بوابة الوفد:
2025-01-11@16:41:47 GMT

وزارة الجبهة الداخلية

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

الفقر والجهل والمرض.. ثالوث يدمر حياة أعظم الأمم، وينهى مستقبلها، ويخلق أجيالاً مشوهة لا تستطيع أن تجد لها مكاناً بين العالم.

نعم.. البطون إذا جاعت، والأجساد إذا نخرها المرض، والعقول إذا عشش فيها الجهل، فقل على الأمة السلام.

المكاشفة وصدق النوايا هى أقصر الطرق لتشخيص العلة ومحاولة العلاج على أسس سليمة، بعيداً عن مدرسة النعامة التى تدفن رأسها فى الرمال، فالرياح العاتية سوف تذهب بالرمال بعيداً، ولن تجد النعامة ملجأ للاختباء فيه، ولا سبيل للنجاة إلا المواجهة.

أما الفقر أو الحالة الاقتصادية الصعبة التى دقت رقاب العباد، بعدما أصبح الغلاء حديث الساعة، بسبب القفزات المتوالية فى الأسعار التى فاقت قدرات جميع الطبقات، فقد باتت فوق الاحتمال، ولا بد من تدخل قوى للدولة لفرض الحماية الاجتماعية، وبسط يدها القوية لإعادة هيبتها من جديد إلى الأسواق عبر آليات رقابية مشددة وضرب المتلاعبين بأقوات المصريين بيد من حديد.

الأمر الآخر الذى ألهب الأسواق مؤخراً، وزاد الأمر صعوبة لا تحتمل، وحمل على كاهل المصريين ما لا يطوقونه هو الأشقاء السودانيون.

الحكاية ببساطة أننا تعلمنا منذ نعومة أظافرنا وحفظنا عن ظهر قلب بيت الشعر «يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل»، لذا فإننا لم نجد غضاضة فى أن تفتح البلاد أبوابها أمام الأشقاء من الدول التى توجد بها نزاعات وحروب، لينعموا بالعيش بيننا، حيث لم تقم لهم مصر المخيمات أو تعاملهم على أنهم لاجئون.

وقدر عدد الإخوة فى بلدهم الثانى مصر بالملايين، عراقيين وليبيين، وسوريين وفلسطينيين، ويمنيين، دون مشكلة تذكر، إلى أن شهد السودان الشقيق حرباً أهلية، وفتحت لهم مصر الأبواب أسوة بإخوانهم مرحبة بهم ومقدمة لهم كل الدعم.

الأمر إلى هنا لا غضاضة فيه، ويا ليتهم اتخذوا من الأشقاء السوريين مثلاً لأنهم عملوا، واجتهدوا وفتحوا مشروعات جديدة، ولم يضاربوا على المصريين، ولم يضيقوا عليهم الخناق فى أرزاقهم.

لكن الأشقاء السودانيين الذين توطنوا فى أحياء كاملة رفعوا أسعار إيجارات الشقق السكنية بصورة مغالى فيها زادت العبء بدرجة كبيرة على المستأجرين المصريين الأمر الذى دفع الملاك لإنهاء تعاقداتهم، أو عدم التجديد لهم، للتأجير للأشقاء السودانيين الذين يدفعون ببذخ، فارتفعت أسعار الإيجارات لأكثر من 150% أما الإيجار المفروش فقد زاد لأكثر من 6 أضعاف، والتمليك حدث، ولا حرج.

وإذا كان السكن نموذجاً، فإنه ينطبق على كثير من أمورنا الحياتية الأمر الذى يزيد من أعباء الدولة ومسئوليتها فى الحماية الاجتماعية، فكاهل المصريين لا يتحمل المزيد من الأعباء.

الضلع الثانى للثالوث المدمر هو الجهل، الذى لا يعنى هنا الأمية، وإنما ذلك النظام التعليمى الفاشل المبنى على الحشو والتلقين والحفظ دون فهم، ولذلك يكون الغش فيه أقصر الطرق للنجاح.

الطالب المصرى يضيع عمره فى حفظ وتخزين معلومات يستطيع الحصول عليها بكبسة زر على الإنترنت فى ثوانٍ معدودة، وأصبحت الجامعات تعطى شهادات تخرج لحاملى مؤهلات عليا أميين.

نحن نحتاج إلى ثورة تعليمية ومدرسين مؤهلين، وطلاب يدرسون وفق مناهج متقدمة ومتطورة منذ الحضانة وحتى الجامعة، فإذا كنا نريد لبلادنا التقدم، فلابد أن يقود العلم القاطرة.

الضلع الثالث للثالوث المدمر هو المرض، وهذا الشق المرعب لا يتعلق فقط بارتفاع أجور الأطباء ولا بأسعار المستشفيات الخاصة، ولا بفقر غالبية المستشفيات الحكومية خاصة فى المراكز والقرى والنجوع، ولكن الأخطر من كل ذلك هو اختفاء الدواء.

وأصبحت رحلة البحث عن الدواء أشبه بالمهمة المستحيلة، واختفت عشرات الأدوية، بل المئات من الصيدليات، وأصبحت معاناة كل المرضى وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة هى البحث عن كورس الدواء، حتى البدائل لم تعد متوافرة- وإن وجدت- فالأسعار وفقاً للعرض والطلب، ورفع الجميع شعار أرجوك أعطنى هذا الدواء.

باختصار.. الثالوث المدمر يهدد حياة المصريين بقوة، والأمر يحتاج إلى أن تستحدث الحكومة الجديدة وزارة للجبهة الداخلية تكون مهمتها فرض الحماية اللازمة لطبقات الشعب المختلفة ووضع الخطط وتشريع القوانين للحفاظ على سلامتها وتحقيق أمنها ومنعها من الاندثار.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزارة الجبهة الداخلية باختصار كاهل المصريين

إقرأ أيضاً:

محافظ أسوان يشيد بالطالبة بسملة لتكريمها بمسابقة الرسملمحات من الهند

أشاد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان بالمستوى الرائع الذى تتميز به أبنه أسوان الطالبة بسملة محمد فخرى 17 عاماً بالصف الثالث الثانوى العام ، والتى تمثل نموذجاً مشرفاً فى العزيمة والإصرار والتحدى لمواجهة ظروفها المرضية من خلال أعمالها الفنية التى تبهر كل من يشاهدها .

وهذا تجسد فى أن نال عملها إعجاب رئيس وزراء دولة الهند الصديقة ناريندرا مودى ، وإشادته بالموهبة الفذة لفتاة أسوان من ذوى الإحتياجات الخاصة ، والتى رسمت لوحة مذهلة لتاج محل بفمها .

وأكد المحافظ على تقديم كامل الدعم لموهبة بسملة الفنية التى تتمثل فى قيامها بممارسة فن الرسم بإمساك القلم بالفم على الرغم من تعرضها لضمور فى الأطراف لليدين والساقين وهو الذى يؤهلها بأن تصبح فى المستقبل ذات شأن فى مجال الفن ليفتخر بها الوطن ومحافظتها وأسرتها .

ومن جانبها أوضحت فاتن على الموجه العام للتربية الفنية بمديرية التربية والتعليم بأسوان بأنه تحت رعاية وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى محمد عبد اللطيف ، واللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان تم تنظيم المسابقة الفنية " لمحات من الهند " فى نوفمبر الماضى بحديقة فريال بحضور مسئولى المركز الثقافى الهندى ، وتم تصعيد 10 من الطلاب بينهم الطالبة بسملة فخرى ، وقد تم منحها ميدالية ذهبية فى الحفل الذى تم تنظيمه بنقابة المعلمين بأسوان فى ديسمبر الماضى .

ولفت فاتن على بأنه تم مشاركة بسملة فى مسابقة الرسم " لمحات من الهند " ، والتى تم تنظيمها بمركز مولانا أزاد الثقافى الهندى بمشاركة أكثر من 22 ألف طالب وطالبة على مستوى الجمهورية من بينهم أكثر من 1200 طالب وطالبة من أبناء أسوان ، وكان من ضمنهم الطالبة بسملة ، والتى قامت برسم عمل فنى ضمن اللوحات التى أبدعها الطلاب ، وتعكس جوانب مختلفة من الثقافة الهندية والعلاقات التاريخية بين الهند ومصر .

مقالات مشابهة

  • تامر أفندى يكتب: أحمد عدوية..  طرب "صُنع فى مصر"
  • كما قال مالك فى الخمر
  • حنان أبوالضياء تغوص فى العالم السرى للمشاهير
  • الأحزاب السياسية ودعم الدولة
  • اللغة التى جعلتهم يقهروا الظلام
  • إدمان الهواتف
  • موكب أسطوري لحزب العرجاني وحشد للفقراء يستفزان المصريين.. ماذا يجري؟
  • محافظ أسوان يشيد بالطالبة بسملة لتكريمها بمسابقة الرسملمحات من الهند
  • «الحق في الدواء» بشأن التوسع في سلاسل صيدليات "الإسعاف24": خطوة مهمة لتوفير الأدوية لكل المصريين.. ومحمود فؤاد: الدواء أمن قومي وحق دستوري وقانوني وتوفيره يقضي على الاحتكار
  • المهمة الأساسية للأحزاب السياسية