المنصات تفخر بالمقاومة وتسخر من الاحتلال عقب كمين الشابورة واستهداف المدرعة إيتان
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
وسلط هذا الحدث الضوء على التحدي الذي تواجهه التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية المتطورة أمام تكتيكات المقاومة الفلسطينية.
وكان جيش الاحتلال قد أدخل مدرعة إيتان التي يعتقد أنها أكثر أمنا ومرونة من مدرعة النمر، التي تفحمت في رفح، واحترق طاقمها المكون من 8 جنود بنيران كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويصف الاحتلال المدرعة إيتان بأنها فخر الصناعة الإسرائيلية، التي دخلت الخدمة منذ سنة تقريبا، ويبلغ ثمنها 3 ملايين دولار. وهي مركبة برمائية مدولبة بـ8 عجلات، تتولى نقل أطنان الذخائر و12 جنديا بكفاءة عالية في جميع التضاريس.
ويبلغ وزن إيتان الإجمالي 35 طنا، يعني أخف بكثير من مدرعة النمر التي تزن 70 طنا، كما أن محركها صغير نسبيا، لن تحتاج لأكثر من 750 حصانا، وتصل سرعتها إلى 90 كيلومترا في الساعة.
ومن ناحية التدريع فإن إيتان محمية أكثر من النمر، ومزودة بنظام القبضة الحديدية، الذي يحتوي على وحدات دروع سلبية، وأنظمة إلكترونية نشطة، كما أنها مزودة بمدفع رشاش ثقيل من عيار 12.7 مليمترا يُتحكم فيه عن بعد، ويمكن تزويدها بمدفع 40 مليمترا، ومنصة إطلاق صواريخ.
بطولة المقاومة
واستعرضت حلقة 23-6-2024 من برنامج "شبكات" أبرز تغريدات نشطاء التواصل الاجتماعي التي أجمعت على الإشادة بأداء المقاومة وبطولتها في حرب غزة.
الناشط كريم عادل أشاد بإنجاز المقاومة وقال في تغريدة له: "لواء ناحال يتفاخر بامتلاكه الآلية الأفضل في العالم لنقل الجنود "إيتان"، فأتاهم رجال القسام ودمروا آليتين منها كترحيب صغير بها، وهكذا اكتمل الكمين في رفح مع رصد المروحيات وهي تنقل قتلاهم إلى خارج القطاع".
وعضد المغرد شريف فكرة عادل حول بطولة عناصر المقاومة وغرد: "تمكن مقاوم غير مجهز عسكريا من استهداف آلية حديثة لجيش العدو ثمنها 3 ملايين دولار بقذيفة الياسين بثمن 500 دولار"، وأكمل موضحا المكان الذي استهدفت منه المركبة: "ويبدو أنها أصابت الجهة الخلفية اليمنى وهي حجرة جلوس المقاتلين التي يضم 9 مقاعد".
وأكد صاحب الحساب خالد على رأي من سبقوه حول أداء المقاومة وحاول وصف المشهد وقال: "في غزة نحن أمام مشهد عجائبي، مقاومة تزداد تماسكا وثباتا، واحتلال يزداد تفككا وارتباكا، أهم وأخطر ما في كمين الشابورة أنه وقع في اليوم 258 للحرب".
أما المغرد عبد الله فأكد من ناحيته أن "كمين الشابورة الأخير ليس الأول في المخيم، بل الثاني في أيام قليلة"، وأوضح فكرته بأن "هذا يعني نجاح استخباراتي للمقاومة، وفشل لجيش الاحتلال، فالقسام قادر على إيقاع جنود الاحتلال في أكثر من كمين بنفس المكان".
ومن جهتها أوضحت هند العطار أن "المدرعة المستهدفة في كمين القسام "إيتان" تعني الصارم أو القوي، وهي مركبة قتالية مدرعة طورتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لتحل محل ناقلة الجنود المدرعة M113 الأميركية الأصل المستخدمة في جيش الاحتلال".
وكانت كتائب القسام قد أعلنت أيضا استهداف دبابتي ميركافا في نفس الكمين بمخيم الشابورة، ونشرت مقطع فيديو يوثق فرار طاقمهما داخل أزقة المخيم، أما عن حصيلة كمين القسام بالشابورة، فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل أحد ضباطه، الرقيب مالكية جروس، بالإضافة إلى إصابة 6 جنود.
23/6/2024المزيد من نفس البرنامجكيف تفاعل مغردون مع رفض بروكسل استضافة مباراة بلجيكا وإسرائيل؟تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
يمانيون../
رغمَ شراسةِ العدوانِ الصهيوني واستمرارِ الإبادةِ لليوم الـ 568 من الطوفان، استطاع أبطالُ الجِهادِ والمقاومة، أن يسطِّروا ملاحمَ بطوليةً غيرَ مسبوقةٍ، مؤكّـدين أن إرادتَهم لا يمكن كسرُها مهما كانت التحديات.
وفي الوقت الذي كانت آلةُ الحرب الصهيونية تستعرُ فوقَ سماء غزة وتحاولُ بائسةً أن تفرِضَ معادلاتِها بالحديد والنار، كانت المقاومةُ الفلسطينية، وفي طليعتها كتائبُ القسام؛ تكتُبُ ملحمةً جديدةً من الصمود والإبداع القتالي.
في هذا التقرير، نسلِّطُ الضوءَ على أبرز إنجازات المقاومة في قِطاع غزة؛ عسكريًّا وسياسيًّا ونفسيًّا، خلال الساعات الـ 48 الماضية، مستعرضين ملامحَ هذه الملحمة الخالدة.
صاعقةُ الغول وبأسُ الرجال:
من بيت حانون إلى حي الشجاعية، ومن أنفاق الغموض إلى ساحات الاشتباك المكشوفة، خطّت سواعدُ المجاهدين أروعَ صور الفداء والمواجهة المباشرة، موقعةً في صفوف العدوّ صرعى وجرحى بالعشرات، ومثبتة أن غزة -برغم الجراح والحصار- ما زالت تصنَعُ التاريخَ المقاوِمَ بقلبٍ من نارٍ وعقلٍ من نور.
في مشهدٍ بطولي يعكسُ خِبرةً ميدانيةً متراكمةً، نفَّذَ مجاهدو القسام عمليةً نوعيةً شرق بلدة بيت حانون ضمن كمين “كسر السيف”، حَيثُ جرى قنصُ عددٍ من جنود وضباط العدوّ ببندقية “الغول” القسامية، وهي بندقيةٌ فلسطينية الصُّنع ذات دقة نارية عالية.
وقد أسفرت العملية عن سقوط عدة إصابات مباشرة بين صفوف الاحتلال؛ ما أَدَّى إلى إعادة تموضع قواتِ العدوّ قرب الحدود نتيجةَ فشلهم الذريع في تثبيت وجودهم هناك.
في الأثناء، لم تكن الشجاعية حَيًّا سكنيًّا هادئًا بل تحوَّلت إلى كمينٍ جهنمي للعدو، حَيثُ تمكّن مجاهدو القسام من استهداف قوة صهيونية خَاصَّة تحصَّنت داخلَ منزل بعدة قذائفَ من طراز “آر بي جي” و”الياسين 105″، ثم انقضُّوا عليهم بالأسلحة الرشاشة، موقعين قتلى وجرحى، من بينهم عناصرُ من وحدات النخبة الصهيونية.
تأخَّرت عمليةُ إخلاء المصابين لساعتين وشهدت خمسَ اشتباكات عنيفة، في مشهدٍ يؤكّـد أن غزة صارت مقبرةً لطموحات الاحتلال.
واليوم، استهدفت كتائبُ القسام دبابة “ميركفا4” بقذيفة “الياسين 105” شرقي “حي التفاح” بمدينة غزة، كما تمكّن مجاهدو القسام من تفجير عبوة مضادة للأفراد في عددٍ من جنود الاحتلال وأوقعوهم بين قتيل وجريح في الموقع ذاته.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85_%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0_%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A_%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%87%D8%A7_%D8%A8%D8%B9%D8%AF_%D9%82%D8%B5%D9%81%D9%87.mp4صفعة الأسرى.. المقاومة تُفشِلُ أهداف الحرب
وفي تطورٍ دراماتيكي، أعلنت كتائبُ القسام عن عمليةِ إنقاذ أسرى صهاينة من أحد مواقع المقاومة في غزة بعد أن قصفه الاحتلال؛ ما ضاعف من ارتباكِ القيادةِ العسكرية الصهيونية، وأكّـد فشلَ أهدافها للحرب.
وفي مقطع مصوَّر نشرت القسامُ بعضَ المشاهد مرجِئةً “التفاصيل لاحقًا”، لما أسمته: “عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفقٍ قصفه جيشُ الاحتلال قبلَ عدة أيام”.
عقبَ ذلكَ، أكّـد الوزير وعضو “الكابينت” الصهيوني “زئيف إلكين”، أن حكومتَه “مستعدةٌ لوقف القتال فورًا مقابلَ إطلاق سراح الأسرى، بشرط أن يكونَ بالإمْكَان استئنافُ القتال لاحقًا أَو التوصل إلى اتّفاق تتنحَّى فيه حماس من الحكم ويتم نزعُ سلاحها، لكن حماس غيرُ مستعدة لذلك”.
في الأثناء، أكّـد جنرالان صهيونيان متقاعدان، اليوم الأحد، أن جيشَ الاحتلال ليسَ قادرًا على تنفيذ سياسَة حكومة مجرم الحرب نتنياهو في قطاع غزة، وأن رئيسَ أركانه “إيال زامير”، نصب لنفسه مصيدةً عندما أعلن في بداية ولايته في المنصب أنه سيهزِمُ حماس ويقيمُ حُكمًا عسكريًّا، ويقود إلى استبدال حكم حماس.
وبينما حكومة الاحتلال تزعُمُ أن الضغطَ العسكري سيعيد جنودَها الأسرى، بدا واضحًا أنها تريد التخلُّصَ منهم، والمقاومة هي مَن تحافظ على حياتهم، وتدير الميدان بثقةٍ كبيرة، وتُجهِضُ روايةَ العدوّ أمام أهالي الأسرى الذين خرجوا في مظاهراتٍ غاضبةٍ تطالب بصفقةٍ شاملة لإعادتهم، محمِّلين نتنياهو مسؤوليةَ قتل أبنائهم بالتعنّت والمقامرة السياسية.
الارتباكُ الداخلي الصهيوني: صِراعٌ وخديعة..
لم تقتصرْ خسائرُ الاحتلال على الميدان فحسب، بل انتقلت عدواها إلى داخل الكيان، مطالبات شعبيّة واسعة بإسقاط نتنياهو.
إلى جانبِ ذلك برز الغضبُ بين الضباط الصهاينة الكبار الذين دعوا صراحةً إلى: إما “تدمير غزة أَو الانسحاب منها فورًا”، واتّهامات متبادلة بين الجيش والسياسيين بأنهم يخدعون الجمهورَ بقصص انتصاراتٍ وهمية.
حَـاليًّا الاحتجاجاتُ الصهيونية تعكسُ صراعاتٍ داخليةً عنيفة، غير أنها لا ترفُضُ العدوانَ على غزةَ؛ لأَنَّ القوةَ أصبحت جُزءًا أَسَاسيًّا من الهُوية الصهيونية، إلا أن الاحتجاجاتِ تتركَّزُ ضد نتنياهو وحكومته لا ضد الاحتلال وتاريخه الدموي.
ورغم أن مراكزَ أبحاث صهيونية تحاول بين الفينة والأُخرى، إنزالَ بيانات وتعاميم استطلاعات للرأي العام الداخلي، تشيرُ إلى تراجُعِ الصِّبغة الانتقامية من الفلسطينيين، إلا أن غيابَ مِلف الأسرى الصهاينة من الممكن أن يؤديَ إلى غيابِ أي احتجاج؛ ما يكشف تمسك المجتمع الصهيوني بالعنف كأدَاة للصراع.
وفي الوقت الذي يُقتَلُ فيه جنودٌ صهاينةٌ بلا أهداف واضحة، ينكشَّفُ زيفُ أساطير وادِّعاءات حكومة الكيان، “مترو حماس” و”الضغط العسكري”، وباتت صورةُ “الجيش الذي لا يُقهَر” تتبدَّدُ أمامَ صلابة وعنفوان رجال الجهاد والمقاومة.
الروايةُ الفلسطينية تنتصر.. بين الميدان والسياسة:
وعلى الجانبِ السياسي، غادر وفدُ قيادة حماس القاهرة، أمس السبت، بعدَ مشاوراتٍ مكثّـفةٍ مع المسؤولين المصريين، حاملًا رؤيةَ المقاومة لشروط وقف النار: “وقف العدوان.. صفقة تبادل أسرى مشرِّفة.. فتح المعابر وبَدء إعادة الإعمار”.
وهو ما يعكسُ قوةَ موقع المقاومة التفاوضي مقارنةً بوضع العدوّ المنهَك سياسيًّا وعسكريًّا وشعبيًّا؛ فما يجري في غزة اليوم، هو إعلانٌ صريحٌ بأن معادلاتِ الصراع قد تغيَّرت، ولم يعد كيانُ الاحتلال يفرِضُ شروطَه بالقوة، وغزة لم تعد تُستباح بلا ثمن.
ولأن المقاومة وعدت وأوفت؛ فَــإنَّ المعركةَ القادمةَ ستكونُ أشدَّ وأمضى، والكيانُ اليومَ أوهى من بيت العنكبوت، وصار كُـلُّ جندي صهيوني يعرِفُ أن خطواته فوقَ أرض غزة محفوفةٌ بالموت، وأنَّ خلفَ كُـلّ جدارٍ، وفي كُـلّ زقاقٍ، غولًا فلسطينيًّا قادمًا من رحم الأرض.
عبدالقوي السباعي| المسيرة