الأسبوع:
2025-02-16@12:40:34 GMT

الحَجُ فَرضٌ عِند الاستطاعة

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

الحَجُ فَرضٌ عِند الاستطاعة

الحديث عن الحج ومناسكه يختصُ به رجال الدين والفُقَهاء. ولكن حَج هذا العام بما شابَهُ مِنْ ملابسات وحوادث مُخْزية لا يمكن غَض الطَرف عنها، لذلك سأتناوله - قدر استطاعتي - من حيث الوجوب و عدم التكليف.

قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالمين ﴾ ( آل عمران٩٧ )

فالحج أحد أركان الإسلام الخمسة وفرض من الفرائض لا يُنْكره إلّٰا كافر أو مرتد.

وعن أبي هريرة قال:

سُئِلَ رسولُ الله ﷺ: أيُ الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان بالّٰله ورسوله. قيل ثم ماذا؟ قال: جِهادٌ في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم حجٌ مبرور".

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العَمل، أفلا نُجاهِد؟ قال: " لَكُنَّ أفضلُ الجِهاد حجٌ مبرور". رواه البخاري ومسلم.

ومن فضائلِ الحَج أنه يمْحَقُ الذنوب. قال رسول الله ﷺ: " مَنْ حَجَّ فلم يرفُثْ ولم يفْسُق رَجَعَ كيوم ولدته أمُه " رواه البخاري ومسلم.

وقال رسول الله ﷺ: " الحَج المبرور هو الحَج الذي لا يُخالِطهُ إثم ".

ومن صور الآثام أن يكون المالُ حَراما أتي بوسيلةٍ غير مشروعة. أو أن تكون نية الحَجِ للتجارةِ فقط أو للتَّباهي والتَفاخُر. أو أن يقترن الحَجُ بِمَذلَّةٍ وامتهانٍ لكرامة الحاج وهذا ما أردت الإشارة اليه بأسى عن بعض الحالات التي شاهدَها العالَمُ عبْرَ الفضائيات.

وللحَج شروطٌ لوجوبِه هي: الإسلام، البلوغ، العقل، الحرية، الاستطاعة.

والمقصود بالاستطاعة:

١- أن يكون المُكَلَّفُ صحيح البدن لا يعاني من شيخوخةٍ أو مرضٍ لا يُرجَىٰ شِفاؤه فهذا يُلزِمَهُ إحجاج غيره عنه بماله.

٢- أن يأمن الحاج الطريق على نفسهِ ومالهِ مِن اللصوص أو الإصابة بوباء.

٣- أن يكون مالكا لِلزَّادِ والرَّاحِلة.

عن أنس - رضي الله عنه - قال: قيل يا رسول الله ما السبيل؟ قال: " الزَّادُ والرَّاحُلَة ".

فقد آلمنا كثيرا ما شاهَدناه من مأساة ومهزلة لمنْ ذَهبَوا إلى المملكة السعودية زائرين وتَخلَّفَوا عن موعد العودة لبلادهم كي يَحُجوا. فهم ينتهكون قانون الزيارة ويزاحِمُون مَنْ أنْفقَوا المال وتَحمَّلوا مَشقَّةِ السفر في سَعيهِم وطَوافهِم وحركة السير والمَبيت بالمشاعر وربما بزيادة الأعداد يحدث نقص في المواد الغذائية ( أقول ربما ) فالمملكة تُنظِّمُ تجهيزات أداء الحَج لأعدادٍ محددة لكل دولة. ولاشك أن الزيادة غير المتوقعة تُربِكُ النظام وتؤثرُ سَلبا على جودة الخدمات التي تقدم للحُجَّاجِ الذين قَدِموا بتأشيراتٍ نِظامية فتضطر إلى ترحيل المُخالفين والمتخلفين إلى بلادهم - وهذا حقها - وربما لجأت في ذلك لأساليب تتسم بالقسوة والترويع مما يجعلهم في موضِع ذلٍ ومهانة حتى وإن كانت قد سمحت بعد ذلك لهم بأداء المناسك تعاطفا وشفقة، لذلك كان حَجُّ البيت من استطاع إليه سبيلا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: رسول الله

إقرأ أيضاً:

«فيديو» متى يكون الابتلاء نعمة أو نقمة؟.. الدكتور محمد مهنا يجيب

أكد الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الابتلاء ليس دائماً سبباً للترقي، بل يعتمد على كيفية استقبال الإنسان له.

وأضاف "يقال أن العبد يترقى بالابتلاء، ولكن في الواقع ليس كل ابتلاء يؤدي إلى الترقي، بل قد يؤدي إلى السقوط أو الضياع إذا لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح."

وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، ببرنامج "الطريق إلي الله"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أنه من المهم أن نفهم أن الابتلاء قد يرفع الإنسان أو يخفضه، حسب رد فعله تجاهه، كما ورد في الحديث الشريف، فإن أشد الناس ابتلاء هم الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، لكن ليس المهم في الابتلاء ذاته، بل في كيفية تعامل الإنسان معه، فالإيمان بالابتلاء يتطلب الصبر والرضا، وإذا استسلم العبد لله في حال الابتلاء، فإنه يرتقي روحياً.

وأشار الدكتور مهنا إلى حوارٍ بين الشيخ عبد الوهاب الشعراني وشيخه مولانا الشيخ الخواص، حيث سأل الشعراني عن الابتلاء وأسبابه، فكان الجواب: "عندما يبتلى الإنسان ويصبر، يكون هذا سبباً لرفع درجته، أما إذا اعترض ورفض الصبر، فإن ذلك سيكون نقمة عليه"، مؤكدا أن الابتلاء يمكن أن يكون نعمة أو نقمة، حسب كيفية التعامل معه، فالأفضل هو الرضا والتسليم بقضاء الله.

وتابع: "أحياناً تكون النعم ابتلاء، فالمتاعب التي تأتي مع النعمة قد تجعل الإنسان يبتعد عن ربه، لكن غالباً ما يكون الابتلاء هو السبب الرئيسي في تقوية العلاقة بين العبد وربه، لأن الإنسان عندما يواجه ابتلاءً، يتجه إلى الله بقلب صادق، طالباً الرحمة والمغفرة."

وأشار إلى كلام مأثور من ابن عطاء الله السكندري، حيث قال: "إذا رزقك الله الامتثال لأمره والاستسلام لقهره، فقد أعظم المنّة عليك"، مؤكداً أن الرضا بالقضاء والقدَر هو سر الترقي الروحي والتطهير من الذنوب.

وأضاف: "الله أعلم بما هو خير لنا، وإذا نظرنا إلى الابتلاء كفرصة للتقرب إلى الله، فإننا نرتقي ونحقق التوازن الروحي الذي يرضي الله سبحانه وتعالى".

مقالات مشابهة

  • علامات قبول الطاعة.. أمور تؤكد أنك في الطريق الصحيح
  • أنا له يا رسول الله.. تتكرّر للمرة الثانية
  • حكم الخُلع وهل يحتسب طلقة واحدة أم ثلاث.. أمين الإفتاء يوضح
  • الحوثيون على غرار حزب الله.. مجلة أمريكية: ''اغتيال زعيم الحوثيين لن يكون كافيًا لهزيمتهم''
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: جاه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم (1)
  • إمام مسجد عمرو بن العاص: شعبان شهر ترضية رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا السبب
  • أول اعلان للعميد سريع حول دعوة السيد القائد
  • «فيديو» متى يكون الابتلاء نعمة أو نقمة؟.. الدكتور محمد مهنا يجيب
  • الرئيس مهدي المشاط للسيد القائد: لبيك يا بن رسول الله
  • بدعة أم سنة.. اعرف حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان