الصين وفرنسا تطلقان قمرا اصطناعيا لرصد أقوى انفجارات الكون
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
أطلقت الصين، السبت، قمرا اصطناعيا صينيا-فرنسيا أعد لرصد "انفجارات غاما" وهي أقوى الانفجارات في الكون، حييث تم تطوير مراقب أجسام فضائية لهذا الغرض.
وقد طور مراقب الأجسام الفضائية المتغيرة (SVOM) مهندسون من كلا البلدين وسيبحث عن انفجارات أشعة غاما، التي سافر الضوء الصادر منها مليارات السنين الضوئية للوصول إلى الأرض.
وانطلق القمر الاصطناعي الذي يبلغ وزنه 930 كيلوغراما ويحمل أربع أدوات فرنسية وصينية، على متن صاروخ صيني من طراز "المسيرة الطويلة" من قاعدة فضائية في شيتشانغ بمقاطعة سيتشوان الجنوبية الغربية.
تحدث انفجارات "أشعة غاما" عادة بعد انفجار نجوم ضخمة، وهي نجوم أكبر من الشمس بعشرين مرة، أو اندماج بين نجوم ترتطم ببعضها.
ويمكن للأشعة الكونية شديدة السطوع أن تبعث انفجارا من الطاقة يعادل أكثر من مليار مليار شمس.
والمشروع هو ثمرة شراكة بين وكالتي الفضاء الفرنسية والصينية بالإضافة إلى مجموعات علمية وتقنية أخرى من كلا البلدين، ويعتبر التعاون الفضائي على هذا المستوى بين الغرب والصين نادر، خاصة وأن الولايات المتحدة حظرت أي تعاون بين وكالة ناسا وبكين في عام 2011.
فهم تاريخ الكون
وقال أوري غوتليب، عالم الفيزياء الفلكية في مركز الفيزياء الفلكية التابع لمعهد فلاتيرون في نيويورك، إن مراقبة هذه الانفجارات تشبه "النظر إلى زمن غابر، فالضوء الصادر عن هذه الأجسام يستغرق وقتا طويلا للوصول إلينا".
وتحمل الأشعة بقايا السحب الغازية والمجرات التي تمر عبرها في رحلتها عبر الفضاء، وهي بيانات قيِمة لفهم تاريخ الكون وتطوره على نحو أفضل.
وقال غوتليب "إن القمر الاصطناعي لديه القدرة على حل العديد من الألغاز المحيطة (بانفجارات أشعة غاما)، بما في ذلك الكشف عن أبعد هذه الانفجارات في الكون والتي تتوافق مع أقدمها".
انفجارات كونية
أبعد الانفجارات التي رُصدت حتى الآن حدثت بعد 630 مليون سنة فقط من الانفجار الكبير، عندما كان الكون في مهده.
وقال فريدريك دينيو، عالم الفيزياء الفلكية في معهد الفيزياء الفلكية في باريس "نحن مهتمون بانفجارات أشعة غاما في حد ذاتها، لأنها انفجارات كونية شديدة للغاية تسمح لنا بفهم موت بعض النجوم بشكل أفضل".
وأضاف "كل هذه البيانات تجعل من الممكن اختبار قوانين الفيزياء في ظواهر من المستحيل إعادة إنتاجها في المختبر على الأرض".
وبمجرد تحليلها، يمكن أن تساعد البيانات على تحسين فهمنا لتكوين الفضاء، وديناميكيات السحب الغازية أو المجرات الأخرى.
سباق مع الزمن
قال عالم الفلك الأميركي في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل، إن "مخاوف الولايات المتحدة بشأن نقل التكنولوجيا جعلت حلفاء الولايات المتحدة يمتنعون عن التعاون مع الصينيين بشكل كبير، لكن ذلك يحدث في بعض الأحيان".
وفي عام 2018، أطلقت الصين وفرنسا بشكل مشترك القمر الاصطناعي CFOSAT، وهو قمر مختص في علوم المحيطات ويستخدم بشكل رئيسي في الأرصاد الجوية البحرية.
وشاركت عدة دول أوروبية في برنامج تشانغ إه الصيني لاستكشاف القمر.
وقال ماكدويل، إنه على الرغم من أن مراقب الأجسام الفضائية المتغيرة "ليس فريدا بأي حال من الأحوال"، إلا أنه يظل "مهما" في سياق التعاون الفضائي بين الصين والغرب.
وبعد وصوله إلى المدار على ارتفاع 625 كيلومترًا فوق الأرض، سيرسل القمر الاصطناعي بياناته إلى المراصد الأرضية.
ويتمثل التحدي الرئيسي في أن انفجارات "أشعة غاما" قصيرة للغاية، وهذا يجعل العلماء في سباق مع الزمن لجمع المعلومات.
وبمجرد اكتشاف انفجار، سيرسل المرقب تنبيهًا إلى الفريق المناوب على مدار الساعة.
وفي غضون خمس دقائق، سيتعين عليهم تشغيل شبكة من التلسكوبات الموجودة على الأرض وتوجيهها لتتوافق بدقة مع محور مصدر الانفجار للحصول على عملية رصد دقيقة وأكثر تفصيلا.
عن سكاي نيوز عربيةالمصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الفیزیاء الفلکیة القمر الاصطناعی أشعة غاما
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أدلة جديدة على وجود مظاهر جاذبية غير معروفة حتى الآن في الكون
#سواليف
أعلن #علماء_الفلك الأمريكيون أن الشذوذات في توزع مجموعات المادة المرئية للكون ناتجة عن #مظاهر_الجاذبية غير المعروفة حتى الآن، وليس عن عدم ثبات خصائص #الطاقة_المظلمة.
إن الخريطة ثلاثية الأبعاد فائقة الدقة للكون التي تم وضعها مؤخرا بواسطة مرصد DESI تدعو إلى التشكيك في فرضيات الجاذبية البديلة التي تختلف عن نظرية النسبية لأينشتاين. وأفادت الخدمة الصحفية لجامعة تكساس الأمريكية أن هذا الأمر يعتبر دليلا آخر لصالح عدم ثبات خصائص الطاقة المظلمة.
وقام مصطفى إسحاق بوشاكي الأستاذ بجامعة ولاية تكساس وعلماء آخرون بتحليل البيانات التي تم جمعها باستخدام مرصد DESI، فقال:” إن البيانات التي جمعناها تؤكد عموما أن نظرية النسبية لأينشتاين تصف بشكل صحيح تفاعلات الجاذبية والعمليات المرتبطة بتطور مجموعات المجرات وغيرها من الهياكل واسعة النطاق على مستوى المقاييس الكونية. كما أنها متوافقة تماما مع تفسيرنا للجزء السابق من البيانات الذي يشير إلى عدم ثبات خصائص الطاقة المظلمة”.
مقالات ذات صلة “واتس آب” يطلق ميزة جديدة لتسهيل المراسلات الصوتية في الأماكن الصاخبة 2024/11/24توصل البروفيسور إلى هذا الاستنتاج من خلال تحليل البيانات التي جمعها DESI خلال السنة الأولى من الأرصاد بعد بدء تشغيل المرصد في أكتوبر 2019. وخلال هذا الوقت، قام المرصد بقياس عدد كبير من أطياف المجرات البعيدة، بما في ذلك عدد كبير من الأجرام السماوية التي نراها في الحالة التي كانت عليها في العصور الأولى لوجود الكون.
وفي أبريل الماضي استخدم العلماء صور DESI لإنشاء أدق خريطة ثلاثية الأبعاد للكون حتى الآن والتي تتضمن عدة ملايين من المجرات وحوالي 450 ألف كوازار، وهي ثقوب سوداء نشطة فائقة الكتلة. وأتاح تكوينه لعلماء الفلك فرصة للتأكد من صحة تنبؤات نظرية النسبية العامة لأينشتاين والعديد من النظريات البديلة للجاذبية على مستوى الكون بأكمله.
ولذلك، قام العلماء بتحليل كيفية توزع التراكمات الكبيرة والصغيرة للمادة في جميع أنحاء الكون في عصور مختلفة من وجوده ومقارنة نتائج هذه الأرصاد مع الحسابات النظرية. وأظهرت هذه المقارنة أن نظرية النسبية العامة تصف بشكل صحيح عموما كيفية توزع المادة وكيفية تفاعل كتل المادة مع بعضها البعض على مدى الـ11 مليار سنة الماضية، مما يضيّق إلى حد بعيد قائمة النظريات البديلة للجاذبية.
وأشارت الجامعة إلى أن هذا الأمر يلقي بظلال من الشك أيضا على الفرضية القائلة بأن الشذوذات في توزع مجموعات المادة المرئية والتي تم تحديدها في بيانات DESI عند وضع الخارطة ثلاثية الأبعاد للكون، لم تنشأ عن عدم ثبات خصائص الطاقة المظلمة، بل ناتجة عن مظاهر الجاذبية غير المعروفة حتى الآن.
وخلص العلماء إلى أن تحليل الصور الجديدة لمجموعات المجرات التي سيتم الحصول عليها باستخدام مرصد DESI في السنوات اللاحقة من تشغيل هذا الجهاز سيساعد في الحصول على إجابة نهائية على هذا السؤال.
وDESI هو نظام خاص بدراسة خصائص الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، وهو متصل بتلسكوب قطره أربعة أمتار في المرصد الوطني الأمريكي “كيت بيك”.