أوبزيرفر: نتنياهو “ناكر” جميل بايدن يقود المنطقة للفوضى وكوفئ بدعوة من أتباع ترامب
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
#سواليف
نشرت صحيفة “أوبزيرفر” مقالا للمعلق، #سايمون_تيسدال قال فيه: “عندما يطير بنيامين #نتنياهو إلى #واشنطن الشهر المقبل، فإنه سيُنصح بتجنب الأجواء الجوية والمطارات البريطانية، فكدولة مؤسّسةٍ لمحكمة الجنايات الدولية، ستجد بريطانيا نفسها ملزمة قانونيا وأخلاقيا باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي لو دخل أراضيها”.
ويعلق الكاتب: “من المؤسف أن منظور تقييد نتنياهو بالقيود يظل بعيدا، ويتوقع الإنسان كثيرا لاتخاذ كير ستارمر الذي سينصّب رئيسا للوزراء، قرار اعتراض الهارب من العدالة، مع أن حزب العمال دعم في بيانه الانتخابي الجنائية الدولية والتي تعتمد على الدول الأعضاء لتنفيذ قرارات الاعتقال”.
وعندما يتعلق الأمر بهذا، فهناك حدود براغماتية لتعاطفه مع تحقيق العدالة من أجل #فلسطين، على الرغم من الأدلة على الجريمة والأدلة القوية على تجسس المخابرات الإسرائيلية لتخريب عمل الجنائية الدولية. كما يتلاعب نتنياهو بمحكمة العدل الدولية وأمرها بوقف عملية رفح. وتظهر المعايير المزدوجة، ناهيك عن النفاق بشأن التصرف الإسرائيلي الفظيع، أن هذا لا يقارن بسلوك الكونغرس. وسبب سفر نتنياهو هي دعوة من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة في 24 تموز/ يوليو.
مقالات ذات صلةفقد مُنح نتنياهو المنصة لأن أتباع ترامب يعولون عليه كعضو شرفي في طائفتهم.
وكم سيكون هذا مزعجا للرئيس جو #بايدن، الذي سارع إلى تل أبيب بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وحضن نتنياهو ووعده بدعم سخي. ويدفع بايدن ثمنا انتخابيا باهظا لتعبيره عن دعم لا حدود له وتضامن مع نتنياهو.
ويشعر الناخبون الشباب بالسخط من #المذبحة في #غزة والتي ساهم السلاح المصنع أمريكيا بها. وبدلا من التعبير عن الامتنان، عرقل الزعيم الإسرائيلي جهود السلام التي رعتها الولايات المتحدة وأعلن حربا مع ولي النعمة. وهاجم نتنياهو بايدن لأنه أوقف شحنات أسلحة، مصورا نفسه بأنه وينستون تشرشل جديد، وطالب بـ”الوسيلة لإتمام المهمة”، وعبّر البيت الأبيض عن غضبه. وفي الحقيقة، لم تعلق امريكا سوى شحنة قنابل زنتها 2,000 رطل والتي تقتل بدون تمييز.
فواشنطن قلقة من اعتماد نتنياهو الكبير على المتطرفين والجماعات الصهيونية الدينية، خاصة بعد انهيار حكومة الوحدة الوطنية، وتقوم بالتخطيط لحرب مع حزب الله في لبنان بعد مناوشات على مدى الأشهر الماضية.
ويعلق الكاتب أن الكثيرين في إسرائيل يشاركون أمريكا قلقها ويتهمون رئيس الوزراء بإطالة أمد الحرب لكي يبقى في السلطة وخارج السجن.
ومن فهنا، فغزو لبنان هي الخطوة المنطقية التالية لهذا الجنون العدواني. ففي الوقت الذي كان فيه مبعوث الإدارة الامريكية للشرق الأوسط يجري مباحثات في لبنان وإسرائيل لمنع اندلاع حرب مع حزب الله، كان وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، يتحدث عن اكتمال الخطط لغزو لبنان وأن القرار بات قريبا.
وتعهد كاتس بهزيمة حزب الله وتدمير لبنان، مع أن الحزب لديه قدرات عسكرية ومقاتلون أكثر من حماس. ويقول تيسدال إن هذه الوعود هي نفسها التي أطلقها نتنياهو بشأن الحملة في غزة. وفي ظل ما يراه المعلقون الإسرائيليون عن أداء الجيش الإسرائيلي في غزة، فمنظور حرب جديدة مثير للخوف، ولو تم تكرار ما حدث في 2006 و1982 فبالتأكيد ستكون هناك معاناة كبيرة وضحايا كثر.
ويعلق تيسدال أن حزب الله وإن عبّر عن عدم رغبة بحرب شاملة، رغم وابل الصواريخ التي أطلقها على إسرائيل، إلا أن زعيم الحزب حسن نصر الله أطلق في الأسبوع الماضي تهديدا خطيرا.
فهو مثل نتنياهو لا خطة لديه لإنهاء العنف أو رؤية استراتيجية للمستقبل. وفي الوقت نفسه تنشغل راعيته إيران بانتخابات لاختيار رئيس جديد.
فقد منحت وفاة الرئيس المتشدد، إبراهيم رئيسي في الشهر الماضي، طهران فرصة لأن تعيد التفكير باستراتيجية “الدفاع المتقدم” من خلال استخدام الجماعات الوكيلة عنها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، لتوسيع تأثيرها وحماية حدودها والضغط على إسرائيل وحلفائها. إلا أن هذه الفرصة تنزلق في ظل ترشيح ستة مرشحين للرئاسة في انتخابات 28 حزيران/ يونيو، واحد منهم يعتبر معتدلا، وهو مسعود بيزشيكان. فمشاركته التي لا أمل فيها تعطي انطباعا أن المنافسة مفتوحة.
ويعتبر محمد باقر قاليباف، المرشح الأكثر حظا، فهو من خيار المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، على ما يبدو. ولو فاز، فستواصل إيران طريقها الأعمى في مواجهة إسرائيل وأمريكا وفي كل شيء، من فلسطين إلى الملف النووي، كما يقول الكاتب.
وهناك نقطة ساخنة أخرى أشار إليها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ألا وهي “المسرح السوري التي قد يشتعل وربما يحدث مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران”، وأشار المجلس إلى 170 هجوما ضد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا، منذ هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
ومع أن حربا واسعة في المنطقة لم تندلع بسبب حرب غزة، إلا أنها قد تندلع بسبب خطأ وليس عبر خطة، غارة جوية أو اغتيال مثلا. والسؤال هو من سيمنع الزحف الفوضوي وبدون قيادة نحو الكارثة؟
فالدول العربية غير قادرة وأبعدت نفسها عن الساحة، أما روسيا فتلعب دور المخرب، فيما لا تعتبر الصين قوة جدية بالمنطقة، وكذا نوايا إيران فهي خبيثة، وتم تهميش الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وجو بايدن فاشل. وفي إسرائيل، فنتنياهو دليل حي عن كل شيء: في كل مكان هناك نقص في القيادات النزيهة والقادرة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف سايمون تيسدال نتنياهو واشنطن فلسطين بايدن المذبحة غزة حزب الله
إقرأ أيضاً:
ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
خطا الرئيس السوري أحمد الشرع ثلاث خطوات مُهمة نحو إعادة توحيد سوريا، ومواجهة مشاريع تقسيمها. الأولى، إفشال التمرد المُسلّح الذي قادته خلايا النظام المخلوع في مناطق الساحل بهدف إسقاط الدولة الجديدة وإشعال حرب أهلية. والثانية، إبرام اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها في الدولة الجديدة، والثالثة، الاتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء الجنوبية على دمجها الكامل في مؤسسات الدولة.
مع ذلك، تبقى مُعضلة الجنوب السوري إشكالية ضاغطة على سوريا؛ بسبب التحركات التي بدأتها إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الأسد واحتلالها أجزاء جديدة من الأراضي السورية ومحاولتها تأليب دروز الجنوب على إدارة الرئيس الشرع.
على الرغم من أن إسرائيل سعت في البداية إلى تسويق تحرّكاتها العدوانية في سوريا في إطار مواجهة مخاطر أمنية مزعومة تُهددها، فإن النهج الإسرائيلي أصبح بعد ذلك أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 23 فبراير/ شباط الماضي عن نوايا إسرائيل الإستراتيجية في سوريا. وتتضمن هذه النوايا تحقيق أربعة أهداف متوسطة وبعيدة المدى.
أولًا، تكريس احتلال المنطقة العازلة في الجولان وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية كأمر واقع من خلال ربط التواجد الإسرائيلي فيهما بالتهديدات المزعومة بعيدة المدى التي تواجه إسرائيل من سوريا، وليس القريبة المدى. وبالنظر إلى أن المناطق المُحتلة الجديدة ليست كبيرة من حيث الحجم، فإن إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بها، إما بهدف ضمها لها بشكل نهائي، أو بهدف تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مُحتملة مع النظام الجديد في سوريا.
ثانيًا، محاولة إحداث شرخ كبير بين الدروز في جنوب سوريا والإدارة الجديدة كبوابة لتأسيس كيان درزي كمنطقة عازلة بينها وبين سوريا. ولا تقتصر وسائل إسرائيل بهذا الخصوص على تشجيع النزعة الانفصالية بين الدروز، وتقديم نفسها كحامٍ لهم، بل تشمل كذلك طرح مطلب تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح وعدم انتشار الجيش السوري الجديد فيها، فضلًا عن اعتزام السماح للدروز بالعمل داخل إسرائيل.
ثالثًا، تدمير ما تبقى من الأصول العسكرية التي أصبحت ملكًا للدولة السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد من أجل إضعاف القدرات العسكرية لهذه الدولة، وتقويض قدرتها على امتلاك عناصر القوة لبسط سيطرتها على كافة أراضيها وللتعامل مع التحديات الأمنية الداخلية التي تواجهها، خصوصًا مع الأطراف: (قسد، خلايا النظام في الساحل، والتشكيلات المسلحة في الجنوب). وتندرج هذه الإستراتيجية ضمن أهداف إسرائيل في تشجيع النزعات الانفصالية على الأطراف لإضعاف السلطة المركزية في دمشق.
رابعًا، تقويض قدرة تركيا على الاستفادة من التحول السوري لتعزيز دورها في سوريا، وفي المنافسة الجيوسياسية مع إسرائيل في الشرق الأوسط. ولهذه الغاية، تعمل إسرائيل على مسارات مُتعددة، ليس فقط محاولة إيجاد موطئ قدم لها بين الدروز في الجنوب، بل أيضًا شيطنة الإدارة السورية الجديدة للتأثير على القبول الدولي بها، والضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم الاعتراف بالرئيس الشرع، وإبقاء العقوبات على سوريا كسيف مُصلت عليها لتحقيق مصالح إسرائيل، والضغط كذلك على واشنطن لإقناعها بالحاجة إلى بقاء الوجود العسكري الروسي في سوريا كضرورة لمواجهة نفوذ تركيا.
حتى في الوقت الذي يبدو فيه تقسيم سوريا أو فَدْرلتها أو تحويل الجنوب إلى منطقة منزوعة السلاح (عدم وجود الجيش السوري فيها)، غير مُمكن وغير واقعي، فإنه من المرجح أن تحتفظ إسرائيل باحتلال المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية لفترة طويلة.
كما ستسعى لاستثمار الفترة الطويلة التي ستستغرقها عملية بناء الدولة الجديدة ومؤسساتها العسكرية والأمنية من أجل مواصلة شن ضربات على امتداد الأراضي السورية؛ بذريعة مواجهة تهديدات مُحتملة، أو خطر وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات تُشكل تهديدًا لإسرائيل.
إن هذا النهج الإسرائيلي المُحتمل ينطوي على مخاطر كبيرة على سوريا وإدارتها الجديدة، لأنه سيُقوض من قدرتها على تحقيق استقرار داخلي كامل وبناء مؤسسة عسكرية قوية. ولا تبدو احتمالية الدخول في حرب مع إسرائيل واردة على الإطلاق على جدول أعمال الرئيس الشرع، خصوصًا في هذه المرحلة التي تفرض عليه تركيز أولوياته على إنجاح المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة، وبناء علاقات جيدة مع الغرب من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا وإطلاق عملية إعادة الإعمار.
لقد شدد الشرع في القمة العربية الطارئة، التي عُقدت في القاهرة، على ضرورة العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي الجديدة التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد. ويعمل الشرع على ثلاثة سياقات لمواجهة التحدي الإسرائيلي.
التأكيد على التزامه باتفاقية فض الاشتباك لإظهار رغبته في تجنب أي صدام عسكري مع إسرائيل.
تقويض قدرة إسرائيل على استثمار الانقسامات الطائفية والمجتمعية والعرقية في سوريا من خلال السعي لدمج الحالات على الأطراف: (الشمال الشرقي، الساحل، الجنوب) في الدولة الجديدة.
تعزيز القبول الدولي به لإقناع القوى الفاعلة في المجتمعين: الإقليمي والدولي بالضغط على إسرائيل للحد من اندفاعتها في سوريا، والعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في الجنوب قبل سقوط نظام بشار الأسد.
علاوة على ذلك، يُحاول الشرع توسيع هامش المناورة لديه في مواجهة التحدي الإسرائيلي من خلال تعميق الشراكة الجديدة لسوريا مع تركيا.
على الرغم من وجود مشروع لاتفاقية دفاع مشترك بين تركيا وسوريا، فإن الشرع لا يزال متريثًا في الإقدام على هذه الخطوة لاعتبارات مُتعددة. لكنه في حال تصاعد خطر التحدي الإسرائيلي على استقرار سوريا ووحدتها، فإنه قد يلجأ إلى هذه الاتفاقية للحصول على دعم تركي في تسليح الجيش السوري الجديد، وتعزيز قدرته على مواجهة هذا التحدي.
والخلاصة أن التحدي الإسرائيلي يُوجد عقبات كبيرة أمام نجاح التحول في سوريا، لكنه يُوجد في المقابل فرصًا للشرع لبلورة إستراتيجية متكاملة للتعامل مع هذا التحدي، وتعزيز القبول الدولي به كضمان لمنع اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل في المستقبل.