فى 29 نوفمبر 2023 كتب «جيف بيتي» أستاذ علم النفس بجامعة «إيدج هيل» مقالًا تحدث فيه عن الصدمات النفسية واضطراب ما بعد الصدمة للأسرى الإسرائيليين عقب عملية «طوفان الأقصي»، مؤكدًا أن ما مر به هؤلاء الرهائن لا يمكن تصوره !
ويبدو أن «بيتي» قد كتب هذا المقال متناسيًا عدد الأسرى لدى قوات الاحتلال، هذا العدد الذى ارتفع إلى 9 آلاف أسير منهم 300 امرأة و635 طفلا و80 صحفيا خلال حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال الصهيونى حسب ما ذكرته وزارة الأسرى فى غزة.
المهم أن حالة الرهينة النفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة، والكوابيس والقلق الشديد، ومشاعر الخوف المستمرة والعجز، ومشاعر الحزن واليأس وفقدان الثقة فى الآخرين التى تحدث عنها أستاذ علم النفس لا تنطبق على الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، بل ظهرت تلك الحالة من الاضطراب بوضوح شديد على الأسير الفلسطينى « بدر دحلان » بعد شهر واحد فى سجون الاحتلال!
فقد شهد العالم حالة الأمن والسلامة النفسية والجسدية للأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم من قبل حماس أيام الهدنة، وشهد العالم أيضًا الحالة الصحية والنفسية لأربعة من الرهائن تم تحريرهم بعد مجزرة قام بها الكيان المحتل فى «مخيم النصيرات»، ظهرت بعدها الأسيرة «أرغاماني» بحالة صحية ونفسية بعد تسعة أشهر قضتها فى الأسر أثارت فضول إحدى مذيعات قناة الـ12 الإسرائيلية ودفعتها للقول بأن «أرغاماني» تبدو أكثر أناقة منها!
تلك الحالة من الانكسار النفسى والجسدى التى ظهرعليها الأسير الفلسطينى «بدر دحلان»، ما هى إلا فصل حزين من فصول سلسلة الجرائم والانتهاكات الصهيونية، هذه الحالة لم تكن المشهد الأول من مشاهد الصدمة والرعب فى مسلسل المذابح والمجازر وعمليات الإبادة الممنهجة التى ترتكبها قوات الكيان المحتل.. ولن تكون.
الصدمة الحقيقة ليست صورة «بدر دحلان» الكارثية والمرعبة وآثار التعذيب التى غزت جسده النحيل، الصدمة الحقيقية هى الاستنتاج الذى ذهب إليه البعض بأن حالة «دحلان» أكبر دليل على استخدام الكيان المحتل أفظع وسائل التعذيب والترهيب مع الأسرى الفلسطينيين!
ولا أعرف ماذا كان ينتظر أصحاب هذا الاستنتاج من عدو يرتكب جرائم إبادة منذ أكثر من ثمانية أشهر، ماذا ننتظر من عدو يقصف عمدًا المناطق الإنسانية الآمنة متجاهلًا الإدانات الدولية مستخفًا بكل القوانين والشرائع التى تجرّم استهداف المدنيين، ماذا ننتظر من عدو أدرجته الأمم المتحدة على قائمة الدول التى ترتكب انتهاكات ضد حقوق الأطفال، ماذا ننتظر من عدو يرتكب كل يوم مجزرة يسقط خلالها عشرات الشهداء وآلاف الجرحى دون رادع أخلاقى أو إنسانى، فليخبرنى أحد هؤلاء الذين ذهبوا إلى هذا الاستنتاج المثير للدهشة وشعروا بالصدمة من رؤية «بدر دحلان»، أين مصدر تلك الصدمة بعد مشاهد التجويع والقتل والإبادة والتخريب والتدمير؟!
الخلاصة.. إن حالة الانكسار النفسى والجسدى التى ظهر عليها الأسير« بدر دحلان » هى حالة منطقية لجرائم عدو لا يعبأ بقوانين أو أى إدانات دولية، وأن الاستنتاج الأقرب إلى المنطق هنا، أن حالة السلام والتطبيع المجانى الذى يروج له البعض ويجرى خلفه، هو الإجابة الأكثر منطقية للسؤال: لماذا يرتكب «نتنياهو» كل هذا الإجرام والوحشية والإبادة الجماعية دون خوف أو رادع؟
فى النهاية.. يبدو أن حالة «اللا سلم واللا حرب» كانت أكثر أمانًا وحقنًا للدماء العربية، وكانت حائلًا دون انجرار المنطقة كلها إلى حرب ليس لها نهاية، ومن المؤكد أن السلام الذى تريده إسرائيل مع جيرانها هو« سلام قاتل» لكل ما هو عربى بشرًا كان أم حجرًا.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أشرف عزب طوفان الأقصى قوات الاحتلال الاحتلال الصهيونى بدر دحلان أن حالة من عدو
إقرأ أيضاً:
هدف قاتل يمنح الاتحاد السكندري تعادلًا مثيرًا أمام الأهلي بالدوري «فيديو»
انتهت مباراة الأهلي والاتحاد السكندري بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، والتي أقيمت مساء اليوم، على ملعب السلام، ضمن منافسات الجولة الثالثة ببطولة الدوري المصري الممتاز.
شوط أول شهد العديد من الحالات التحكيمية المثيرة للجدل، لعل من أبرزها ركلة الجزاء التي احتسبا للأهلي قبل لحظات من نهاية الوقت الأصلي.
واحتسب محمد معروف حكم مباراة الأهلي والاتحاد السكندري، ركلة جزاء للمارد الأحمر لصالح حسين الشحات في الدقيقة 43 من عمر الشوط الأول.
وفشل إمام عاشور في ترجمة ركلة الجزاء إلى هدف أول في اللقاء، بعد أن سددها أعلى العارضة.
وفي الشوط الثاني، افتتح الأهلي النتيجة على الاتحاد السكندري بهدف أول جاء من توقيع عمرو السولية من علامة الجزاء في الدقيقة 67 من عمر المواجهة.
وسجل نادي الاتحاد السكندري هدف التعادل مع حلول الدقيقة 86، بواسطة نجمه ومهاجمه فان ديرك بعد أن استلم كرة داخل منطقة الجزاء ووضعها بطريقة مميزة في مرمى محمد الشناوي.