كم من مرات أخبرتني ماماتي أني جميلة، ومهذبة، وقوية، وغالية، ومثقفة، وبارعة في كل ما أقوم به، إذا أخفقت في تجربة أكدت لي أن الفشل شدة يختبرني بها الله، أتضايق من تصرف شخص ما، فتأمرني بالتفكير المنطقي قبل اتخاذ قرار بشأنه مع الوضع في الاعتبار راحتي النفسية، فإذا تكرر الأمر تنصحني بمقولة اعتزل ما يؤذيك، إذا تركت مكان عمل قالت إن مئات الفرص تنتظرني، عندما ارتكب خطأ تردد الحديث الشريف (كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون).
أهمل صديقتي أياما، فتنصحني بالمبادرة بالسؤال عنها والتماس العذر لغيابها عني مؤكدة أن صداقة العمر لا تنفصم بسبب تفاهات الحياة.
لقد سمحت لي ماما دائما أن أتدلل، فشعرت أن الدلال قد خلق من أجلي، لكنها في الوقت ذاته أعدتني لمواجهة الحياة خارج البيت، فالدلال والدلع لم يفسدا سلوكياتي، علمتني تحمل المسئولية فنشأت قادرة على التعامل مع المواقف المختلفة، واتخاذ القرارات الملائمة وتنفيذها، غرست بداخلي قيم وأخلاق وتعاليم الدين ولقنتني أن التمسك بها هو أساس كل نجاح.
أدركت مبكرا - بفضلها - أن مشيئة الله تسبق كل شيء، وعلينا السعي بجدية مع التسليم والرضا بما قدره الله لنا، واليقين أن وراء كل ما يحدث لنا حكمة إلهية، تحمل لنا خيرا، قد لا ندركها بتفكيرنا الإنساني القاصر.
ربما لم أكن في الواقع كما تراني أمي، وربما بالغت كثيرا في مدحي، لكني رأيت نفسي دائما بعينيها فحاولت أن أكون كما تراني، ونجحت ماما في تكوين شخصيتي المستقلة الواثقة فوصفني أحدهم في يوم ما قائلا إن ثقتك بذاتك مثل الذهب تقدر بالجرام.
لا عجب في ذلك، فالأم هي المسئولة عن تشكيل أبنائها، وبناء شخصياتهم، وتعزيز سلوكياتهم، هي أساس التربية، وركيزة التنشئة الاجتماعية قبل أن تتدخل عوامل مجتمعية مؤثرة.
الله يرحمك يا ماما ويعفو عنك ويجازيكِ خير الجزاء.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
التضخم السنوي في المغرب يتراجع إلى 1.6% في مارس
تراجع مؤشر أسعار المستهلكين المحدد لمعدل التضخم في المغرب إلى 1.6 بالمئة على أساس سنوي في مارس من 2.6 بالمئة في فبراير واثنين بالمئة في يناير، بحسب ما ذكرت المندوبية السامية للتخطيط، وهي هيئة الإحصاء المغربية الرسمية، الثلاثاء.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية، المحرك الرئيسي للتضخم في المغرب، 2.2 بالمئة على أساس سنوي، وزادت أسعار المواد غير الغذائية 1.1 بالمئة.
وسجل مؤشر أسعار المستهلكين في مارس انخفاضا 0.3 بالمئة على أساس شهري.
وانخفض التضخم الأساسي، الذي يستبعد السلع الأكثر تقلبا في الأسعار، 0.6 بالمئة على أساس شهري، وارتفع 1.5 بالمئة على أساس سنوي.