الأسبوع:
2024-12-22@17:24:39 GMT

درجة الحرارة ناقوس الخطر

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

درجة الحرارة ناقوس الخطر

نستطيع القول بأن كل من يعيش في مصر الآن ممن هم في عمر الأربعين فما فوق- يستطيع هؤلاء جليًا الشعور بمدى التغير الذي طرأ على درجات الحرارة في العقود الأخيرة. حيث تشير البيانات إلى ارتفاع درجة الحرارة في مصر بمقدار 0.53 درجة كل عشر سنوات تقريبًا. وعمومًا فإن الحديث عن خطر التغيرات المناخية ليس بالجديد، حيث أصبحت قضية المناخ والاحتباس الحراري لغة عالمية ينطق بها العالم أجمع خاصة أولئك الذين هم من نشطاء البيئة والسياسيين والمهمومين بمستقبل الحياة على كوكب الأرض.

وطالما أن الدراسات تشير إلى حتمية حدوث التغيرات المناخية على دول العالم أجمع ومنها مصر.. فهل نحن حقًّا على المستوى المحلي نخطط للتعامل مع حتمية هذه التغيرات؟ وهل الممارسات البيئية الحالية في مصر من الجميع (مواطنين ومسئولين) توحى بأننا نستعد لخطر هذه التغيرات المناخية؟ وهل مشاهد قطع الأشجار التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مهما كانت التبريرات لقطعها- هل يعد ذلك نوعًا من الممارسات البيئية الخضراء وفق رؤية مصر 2030؟

الحقيقة أننا لازلنا في مصر نتعامل مع ملف التغيرات المناخية، وكأنه حدوتة أو أسطورة خرافية فقط لمجرد التسلية، وتستيف الأوراق باعتبارها بعيدة تمامًا عن متناولنا مثل تعاطينا مع غيرها من الموضوعات العالمية كخطر الذكاء الاصطناعي، ومن قبله عدم استعدادنا لمفهوم العولمة حتى صرنا مفعولاً بنا لا فاعلين!! كما أن بعض المجالس المحلية بالمحافظات التي تتزين مقراتها وجدران مدارسها بملصقات ولوحات الحفاظ على البيئة وربما تعقد بين الحين والآخر الندوات التثقيفية- هى نفسها تلك المجالس المحلية من أمسكت بالمناشير والقواطع لاجتثاث الأشجار من على جوانب الطرق والشوارع والحدائق بالمدن والمراكز في تصرف غريب عكس الاتجاه وعكس المنطق الذي يقول إننا لا بد من زيادة زراعة الأشجار وخاصة الأشجار المثمرة لتعظيم الفائدة.

ولا يقف الأمر عند الحد من قطع الأشجار فحسب فيما يخص ملف التغيرات المناخية، ولكن ماذا أيضًا عن إعادة النظر في اشتراطات البناء، لتواكب الارتفاع في درجات الحرارة وضرورة مراجعة المواد العازلة ومراقبة شركات المقاولات للتأكد من تحقيق تلك الاشتراطات؟

وماذا أيضًا عن التخطيط لزراعة المحاصيل الزراعية في المستقبل في ظل هذه التغيرات المناخية؟ هل هناك دراسات تتم في هذا الشأن لتوفير سلالات ملائمة لدرجة الحرارة المرتفعة من مختلف المحاصيل؟ أم سنترك المحاصيل أيضًا فريسة للحرارة؟ ودراسيًّا هل يستمر العمل بنفس نظام توقيت العام الدراسي بنفس النظام الحالي؟ أم هناك حاجة لمراجعة هذا التوقيت ليبدأ العام الدراسي، وينتهى بما يتناسب مع اختلاف وتغير الفصول؟ وماذا أيضًا عن توقيت أيام العمل هل تستمر بداية أيام العمل في التاسعة صباحًا؟ أم بحاجة لتبكير بداية يوم العمل لتجنب التعرض للشمس بقدر المستطاع؟ وماذا عن مستقبل صناعة السياحة في مصر في ظل هذا الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة؟.. لا شك أن موضوع التغيرات المناخية يفتح المجال لمراجعة الكثير من ممارسات جوانب الحياة في مصر. فلا ينبغي أن نتجاهل الأمر.. وألا نستسلم ونترك أنفسنا فريسة لتلك التغيرات فقد رزقنا الله العقل للتفكير.. وبالعلم نستطيع أن نتكيف ونتعايش نحن والأجيال القادمة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التغیرات المناخیة فی مصر

إقرأ أيضاً:

الزراعة: نواصل دعم المنتجين والفلاحين للتكيف مع التغيرات المناخية

أكد الدكتور محمد القرش، معاون وزير الزراعة والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، حرص الوزارة على دعم المنتجين والمزارعين للتكيف مع التغيرات المناخية، إضافة إلى تعزيز الإجراءات التي من شأنها تنمية الثروة الحيوانية وتحسين الإنتاج الزراعي والحيواني.

وأضاف القرش،  في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، وقعنا اتفاقية مع منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، لتنمية الثروة الحيوانية والتصدي للتغيرات المناخية، وتوفير أساليب جديدة لتربية المواشي وتحسين الكفاءة الإنتاجية وتطوير السلالات التي بحوزة المنتجين والمربيين.

تابع معاون وزير الزراعة والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، هناك اهتمام كبير لتطوير ملف الإنتاج الحيواني وأطلقنا مشروعات البتلو، وحريصون على تطوير إنتاجية المواشي من خلال مراكز التلقيح الاصطناعي، لافتا إلى أنه من المتوقع توافر اللحوم والألبان في الأسواق بشكل أكبر خلال الفترة القادمة.

مقالات مشابهة

  • منظمات حقوقية دولية تدق ناقوس الخطر بشأن الأوضاع المُروعة في غزة
  • وزير الصحة يُطلق خطة الصحة الواحدة وإطار التكيف مع التغيرات المناخية
  • دراسة تدقّ ناقوس الخطر.. واحد من كل 127 فردا مريض بالتوحد
  • دقّت ناقوس الخطر.. واحد من كل 127 فردا مريض بالتوحد
  • المخدرات.. سمير فرج يدق ناقوس الخطر ويكشف أسلوب خطير لحروب الجيل الرابع
  • الزراعة: نواصل دعم المنتجين والفلاحين للتكيف مع التغيرات المناخية
  • التغيرات المناخية وتأثيرها على زراعة الطماطم في مأرب.. تحديات وفرص
  • معدلات التوحد المرتفعة عالميا تدق ناقوس الخطر!
  • من يدفع فاتورة التغيرات المناخية؟.. الدول النامية تطالب بـ1300 مليار دولار لمكافحة «الاحترار».. والزراعة أكبر الخاسرين
  • خبراء: الظواهر المتطرفة كبدت العالم خسائر بالملايين.. التغيرات دمرت المحاصيل الزراعية وخفضت إنتاجيتها.. «علام»: مصر تكافح التغيرات بزراعة 4 ملايين فدان لتحقيق الأمن الغذائي