الحديث عن الحج ومناسكه يختصُ به رجال الدين والفُقَهاء. ولكن حَج هذا العام بما شابَهُ مِنْ ملابسات وحوادث مُخْزية لا يمكن غَض الطَرف عنها، لذلك سأتناوله - قدر استطاعتي - من حيث الوجوب و عدم التكليف.
قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالمين ﴾ ( آل عمران٩٧ )
فالحج أحد أركان الإسلام الخمسة وفرض من الفرائض لا يُنْكره إلّٰا كافر أو مرتد.
وعن أبي هريرة قال:
سُئِلَ رسولُ الله ﷺ: أيُ الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان بالّٰله ورسوله. قيل ثم ماذا؟ قال: جِهادٌ في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم حجٌ مبرور".
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العَمل، أفلا نُجاهِد؟ قال: " لَكُنَّ أفضلُ الجِهاد حجٌ مبرور". رواه البخاري ومسلم.
ومن فضائلِ الحَج أنه يمْحَقُ الذنوب. قال رسول الله ﷺ: " مَنْ حَجَّ فلم يرفُثْ ولم يفْسُق رَجَعَ كيوم ولدته أمُه " رواه البخاري ومسلم.
وقال رسول الله ﷺ: " الحَج المبرور هو الحَج الذي لا يُخالِطهُ إثم ".
ومن صور الآثام أن يكون المالُ حَراما أتي بوسيلةٍ غير مشروعة. أو أن تكون نية الحَجِ للتجارةِ فقط أو للتَّباهي والتَفاخُر. أو أن يقترن الحَجُ بِمَذلَّةٍ وامتهانٍ لكرامة الحاج وهذا ما أردت الإشارة اليه بأسى عن بعض الحالات التي شاهدَها العالَمُ عبْرَ الفضائيات.
وللحَج شروطٌ لوجوبِه هي: الإسلام، البلوغ، العقل، الحرية، الاستطاعة.
والمقصود بالاستطاعة:
١- أن يكون المُكَلَّفُ صحيح البدن لا يعاني من شيخوخةٍ أو مرضٍ لا يُرجَىٰ شِفاؤه فهذا يُلزِمَهُ إحجاج غيره عنه بماله.
٢- أن يأمن الحاج الطريق على نفسهِ ومالهِ مِن اللصوص أو الإصابة بوباء.
٣- أن يكون مالكا لِلزَّادِ والرَّاحِلة.
عن أنس - رضي الله عنه - قال: قيل يا رسول الله ما السبيل؟ قال: " الزَّادُ والرَّاحُلَة ".
فقد آلمنا كثيرا ما شاهَدناه من مأساة ومهزلة لمنْ ذَهبَوا إلى المملكة السعودية زائرين وتَخلَّفَوا عن موعد العودة لبلادهم كي يَحُجوا. فهم ينتهكون قانون الزيارة ويزاحِمُون مَنْ أنْفقَوا المال وتَحمَّلوا مَشقَّةِ السفر في سَعيهِم وطَوافهِم وحركة السير والمَبيت بالمشاعر وربما بزيادة الأعداد يحدث نقص في المواد الغذائية ( أقول ربما ) فالمملكة تُنظِّمُ تجهيزات أداء الحَج لأعدادٍ محددة لكل دولة. ولاشك أن الزيادة غير المتوقعة تُربِكُ النظام وتؤثرُ سَلبا على جودة الخدمات التي تقدم للحُجَّاجِ الذين قَدِموا بتأشيراتٍ نِظامية فتضطر إلى ترحيل المُخالفين والمتخلفين إلى بلادهم - وهذا حقها - وربما لجأت في ذلك لأساليب تتسم بالقسوة والترويع مما يجعلهم في موضِع ذلٍ ومهانة حتى وإن كانت قد سمحت بعد ذلك لهم بأداء المناسك تعاطفا وشفقة، لذلك كان حَجُّ البيت من استطاع إليه سبيلا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: رسول الله
إقرأ أيضاً:
فعالية خطابية للكادر النسائي بقطاع الأمن والشرطة بمناسبة ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء
الثورة نت/..
الكادر النسائي بقطاع الأمن والشرطة ينظم فعالية خطابية بمناسبة مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
برعاية وكيل قطاع الأمن والشرطة اللواء أحمد علي جعفر، نظم الكادر النسائي بالقطاع اليوم فعالية خطابية بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، تحت عنوان “الزهراء أم أبيها”.
وخلال الفعالية التي حضرها عدد من الكادر النسائي في الإدارات العامة التابعة للقطاع، ألقت الناشطة الثقافية الأستاذة بشرى بدر الدين الحوثي كلمة بهذه المناسبة، استعرضت فيها مناقب سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأشارت إلى حياة الزهراء البسيطة، حيث كانت تشارك والدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوجها علي بن أبي طالب عليه السلام في مسيرتهم الجهادية، موضحة كيف كانت مثالاً في إيمانها، وعفتها، وطهارتها، وحشمتها، واهتمامها بتربية أولادها تربية إيمانية قائمة على التوجيهات الإلهية والقرآنية.
وأوضحت الحوثي أن السيدة فاطمة الزهراء تمثل نموذجا يحتذى به لجميع النساء، داعية إلى الاقتداء بها لما فيها من عزة وكرامة، ولما منحها الله من مكانة رفيعة وعالية.
فيما أشارت النقيب حنان الوشلي رئيس قسم تنظيم سفر النساء بمكتب الوكيل، إلى أهمية إحياء ذكرى مولد البتول الزهراء فاطمة بنت رسول الله عليهم السلام لما لها من أثر في نفوس النساء جميعا بما يحفظ لهن مقامهن الرفيع وكرامتهن وضمان سعادتهن في الدنيا قبل الآخرة.
وأكدت الوشلي أن الحضور المشرف لهذه الفعالية يدل على صدق الإيمان بالله ومحبتهن واقتدائهن بابنة رسول الله عليها السلام.
فيما أشارت مسؤولة التوجيه والتدريب وتوعية الشرطة النسائية بوزارة الداخلية الأستاذة يسرى البحري، إلى أهمية الاهتمام ببرامج التوعية حتى يكون عملنا راقي ومنظم وله أثره العظيم في الواقع العملي والميداني، وقبل هذا كله أن يكون مقبول عند الله.
تخللت الفعالية التي حضرها عدد من الشخصيات التربوية والأكاديمية والثقافية، وجمع غفير من منتسبات وزارة الداخلية قصيدة لشاعرة الأنصار أمنية الغفري عبرت عن أهمية المناسبة ونالت استحسان الحاضرات.