الأسبوع:
2024-06-29@13:22:59 GMT

درجة الحرارة ناقوس الخطر

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

درجة الحرارة ناقوس الخطر

نستطيع القول بأن كل من يعيش في مصر الآن ممن هم في عمر الأربعين فما فوق- يستطيع هؤلاء جليًا الشعور بمدى التغير الذي طرأ على درجات الحرارة في العقود الأخيرة. حيث تشير البيانات إلى ارتفاع درجة الحرارة في مصر بمقدار 0.53 درجة كل عشر سنوات تقريبًا. وعمومًا فإن الحديث عن خطر التغيرات المناخية ليس بالجديد، حيث أصبحت قضية المناخ والاحتباس الحراري لغة عالمية ينطق بها العالم أجمع خاصة أولئك الذين هم من نشطاء البيئة والسياسيين والمهمومين بمستقبل الحياة على كوكب الأرض.

وطالما أن الدراسات تشير إلى حتمية حدوث التغيرات المناخية على دول العالم أجمع ومنها مصر.. فهل نحن حقًّا على المستوى المحلي نخطط للتعامل مع حتمية هذه التغيرات؟ وهل الممارسات البيئية الحالية في مصر من الجميع (مواطنين ومسئولين) توحى بأننا نستعد لخطر هذه التغيرات المناخية؟ وهل مشاهد قطع الأشجار التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مهما كانت التبريرات لقطعها- هل يعد ذلك نوعًا من الممارسات البيئية الخضراء وفق رؤية مصر 2030؟

الحقيقة أننا لازلنا في مصر نتعامل مع ملف التغيرات المناخية، وكأنه حدوتة أو أسطورة خرافية فقط لمجرد التسلية، وتستيف الأوراق باعتبارها بعيدة تمامًا عن متناولنا مثل تعاطينا مع غيرها من الموضوعات العالمية كخطر الذكاء الاصطناعي، ومن قبله عدم استعدادنا لمفهوم العولمة حتى صرنا مفعولاً بنا لا فاعلين!! كما أن بعض المجالس المحلية بالمحافظات التي تتزين مقراتها وجدران مدارسها بملصقات ولوحات الحفاظ على البيئة وربما تعقد بين الحين والآخر الندوات التثقيفية- هى نفسها تلك المجالس المحلية من أمسكت بالمناشير والقواطع لاجتثاث الأشجار من على جوانب الطرق والشوارع والحدائق بالمدن والمراكز في تصرف غريب عكس الاتجاه وعكس المنطق الذي يقول إننا لا بد من زيادة زراعة الأشجار وخاصة الأشجار المثمرة لتعظيم الفائدة.

ولا يقف الأمر عند الحد من قطع الأشجار فحسب فيما يخص ملف التغيرات المناخية، ولكن ماذا أيضًا عن إعادة النظر في اشتراطات البناء، لتواكب الارتفاع في درجات الحرارة وضرورة مراجعة المواد العازلة ومراقبة شركات المقاولات للتأكد من تحقيق تلك الاشتراطات؟

وماذا أيضًا عن التخطيط لزراعة المحاصيل الزراعية في المستقبل في ظل هذه التغيرات المناخية؟ هل هناك دراسات تتم في هذا الشأن لتوفير سلالات ملائمة لدرجة الحرارة المرتفعة من مختلف المحاصيل؟ أم سنترك المحاصيل أيضًا فريسة للحرارة؟ ودراسيًّا هل يستمر العمل بنفس نظام توقيت العام الدراسي بنفس النظام الحالي؟ أم هناك حاجة لمراجعة هذا التوقيت ليبدأ العام الدراسي، وينتهى بما يتناسب مع اختلاف وتغير الفصول؟ وماذا أيضًا عن توقيت أيام العمل هل تستمر بداية أيام العمل في التاسعة صباحًا؟ أم بحاجة لتبكير بداية يوم العمل لتجنب التعرض للشمس بقدر المستطاع؟ وماذا عن مستقبل صناعة السياحة في مصر في ظل هذا الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة؟.. لا شك أن موضوع التغيرات المناخية يفتح المجال لمراجعة الكثير من ممارسات جوانب الحياة في مصر. فلا ينبغي أن نتجاهل الأمر.. وألا نستسلم ونترك أنفسنا فريسة لتلك التغيرات فقد رزقنا الله العقل للتفكير.. وبالعلم نستطيع أن نتكيف ونتعايش نحن والأجيال القادمة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التغیرات المناخیة فی مصر

إقرأ أيضاً:

موجات الحر تعصف بالمحاصيل الزراعية.. مركز تغير المناخ يقدم حزمة نصائح للمزارعين.. وخبراء يطالبون بإنتاج أصناف تقاوي محسنة تقاوم الحرارة والرطوبة المرتفعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواجه مصر خلال الأونة الأخيرة موجات شديدة الحرارة تؤثر على جميع مناحي الحياة، ولعل المحاصيل الزراعية تكون من أشد المتضررين بموجات الحر، ودرجات الحرارة المرتفعة التي أخذت في الزيادة خلال فصلي الربيع وبالطبع ستمتد خلال أشهر الصيف.

ومطلع شهر يونيو الجاري حذر مركز معلومات تغير المناخ، التابع لوزارة الزراعة من تداعيات موجات الحر وارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل الزراعية، حيث تعد هذه الموجات أحد أشكال التغير المناخي وآثاره الوخيمة وبخاصة على قطاع الزراعة.

ونصح المركز المزارعين في مصر بضرورة اتباع مجموعة من الإجراءات من أجل الحفاظ على الزراعات المختلفة أثناء موجات الحر، حيث يتوقع المركز استمرار موجات الحر حتى شهر أكتوبر المقبل.

كيف تنجو المحاصيل الزراعية من موجات الحر

وقدم المركز روشتة نصائح للمزارعين حيث أوصى برش المبيدات الحشرية الوقائية بالجرعات الصحيحة، في الوقت المناسب للحد من تفشي الحشرات الضارة، وتوفير الظل المناسب للنباتات الحساسة للحرارة الشديدة باستخدام الشاشات المظللة والخيام الزراعية، وزيادة تربية النباتات المقاومة للظروف الجوية القاسية والصيفية. 

كما شدد المركز على ضرورة توفير المياه بشكل كافٍ للنباتات والمحاصيل في الفترات الحارة والجافة، وتنظيم الري بشكل جيد وفقا لاحتياجات المحاصيل والنباتات، بالإضافة إلى التحكم في الرطوبة النسبية في المزارع والحد من تراكم الندى على سطح النباتات، وتحديث الأساليب الزراعية باستخدام التقنيات الحديثة لتحسين إنتاجية المزارع وجودة المحاصيل والنباتات، مع ضرورة الحفاظ على الأراضي الزراعية والمحافظة على التنوع البيولوجي والحيوي للمنطقة الزراعية.

وأوصى مركز معلومات تغير المناخ، المزارعين بتوفير الرعاية اللازمة أيضا للمواشي والحيوانات المحلية، وتنظيم استخدام الموارد الطبيعية المتاحة، كما يجدر بهم متابعة تحديثات التنبؤات الجوية والمناخية واتخاذ الإجراءات الوقائية والحماية المناسبة للمحاصيل الزراعية.

من جهته، قدم الدكتور محمد فهيم، مستشار وزير الزراعة، حزمة من التوصيات للحفاظ على إنتاجية المحاصيل الزراعية في موجات الحر. 

وقال فهيم إن هناك تأثيرات كبيرة لموجات الحرعلى المحاصيل الزراعية، حيث توفر هذه الموجات بيئة مناسبة لانتشار الآفات الحشرية، والتي بدورها تؤثر على المحاصيل الزراعية وبخاصة الخضر والفاكهة، وعلى رأسها محصول المانجو، كما تؤثر على محاصيل الفول البلدي والقمح والكمون واليانسون.

ودعا "فهيم" إلى ضرورة الاهتمام بالري المنتظم للمحاصيل واستخدام الأسمدة والمبيدات في توقيتاتها السليمة وبالكميات المناسبة لمساعدة المحاصيل على النجاة من الآثار السلبية لموجات الحر. 

وعلى صعيد متصل، أكد الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، أن تغير المناخ كما له من آثار سلبية على مناحي الحياة إلا أن قطاع الزراعة يعد من أكثر المتضررين من تغيرات المناخ.

وأضاف "خليفة" أن تغيرات المناخ من أهم مظاهرها في الآونة الأخيرة هي موجات الحر، وبالطبع هذه الموجات تؤثر بالسلب على غنتاجية المحاصيل، لذلك يجب اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها تجنيب المحاصيل الزراعية لدرجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية. 

ولفت نقيب الزراعيين إلى أن موجات الحر في فصل الصيف تحديدًا تؤثر على إنتاجية بعض الحاصلات الراعية، حيث تؤثر على انخفاض إنتاج التمور بنسبة 15 %.

ودعا "خليفة" في تصريحات تليفزيونية، إلى ضرورة العمل على إنتاج أصناف زراعية تتحمل درجات الحرارة العالية، والتوسع في إنتاج أصناف جديدة من التقاوي المحسنة لمواجهة تأثير درجات الحرارة المرتفعة، بجانب التوسع في إنشاء الصوب الزراعية والتي يتم تجهيزها للزراعة في ظروف مناخية مختلفة، إلى جانب التوسع في الصوب الزراعية يغطى انخفاض الإنتاج في بعض الأصناف".

ولفت النقيب إلى أن من أهم العوامل التي تؤثر على تحمل المحاصيل الزراعية لموجات الحر توافر المياهن لذلكة يجب على المجتمع بالكامل الحفاظ قدر الإمكان على المياه. 

مقالات مشابهة

  • مسيرة فاشلة مع الشباب تطوق عنق آيت منا وجماهير الوداد تدق ناقوس الخطر
  • حصاد «البيئة».. استعراض خطط تنفيذ مبادرة 100 مليون شجرة.. وعقد حوار وطني حول المسئولية المشتركة فى تسريع تنفيذها
  • هل يؤثر قطع الأشجار على التغيرات المناخية في مصر؟.. الزراعة تُجيب
  • موجات الحر تعصف بالمحاصيل الزراعية.. مركز تغير المناخ يقدم حزمة نصائح للمزارعين.. وخبراء يطالبون بإنتاج أصناف تقاوي محسنة تقاوم الحرارة والرطوبة المرتفعة
  • برلمانية: مصر فقدت مليون متر مربع مساحات خضراء في 4 سنوات
  • "الفاو" تدق ناقوس الخطر لارتفاع مؤشرات حدوث مجاعة في غزة
  • جهاز تنظيم مرفق الكهرباء: ارتفاع درجات الحرارة يحتاج لترشيد استهلاك الطاقة
  • الإرشاد الزراعي توضح طريقة تقليل تأثيرات التغيرات المناخية على محاصيل الفاكهة والخضروات
  • المؤتمر: حملة «حياة كريمة» للتوعية بأهمية ترشيد الطاقة تُعد الأكبر في مصر
  • تحديات تواجه قطاع الزراعة والأمن الغذائي.. نقيب الفلاحين: «غياب الأسمدة والتغيرات المناخية» الأبرز.. رضا: لا بديل من عودة الإرشاد الزراعي والسياسات التحفيزية للمحاصيل الاستراتيجية