انتهى موسم الحج لهذا العام، وعاد حجاج بيت الله الحرام من مختلف بقاع الأرض إلى بلادهم بعد أن أكرمهم الله بأداء تلك الفريضة الغالية، ولكن تظل هناك أسئلة، وعلامات استفهام كثيرة حول ما شاب هذا الموسم العطِر من ملابسات، لعل أبرزها هو ارتفاع عدد الوفيات من مختلف الجنسيات عن كل عام، إضافة إلى ظاهرة مطاردة، وترحيل الكثير من الحجاج قبل أداء الفريضة بسبب وجودهم بشكل غير شرعي، وهو ما تم تداوله تحت مسمى (ظاهرة حج الزيارة).
هل كانت حرارة الجو العالية هذا العام، وزيادة أعداد الحجيج هي السبب في تلك الأرقام غير المسبوقة من الوفيات؟ أم أن السبب متعلق بالظاهرة الثانية التي طغت على موسم الحج، وهي وجود أعداد كبيرة من الحجاج بدون تأشيرة حج، وبقاؤهم لمدة طويلة بدون شكل منظم، ومتابعة صحية قبل بدء الشعائر في غرف ومساكن ضيقة بالنسبة لأعدادهم مما أدى إلى وفاة الكثير منهم؟
ثم يأتي التساؤل الأهم والذى لا بد أن يناقشه رجال الدين الموثوق في رأيهم قبل رجال القانون بشكل جريء وهو: هل يجوز الحج لمن خالف القواعد التي وضعتها الهيئة المنظمة لموسم الحج في المملكة السعودية من حيث اشتراطات التأشيرة، ومواعيد الدخول إلى البلاد ومغادرتها؟ ثم هل يجوز أن يؤدى أحدهم فريضة الحج وهو خائف يترقب أن يتم القبض عليه في أي لحظة، وترحيله لبلاده؟ هل ارتفاع تكلفة الحج بشكل مبالغ فيه يعد مبررًا لتلك الفوضى التي حدثت هذا العام؟ أم أن الأصل في أداء الحج هو أنه "لمن استطاع إليه سبيلا"؟.
يبدو الأمر شديد الصعوبة في النقاش، ولكن يظل الثابت أن الكل يتحمل جزءًا من الخطأ، بداية من الذين رفعوا أسعار الحج بشكل مبالغ فيه، وهنا لا بد أن نبدأ بالشركات السياحية، والجمعيات، مرورًا بالهيئة المسئولة عن إصدار تأشيرات الحج وصولاً إلى الحجاج أنفسهم الذين لجأوا إلى تلك الأبواب الخلفية، والمناورة من أجل تأدية الفريضة.
ربما نجد في أيامنا، وشهورنا المقبلة قبل موسم الحج القادم من يجيب عن تلك التساؤلات حتى لا يتكرر ما حدث هذا العام، فما زال الحج غاية الملايين من أبناء الأمة الإسلامية، وما زال قلب كل مسلم يتوق إلى تلك الرحلة الطيبة، ولكن يظل الأساس أنها لمن استطاع، فلنبحث من اليوم عن سبل تيسيرها حتى تتحقق تلك الاستطاعة، وحتى لا يتكرر مشهد هذا العام بكل سلبياته.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: هذا العام
إقرأ أيضاً:
بشكل لحظي.. البنك المركزي: التحويلات المالية للعاملين بالخارج ستصبح أكثر سهولة وسرعة
أكد المهندس إيهاب نصر، وكيل مساعد محافظ البنك المركزي لقطاع العمليات المصرفية ونظم المعلومات، أن تطبيق "إنستاباي"، الذي أطلق في عام 2022، حقق نجاحًا كبيرًا في دعم التحول الرقمي والخدمات المصرفية في مصر.
نتيجة السياسات النقدية المتبعة .. زيادة قيمة التحويلات المصرفيه للمصريين في الخارج موعد استقبال التحويلات التكميلية لحجز 1760 وحدة بالمرحلة العاشرة التكميلية ببيت الوطن عدد مستخدمي إنستاباي وصل إلى 11.5 مليون عميلوأوضح في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى خلال برنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد، أن عدد مستخدمي التطبيق وصل إلى 11.5 مليون عميل، مع تنفيذ 400 مليون معاملة بقيمة 800 مليار جنيه خلال العام الماضي.
وأضاف نصر أن البنك المركزي يتوقع قفزة كبيرة في استخدام التطبيق خلال العام 2024، حيث يُتوقع أن تصل قيمة المعاملات إلى 2.7 تريليون جنيه من خلال 1.5 مليار عملية.
وأشار إلى أن البنك المركزي يعمل باستمرار على تطوير أنظمة المدفوعات لتلبية احتياجات المواطنين داخل مصر وخارجها.
ولفت إلى أن التحويلات المالية للعاملين بالخارج ستصبح أكثر سهولة وسرعة، حيث سيتمكن العملاء من إجراء التحويلات بشكل لحظي من الخارج إلى مصر