يونيو 23, 2024آخر تحديث: يونيو 23, 2024

محمد حسن الساعدي

منذ اندلاع زلزال “طوفان الاقصى” والولايات المتحدة غيرت منهجها تماماً اتجاه الشرق الأوسط بصورة عامة، وذهبت الى أكثر من ذلك حتى تعاملها مع الكيان الاسرائيلي على الرغم من وقوفها الجدي معه في الصراع مع حماس الا انها لم تندفع تماماً مع تل أبيب وبقيت تمسك بخيوط اللعبة من بعيد مع الحفاظ على أوراقها في المنطقة سواءً مع دول الخليج أو العراق وباقي دول المنطقة وانتهجت بذلك أسلوب المناورة وحفظ الاوراق، من أجل إبقاء مصالحها محفوظة من جانب مع العرب وحماية إسرائيل من جانب آخر على ان تبقى هي” الحكم” في ملعب الشرق الاوسط وتراقب الآداء عن كثب لكل المنافسين فيها.

الادارة الامريكية دعمت كل الجهود التي تبنت مبدأ التغيير في المنطقة بدءً من “الربيع العربي” وكانت كل النتائج سلبية ولم تحقق أي هدف من اهدافها المرسومة، وذلك لكون النهج الذي اتبعته واشنطن كان غير واضح وتشوبه الكثير من علامات الحيرة والاستفهام لذلك تسعى غدارة الرئيس”بايدن” الى إعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة على ان تبدأ من فلسطين من خلال إعادة تنشيط سلطة محمود عباس حتى تتمكن من اعادة حكمها وتحكمها بمدينة غزة، والانخراط بمشروع الخارطة الجديدة خلال النصف الثاني من العام الجاري، أذ انها وجدت عدد من المعطيات المهمة لهذه الخارطة يمكن تحقيقها على أرض الواقع في الاراضي الفلسطينية.

كانت المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة بجهودها الرامية لتحويل الشرق الاوسط واضحة للغاية، والتي كانت فاشلة بكل المقاييس لأنها لم تحقق الاهداف الرامية من التغيير”الجيوسياسي” لذلك حتى هذه التحركات أثارت جدلاً كبيراً حول غاية واشنطن من كل هذا التحرك وماذا تريد؟!!

وما إذا كان ينبغي لها أن تغادر الشرق الاوسط أو أن تراقب من  أو تبقى مرتكزة فيه ؟!

بعد أحداث 11 أيلول تبنت أدارة جورج بوش الابن مبدأ “الديمقراطية” والتي تدعو الى محاربة الارهاب والتطرف، وقد بذلك في هذا الاتجاه جهوداً كبيرة، وتحديداً في منطقة الشرق الاوسط فقد ساعدت على تخليص العراقيين من النظام السابق، وإعادة تشكيل المجتمع العراقي وفق هذه الديمقراطية ولكنها وعلى الرغم من عدم تطبيقها لهذه المعايير واصطدامها بالركائز النفسية والايدلوجية للمجتمع العراقي الا انها لم تستطع فرض رؤيتها وارداتها على العراق وشعبة وضلت تراوح مكانها في هذا السياق وتحرك الادوات الداخلية كالمنظمات الانسانية او الغير الحكومية في ترسيخ مفاهيم الديمقراطية في العراق، ونفس الجهود بذلك كذلك من أجل بناء دولة فلسطينية والتي استندت على أساس فكرة “أن تحقيق أي سلام ينبغي أن يكون من خلال الاصلاح السياسي الديمقراطي”.

الامر نفسه مورس مع إيران من خلال الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس “اوباما” والذي كان المقصود منه هو شراكة طهران في المنطقة ومحاولة تحويل الشرق الاوسط الى وجه آخر يمكن من خلاله لإيران أن تمارس سياستها وتقاسم السلطة في المنطقة، وقد فشلت واشنطن تماماً في هذا التوجه، عندما أرادة ان يكون منطق القوة هو السائد في تغيير المنطقة، لذلك من الافضل لإدارة بايدن تجنب أي جهد يسمح بأستخدام القوة فيها واللجوء الى منطق القوة في فرض ارادة اخرى على الفلسطينيين، بل من الافضل أن تسعى واشنطن الى تحييد الكيان الاسرائيلي عن أي مواجهة مقبلة في الشرق الاوسط، والذهاب الى تنسيق الادوار مع اللاعبين الاساس فيها،وأن أي جهود تبذلها واشنطن في تقريب وجهات النظر بين الكيان الاسرائيلي والفلسطينيين سيفشل تماماً، وأن الموقف الحقيقي سيكون للميدان لا محال

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الشرق الاوسط فی المنطقة من خلال

إقرأ أيضاً:

إطلاق الاستراتيجية الشاملة وهُوية محافظة ظفار

 

صلالة- العُمانية

احتفلت محافظة ظفار مساء أمس بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة، بإطلاق الاستراتيجية الشاملة وهُوية المحافظة واستراتيجية التواصل تحت شعار "ظفار أرض التباشير".

رعى الحفل صاحبُ السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد رئيس مجلس إدارة البنك المركزي العُماني، بحضور عددٍ من أصحاب السمو والمعالي والمكرّمين والسعادة والمسؤولين بالقطاعين العام والخاص.

وألقى صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار كلمةً أوضح من خلالها أنّ الاستراتيجية رُوعي فيها أن تكون انطلاقتها الرئيسة من رؤية "عُمان 2040"، إلى جانب الاستراتيجيات القطاعية المختلفة منها العُمرانية، والتعليم، والصحة، والسياحة، إذ قامت فرق العمل بتشخيص مراكز القوة في تلك الاستراتيجيات ومواطن التطوير فيها، ومحاور الالتقاء فيما بينها؛ بهدف الخروج باستراتيجية شاملة للمحافظة تضمن الاستفادة القصوى من البرامج والمبادرات.

وأضاف سموه: كان من المهم صياغة الأدوات والممكنات التي من شأنها ضمان تحقيق الاستراتيجية لأهدافها، ومن أهمها "الهُوية الترويجية لمحافظة ظفار"، مؤكدًا أنّ الهوية ليست شعارًا فقط، فذلك جزء بسيط من المعنى الشامل للهُوية، لذلك كان لا بد من العمل على دراسة علمية متمثلة في بحث علمي متكامل عن محافظة ظفار، بداية من تاريخها التليد مرورًا بحاضرها المشرق وصولًا إلى مستقبلها المنشود.

وأوضح سموه أنّ محافظة ظفار عملت على تطوير موقعها الإلكتروني ليتوافق مع استراتيجيتها، إذ تم الانتهاء إلى الموقع بواجهة صديقة للمستخدم، يستطيع من خلالها التنقل بين صفحاته بسهولة، ويمكنه الحصول على المعلومات والبيانات والخدمات التي تتعلق بالمحافظة دون الحاجة إلى التنقل من موقع إلكتروني إلى آخر.

يأتي الحفل في إطار السعي نحو ترسيخ نهج التخطيط اللامركزي والإدارة المحلية، وتعزيز التكامل المؤسسي والتنموي بما يتماشى مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040"، إذ تستند الاستراتيجية إلى رؤية محافظة ظفار كونها وجهة عالمية مستدامة، معتزة بهويتها، تنعم بالرفاه، وتتمحور رسالتها حول تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة من خلال الاستغلال الأمثل للموقع الجغرافي الفريد والموارد الطبيعية، وتعزيز التنوع البيئي والابتكار، والحفاظ على التراث الثقافي، وتوفير بيئة أعمال جاذبة للاستثمارات النوعية.

وتهدف الاستراتيجية الشاملة إلى تسريع وتيرة التنمية في محافظة ظفار عبر تحقيق تنمية اقتصادية متكاملة من خلال تحفيز قطاعات السياحة، والموارد الاقتصادية، واللوجستيات، وتعزيز الأمن الغذائي باستدامة الإنتاج وكفاءة الاستهلاك، وتطوير قطاعي الطاقة المتجددة والتعدين، وتحقيق التنمية العمرانية المستدامة، بالإضافة إلى حماية البيئة وإدارة التراث الطبيعي والثقافي، وتحسين كفاءة البنية الأساسية ووسائل النقل.

كما تعمل الاستراتيجية على تنمية الموارد البشرية من خلال بناء رأس مال بشري قادر على قيادة التحول التنموي، وتعزيز الاقتصاد الأخضر، وتحسين بيئة الأعمال والاستثمار على المستويين المحلي والدولي، إضافة إلى أنسنة المدن وتوفير جودة حياة عالية للسكان، ودعم الفعاليات الثقافية والمجتمعية، ونشر الوعي البيئي.

وتؤكد الاستراتيجية على أهمية استقطاب الاستثمارات والمستثمرين من خلال منظومة تواصل تركز على توحيد الجهود الإعلامية للجهات الحكومية والخاصة في المحافظة والتي تضم أكثر من 50 وحدة حكومية ومؤسسة خاصة ساعية إلى تعزيز صورة محافظة ظفار من خلال تسليط الضوء على مكانتها ومميزاتها عبر التفاعل الرقمي مع الشركاء والمجتمع المحلي والدولي، وترويج الميزة التنافسية وتعزيز الاستثمار في المحافظة، إلى جانب توثيق الفعاليات والأنشطة على مدار العام ضمن هوية بصرية متكاملة.

وشهد الحفل إطلاق الهُوية الموسيقية لمحافظة ظفار، والتي تجسد رؤية إبداعية تهدف إلى إحياء التراث الموسيقي الظفاري وتقديمه في قالب معاصر يواكب الأذواق الحديثة، مع الحفاظ على أصالة الموروث وجمالياته، بالإضافة إلى الإعلان عن الموقع الإلكتروني لمحافظة ظفار، إلى جانب الإعلان عن فرع مركز الشباب بمحافظة ظفار.

مقالات مشابهة

  • تأجيل محادثات واشنطن وطهران لأسباب لوجستية.. الإعلان عن موعد جديد
  • صندوق النقد يخفض توقعاته لنمو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2.6%
  • “ديليفرو” تعلن عن تغييرات في الإدارة العليا
  • إطلاق الاستراتيجية الشاملة وهُوية محافظة ظفار
  • شحادة استقبل سفير اسبانيا ووفد معهد الشرق الأوسط في واشنطن
  • آي إف إس تعلن تعيين راهول ميسرا في منصب النائب الأول للرئيس والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا
  • قرقاش: الإمارات تدعم مسارات الاستقرار في المنطقة
  • الشيباني من الأمم المتحدة: لن نعيق استقرار المنطقة بما فيها إسرائيل
  • وزير الداخلية استقبل وفدا من معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن
  • واشنطن تستضيف الفريق صدام خليفة: مباحثات لتعزيز التعاون العسكري ودعم استقرار ليبيا