى اخر يوم له ويحق له فعل أي شئ، كما انه كان هناك بعض الانباء اذا وصل الديمقراطيون الى البيت الابيض فانه ستكون هناك توصلات مع روسيا، لكن يبدو الان أن هذا لم يتم، لان الديمقراطون خسروا المعركة، لكن من الواضح انهم مازلوا لديهم رؤية معينه وهي استمرار تلك الحرب، قرارات بايدن قد تدفع روسيا للرد ضد أوكرانيا أو ضد أهداف أمريكية.

وأوضح غريب، أن فكرة أن بايدن يدفع العالم لحرب عالمية ثالثة، تتوقف على أمرين، الأول أن هناك قوة داخل المؤسسة الأمريكية وهي ترى أن الان في وضع صعب، كما أنهم يرون ان هانك دولة صاعدة أو عائدة مثل الصين الصاعدة وروسيا العائدة، وهي مقلقه للغاية وتعني نهاية الأحادية القطبية وهذا القوة تريد الحفاظ على الهيمنة الامريكية، اما الامر الاخر فهناك اعقاد من بعض القيادات في إدراة بايدين بان روسيا لا تزال تشكل تهديد العسكري الاكبر، وبهذا الحرب ستضعف روسيا، لكن حدث العكس.

مقالات مشابهة

  • ميركل تكتب في مذكراتها عن مأزق التعامل مع ترامب وصفات بوتين
  • موسكو: ظهور قوات الناتو في أوكرانيا يعني بدء الحرب ضدنا
  • بسبب خوفها من روسيا.. ميركل تدلي باعتراف خطير في مذكراتها المقبلة
  • مذكرات ميركل تكشف جذور الحرب الأوكرانية
  • قرار بايدن خاطئ.. أردوغان يحذر من استخدام أوكرانيا الصواريخ الأمريكية لضرب روسيا
  • أردوغان يحذر من خطر حرب نووية ويؤكد استعداد تركيا للوساطة بين روسيا وأوكرانيا
  • متخصص في الشئون الأمريكية: قرارات بايدن قد تدفع روسيا للرد ضد أوكرانيا
  • بعد تحديث بوتين عقيدة روسيا النووية.. أردوغان يوجه تحذيراً لـ الناتو
  • مسؤولان يكشفان لـCNN ما استهدفته الصواريخ الأمريكية التي أطلقتها أوكرانيا على روسيا
  • ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟