نستطيع القول بأن كل من يعيش في مصر الآن ممن هم في عمر الأربعين فما فوق- يستطيع هؤلاء جليًا الشعور بمدى التغير الذي طرأ على درجات الحرارة في العقود الأخيرة. حيث تشير البيانات إلى ارتفاع درجة الحرارة في مصر بمقدار 0.53 درجة كل عشر سنوات تقريبًا. وعمومًا فإن الحديث عن خطر التغيرات المناخية ليس بالجديد، حيث أصبحت قضية المناخ والاحتباس الحراري لغة عالمية ينطق بها العالم أجمع خاصة أولئك الذين هم من نشطاء البيئة والسياسيين والمهمومين بمستقبل الحياة على كوكب الأرض.
الحقيقة أننا لازلنا في مصر نتعامل مع ملف التغيرات المناخية، وكأنه حدوتة أو أسطورة خرافية فقط لمجرد التسلية، وتستيف الأوراق باعتبارها بعيدة تمامًا عن متناولنا مثل تعاطينا مع غيرها من الموضوعات العالمية كخطر الذكاء الاصطناعي، ومن قبله عدم استعدادنا لمفهوم العولمة حتى صرنا مفعولاً بنا لا فاعلين!! كما أن بعض المجالس المحلية بالمحافظات التي تتزين مقراتها وجدران مدارسها بملصقات ولوحات الحفاظ على البيئة وربما تعقد بين الحين والآخر الندوات التثقيفية- هى نفسها تلك المجالس المحلية من أمسكت بالمناشير والقواطع لاجتثاث الأشجار من على جوانب الطرق والشوارع والحدائق بالمدن والمراكز في تصرف غريب عكس الاتجاه وعكس المنطق الذي يقول إننا لا بد من زيادة زراعة الأشجار وخاصة الأشجار المثمرة لتعظيم الفائدة.
ولا يقف الأمر عند الحد من قطع الأشجار فحسب فيما يخص ملف التغيرات المناخية، ولكن ماذا أيضًا عن إعادة النظر في اشتراطات البناء، لتواكب الارتفاع في درجات الحرارة وضرورة مراجعة المواد العازلة ومراقبة شركات المقاولات للتأكد من تحقيق تلك الاشتراطات؟
وماذا أيضًا عن التخطيط لزراعة المحاصيل الزراعية في المستقبل في ظل هذه التغيرات المناخية؟ هل هناك دراسات تتم في هذا الشأن لتوفير سلالات ملائمة لدرجة الحرارة المرتفعة من مختلف المحاصيل؟ أم سنترك المحاصيل أيضًا فريسة للحرارة؟ ودراسيًّا هل يستمر العمل بنفس نظام توقيت العام الدراسي بنفس النظام الحالي؟ أم هناك حاجة لمراجعة هذا التوقيت ليبدأ العام الدراسي، وينتهى بما يتناسب مع اختلاف وتغير الفصول؟ وماذا أيضًا عن توقيت أيام العمل هل تستمر بداية أيام العمل في التاسعة صباحًا؟ أم بحاجة لتبكير بداية يوم العمل لتجنب التعرض للشمس بقدر المستطاع؟ وماذا عن مستقبل صناعة السياحة في مصر في ظل هذا الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة؟.. لا شك أن موضوع التغيرات المناخية يفتح المجال لمراجعة الكثير من ممارسات جوانب الحياة في مصر. فلا ينبغي أن نتجاهل الأمر.. وألا نستسلم ونترك أنفسنا فريسة لتلك التغيرات فقد رزقنا الله العقل للتفكير.. وبالعلم نستطيع أن نتكيف ونتعايش نحن والأجيال القادمة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التغیرات المناخیة فی مصر
إقرأ أيضاً:
أمطار وبرد شديد على هذه الولايات غدا السبت
كشفت مصالح الأرصاد الجوية، عن توقعات حالة الطقس ليوم غد السبت، والذي سيعرف تساقط أمطار وإنخفاض في درجات الحرارة على عدة ولايات من الوطن.
وحسب ذات المصالح، سيتم تسجيل درجات حرارة منخفضة على أغلبية المناطق الشمالية، خاصة الداخلية.
فيما ستعرف الولايات الشرقية الساحلية، تساقط أمطار على فترات، خلال صبيحة يوم غد السبت. ويتعلق الأمر بولايات عنابة وسكيكدة وجيجل وبجاية وسوق أهراس وقسنطينة.
كما ستعرف ولايات العاصمة والبليدة وتيزي وزو، تساقط أمطار، فجر يوم غد السبت.
هذا وستتراوح درجات الحرارة، غدا السبت، بين 20 و24 درجة بالمناطق الساحلية، وبين 16 و24 درجة بالمناطق الداخلية. فيما ستصل سرعة الرياح إلى 40 كلم/سا.
أما فيما يخص المناطق الجنوبية للوطن، فستعرف غدا السبت، طقس مشمس، حيث ستتراوح درجات الحرارة بين 19 و32 درجة. فيما ستصل سرعة الرياح إلى 40 كلم/سا.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور