#سواليف

قال جوليان بورغر، مراسل صحيفة “الغارديان” في واشنطن، في تقرير له، إن مستقبل #الرصيف_العائم، الذي بنته الولايات المتحدة قرابة #شاطئ_غزة، كان صورة عن “ #إساءة_حسابات” للمسؤولين الأمريكيين، فالمشروع، الذي كلّف 230 مليون دولار، لم يكن قادراً على الصمود أمام الظروف البحرية الصعبة، ولا توفير المواد الإنسانية للمحتاجين في القطاع، بسبب غياب الظروف الأمنية.

ومن هنا بات مستقبله محلّ تساؤل، فلم يتم استخدامه إلا مدة 12 يوماً، منذ بدء تشغيله في 17 أيار/مايو. وفي فترة التشغيل هذه كانت المساعدات تُرمى على الشاطئ نظراً لعدم وجود شاحنات لتوزيعها على المخازن في القطاع بسبب غياب الأمن.

ولم يحقق المشروع التطلعات المتوقعة منه، وعندما أعلن عنه الرئيس بايدن، في خطابه عن حالة الاتحاد، الذي ألقاه في 7 آذار/مارس، قال إن الرصيف العائم “سيؤدي إلى زيادة عظيمة في حجم المساعدات الإنسانية الداخلة إلى غزة كل يوم”.

مقالات ذات صلة يديعوت أحرونوت عن مصادر: الجيش أنهى معظم العمليات البرية برفح 2024/06/23

واستغرق بناء الرصيف شهرين، حيث تم تركيبه على بعد أميال من شاطئ غزة. وعمل في إنشائه حوالي 1,000 جندي أمريكي، وسفينة كارديكان بي، التابعة للبحرية الأمريكية، التي استُخدمت كمسكن للجنود.

ولم ينقل إلى غزة، خلال فترة عمل الرصيف القصيرة، سوى حمولة 250 شاحنة من #المساعدات الإنسانية (4,100 طن)، ووصلت عبر الممر البحري، أي نصف ما يصل براً إلى غزة في يوم واحد. وبقيت المساعدات التي وصلت عالقة عند نهاية الممر في منطقة التنظيم المقامة على الشاطئ. ومنذ مقتل 274 فلسطينياً في عملية إسرائيلية لتحرير أربعة أسرى لدى “حماس” في مخيم النصيرات، قرر برنامج الغذاء العالمي تعليق عملياته في القطاع، حيث كان من المفترض أن تقوم شاحناته بنقل بالات الطعام من منطقة التنظيم ونقلها بالشاحنات إلى مناطق غزة. ويقول البرنامج إن المراجعة الأمنية مستمرة.

وساهمت الظروف البحرية في عرقلة عمل الرصيف، فالظروف في منطقة شرق المتوسط لم تكن هادئة كما هو متوقع. وأطلق البنتاغون على الرصيف العائم “اللوجستيك المشترك عبر الشاطئ” (جلوتس)، حيث تم تصميم الرصيف لتحمّل “حالة البحر بالدرجة الثالثة”، والتي تحدد مستوى الأمواج من 0.5- 1.25 متراً.

وكان المصممون يأملون باستمرار الهدوء في البحر بين الربيع والصيف حتى بداية أيلول/سبتمبر، لكن الرصيف تعرّضَ لأضرار فادحة في 25 أيار/مايو، ذلك أن أمواج البحر كانت متلاطمة بشكل غير عادي.

وبعد إصلاحه في ميناء أشدود أُعيد لمكانه، وبدأ العمل في 8 حزيران/يونيو، ولكنه عمل ليوم واحد، قبل تعليق العمليات ليومين آخرين.

وفي 14 حزيران/يونيو فكك الرصيف، وشحن إلى ميناء أشدود كخطوة احترازية من الأمواج العاصفة. وأعيد مرة أخرى يوم الجمعة، واستخدم منذ ذلك الوقت لتحميل 4,160 طناً، إلا أن تقارير أشارت إلى إمكانية تفكيك الرصيف العائم في الشهر المقبل، نظراً لعدم قدرته على تحمل الظروف العاصفة في البحر.

وعلق ستيفن موريسون، النائب البارز لمدير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: “لقد أساءوا التقدير”، و”لم يفهموا بشكل كامل ما سيحدث من ناحية الطقس، وتخلّت وزارة الدفاع عنه، وأذلت بطريقة واضحة”.

واعترف البنتاغون بالتحديات التي واجهت الرصيف العائم، ولكنه ينكر اتخاذه قراراً لتفكيكه قبل الموعد المحدد له.

وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال باتريك رايدر: “لم نقرر الموعد النهائي للمهمة، وخلافاً لتقارير إعلامية حول الموضوع”.

وكان يقصد من بناء الرصيف إنشاء ممرّ مستقل عن إسرائيل تدخل من خلاله المساعدات الإنسانية للقطاع المدمر والمحاصر، وبعدما شعرت إدارة بايدن بالإحباط من عدم توفر المعابر الكافية لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة. وقالت منظمات الإغاثة التي تشترك في توفير المساعدات الطارئة إن شيئاً أفضل من لا شيء، لكنها عبّرت عن قلق من بناء رصيف مكلف، وسط بهرجة إعلامية حرفت الانتباه عن ممارسة الضغوط السياسية على إسرائيل كي تفتح المعابر البرية أمام الشاحنات، وهي الوسيلة الأكثر فعالية لتوفير الطعام.

وقال زياد عيسى، مدير البحث في الجمعية الإغاثية البريطانية “أكشن إيد”، إن حجم الشاحنات التي تدخل غزة يومياً انخفض إلى 100 شاحنة، في النصف الأول من شهر حزيران/يونيو. ولم توزع المساعدات في القطاع بسبب الظروف الأمنية. وتوقف معبر رفح عن العمل، منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه في 7 أيار/مايو، وتم تحويل مسار الشاحنات نحو كرم أبو سالم في جنوب غزة، إلا أن الطرق منه ظلّت غير آمنة. وقال عيسى: “ليست آمنة لعمال الإغاثة والطرق نظراً لاستمرار القصف على غزة”، وأضاف: “لم نشاهد أي تغير منذ الإعلان عن التوقف التكتيكي”، في إشارة إلى إعلان الجيش الإسرائيلي عن التوقف التكتيكي في العمليات، يوم الأحد الماضي.

والجيش الإسرائيلي ليس تهديداً فقط على عملية توزيع المساعدات الإنسانية، بل وتتعرض الشاحنات لهجمات جماعات السطو المسلح التي أصبحت قوية وسط شوارع غزة المدمرة. واعتمدت أونروا على الشرطة الفلسطينية لتوزيع المساعدات، إلا أن إسرائيل استهدفت عناصر الشرطة باعتبارها تابعة لحكومة “حماس”. وفي غيابها ظهر فراغ أمني.

ورفضت إسرائيل، من جهة أخرى، التعامل مع أونروا، بعدما اتهمت موظفين فيها بالمشاركة في هجمات “حماس”، رغم أن إسرائيل لم تقدّم أدلة حول تورّط 12 موظفاً في الهجمات.

وأقنعت الولايات المتحدة برنامج الغذاء العالمي لتوزيع المواد المنقولة عبر الرصيف. وقال موريسون: “لقد دُفع من الولايات المتحدة لكي يكون واجهة وشريكاً على الأرض”، و”كانوا غير مرتاحين ومتردّدين، لم يكونوا راغبين في أن يعلقوا وسط الجنون المرعب وغياب الأمن على الأرض”.

ونظراً لاستمرار المشاكل على المعابر البرية، فإن إدارة بايدن متردّدة في التخلي عن الرصيف العائم، الذي يعتبر “ممراً حيوياً لتوصيل المساعدات، وسط الحاجة المتزايدة لغزة، وكذا انعدام الأمن الذي جعل من توزيع المساعدات عبر كرم أبو سالم صعباً جداً، حسب قول مسؤول أمريكي.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الرصيف العائم شاطئ غزة المساعدات المساعدات الإنسانیة الرصیف العائم فی القطاع إلى غزة

إقرأ أيضاً:

تفكيك الرصيف البحري الأمريكي العائم للمرة الثالثة

نقلت وكالة سي إن إن عن مسئولين، إنه تم تفكيك الرصيف المؤقت قبالة غزة للمرة الثالثة، حسبما أفادت فضائية" الغد" في نبأ عاجل.

واستأنف العمل بالرصيف البحري الذي بنته الولايات المتحدة على شاطئ غزة مرة أخرى يوم الخميس، بعد إزاحته للمرة الثانية الأسبوع الماضي بسبب الأحوال الجوية السيئة.

ودخل الرصيف الذي بناه الجيش الأمريكي الخدمة في 17 أيار، لكنه تعرض لأضرار بسبب موجات البحر الهائجة في المرة الأولى ما أدى إلى خروجه عن الخدمة.

وبسبب الأحوال الجوية وتلاطم أمواج البحر الأسبوع الماضي توقف العمل بالرصيف العائم الذي كلف تشييده نحو 320 مليون دولار.

وبعد استئناف العمل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بات رايدر: "بين عشية وضحاها، تم استئناف نقل المساعدات الإنسانية من قبرص إلى غزة، حيث تم تسليم أكثر من 656 طناً مترياً إلى غزة اليوم (الخميس)".

وشدد المتحدث باسم البنتاغون على أن "الرصيف حل مؤقت لتلبية الاحتياجات الملحة للفلسطينيين"، رافضاً ادعاءات بإمكانية تفكيك الرصيف في وقت مبكر من يوليو المقبل. 

وأضاف: "لم نحدد موعداً نهائياً لهذه المهمة حتى الآن، خلافاً لما ورد ببعض التقارير الصحافية حول هذا الموضوع". وأكد رايدر، استمرار الولايات المتحدة في "تسهيل نقل المساعدات الإنسانية عبر الممر البحري".

وتنتقد الجماعات الإغاثية بشدة خطة إدخال المساعدات إلى غزة عبر البحر، معتبرة إنها وسيلة إلهاء هدفها تخفيف الضغط عن إسرائيل التي تضيق الخناق على غزة بتشديد الإجراءات على المعابر البرية وإغلاقها.

ويواجه الفلسطينيون مجاعة واسعة النطاق حيث أدت الحرب إلى قطع تدفق الغذاء والدواء والسلع الأساسية إلى غزة التي أصبحت الآن تعتمد كليا على المساعدات.

وعلقت الأمم المتحدة تعاونها مع مشروع الرصيف منذ 9 يونيو، بعد يوم من استخدام الجيش الإسرائيلي المنطقة المحيطة بالرصيف في عملية إنقاذ رهائن أسفرت عن مقتل أكثر من 270 فلسطينيا.

وفي الوقت نفسه، فإن تعهد إسرائيل بحماية طريق المساعدات الجديد إلى جنوب غزة قد فشل، حيث تقول الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية إن انهيار القانون والنظام جعل هذا الطريق غير صالح للاستخدام.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تباشر نقل أطنان من المساعدات المتراكمة بمنطقة الرصيف العائم قبالة غزة بعد توقف عملياته
  • الأمم المتحدة تبدأ بنقل أطنان المساعدات من الرصيف الأمريكي العائم إلى غزة
  • الأمم المتحدة تنقل مساعدات إلى غزة تراكمت على الرصيف العائم
  • تراكمت على الرصيف العائم..الأمم المتحدة تنقل مساعدات إلى غزة
  • من جديد.. تفكيك الرصيف الأمريكي العائم في شاطئ غزة
  • للمرة الثالثة.. إزالة رصيف غزة العائم بسبب الأمواج العاتية
  • أمواج غزة تفكك رصيف بايدن البحري للمرة الثالثة
  • للمرة الثالثة منذ إنشائه.. تفكيك الرصيف العائم قبالة غزة
  • تفكيك الرصيف البحري الأمريكي العائم للمرة الثالثة
  • نائب أميركي كبير يطالب إدارة بايدن بإغلاق رصيف غزة العائم